Express Contract Marriage Words - 30
“حقًا؟ هل تعتقد أنني سأهدأ إذا كنتَ أنتَ من يقول لي ذلك؟”
تساءلت أراسيلا بابتسامةٍ باردة.
بالطبع، كان من الصعب أن تهدأ. ومع ذلك، حاول داميان جاهدًا تهدئتها بأقصى ما يستطيع.
فهو لا يستطيع أن يتشاجر مع زوجته أمام هذا العدد الكبير من الناس.
علاوةً على ذلك، كانت المشكلة بالكامل بسببه.
لا، ليس كذلك تمامًا.
“إذاً، لماذا اقتربتِ دون أن تقولي شيئًا؟”
“كانت هناك بتلةَ زهرة عالقةً في شعرك، وكنتُ أحاول إزالتها!”
قالت ذلك وهي تضرب يقدمها بقوة على الأرض، مما جعل القارب يهتز ولفت انتباه الناس إليهما.
لم يجد داميان ما يقوله، فتمتم في داخله.
‘لقد انتهى الأمر.’
كل شيء أصبح فوضويًا تمامًا.
“ربما كان يجب علي أن أقتلع رأسك بالكامل بدلًا من ابعاد البتلة، أليس كذلك؟”
“زوجتي، اهدئي من فضلكِ……”
“أهدأ؟ أهدأ؟! كفَّ عن ترديد هذه الكلمة! أنا غاضبةٌ بشكل لا يُحتمل الآن!”
كانت يد أراسيلا، التي كانت تقبضُ عليها، ترتعش.
القوة البدنية لتلك اليد لم تكن مخيفة، لكن السحر الذي يمكنها إطلاقهُ منها كان يشكّل تهديدًا.
كان على داميان أن يتصرف بسرعة قبل أن يزداد اهتمام الناس بالمشهد.
أمسك بدفُة القارب و تحدث بتوتر.
“لنعد إلى اليابسة ونتحدث هناك. التسبب بفوضى هنا خطر، سواء على سلامتنا أو على سمعتنا.”
بعد سماع الهمسات المتزايدة حولها، تمكنت أراسيلا بصعوبة من كبح غضبها وجلست.
استخدمت سحر الرياح لتجفيف ملابسها وشعرها المبللين، ثم أشعلت النار في كفها لإزالة الرطوبة.
اختفت المياه، لكنها كانت تفعل ذلك لتدفئة جسدها. لا لتهدئة غضبها.
بينما كانت تركز على زيادة حرارة جسدها بإحكام، كان داميان يجدّف بكل قوته للعودة إلى اليابسة.
هكذا انتهت النزهة على النهر بأسوأ طريقةٍ ممكنة.
كان داميان يمشي خلف أراسيلا، التي بدت علامات الغضب واضحةً على وجهها، وهو لا يعرف ماذا يفعل.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يغضبٌ فيها أحد منه، لكنه لم يحاول قط تهدئة غضب أحد.
فمشاعر الآخرين لم تكن تعنيه.
ومع أنه شعر بغرابةٍ تجاه نفسه وهو يراقب رد فعلها، إلا أن القلق تملّكه.
كيف يمكنه تهدئة أراسيلا؟
ربما علي أن أبدأ بالاعتذار، أليس كذلك؟
“أعتذر، زوجتي.”
بمجرد أن صعد إلى العربة وأغلق الباب، بادر داميان بالاعتذار. لكن أراسيلا، التي كانت متكئةً وذراعيها معقودتين ورأسها ملتفٌ بعيدًا، لم تظهر أي رد فعل.
“لم أقصد فعل ذلك عمدًا. لقد فوجئت للحظة فقط، زوجتي……”
“هربتَ لأنك ظننتَ بأنني أحاول لمسكَ، أليس كذلك؟”
“…….”
أقر داميان بالصمت.
‘ها، كما توقعت.’
أطلقت أراسيلا ضحكةً ساخرة.
“هل تعلم بأن تصرفكَ ذلك مزعجٌ للغاية؟ هل تعتقد أنني مقززة؟ أنا أيضًا لا أحب التلامس الجسدي مع الآخرين!”
‘من يظن نفسه؟ وكأنهُ شخصٌ أتوق إلى لمسه!’
أراسيلا أفرغت غضبها المكبوت الذي تراكم في قلبها طوال هذه الفترة.
“أنتَ لستَ الوحيد الذي يشعر بالنفور، لكن لماذا لا تفكر في مشاعر الآخرين أو إحساسهم؟”
تساءلت بغضب وهي تستجمع أنفاسها.
“قل بصراحة، هل تفعلُ هذا معي فقط؟”
“لا، ليس كذلك.”
“إذاً لماذا ترفض التلامس الجسدي بهذا الشكل؟ هل لديك فوبيا من الأوساخ؟”
حاول داميان اختيار إجابته بحذر.
كان يفضل أن يكون نظيفًا، لكنه لم يكن يعاني من فوبيا الأوساخ.
كان رفضه للتقرب الجسدي بسبب سببٍ آخر…….
لكن هذا السبب كان مرتبطًا بنقاط ضعفه، ولذلك تردد في ذكره.
‘كيف أستطيع أن أثق بهذه المرأة وأخبرها؟’
إذا غيرت رأيها واندفعت نحو المال، مثلما حدث مع مديرةِ الخدم، فسيتحول كل شيء أظهرتهُ لها إلى خنجرٍ مسمومٍ في وجهي.
“داميان، لا تعش أبدًا مثل أمك.”
تذكر كلماتٍ كانت قد دفنت في أعماق ذاكرته.
كانت والدته، التي كانت بريئةً وضعيفة القلب، شخصًا يفتح قلبه بسهولة للجميع.
لم تكن تعرف كيف تشك في الآخرين، وكانت تظهرُ نقاط ضعفها دون تردد، وتقبل بكلِّ لطفٍ مشبوه يحمل نوايا سوداء.
و نتيجةً لذلك، تم خيانتها من قبل صديقةٍ كانت تثق بها، و فقدت زوجها ثم فارقت الحياة.
و لكي ينتقم داميان من والدته، لم يكن يجب عليه أن يعيش مثلها.
لم يكن يجب عليه أن يثق بالآخرين بسهولة، وكان عليه أن يخفي أي شيء قد يصبح نقطةَ ضعفٍ له.
“داميان، ألن تجيب؟”
مع طول الصمت، فتحت أراسيلا فمها وكأنها شعرت بالإحباط.
“على أي حال، نحن في نفس المركب، وحتى تتولى أنت منصب الدوق، يجب أن نعيش كزوجين. لذا، يمكنكَ على الأقل أن تخبرني لماذا ترفض التلامس الجسدي.”
“كيف أستطيع أن أثق بكِ وأخبركِ بذلك؟”
أخرج داميان كلماتٍ كان قد كبتها في نفسه بدافع الاندفاع.
تراجع قليلاً، لكنه شعر أن الماء قد سكب بالفعل. فقد تجمد تعبير وجه أراسيلا بوضوح.
“إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تزوجتني؟”
“……ألم تطلبِ مني الزواج أولاً؟ و قد كان زواجاً بناءً على الحاجة المتبادلة.”
في الحقيقة، لم يكن هناك حاجةٌ لتبادل الثقة أو الإيمان بينهما. كان زواجاً بالعقد يهدف فيع كل طرف لتحقيق غرضه، ثم ينفصل كل منهما عن الآخر بعد تحقيق هدفه.
حين شعر داميان بأنه على صواب، عادت ثقته بنفسه.
لكن عندما نظر في عينيها الزرقاوين الشفافين، اختفت تلك الثقة كما يذوب الثلج.
“هل تعتقد بأنه يمكنُ تبرير إيذاء الآخرين بالطريقة التي تتبعها، داميان؟”
“ماذا……؟”
“أنا حقًا شعرتُ بعدم الراحة من تصرفاتك، و تأذيتُ قليلاً……قليلاً جدًا.”
ضيقت أراسيلا المساحة بين إبهامها والسبابة قليلاً.
‘إذا قلتُ بأنني تألمتُ كثيراً، سيتأذى كبريائي.’
“ثم، إذا كان هذا زواجًا بالاتفاق، فعليكَ أن تفي به بشكلٍ أكثر جدية. لا يمكننا حتى أن نضع ذراعينا على بعضها، ومع ذلك تتصرف و كأنكَ زوجٌ محب. إلى متى تعتقد بأن هذا سيستمر؟”
إذا كان هناك زوجان في زواجٍ عن حب ولم يكن بينهما أي تقاربٍ جسدي، فسيبدأ الناس في الشك في الأمر.
وحتى دوقية فاندرمير، كان من الممكن أن يتخذوا ذلك ذريعةً لإبطال الزواج.
تغير وجه داميان ليعكس تعبيرًا معقدًا. ربما لأنه لم يكن يستطيع إنكار كلامها.
ثم فتحت أراسيلا فمها مرة أخرى ولاحظت خصلةَ شعرها التي التصقت بركبتهِ، فمدت يدها لتزيلها.
“آه، لماذا علق هذا هنا؟”
“يجب أن نتدرب ببطء على-“
لكن صوت “تك” عندما دفع داميان يد أراسيلا بعيدًا بشكلٍ قوي قطع كلامها.
ولم يكن ذلك عن عمد هذه المرة أيضًا.
كان عقلهُ مشوشًا بسبب كل الأفكار التي كانت تدور فيه، ولهذا رفض بشكلٍ غير إرادي يد أراسيلا التي اقتربت منه.
“أوقف العربة.”
لم تكن أراسيلا تعلم ذلك، وإذا كانت قد علمت، لما كانت قد تصرفت بهذه الطريقة، لكانت ستغضب فقط.
“هل تعني بأنك ستعاملني هكذا حتى النهاية؟ حسنًا، أنا أيضًا لا أريد لمسك!”
“زوجتي، إذا استمعتِ إلى كلامي قليلاً……”
“لا، داميان، أنت من يجب أن يستمع إلى كلامي. أوقف العربة!”
في النهاية، توقفت العربة التي كانت تجوب الشوارع المزدحمة في منتصف الطريق. وتدلت أجنحة نموذج الطائر الأحمر التي كانت ترفرف بلا قوة على العربة.
أخذ داميان حقيبته والمظلة وهو يراقب أراسيلا وهي تنزل من العربة بنظرةٍ مليئة بالإحباط.
“في الواقع، سأكون أنا من سينزلُ هنا. اركبِ أنتِ العربة.”
تجاهلت أراسيلا تمامًا كلماته و نزلت من العربة.
وقبل أن يُغلق باب العربة، تركت لهُ آخر كلمة.
“ابتعد عن وجهي.”
لقد فشل هذا الموعد تمامًا.
***
مملوءًا بالمشاعر المتداخلة، لم يذهب داميان إلى القصر بل توجه إلى فرقة الفرسان.
كان يريد أن يفرغ عقله وهو يلوح بسيفه في ساحة التدريب.
في عطلة نهاية الأسبوع، كان التدريب اختياريًا، لذا لم يكن هناك الكثير من الفرسان في الساحة.
فمعظمهم كانوا يفضلون الراحة في عطلة نهاية الأسبوع، ولذلك كان هناك أشخاصٌ مثل داميان فقط يتدربون.
بالطبع، هناك أيضًا أشخاصٌ عكس ديميان تمامًا. مثل إيزيك ووند.
“أيها القائد، ماذا تفعل هنا؟”
بينما كان ايزيك يواصل تدريب جنوده تحت ستار تقديم الإرشاد الشخصي، لاحظ داميان وهو يدخل ساحة التدريب، فسرعان ما اقترب منه.
وعندما رأى الشعر المبلل بالعرق الذي التصق بجبهته، تذكر أراسيلا من قبل، مما جعل داميان يشعر بالإنزعاج أكثر.
“ألم تقل بأنك ذاهبٌ في موعدٍ مع زوجتك؟ فقد طلبت مني أن أوصي لكَ بمطعم……”
“ايزيك.”
“نعم، أيها القائد.”
“ابعد وجهكَ لأنه يزعجني.”
“……هاه؟”
عبس إيزيك في دهشة.
كيف يمكن لشخص أن يقول بأنه يشعر بعدم الارتياح من رؤية وجه شخصٍ آخر؟
في الواقع، كان وجه داميان هو الذي بدا غير مرتاح.
على الرغم من أنه قد أوصى له بالمطعم الأفضل، لم يفهم ايزيك لماذا يبدو داميان في مزاجٍ سيءٍ هكذا.
“هل تشاجرتَ مع زوجتك؟”
“…….”
لم يرد داميان، لكن آيزاك عرف الإجابة.
إذا كان رئيسه يرفض الإجابة على سؤالٍ لا يريده أو يحول الموضوع، فهذا يعني أنه كان بالفعل في مشكلة.
“أوه، هل كان أول شجارٍ زوجي؟”
“ايزيك.”
“نعم.”
“خذ 30 لفة حول ساحة التدريب.”
“لكن لماذا أنا……؟”
حتى وإن بدت ملامح ايزيك مليئةً بالظلم، كان داميان حاسمًا.
فحين يُغضب المرؤوس رئيسه، هذا هو العقاب.
إذا استمر في التحدي، كان من المتوقع أن يزداد عدد اللفات، لذا اضطر ايزيك أخيرًا لوضع سيفه جانبًا وبدأ في الجري حول ساحة التدريب.
وفي هذه الأثناء، بدأ داميان في تدريباته الشخصية. وعندما بدأ العرق يتجمع على جبهته، عاد ايزيك بعد أن أنهى عقابه.
“إذاً، لماذا تشاجرتَ مع زوجتك؟”
“…….”
“تحدث أيها القائد، أرجوك. كما تعلم، أنا خبيرٌ في العلاقات العاطفية.”
ضرب ايزيك صدره بفخر، مبتسمًا بابتسامةٍ ماكرة، رغم أن هذه الابتسامة لم تكن تبعث على الثقة، لكن لم يكن هناك من يخبره.
بينما ضيق داميان عينيه و فكر بهدوء، بدأ ايزيك في محاولاته لحثه على الكلام.
“أوه، سيدي القائد، لا تتردد. تحدث فقط. أنا حقًا خبير في العلاقات العاطفية! لا يمكنك أن تتصور كم من الفرسان في فرقتنا نجحوا في علاقاتهم العاطفية بفضل نصائحي.”
“في الواقع، لا أرغب في معرفة هذه النصائح.”
نظر داميان إلى مرؤوسه بنظرةٍ مليئة بالإحباط وأضاف قائلاً.
“وأنا الآن أحاول أن أقرر أيٌ من الأمرين يجب أن أخبركَ عنه.”
“أمرين؟……”
“هل كان تصرفي في تجنبها دون ان أدرك، أم قولي لها بأنني لا أستطيع الوثوق بها هو أكثر ما أغضبها؟”
تفاجأ ايزيك، ففتح فمه في دهشة.
هل هو الآن يفكر في هذا؟
“في رأيي، الطريقة التي تصرفتَ بها بدون أن تدرك ذلك، هي أكثر ما أغضب زوجتك.”
“ماذا؟”
عندما أصبح تعبير داميان أكثر حدة، تراجع ايزيك بسرعة ورفع يديه.
ومع ذلك، لم يتوقف لسانه عن الكلام.
“بصراحة، كلا الأمرين كانا سيؤذيان زوجتك، إذا كنت في مكانها. لماذا تقارن بينهما وتفكر في الأضرار الكبيرة والصغيرة؟ لو كنت أنا، كنتُ سأبكي بسببك.”
“زوجتي ليست شخصاً مثلك، تبكي بسهولة.”
“أنا لست بكاءً!”
اعترض ايزيك وهو يعبس، ثم أضاف بصوتٍ غير راضٍ.
“على أي حال، أليست هذه أول موعدٍ لكَ مع زوجتك من بعد الزواج؟ كنتَ مشغولًا طوال الوقت وجعلت زوجتكَ تشعر بالوحدة، وعندما وجدت أخيرًا وقتًا للموعد، جعلتها تشعر بخيبة الأمل منك. كم سيكون حجم حزنها عندها.”
“…….”
علق في أذني داميان كلمة “أول موعد”.
لم يكن اللقاء الذي تم قبل الزواج سوى من أجل التوصل إلى اتفاقٍ بشأن الزواج، لذا كان هذا اللقاء هو أول موعدٍ حقيقي في حياتهما معًا.
عندما أدرك داميان هذه الحقيقة، شعر بشعورٍ غريب جدًا في قلبه.
كان هو الزوج الذي جرح زوجته في أول موعدٍ لهما.
‘هل تأذت حقًا؟’
من خلال كلمات أراسيلا نفسها التي قالت إن الأمر كان مؤلمًا قليلًا، فمن المحتمل أنها تأذت.
لطالما عاش ديميان دون أن يهتم بمن تأذى أو كيف يشعر الآخرون، لكن اليوم فقط، كان يشعر وكأن شوكةً قد غُرست في قلبه، وكان ذلك مؤلمًا.
_____________________________
واضح انه يثق في ايزيك مره على طول عطاه المشكلتين
بعد ماعاقبه طبعا😘
المهم هواشهم يضحك ويزعل بس زين شكله هو الي بيخلي داميان يبدا يهتم بأراسيلا
بس شوي ياخي الصراحه مابيهم يحبون بعض بسرعه ابي هواشات😭
Dana