Express Contract Marriage Words - 27
بعد أن غادرت الخادمات دون تحقيق أي مطلب، رتبت أراسيلا الأوراق ذات الصلة وتوجهت للقاء داميان.
“لقد أدرجتُ كل من له علاقة، ولو قليلة، بروزالين ورئيسة الخادمات في قائمة المفصولين. و سأقوم بتنفيذ هذه الترتيبات.”
“نعم، افعلِ ذلك.”
ألقى داميان نظرةً سريعة على الأسماء المكتوبة على الورق وأومأ برأسه.
رغم أن أكثر من نصف الخادمات اللاتي عملن في القصر لسنواتٍ سيغادرن، إلا أنه لم يظهر عليه أي انزعاج.
كانت أراسيلا تتأمل ملامحه الحادة والنقية كالشفرات المسنونة.
“هل أنتَ بخير؟”
“ما الذي تعنينه بكوني بخير؟”
“لقد كانت رئيسة الخادمات تعمل تحت إشرافكَ لسنوات طويلة، أليس كذلك؟ و قد خانتك رغم ذلك، لذا توقعتُ أن شعورك بالخيانة قد يكون كبيرًا.”
ارتجفت أصابع داميان قليلًا، وشعر بمزيجٍ من المشاعر التي لم يكن يتوقعها.
رئيسة الخدم التي كانت بجانبه لفترةٍ طويلة خانته، بينما أراسيلا التي لم يمضِ على معرفتهٍ بها وقتاً طويلًا هي من تتفهم مشاعره.
كان شعورًا غريبًا، لم يكن حزنًا ولا تأثرًا، بل شيئاً بين ذلك.
لكنه واجه أراسيلا بوجه خالٍ من أي تعبير يُظهر ما في داخله.
“لم أكن أظن أن لديكِ جانبًا حساسًا كهذا، سيدتي.”
“ألا أبدو طيبةً ومتفهّمةً ومتعاطفة من أول نظرة؟”
“تبدين تمامًا مثلي.”
“……إذا قصدتَ هذا كإهانة، فذلك يعني أن قدرتي على التفهّم ضعيفة، أليس كذلك؟”
نظرت أراسيلا اليه بوجه متحفظٍ قليلاً، مما جعل داميان يبتسم ابتسامةً خفيفة.
جلس داميان متكئًا على حافة النافذة وذراعيه متشابكتين.
“على أي حال، لم تكن رئيسة الخادمات شخصًا أعزّه كثيرًا.”
“لكن لا بد أن الصدمة كانت كبيرة.”
“لقد اعتدتُ على ذلك، لذا لا بأس.”
‘اعتاد؟’
في اللحظة التي كانت أراسيلا على وشك أن تسأل عن هذه الكلمة المزعجة قليلاً، فتح داميان فمه مرة أخرى.
“على أي حال، يبدو أن زوجتي تقدر تلك الخادمة المسماة أودري بشكلٍ كبير.”
“أقدرها كثيرًا، بالطبع.”
“هل هناك سببٌ خاص لذلك؟”
على الرغم من وجود العديد من النبلاء الذين يُكنّون مشاعر استثنائية تجاه خادماتهم، إلا أن دميان لم يستطع فهم هذا الشعور، وكان يشعر بالفضول حوله.
فالخادمات، من تجربته، كن دائمًا خائنات.
“أودري كانت أول شخص يرى قيمتي الحقيقية. عندما كنتّ صغيرة، كان الجميع يراني فقط كشخص غريب، لم يفهمني أي أحد.”
على سبيل المثال، حضرت أراسيلا في طفولتها حدثًا خيريًا لإحدى السيدات النبيلات برفقة أختها.
بعد جلسةٍ قصصية تقليدية، بدأت السيدة النبيلة تسأل الأطفال واحدًا تلو الآخر عن أحلامهم المستقبلية.
“أريد أن أصبح فارسًا رائعًا.”
“أريد أن أصبح أميرة.”
“أنا! أريد أن أكون مثل أبي!”
“زوجةً صالحة كأمي!”
بينما كان الجميع يتحدثون عن أحلامٍ تقليدية، كان جواب أراسيلا مختلفًا.
“أريد أن أصبح أعظم ساحرةٍ في العالم!”
في ذلك الوقت، أرادت أن تصبح ساحرة قبل أن تعلم حتى بمنصب رئيس البرج السحري.
لكن لم يستطع أحد فهم الطفلة الصغيرة التي تتحدث عن مهنةٍ محددة.
“أراسيلا مميزة. لا بأس، ستنضجين عندما تكبرين.”
تعامل الجميع مع كلامها كحديث طفلٍ لا يدرك.
حتى أقرانها لم يكونوا مختلفين، لذا لم يكن لدى أراسيلا أصدقاء.
نتيجةً للعديد من المشاجرات مع الأطفال الذين كانوا يسخرون منها ويصفونها بالغريبة، نشأت أراسيلا في عزلة.
وكانت والدتها الماركيزة، التي كانت قلقة من أن تنشأ ابنتها الثانية وحيدة، قد جلبت أودري، الخادمة الصغيرة من نفس عمر أراسيلا، للعب معها.
وهكذا التقت الفتاتان لأول مرة.
“أودري، عندما أكبر سأصبحُ أقوى ساحرةٍ في العالم، وسأمتلك كل شيء.”
نظرت اليها أودري، بنظرة متوهجة في عينيها.
“حقًا؟ هذا رائع جدًا، آنستي!”
على عكس الآخرين، لم تسخر أودري أو تستخف بها. بل كانت تشجع أراسيلا بحماس.
“أن يكون لديكِ هدفٌ محدد منذ سن صغيرة هو شيء عظيم حقًا.”
“حقًا؟”
“بالطبع! أنتِ ستصبحين شخصًا رائعًا في المستقبل. ومن المؤكد أنكِ ستصبحين ساحرةً قويةً حقاً!”
“شكرًا، وإذا حدث ذلك، سأشارككِ جزءًا من العالم.”
“شكرًا لكِ آنستي. في الواقع، كان حلمي في صغري أن أصبح ملكة الشياطين وأحكم العالم.”
لم يتغير هذا الموقف أبدًا منذ اليوم الأول الذي التقيا فيه، وحتى الآن.
“أنتِ شخص يفعل كل ما يريد إذا وضعتهِ في ذهنك. كونِ دائماً واثقةً من نفسك.”
لذلك كانت أودري شخصًا مميزًا بالنسبة لأراسيلا.
“أودري هي الوحيدة التي دعمت حلمي دائمًا. في الواقع، حتى أختي عندما كنتُ صغيرة لم تفهمني تمامًا.”
في الواقع، كانت آيريس قد نشأت كأبنةٍ نبيلة نموذجية، وكانت شخصيتها تمامًا عكس أراسيلا.
حتى وإن كانت أختها أغلى من حلمها، إلا أن هذا لا يعني أنها كانت توافق على كل شيء.
“بعيدًا عن كوننا خادمةً و سيدة، وجود شخصٍ كهذا بجانبي هو حظٌ حقيقي. مهما كانت كمية المال الذي تمتلكه، لا يمكنكَ شراء هذه العلاقة.”
“……أنتِ على صواب.”
وافقها داميان بنظرةٍ شاردة.
وفجأة، تساءلت أراسيلا إذا كان هناك شخص مثل ذلك في حياته.
هل كان هناك شخص في حياة داميان فاندرمير كان دائمًا إلى جانبه، و لن يتخلى عنه أبدًا ويدعمه في كل وقت؟
حسنًا، بما أنه فارسٌ بارع، فمن المؤكد أنه كان لديه أشخاصٌ كهؤلاء.
ربما من الفرسان في فرقة الصقور الحمراء، أليس كذلك؟
بعد أن أنهت أراسيلا مهمتها، بدأت في جمع الأوراق استعدادًا لمغادرة المكتب.
“حسنًا، سأذهبُ الآن. حظاً موفقاً.”
“نعم، أتمنى لكِ يومًا موفقًا أيضًا.”
***
قبل مرور أسبوع، تم فصل أكثر من نصف الخادمات بدون حتى توصيات. و من المحتمل أنهن لن يتمكنّ من العودة إلى العمل كخادمات.
في اليوم التالي للفصل، وظفت أراسيلا مجموعةً من خادمات الماركيز هوغو إلى قصر فاندرمير.
بالطبع، لم يكن الأمر سهلاً، فقد تلقت العديد من الملاحظات من والدتها.
“آه، قلت لكِ من البداية أن تستمعِ إلى كلامي!”
قالت ذلك بينما كانت تضربها على ظهرها أثناء أخذها للخادمات.
وعندما اختفى أولئك الذين كانوا يقودون الأجواء العدائية، أصبح باقي الخادمات أكثر تعاونًا.
و لم يعد هناك شخصٌ يجرؤ على تحدي سلطة السيدة.
ما حدث بين الخادمات انتشر في جميع أنحاء القصر، وبدأ جميع الخدم في الانتباه وتحري الدقة في تصرفاتهم.
“هذه هي رئيسة الخادمات الجديدة، إيما. أتمنى أن تتعايشوا جميعًا معًا بسلام.”
ابتسمت أراسيلا وهي تعين إيما التي أوصت بها والدتها، رئيسة للخادمات. ومن هنا، حل السلام التام في قصر فاندرمير.
بينما كانت هي تقوم بترتيب الأمور داخل القصر، كان دميان يتولى استجواب الجواسيس.
في البداية، أنكر الجميع، لكن تحت وطأة التعذيب، اعترفوا أخيرًا بالحقيقة.
“لقد أمرتنا الدوقة فاندرمير! كان عليها أن تفرق بين السيد والسيدة بأي طريقة، أو أن يجدوا شيئًا يمكن أن يسبب الطلاق. من فضلك سيدي، من فضلك سامحنا!”
لم يمض وقتٌ طويل بعد انهيار روزالين، حتى اعترفت رئيسة الخادمات أيضًا.
“لقد اقتربت الدوقة مني بحجة أنهم سيدفعون ديون القمار لابنهم. و أرسلت روزالين إلى القصر، وقالت لي بأنه يجب علي أن أساعدها فقط… أعتذر، سيدي. أنا آسفةٌ حقًا.”
يبدو أن الأمور كانت هادئة بعد الزواج لأنهم كانوا يخططون لهذه المؤامرة في الخفاء.
مرر دميان يده عبر وجهه مبتسمًا ابتسامةً حادة. و من بين شفتيه المفتوحتين، ظهرت أنيابه المدببة الجميلة.
‘كلما زادت هذه المشاكل، كلما أردت العثور على وصية جدي أسرع.’
بمجرد أن يُعلن عن وصية الجد التي تقول أن اللقب سينتقل إلى الحفيد الذي يتزوج من حفيدة الماركيز السابق هوغو، يمكن لدميان أن يصبح الوريث الرسمي فورًا.
ومن ثم، ستسير الأمور بسلاسةٍ بعد ذلك.
المشكلة الوحيدة هي أنه لا يعرف مكان حفظ وصية جده. ولذلك، كان يعمل جاهدًا للعثور عليها.
‘إذا كنت أتحرك بسرعةٍ كافية، سأتمكن من إنهاء هذا الزواج بسرعة……’
بينما كان داميان يقف بجانب النافذة ينظر إلى الخارج، دخلت أراسيلا في مجال رؤيته، تتنزه في الحديقة.
كان وجهها منتعشٌ وخطواتها الخفيفة. وشعرها بلون اللافندر الذي يرفرف في الهواء يلمع في ضوء الشمس، ليبدو أكثر إشراقًا من المعتاد.
“من الصعب أن تجد زوجةً ذكية وجميلة وذات كفاءة مثلها في أي مكان، صحيح؟”
فجأة، تذكر داميان الكلمات التي قالتها له أراشيلا عندما تقدمت لخطوبته.
في ذلك الوقت، سخر منها، لكن الآن، بدا أن كلماتها كانت صحيحة.
في الوضع الحالي، لم ركن هناك زوجةٰ أفضل من أراسيلا لدعمه.
وبعد أن اعترف بهذا الأمر، قال داميان عندما دخلت أراسيلا المكتب أمراً غير متوقع.
“لنذهب في موعد، زوجتي.”
بعد ان دخلت و قبل أن تغلق الباب تمامًا، جاءت الكلمات وكأنها مفاجئةٌ لأراسيلا، فنظرت حولها للحظة.
“لا أحد هنا.”
وهذا يعني أنه لا داعي للتمثيل أمام الآخرين وكأنك زوجٌ محب، فلم ج يكن هناك من يراقب.
لماذا يفعل هذا إذاً؟
‘هل أصبحت شخصيتهُ في التمثيل هي شخصيتهُ الحقيقية؟’
نظرت اراسيلا إليه بعيونٍ متشككة، ثم أغلقت الباب بإحكام وجلست على الأريكة.
كانت تعبيراتها خاليةً من أي مشاعر، كما لو كانت لا تصدق أنها تلقت دعوةً للموعد منذ قليل.
“هل أصبحت أذنكِ صدئة لدرجة أنكِ لم تسمع ما قلته؟”
“أنا أصغر منك، فكيف تقول أشياء غير منطقية؟ لا يوجد أحد هنا، فلماذا تمثل دور الزوج الحنون؟”
ضيقت أراسيلا عينيها وأخذت تقلد طريقة كلام داميان.
“هل بدأتَ تعاني من الزهايمر بالفعل وأصبحتَ تنسى بأننا زوجين بالعقد؟”
“ها، لا تعتقدِ بأنني دعوتكِ لأنني أريدُ ذلك، لا تسيءِ الفهم.”
جلس داميان قليلاً على إطار النافذة، ثم عبس.
كان لا يزال يصر على دعوتهِ لها.
وبالطبع، على الرغم من أنه كان محبطًا من ذلك، كان يعتقد أن ذلك أفضل من أن يكون صامتًا.
“لقد أرسلت روزالين تقريرًا إلى الدوقية تقول فيه بأن علاقتنا أصبحت باردة. يمكنهم استغلال ذلك للضغط علينا من أجل الطلاق.”
“أها، إذاً أنت تريد أن نظهر في موعدٍ حتى نمنع الشائعات التي قد تحدث؟”
“أخيرًا بدأتِ تفهمين ما أقوله، زوجتي.”
أراسيلا، التي شعرت أن الصوت الجميل والكلمات اللطيفة التي يقولها داميان يمكن أن تكون مزعجة بطريقة ما، أومأت برأسها.
“فهمت. اذًا سأقبل هذا العرض للموعد المفاجئ.”
“أشعر بالامتنان لدرجةٍ لا يمكنني وصفها.”
ضحك دميان ضحكةً خفيفة وهو يتجه نحو المكتب.
أمسك بالأوراق الموضوعة على الطاولة ثم تحدثت اليهِ أراسيلا.
“إذاً، دعنا نذهب في موعدٍ في نهاية هذا الأسبوع.”
“حسناً.”
أومأ داميان برأسه ببرود.
“لقد انتهينا من الحديث، يمكنكِ الآن المغادرة.”
يا له من تصرفٍ غير لائق.
لم ينظر إليها حتى وقال لها أن تغادر، فنهضت أراسيلا غاضبة.
ثم أغلقت الباب خلفها بعنف، مما أحدث صوتًا قويًا.
تسبب الصوت العالي المفاجئ في عبوس داميان.
بشكل متساوٍ، كان كلاهما يزعج الآخر لدرجة أنهما لم يدركا أنهما قد حددا موعدهما الأول.
***
قبل يومين من موعد نهاية الأسبوع، تذكر داميان موعده. فتوجه إلى غرفة النوم في وقت متأخرٍ من المساء.
كان عليه أن يتحقق من رأي أراسيلا اليوم استعدادًا للموعد غدًا.
طرَقَ الباب، فسمع صوت حركةٍ داخل الغرفة. وبعد لحظة، ظهر وجه أراسيلا من فتحة الباب.
“داميان؟ ماذا تفعل هنا في هذا الوقت؟ هل تنوي النوم هنا الليلة؟”
“لا، جئتُ لأستفسر عن أمرٍ ما.”
“ماذا؟”
“أريد حجز مطعم……”
داميان، الذي نظر إلى الأسفل دون وعي، توقفت كلماته فجأة وأصبح صوته غير واضح.
بدأ نظره يتجول في الهواء فجأة. فأمالت أراسيلا رأسها بتساؤل.
“ما الذي تنظرُ اليه؟”
“…….”
“داميان؟”
خفض داميان عينيه قليلًا، ثم حرك شفتيه بسرعة.
“رداؤكِ.”
“ماذا؟”
“……ارجوكِ، اغلقِ الرداء.”
كانت أراسيلا ترتدي قميصًا رقيقًا و فوقه رداءُ الاستحمام.
ومن رائحة العطر الزكية التي كانت تفوح منها، يبدو أنها انتهت من الاستحمام قبل قليل. لذا، كانت أطراف شعرها ما تزال مبللة.
“آه.”
ربطت أراشيلا الرداء بإحكام دون أن تُظهر أي قلق.
عندئذٍ، عاد داميان بنظره إلى وجهها، وأطلق ضحكةً خفيفة.
“ألا تظنينَ بأنكِ ترخين حذركِ، زوجتي؟”
“لن أموت لمجرد أنني أظهرتُ القليل من جسدي.”
بما أن الرداء لم يكن مفتوحًا بالكامل، لم تُعِر أراسيلا الأمر اهتمامًا كبيرًا.
بسبب تعبيرها الجريء، خفض داميان عينيه مرة أخرى، ثم تنهد.
“هل يمكنني حجز مطعم “بيستا” في شارع 7؟ بعد العشاء، يمكننا التمتع بجولةٍ في القارب على البحيرة القريبة. سيكون هناك الكثير من الناس، لذا ستنتشر شائعة الموعد بسرعة.”
“فكرةٌ جيدة.”
“حسنًا. أتمنى لكِ ليلة سعيدة.”
أومأ دميان برأسه بتواضع، ثم غادر دون أن ينظر إلى الوراء. ولم تتمكن أراسيلا قد حتى في الرد عليه.
نظرت إلى ظهره الطويل وهو يختفي في نهاية الردهة المظلمة، و نقرت على لسانها.
“تسك، أنا من أظهرتُ جسدي، فلماذا يهرب وكأنهُ هو من فعل ذلك؟”
كان حقًا رجلًا مثيرًا للسخرية.
____________________________
موعد! هذا الي محد توقعه😂
ضحكت داميان مسوي يعنني ما اهتميت والحين رايح يطق مستحي 😭😭😭😭
الفصل الجاي بنشوف موعد كلهم مغصوبين عليه شكلي بأفطس ضحك عليهم😂
Dana