Express Contract Marriage Words - 26
بدموع في عيونهن، كانت الخادمات ينظرن إلى داميان برجاءٍ من جانب، ومن الجانب الآخر كانت أراسيلا تنظر اليه بنظرةٍ باردة مثل النسيم البارد، فأصبح داميان في موقفٍ حرج.
لو كانت هناك نزاع مباشر بين أراسيلا والخادمات، لما تردد لحظة في الانحياز إلى جانبها.
ولكن في هذه الحالة، كان النزاع على إحدى خادمات أراسيلا، و داميان كسيد المنزل كان عليه أن يتخذ موقفًا محايدًا قدر الإمكان. فهذا هو السبيل لضمان ولاء وثقة العاملين معه.
تقدم داميان نحو أراسيلا متجاوزًا الخادمات، ثم وقف بجانبها.
“سيدتكن تقف هنا أيضًا، لا أدري لما تطلبون النجدة مني.”
بدت على الخادمات ملامح الانهيار، إذ كان من الواضح أنه ينحاز إلى جانب أراسيلا. لكنه في تلك اللحظة التفت نحو أراسيلا وأخذ بيد الطرف الآخر كذلك.
“أفهم ما حدث يا زوجتي. لكن يبدو أنه لا يوجد دليل واضح من الجانبين، لذا دعينا نفصل الجميع بشكلٍ عادل.”
“هل تعني ان علي فصل أودري أيضاً؟”
“نعم. وبدلاً من ذلك، يمكنكِ جلب الخادمات اللواتي ترغبين بهن من قصر الماركيز هوغو.”
أطلقت أراسيلا ضحكةً خافتة.
مهما أحضرت من خادمات، لا يمكن لأحد أن يحل محل أودري.
وفوق كل شيء، لم يكن فصل أودري، التي كانت ضحية للاتهام الباطل، أمراً عادلاً.
“أين العدل في فصب شخصٍ بريء من تهمة لم يرتكبها؟”
“من الصعب إثبات براءة الخادمة أودري بشكل موضوعي. لدينا أدلةٌ ظرفية فقط، وليست هناك أي أدلة حقيقية. لذا من الأفضل لها أن تُفصل مع الآخرين.”
كان كلام داميان منطقيًا، لكنه كان كذلك فقط لأنه لم يكن لأحد من مرؤوسيه علاقةٌ بهذا الأمر.
“لو كان كبير الخدم قد تعرض لهذا الموقف، هل كنت ستفصله ايضاً؟”
“…….”
عند ذكر كبير الخدم الذي خدمه منذ ولادته، ظهر غضبُ طفيف على ملامح داميان.
كان ألبرت من القلة الذين يثق بهم داميان بصدق. و لو كان ألبرت في هذا الموقف……
نظر داميان إلى أراشيلا بهدوء، واقترب منها قليلاً و تحدث بصوتٍ خافت.
“أفهم مشاعركِ، لكن مع ذلك من الأفضل الآن إعادة تلك الخادمة إلى قصر الماركيز هوغو.”
“……”
“لا يمكنني الانحياز إلى جانبكِ من دون أدلةٍ واضحة، ألا تعتقدين ذلك؟ و قد أضطر لاحقاً-“
“أرجوك، استمع إلي.”
قاطع صوتها الهادئ كلام داميان، ووضعت يدًا خفيفة على كتفه العريض، فتشنج جسده قليلاً.
مالت أراسيلا، وكأنها تتكئ على حبيبها، وهمست له.
“لقد تزوجتني لأنك تحبني، أليس كذلك؟”
كانت تذكره بسبب زواجهما الذي أُعلن للعامة، ولكن عندما قابل نظراتها الزرقاء مباشرة، شعر داميان بشعورٍ غريب.
كان الأمر كما لو أن أمواج البحر الهادئة ليلاً تتدفق لتغمره.
تردد قليلاً، محاولاً موازنة ما إذا كان من الأفضل أن يدعم الخادمات أم أن يستجيب لأراسيلا.
كانت الخادمات قد عملن تحت إشرافه لفترةٍ طويلة، وبعضهن كان لديهن خبرةٌ في العمل في قصر الدوق، لذا كان لهن قيمة.
أما أراسيلا، فكانت الآن أكثر الأشخاص الذين يجب على داميان أن يتمسك بهم بقوة. إذا أراد أن يبقى في السلطة ويرث اللقب، عليه أن يحافظ على زواجه بها.
‘على الأرجح، هي الشخص الذي أحتاجه الآن أكثر’
استسلم داميان لأراشيلا التي كانت تقف أمامه، تنظر إليه بعينين ثابتتين. و قرر أن يتخذ القرار الذي ترغب فيه، ويصدر حكماً أعمى كما يجب أن يكون الزوج المحب.
“هل من أحد هنا رأى الخادمة أودري تدخل إلى غرفة الخادمة التي سرقت العقد؟”
“…….”
“إذا لم يكن هناك شاهد، فلا يمكن اعتبارها سارقة. اطردوا جميع من له علاقة بالأمر، باستثناء أودري. سأقوم بإعادة تنظيم الخادمات وضبط النظام.”
أصدر داميان أمره استناداً إلى حجةٍ غير منطقية. وحين تخلى عنهم، تمردت الخادمات على الفور.
كان أكبر المعترضين من بين الخادمات هي رئيسة الخادمات. على الرغم من أنها لن تُطرد، إلا أنه لم يكن بمقدورها اعتبار الأمر منتهياً، فقد أصبح وضعها مع أراسيلا متوترًا للغاية.
و كان الأمر أكثر تعقيدًا لأن الخادمات المواليات لها مهدداتٌ بالطرد.
فغالبية الخادمات اللواتي تعاطفن مع روزالين، كنَّ من أتباعها.
“سيدي، هذا ظلم! مجرد عدم وجود شهود على السرقة لا يعني أننا يمكننا إثبات براءة أودري! إذا أخذنا الأمر بهذه الطريقة، فإننا جميعًا بلا ذنب -!”
“يمكن إثبات ذلك.”
قاطع احدهم كلمات رئيسة الخادمات، وارتفع صوتها الخافت ولكنه مرتعش، مما جذب انتباه الجميع نحو اليسار.
كانت أودري، التي بدت وكأنها قد ركضت للتو، تقف هناك، و وجهها متوتر وأنفاسها متسارعة.
“أستطيع إثبات براءتي.”
على الرغم من أن أنفاسها كانت متقطعة، قالت أودري كلماتها واحدة تلو الأخرى بوضوح.
نظرت أراسيلا إلى أودري بعيونٍ مذهولة، إذ كانت تبدو مختلفةً تمامًا عما كانت عليه عندما تفرقتا.
“أودري، هل أنتِ بخير؟”
“نعم، سيدتي. لكن أولاً، أرجو أن تقرأي هذا.”
أخرجت أودري شيئًا من وراء ظهرها وقدمت لأراسيلا ظرفين.
أخذت أراسيلا الظرفين بوجهٍ مرتبك.
بينما كانت سيدتها تتحقق من محتويات الرسائل، تقدمت أودري بثقة أمام الخادمات.
“لقد تحمّلت طوال الوقت عندما كنتن تبتعدن عني وتضايقنني عمدًا. كنت أعتقد أن هذا مجرد تصرفاتِ مراهقة، وأنه في النهاية سيصبح كل شيء على ما يرام. لكن الآن تغيّر رأيي.”
كان سبب عدم إظهار أودري لما حدث بينها وبين الخادمات بسيطًا.
لقد كانت تعتقد في النهاية أن العاصفة ستهدأ.
لكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فلم يكن هناك سبب آخر لتظل أودري صامتة.
نظرت حولها إلى الخادمات اللواتي لم يجرؤن على تبادل النظرات معها، ثم استدارت نحو داميان وانحنت له.
“سيدي، بعض الخادمات، بما فيهن روزالين، قد عصين سيدتي وتحدثن عنها خلف ظهرها. ومع ذلك، لم تتدخل رئيسة الخادمات. أرجو منك معاقبتهن جميعًا.”
تصلب وجه داميان فجأة.
وفي وسط الخادمات المصدومات، كانت رئيسة الخادمات، التي بدت مذهولة بشكل خاص، على وشك التحدث مجددًا.
“داميان، هل حاولت روزالين إغرائك؟”
أخيرًا، بعد أن قرأت جميع محتويات الرسائل، استدارت أراسيلا وسألت داميان هذا السؤال فجأة.
تسبب السؤال المفاجئ في رفع حاجب داميان بتساؤل.
“من هي روزالين؟”
“الفتاة ذات الشعر الأشقر هناك.”
أشارت أراسيلا بإصبعها النحيل واللطيف نحو روزالين.
كانت روزالين واقفة، و وجهها شاحبٌ بلا دم، وجسدها جامد، و عيونها مثبتة تمامًا على الرسالة التي كانت في يد أراسيلا.
كان اسم “بريدلي براون” المكتوب على الظرف هو اسمٌ مستعار تستخدمه الدوقة لإرسال الرسائل.
لماذا هنا؟
لماذا هذا هنا……
شعرت بشريطً من القشعريرة ينساب على ظهرها.
كان عليها أن تتصرف فورًا عندما رأت ذلك، لكنها أجلت الأمر بعد أن أرسلت الرد وأرادت حرقه.
ثم جاء نداء أراسيلا، ولم تتمكن من إرسال الرد، فخبأت الرسالة خلف الطاولة بجانب السرير وخرجت.
لكن كيف لرسالة من الدوقة، وردٍ لم ترسله، أن تكون في يد أراسيلا؟
“لقد تسببتُ ببعض الإزعاج. و ربما سأغادر قريبًا.”
“لا يجب أن تخرجي. تبدين وكأنك جاسوسة أُرسلت من قبل أعدائك.“
كان صوت أراسيلا الناعم و هي تقرأ مختويات الرسالة كالحكم بالإعدام في أذن روزالين.
وفي الوقت نفسه، كانت نظرات داميان، الذي كان يحدق فيها بوجهٍ بارد، كحد السكين في المقصلة.
‘لقد انتهيت، كل شيء قد انتهى.’
شعرت روزالين بشدة بوجود خطر داهم، فاندفعت فطريًا في محاولةٍ منها بالهروب.
“ابتعدوا!”
دفعت الخادمات بعنف وأخذت تجري نحو الباب. لكنها لم تبتعد كثيرًا، حيث سقطت أرضًا فجأة.
استخدمت أراسيلا سحر القيود لربط قدميها.
ظهر شعاعٌ من الضوء و انطلق من يديها البيضاء، ملتفًا حول ساقي روزالين كالحبل.
حاولت روزالين الزحف للهرب، لكن شخصًا ما وقف أمامها ومنعها من المضي قدمًا.
رفعت روزالين رأسها لتواجه الشخص الذي يقف أمامها.
كانت أراسيلا، التي كان جمالها شبيهاً بالملاك، ولكنها في الواقع كانت شيطانًا.
“كنت أبحث في غرفة ملابس سيدتي، وقد رأتني أحد الخادمات.”
قرأت أراسيلا رسالة روزالين بصوتٍ نقي يرن في آذان الجميع بوضوح.
“سأُتهمها بالسرقة لتطرد، لذا أرجو ان تمنحيني مكافأة.”
“…….”
“لقد تعاونت رئيسة الخادمات أيضًا، لذا لن تكون هناك مشاكل في تنفيذ الخطة.”
سُمع صوت ارتطامٍ من خلفها، كان صوت رئيسة الخادمات التي سقطت على الأرض.
شعرت بنذير شؤم، وكانت شفتاها ترتجفان.
نظرت أراسيلا إلى روزالين بهدوء، ثم مدّت منديلًا إلى ديميان.
كانت عيونها تقيد روزالين كما لو أنها سلاسل، ولم تستطع التحرك.
“استخدم هذا لإغلاق فم رئيسة الخادمات. إذا عضّت لسانها، ستكون الأمور أكثر تعقيدًا.”
دون أن يقول كلمةً واحدة، استلم داميان منديل أراسيلا وأدخله في فم رئيسة الخادمات.
فجأة، نهضت روزالين بسرعة، وكانت الرغبة في البقاء على قيد الحياة تضغط على صدرها.
أحست وكأن الخناق يشتد حول عنقها. فحاولت يائسة أن تلوح بيديها.
“لا، لا! هذه رسالة مزيفة! من……نعم، أودري هي من اختلقتها! أنا لست جاسوسة!”
“أيمكنكِ مد يدك؟”
“…….ماذا؟”
مدت روزالين يدها بشكل عفوي، فوضعت أراسيلا يدها فوقها وأرسلت سحرها عبرها.
بدأت أصابع روزالين تتحول تدريجيًا إلى اللون الأحمر.
راقب ديميان بعينيه الذهبية الضيقة المشهد بتفكيرٍ عميق.
“كما توقعت، لقد لمستِ الأوراق المتعلقة بالزواج.”
“م……ماذا يعني هذا……”
“الشخص الذي يمس الأشياء التي لم تُأذن لها باللمس يترك السحر عليه علامةً للدلالة على سرقتها.”
نظرت روزالين إلى أراسيلا بدهشة.
فابتسمت أراسيلا برقة، ثم مدّت يدها.
على الفور، أخرجت أودري المنديل من جيبها.
“نعم، كان يجب عليك ألا تلمسي شيئًا لي.”
“……”
ظهرت ابتسامة أراسيلا الماكرة في ذهن روزالين، التي شعرت بالعجز.
أمسكت أراسيلا بذقن روزالين برفق، ووضعت المنديل في فمها.
رغم أن قبضتها لم تكن قوية، إلا أن روزالين لم تستطع رفضها.
“خذوهم إلى الأسفل.”
أمر داميان، الذي كان قد استدعى الحراس في هذه الأثناء. و تم جرّ رئيسة الخادمات و روزالين، اللتان كانتا مقيدتين، دون أن تتمكنا من الصراخ أو المقاومة.
ثم اقتربت أراسيلا بخفة من زوجها، وأدارت ظهرها له، ثم همست وهي تضع الرسالة في جيب معطفه.
“لا تقلق. لم يتم كشف عقد الزواج قبل الزفاف.”
في الواقع، حتى لو حصلت روزالين على تلك الوثيقة وخرجت من القصر، لم يكن بإمكانها الحصول على شيء لأنني وضعتُ سحرًا يمنع أي شخص من رؤية العقد.
“تأكد من تدمير كل شيء وأخبرني بما حدث.”
ابتسمت أراسيلا بابتسامةً مشرقة وكأنها تهمس بكلمات حب، ثم تراجعت خطوةً إلى الوراء.
أطلق ديميان ضحكة مكتومة ثم نظر اليها.
“ماذا ستفعلين مع الخادمات؟”
“سأتدبر الأمر.”
“فهمت.”
ثم استدار داميان بوجه بارد.
كانت عيناه الذهبيتان اللامعتان تتجهان نحو الأسفل، مثل نظرات وحشً مفترس.
كان من الواضح أن الثمن الذي سيدفعه الخائنون سيكون قاسيًا للغاية.
خيم صمتٌ ثقيل بين من تبقى. و كانت الخادمات يبدين تعبيرات مختلفة قليلاً، لكن كان من الواضح أن اليأس كان يملأ وجوههن.
لقد تم تحريضهن من قبل الجاسوسة، وتسببن في متاعب لسيدتهن، لذا لم يكن من المتوقع أن يكون العقاب سهلاً.
“هل تعترفون بأنكم استخففتم بي وكنتم غير منضبطات في عملكم؟”
أجابت الخادمات بالإيماء الصامت.
نظرت أراسيلا إليهن ثم صفقت يديها.
“حسنًا، هل نبدأ عملية التصفية الآن؟”
***
تم إجراء تحقيقٍ دقيق لمعرفة ما إذا كانت هناك أي خادمات أخريات قد تم شراء ولائهن مثل روزالين ورئيسة الخادمات.
لكن لحسن الحظ، لم يكن هناك أي خادمةٍ أخرى قد تم شراء ولائها.
قضت أراسيلا عدة أيام في إعداد قائمةٍ بأسماء الخادمات المقرر طردهن. و كان من أولوياتها طرد من كان على علاقة وثيقة مع هاتين الخادمتين.
حتى وإن لم يكن قد تم شراء ولائهن، فإنهن لم يكن بريئات تمامًا.
حتى ان بعضهن جاء إليها، يذرفن الدموع ويدعين البراءة.
“لم نكن نعرف حقًا! لو كنا نعلم أن روزالين ورئيسة الخادمات كانتا أشخاصًا سيئين، لما اختلطنا معهن أبدًا!”
“نعم، إنهُ حقًا خطأ غير مقصود. إذا منحتينا فرصة أخرى، لن نكرر نفس الخطأ مرة أخرى!”
“من فضلك، يا سيدتي، أنقذيني. لدي عائلة انا المسؤولة عنها….”
نظرت أراسيلا إليهن بعينيْن باردتين، بينما كان وجهها مبتسمًا.
لم تعد هذه التصرفات تثير غضبها، بل أصبحت تثير ضحكها فقط.
كانت تضرب جانب الطاولة بأصبعها المائل، بينما تحرك شفتها ببطء.
“هل كنتم تستمتعون عندما كنتم تضحكون وتتحدثون معًا؟ حتى عندما كنتم تتجولون وترددون كلمات غير مؤكدة وكأنها حقائق، وعندما كنتم تحددون شخصًا لتشويه سمعته ومضايقته؟”
“…….”
“لم يكن ذلك بسبب الجهل، أليس كذلك؟ لقد كنتم تعلمون أن مضايقة أودري والتحدث عني بسوء كان خطأ، ومع ذلك فعلتموه.”
لم تستطع الخادمات الرد على أي كلمة واحدة.
و كأنهن قد تم ضربن بصاعقة، لم يستطيعن التحرك أو الكلام.
لم يكن لديهن حجةٌ واحدة للرد عليها.
__________________________
عاها اخيرا انكشفوا
الصراحه كان ودي اراسلا لعبت فيهم بسحرها بس الموضوع عدا بهدوء😂
اراسيلا تبتسم ابتسامة حب لداميان بس لاتغركم الابتسامه بس جالسه تقوله عطني الاخبار اول بأول يا حبيبي~
Dana