Express Contract Marriage Words - 29
انتهت وجبة الطعام.
و خرج فريدريك من المطعم مع الزوجين، لكنه لم يستطع أن يبتعد بسهولة وبقي مترددًا.
كان واضحًا بأنه لا يرغب في المغادرة، لكنه لم يستطع الانضمام إليهما في جولة بالقارب على البحيرة، خاصةً وأن لديه التزاماتٍ أخرى بعد الظهر.
في الواقع، هو بالكاد وجد وقتًا ليأتي إلى هنا اليوم.
سمع شائعةً بأن داميان فاندرمير قد حجز طاولةً في مطعمٍ مشهور كوجهة للمواعدة في عطلة نهاية الأسبوع، وكان من الواضح من سيكون برفقته.
رفع فريدريك عينيه الحمراوين ليحدق بصمت في داميان وأراسيلا، اللذين يقفان معًا.
رغم زواجها، لم تتغير أراسيلا عن أيام العزوبية ولو قليلاً.
بالطبع، مضى شهر فقط على الزواج، لذا كان من الطبيعي ألا يتغير شيء حتى الآن. لكن رؤية صديقته كما كانت دائمًا أشعر فريدريك بشيء من الراحة.
‘إذًا، لم يكن هذا الزواج عن حب. فسيكون هناك دافع آخر بالتأكيد.’
“أراسيلا، أتمنى لكما وقتًا ممتعًا فيما تبقى من يومكما.”
“أجل، الى اللقاء.”
لوحت لهُ أراسيلا بيدها التي تحمل المظلة، بينما كانت تحمل حقيبتها باليد الأخرى، مما جعلها بعيدة عن أي تواصل مع داميان.
راقب فريدريك هذه الحركة بذكاءٍ وانتباه.
“سررت بلقائك اليوم، اللورد فاندرمير.”
فانحنى لهِ داميان باحترام.
“الشرف لي، سموك.”
ألقى فريدريك نظرةً باردة تجاهه، ثم مد يده نحو أراسيلا.
;ماذا؟ ماذا تريد؟”
“يدكِ.”
“لماذا تريد يدي؟”
نظرت أراسيلا إلى فريدريك باستغراب بسبب طلبه المفاجئ. و ابتسم فريدريك ابتسامة ساحرة.
“للتحية.”
كانت كلماته تعني أنه ينوي ترك قبلةِ وداع على كف يدها، وهي تحيةٌ شائعة في المجتمع المخملي. وقد تلقت أراسيلا مثل هذه التحية عدةَ مرات من قبل.
لكن جميع الرجال الذين قبّلوا يدها كانوا غرباء بالنسبة لها، ولم يكن فريدريك كذلك.
بالنسبة لها، لا يوجد ما هو أكثر غرابة من أن يقوم صديقٌ بتقبيل يدها.
اقتربت أراسيلا منه خطوةً واحدة، وبدلاً من مد يدها، همست له بهدوء.
“ما بالك تتصرف بمثل هذه الرومانسية اليوم؟ لا داعي لذلك، اذهب فحسب.”
كان أسلوبها مريحًا وخشنًا قليلًا، مما جعله يبدو وكأنه كلام عادي موجهٌ لصديق.
ابتسم فريدريك بضحكةٍ خافتة، لكن سرعان ما أخفى تعابير وجهه عندما انتبه لوجود داميان.
“إذًا، سنذهب نحن أولًا.”
“نعم، الى اللقاء.”
فتحت أراسيلا مظلتها المزينة بالدانتيل، واستدارت مبتعدةً مع داميان.
كان الزوجان الجميلان يبتعدان ببطء، وجذب جمالهما الأنظار أينما ذهبا.
نظر فريدريك بعينين ضيقتين إلى المسافة الدقيقة التي تفصل بينهما وهما يسيران جنبًا إلى جنب.
كانت هناك مسافةٌ غامضة تفصل بينهما، تثير التساؤل عما إذا كان ينبغي ترك أراسيلا كما هي أم لا.
***
“سأخبركِ مسبقًا، لن أمثل دور الرجل الغيور.”
قال داميان ذلك فجأة عندما اقتربا من ضفاف البحيرة.
و قبل ذلك، كان يتحدث عن حالة الطقس لهذا اليوم، ليبدو للآخرين وكأنهما يتبادلان الحديث بود.
و كانت أراسيلا تتحدث بلا اكتراث، لكنها توقفت فجأة وبدت مذهولة.
“حقاً؟، ولماذا تخبرني بهذا الكلام الغريب؟”
لم يطلب أحد منه أن يتصرف هكذا.
نظرت إليه بنظرةٍ مستغربة، فرد داميان و هو يميل رأسه قليلًا لينظر إليها من أعلى، وكأنّه يردُّ على ملاحظاتها بنبرةٍ لطيفة.
تحت شعره الأنيق، برز وجهه الوسيم بشكل أوضح تحت ضوء النهار، مما أضفى على حضوره هيبةً خاصة.
“أعني أنني لا أرغب في أن أجد نفسي في موقفً كهذا مرة أخرى، حيث أضطر إلى مواجهته بسببكِ أو بسببه.”
على الطريق المؤدي من المطعم إلى البحيرة، كانت الأوراق المتساقطة تملأ المكان، و وطأتها قدم أراسيلا، فصدر صوت خشخشة خافت.
لكن هذا الصوت غطت عليه ضحكتها المفاجئة.
“حقًا، هل تعني أنك تشعر بالغيرة من فريدريك؟”
“حتى وإن كان صديقًا، فهو رجلٌ في النهاية.”
عند سماع ذلك، هزت أراسيلا رأسها و هي تضحك.
لم تكن مثل هذه التعليقات جديدة عليها؛ فقد اعتادت عليها منذ أيام الأكاديمية بسبب صداقتها مع فريدريك.
لطالما تساءلت لماذا توجهُ إليها تلك الشكوك، رغم أن فريدريك كان يقضي الوقت أيضًا مع باولا.
ربما لأن باولا كانت مخطوبة، لكن الأمر بدا غريباً أكثر، خاصة وأنها لم تفكر في فريدريك بهذه الطريقة أبدًا. فهما مجرد صديقين، لا أكثر.
“أتعرف من هو الرجل الأقل جاذبية في العالم؟ إنه الشخص الذي يتعلق ويتدخل في صداقات النساء.”
لم تكن هذه الفكرة تقتصر على العلاقات العاطفية فقط، فالناس يشككون في صداقات الرجال والنساء في كل مكان.
“بإمكان الرجل والمرأة أن يكونا أصدقاء، لكن هناك من لا يفهمون ذلك ويثيرون الضجة لمجرد وجودهما معًا. يبدو لي أن هؤلاء ليسوا أناساً أذكياء.”
تأمل داميان زوجته التي اتخذت تعبيرًا متحفظًا، و وجهها الذي كان دائمًا مستديرًا مثل الأرنب، بدا الآن وكأنه يكتسب بعض ملامح القطة.
على الأقل، كان واضحًا أن أراسيلا لم تنظر إلى الأمير كاهتمامٍ عاطفي، ومن الواضح أن هذا لن يتغير.
لذا قرر دميان أن ينهي النقاش عند هذا الحد، هناك طرق عديدة لتوضيح سبب قلقه من فريدريك، لكنه لم يرغب في إثارة أي تفكيرٍ إضافي لديها.
فعادةً عندما تتحدث أراسيلا بالتفصيل عن شيء، يبدأ الطرف الآخر في الاهتمام دون ارادته.
“على كل حال، بما أننا متزوجان الآن، أتمنى أن تكونِ حذرةً في تصرفاتك.”
“أنت من يجب أن يكون حذرًا. تخرجُ معي في موعد وتتظاهر بالتحفظ، ورغم ذلك لا تتوقف عن التنبيه على أي شيء.”
كانت كلمات أراسيلا انتقادًا مباشرًا لداميان، الذي كان يمشي حريصًا على ألا يلمسها حتى عن طريق الخطأ.
عندما رأته عاجزًا عن الرد، اكتفت بإمالة رأسها بتعجرف و تحدثت بنبرةً لاذعة.
“إذا واصلت بهذا الأسلوب، فسأغضب حقًا، لذا احرص على أن تكون مستقيمًا أثناء التنزه بالقارب.”
ثم تقدمت بخطواتٍ واثقة نحو رصيف البحيرة، حيث كانت القوارب تنتظر على سطح الماء.
كان هناك العديد من الأزواج يستمتعون بجولاتهم على البحيرة، لكن كان واضحًا أن داميان وأراسيلا هما الأكثر لفتًا للأنظار بين الجميع.
الساحرة غير التقليدية والفارس ذو العزم الحديدي.
جذب خبر زواجهما اهتمام الناس بشكلٍ واسع، فالزواج الذي لم يكن أحد يتوقعه كان لا يزال حديث المجتمع.
تحت أنظار المتطفلين الذين كانوا يلقون نظراتٍ خفية، جلس الاثنان في القارب، وأخذا يتجولان ببطء على سطح البحيرة، مستمتعين بلحظاتهما الهادئة معًا.
كانت نسمة الهواء التي تهب في نهاية الربيع تلامس الوجه بلطف باعثةً شعورًا ممتعًا بالدغدغة.
و بدأ الزوجان، بابتسامة خفيفة، يتبادلان الحديث بود.
بالنسبة لمن حولهما، لم يكن يُسمع سوى همهمة غير مفهومة، لكن من تعابير وجهيهما كان واضحًا أنهما يتبادلان كلامًا لطيفًا.
“داميان، هل تعتقد أنك تستطيع عبور البحيرة من طرفها إلى طرفها الآخر في غضون دقيقة واحدة بالقارب؟”
سألتهُ أرسيلا بنبرةٍ غريبة وهي تراقب ذراعيه القويتين وهما يجدفان.
“يبدو أن زوجتي تظنني صيادًا. من فضلك، اطرحي أسئلة منطقية.”
“وأنت أيضًا تبدو وكأنك تراني كزوجةٍ ساذجة. لقد سألتكَ لأنني أستطيع فعل ذلك، لكن ماذا عنك؟”
اهتزت شفتي داميان قليلاً بابتسامة مكبوتة، ثم نظر إلى البحيرة الواسعة حوله.
كان من الصعب عليه أن يجتاز البحيرة بمفردهٍ في دقيقةٍ واحدة. حتى مع تدريباته اليومية وجسده المتمرس، كان الأمر مستحيلًا تقريبًا، فكيف تستطيع هي ذلك بذراعيها الرقيقتين؟
“أعتقدُ بأنكَ تفكرُ الآن بأن هذا غير ممكن. هل نسيت؟ أنا ساحرة.”
قامت أراسيلا بقرع أصابعها، وفجأة هبت ريحٌ من مكانٍ ما لتدفع القارب الذي يجلسان فيه بلطف.
كانت تلك الرياح من تأثير سحرها.
“استخدام السحر هنا يعد نوعًا من الغش.”
“على المرء أن يستخدم قدراته. هل يُعقل أن نعتمد على الجسد فقط لنقول بأننا كائناتٌ نبيلة؟”
“الجسد السليم هو منبع العقل السليم. وهذا ما يجعل الإنسان إنسانًا.”
رغم أن كلاً منهما كان يحافظ على ابتسامته أثناء تبادل الكلمات دون أن يستسلم أو يتراجع، إلا أن ابتسامتهما كانت تحمل في داخلها بعض العبوس، وكان يمكن رؤية ذلك من قرب.
لحسن الحظ، لم يكن أحد ليقترب من السيد والسيدة فاندرمير.
وجودهما معًا كان يمنحهما هالةً تجعل من الصعب الاقتراب، حتى أن من يمر بالقرب منهما كان يشعر بشيءٍ من الرهبة.
“لكن، داميان، أليس قاربنا يبدو بسيطًا أكثر من اللازم؟”
لاحظت أراسيلا القوارب الأخرى المارة حولهم، حيث كان الجميع يمسك بأيدي بعضهم البعض، و يتعانقون، و يقبّلون بعضهم البعض في جوٍ من الحب والرومانسية، بينما كان قاربهم هادئًا تمامًا.
‘يبدو أن تلك الزوجة لا تظهر حبها كثيرًا.”
“صحيح، على الرغم من أن علاقتهما تبدو جيدة. هل هناك مشكلةٌ ما؟”
تلك الكلمات التي تفوه بها أحد الأزواج، كأنها شكوك، أثارت قلق أرسيلا أكثر.
“يجب أن نظهرَ بصورة جيدة أيضًا.”
لم يكن بإمكانهما الاسترخاء تمامًا، فقد كان من الممكن أن يتم الهجوم عليهما في أي لحظة بناءً على ما قالته روزالين عند اعرافها.
“إذاً ماذا يجب أن نفعل؟”
“لنظهر بعض الحميمية.”
رفع داميان حاجباه في حركةٍ لا إرادية.
لم يكن غبيًا، فهو يعلم تمامًا ما تعنيه هذه الكلمات، كان الحديث عن إظهار بعض اللمسات الجسدية مثلما يفعل الآخرون.
لكن……
توجهت عيناه نحو يدٍ صغيرة وبيضاء، كما لو كانت ذائبة تحت أشعة الشمس.
كيف يمكنه أن يمسك بتلك اليد دون ايذائها؟
ثم نظر إلى جسدها النحيف والطويل، مع هيكلٍ عظمي صغير، وتساءل كيف يمكنه أن يحتضن ذلك الجسد دون كسره.
ثم اتجهت نظرته إلى عنقها النحيل، صاعدًا إلى شفتيها الحمراء الجميلة. تلك الشفاه……
‘مجنون.’
دميان، الذي شعر بالارتباك، انزل نظره إلى الأسفل ومرر يده على جفنيه، مؤكداً لنفسه أنه ليس مستعدًا لأي نوعٍ من اللمس الجسدي.
وعندما كان يفكر في اقتراح طريقةٍ أخرى، رفع رأسه في اللحظة التالية.
“……!”
لم يعلم داميان متى حدث ذلك، لكن فجأة كانت أرسيلا على مقربةٍ منه.
و كانت شفتيها الممتلئتين، التي كان يراقبها سرا، تتحرك وكأنها ستسحر الشخص الذي ينظر إليها.
“ابقَ هادئًا، داميان.”
دون أن يدرك، حبس داميان أنفاسه واتبع كلامها.
ومع اقتراب أرسيلا منه أكثر، مدت يدها.
وعندما بدأ جسدها الصغير يميل قليلاً نحوه، شعر داميان بقلبه ينقبض من التوتر.
فقد كان عبير الزهور الخفيف ينبعث من شعرها المرفوع.
وعندما اقتربت أصابعها منه أكثر، نفد صبره أخيرًا.
نهض فجأة وانتقل إلى المقعد المقابل بسرعة، مما جعل القارب يهتز بشدة.
كادت أراسيلا ان تسقط، لكنها تمكنت من استعادةِ توازنها بصعوبة.
وبينما كان داميان قد غير مكانه في غفلةٍ منه، استعاد هدوءه وأخذ نفسًا عميقًا، لكنه تفاجأ عندما نظر إلى الأمام.
لم يكن قد انتبه بأن اهتزاز القارب قد تسبب في حدوث موجةٍ و التي بدورها غمرت أراسيلا.
‘الل&نه، انها مشكلة…..’
كاد ان يتفوه ببعض الكلماتِ النابيه لكنه احتفظَ بها لنفسه.
“…….”
“…….”
في صمتٍ مرعب، استدارت أراسيلا ببطء.
كانت خصلات شعرها الملتصقة بوجهها ونظرتها العميقة، المملوءة بالغضب، تجسد صورةً مخيفة وكأنها شبحٌ مائي.
لم تستطع أن تكبح مشاعر الغضب التي كانت تتصاعد بداخلها.
كان الحادث نتيجة محاولة زوجها تجنب أي تلامسٍ جسدي معها.
“……أنت.”
عندما خرج صوتها المليء بالغضب والمرارة، شعر داميان وكأنه أصبح في مواجهةِ دب بري، فمدّ يديه أمامه بسرعة في محاولة لتهدئتها.
“زوجتي، ارجوكِ، هدئي من روعكِ.”
___________________________
داميان؟ غيور؟ لوء بس عشان صورتهم قدم الناس= هذا تبريره لنفسه تراك واضح😘
آخر شي خلاص خلص الموعد كذا داميان ماندري بيرقد في القصر اليوم ولا برا😭
وضعهم مره يضحك بس احتاج شرح ليه داميان مايحب التواصل الجسدي يارجال حتى افكارك فاضحتك😭
Dana