Express Contract Marriage Words - 18
“آه، أعتذر. بما أننا سنصبح عائلة، فقد جئتُ لأقدم تحياتي.”
اقترب أوسكار من أراسيلا بابتسامةٍ متكلفة، وكلما اقترب منها، ازداد جمالها بروزاً بدلاً من أن يتلاشى.
ثم نظر إليها بنظرةٍ فاحصة من رأسها حتى أخمص قدميها.
“إنكِ جميلةٌ للغاية لدرجة أنكِ تفوقين ما يستحقه أخي الصغير……”
قال أوسكار ذلك بصوتٍ مبالغ فيه يكاد يثير الغثيان وهو يمدحها، محاولاً لمس شعرها.
لكن أراسيلا تفادت لمسته بخفة وحدقت بهِ ببرود.
“أعلم ذلك.”
“هاها، شخصٌ مثلكِ ستتزوج من داميان؟ هذا مؤسف للغاية. أعتقد أنني سأكون أكثر ملاءمةً لكِ.”
نظرت إليه أراسيلا بوجهٍ مليء بالدهشة.
وعندها رأت أوسكار يضحك بثقة وكأنه يصدق ما يقول.
هل يعتقد حقاً أننا سنكون ملائمين لبعضنا؟
هذا مهينٌ جداً.
“يا سيد، لدي بصر جيد وأعرف كيف أرى في المرآة.”
“حقاً؟ لكن لماذا تقولين ذلك الآن؟”
“لأني أعلم من هو الشخص الذي يليق بي فعلاً.”
رغم أن مظهر أوسكار فاندرمير جيد، إلا أنه لم يكن يقارن بجمال داميان.
أوسكار لم يفهم كلامها فوراً، ولكنه بعد لحظة أطلق تعبير إعجاب متأخر.
“آه، يبدو أن الآنسة تفضل الرجال الذين يشبهون طيور السنونو. لكن يجب أن يكون للرجل جاذبيةٌ رجولية مثلي.”
قام أوسكار بفرد كتفيه وضرب صدره الضئيل بخفة.
نظرت أراسيلا إليه بنظرة استغراب.
صحيحٌ أن داميان كان يتمتع بملامح جميلة، لكن عندما يقف إلى جانبه يمكن للمرء أن يلاحظ حجمه الكبير مقارنةً بأوسكار.
لم تكن تعرف شكل جسده الدقيق لأنها لم تره بعد، لكنها كانت واثقة بأن بنيته أفضل بكثير من أوسكار الذي بدا واضحًا أنه لم يمارس الرياضة أبدًا وكان جسمه نحيفًا وضعيفًا.
“أخي الصغير لا يفهم النساء على الإطلاق، وهذا يقلقني. إذا شعرتِ بالوحدة في الليل، يمكنك دائمًا الاتصال بي.”
قال أوسكار هذا الكلام غير المناسب على الإطلاق، موجهاً إياه لزوجةِ أخيه المستقبلية، وغمز بعينه بطريقةٍ مغرية.
كان واضحًا أن حياته مليئةٌ بهذا النوع من التصرفات وأنه لا يدرك مدى وقاحته.
“يا سيد، أعتقد أنك تعيش في وهم، لذا سأخبرك بشيءٍ ما.”
“ماذا؟ ما هو؟”
قررت أراسيلا أن تتعامل معه بطريقة عائلية، كما ادعى، ووجهت له نصيحةً ودية.
“في الواقع، تبدو مثل نجمة بحر ملتصقةً بالصخور.”
“ماذا؟ ما الذي تقولينه؟”
“لذا، أردتُ أن أخبرك أنني حتى لو شعرتُ بالوحدة، لن أبحث عن نجمة بحرٍ بدلاً من شخص. وأعتقد أن أي امرأة أخرى ستفعل الشيء نفسه.”
قالت ذلك بابتسامةٍ لطيفة.
“…..!”
احمر وجه أوسكار بشدة.
لم تكن هناك امرأةٌ من قبل تجرؤ على معارضته، فقد عاش حياته كابن الدوق فاندرمير الأكبر ووريثه المؤكّد، معتادًا على حياة اللهو.
عادةً ما كان الناس إما يتجنبونه لأنه غير مستحقٍ لوقتهم، أو يسايرونه طمعًا في بعض المكاسب.
لكن أراسيلا لم تكن مضطرة لذلك، ولهذا وقفت أمامه بكل ثقة.
“قبل أن أعيدك إلى البحر، عد إلى عائلتكَ يا سيد. الحفل سيبدأ قريبًا.”
“أنت……أنت….!”
اهتز جسم أوسكار بغضب وكأنه على وشك الهجوم، لكنه لم يستطع فعل شيء عندما التقت عينيه بعيني أراسيلا الزرقاوتين الشفافتين المليئتين بالثقة.
وعندما جلست أراسيلا على الكرسي متجاهلةً وجوده تمامًا، وبدأت تنظر في المرآة، اضطر أوسكار في النهاية إلى مغادرة غرفة الانتظار بوجهٍ مليء بالغضب.
بينما استمعت أراسيلا إلى صوت خطواته الثقيلة وهو يبتعد. خطر في بالها سؤالٌ فجأه.
‘يا له من نجم بحر مليءٍ بالطاقة! لكن كم عدد الأقدام التي يملكها نجم البحر؟’
***
بينما كان أوسكار يلهث بغضب ويدور حول نفسه، تعثر فجأة بقدم شخص ما وسقط على الأرض بقوة.
“آااغ!”
“يجب أن تنظر أمامك وأنت تمشي، يا أخي الأكبر.”
وضع داميان يده في جيبه وضرب بقوة بقدمه بين ساقي أوسكار بطريقةٍ تهديدية.
شعر أوسكار في تلك اللحظة بتهديدٍ لمستقبلهِ كأب، فتراجع بسرعة مثل صرصور، والعرق البارد يتصبب من جبينه.
“أيها الوغد، لقد تعمدت بإيقاعي، أليس كذلك؟!”
“كيف يمكنني ذلك؟ هل تعلم كم قدمًا يمتلك نجم البحر؟ أنا لدي فقط قدمان.”
تجمد أوسكار للحظة عند سماعه كلمة “نجم البحر” تخرج من فم داميان، ثم عبس بشدة.
ظل داميان واقفًا بشكل مستقيم، حِرصًا على ألا يتجعد زيه الرسمي، و ينظر إلى أخيه من من الأعلا.
“لقد شاهدتُ جيدًا محاولتك غير المجدية للتودد إلى خطيبتي ورفضها لك.”
“أيها اللع$&ن……”
“أنا أحذرك، لا تقترب من عروسي مرة أخرى.”
انخفض صوت داميان الحاد إلى همسٍ بارد في أذن أوسكار.
وعلى الرغم من ابتسامته، كانت عيناه باردتين للغاية.
“على أي حال، لن تجدي محاولاتك نفعًا.”
كانت أراسيلا امرأةً ذكية وفطنة، ومن الواضح أنها تعرف أنها أفضل بكثير من أوسكار فاندرمير.
بالإضافة إلى ذلك، تزوجت داميان لأنها كانت ترفض زواج أختها من الرجل الذي أمامه، مما يجعل استحالة ارتباطها بأوسكار أمرًا مؤكدًا.
“ومن تكون أنت لتقرر ذلك؟ كيف تعرف إن كانت محاولاتي ستنجح أم لا؟!”
صاح أوسكار في غضب، و هو يطرح سؤالًا غبيًا.
رفع داميان ذقنه لينظر إلى أخيه من الأعلا اكثر.
“ألم تفهم بعد؟ إذا كانت حتى والدتك العظيمة لم تستطع فعل شيء لإيقافي هذه المرة، فهذا يعني أن لديك قدراتٌ محدودة. أنت لا تستطيع فعل أي شيء إلا إذا كنت تحت حماية الدوقة.”
“اخرس، داميان!”
استشاط أوسكار غضبًا من سخرية داميان واندفع نحوه بغضب. لكن داميان تفادى هجومه بخفة وسرعة.
سقط أوسكار مرة أخرى بطريقةٍ مضحكة، وبدأ يئن وهو ملقى على الأرض.
اقترب داميان منه بهدوء.
“اصمت وابقَ هادئًا، ثم اختفِ يا أوسكار. لا أعتقد أنك ترغب في العودة إلى البحر، أليس كذلك؟”
خرج صوت أوسكار من بين أسنانه وهو يشعر بالغضب.
“تعتقد أنك ستفلت بعد أن تجعلني أتعرض لكل هذا الأذى؟”
كان أنفه أحمر تمامًا بعد اصطدامه بالجدار. فاكتفى داميان بهز كتفيه بلا مبالاة.
“أنا آسف جدًا لأنك سقطت وأصبت نفسك، لا يبدو أنني ارتكبت أي خطأ هنا.”
ثم انحنى بتهذيب مبالغٍ فيه، وأدار ظهره.
في هذه الأثناء، أوسكار، الذي كان يشعر بالإهانة، ضرب الجدار بقبضته غاضبًا، لكن الألم في يده جعله يئن مجددًا.
سمع داميان هذا الصوت السخيف دون أن ينظر خلفه، وهز رأسه بامتعاض قبل أن يلقي نظرةً نحو غرفة انتظار العروس.
لقد شاهد أوسكار يمشي في الممر بوجهٍ مليء بالمؤامرات، فتبعه ورأى ما حدث في غرفة العروس.
كان مستعدًا للتدخل إذا لزم الأمر، لكن أراسيلا تعاملت مع الموقف بسهولة، وأبعدت أوسكار دون الحاجة إلى مساعدة أحد.
‘نجم البحر.’
ابتسم داميان حينما تذكر اللقب الذي منحته أراسيلا لأوسكار.
إذا كان أوسكار نجم البحر، تساءل داميان ما الذي يمكن أن يكون هو.
***
عندما وصل الإمبراطور، بدأ الحفل.
وقف داميان أمام المنصة منتظرًا أراسيلا. وسرعان ما ظهرت وهي تمسك بيد والدها، تعبر السجادة الحمراء.
الساحرة التي أعلنت على بقائها عازبةً في السابق، بدت الآن وكأنها نسخة جديدة تمامًا، عروس جميلة تمشي نحو عريسها.
تحرك داميان بخطواته الطويلة ليتلقى يد العروس.
عندما انتقلت يد أراسيلا من والدها إلى داميان، و التقت أعينهما.
انعكست صورة داميان في عينيها الزرقاوين.
‘عروسي.’
الكلمات التي قالها أمام أوسكار دون اكتراث بدت الآن فقط تبدو حقيقيةً بالنسبة له.
‘لقد أصبحت لديّ عائلة جديدة، حتى لو كانت مؤقتة. عائلة ليست من دوقية فاندرمير.’
بالطبع، فالعائلة لم تكن تحمل أهمية كبيرة لداميان.
عندما وقفا أمام المنصة، بدأ الكاهن الأكبر في إلقاء كلماته المباركة وطرح الأسئلة على التوالي.
“داميان فاندرمير، هل تقسم أمام الجميع أن تتخذ أراسيلا هوغو زوجةً لك، وأن تحبها وتحترمها مدى الحياة؟”
“نعم.”
“أراسيلا هوغو، هل تقسمين أمام الجميع أن تتخذِ داميان فاندرمير زوجًا لك، وأن تحبيه وتحترميه مدى الحياة؟”
“نعم.”
في الحقيقة، كلمة “مدى الحياة” لم تكن ملائمةً لهذا الزواج، فقد كان له نهاية محددة حتى قبل أن يبدأ.
لكن كلاهما لم يظهر ذلك. ففي هذه اللحظة، كانا يُظهرانِ كما لو أنهما في زواجٍ عن حب.
“الآن، ليتبادل العروسان الخواتم.”
وقف داميان وأراسيلا متقابلين، حيث انعكست أشعة الشمس المتلألئة عبر الزجاج الملون على بشرتهما البيضاء.
قام داميان بوضع الخاتم في إصبعها الرفيع في اليد اليسرى، بينما وضعت أراسيلا الخاتم في إصبعه القوي.
“بهذا، نعلن أمام الجميع أن داميان فاندرمير وأراسيلا هوغو قد أصبحا زوجًا وزوجة”
أعلن الكاهن الأكبر زواجهما.
وهكذا، في ظهيرة أحد أيام الربيع الجميلة، أصبح الاثنان زوجين.
***
بعد انتهاء حفل الزفاف، انتقل الجميع إلى حفل الاستقبال.
بدّل داميان ملابسه إلى بدلةِ سهرة رمادية داكنة، وارتدت أراسيلا فستانًا من الساتان الوردي الفاتح.
كان الاثنان يتظاهران بأنهما زوجان سعيدان وهما يتجولان معًا ويلقيان التحية على الحضور.
فاقتربت الدوقة الكبرى لفاندرمير منهما وهي تجر خلفها عددًا من الناس.
“من الجيد رؤيتكِ بعد فترة طويلة، جدتي.”
انحنى داميان احترامًا لجدته التي كانت تتمتع بمظهرٍ صارم.
و أراسيلا، التي لم تلتق بها من قبل الزفاف، انحنت بدورها احترامًا.
“تشرفت بلقائكِ للمرة الأولى، الدوقة الكبرى. أنا أراسيلا. أرجو أن تعتني بي في المستقبل.”
نظرت اليها الدوقة الكبرى بنظرةٍ غير راضية.
“تحيتكِ متأخرةٌ جدًا.”
كانت عيناها الحادتان تتجهان نحو أراسيلا.
فقد طلبت منها زيارة دوقية فاندرمير لتقديم التحية قبل الزواج، لكن داميان منع ذلك.
“الدوقة الكبرى تُفضٍّل أوسكار أكثر مني، لذا إذا لم يكن لديكِ شغف بتلقي الانتقادات، فلا تذهبِ إليها.”
لم تكن أراسيلا تمتلك الوقت لتلقي الانتقادات، فهي مشغولةٌ بما يكفي. لذلك، تحججت بكل الأعذار الممكنة لتجنب زيارة الدوقية قبل الزفاف.
والنتيجة كانت أن هذه اللحظة في حفل الزفاف كانت المرة الأولى التي تلتقي فيها بجدة زوجها.
“لم تكونِ قادرة على زيارة الدوقية بسبب انشغالك، لكنك استطعتِ حضور زفافكِ.”
“بالطبع، فاليوم لم يكن داميان مشغولاً، وهذا من حظي الجيد!”
أجابت أراسيلا بسلاسة، متجاهلةً تعليق الدوقة الكبرى.
ارتفعت حواجب داميان بوضوح، متفاجئًا من أنها نادته باسمه فجأة.
“أنا أتحدث إليكِ، أراسيلا هوغو.”
أضافت الدوقة الكبرى لقب “هوغو” لتوضح أنها لا تعترف بأرشيلا كجزءٍ من عائلة فاندرمير.
لو كانت أراسيلا قد تزوجت من داميان بدافع الحب، لكانت ربما شعرت ببعض الجرح من هذا الموقف.
ولكن، بالطبع، هذا لم يكن حالها.
“آه، حقًا؟ أعذريني، فأنا لا أفهم الكلام بسهولة. بإمكان الدوقة أن تؤكّد على ذلك.”
ردت أراسيلا بابتسامةٍ واسعة وهي تشير مباشرةً إلى الدوقة. و لم تكن متأثرة إطلاقًا، ولم يظهر عليها أي إحباط.
“ولكن، الدوقة الكبرى، اسمي الآن أراسيلا فاندرمير.”
أضافت ذلك بلطف، وكأنها تصحح لها خطأً غير مقصود.
“يبدو أن الاسم الجديد لا يزال غريبًا عليكِ. لا تقلقِ، سأذكركِ به باستمرار حتى تتعودي عليه.”
كان كلامها يشير بوضوح إلى أن محاولات الهجوم عليها لن تكون مجدية.
“ها، لقد وجدتَ عروسًا تشبهكَ تمامًا.”
أطلقت الدوقة الكبرى ضحكةً ساخرة وهي تنظر إلى داميان.
قام داميان، الذي كان طوال الوقت يركز على أراسيلا، بهز كتفيه بلا مبالاة.
“شكرًا على الإطراء.”
“إنهم يتصرفون كما لو كانوا متشابهين تمامًا. سأرى فقط كيف ستسير حياتكما معًا.”
ثم غادرت الدوقة مع الحشد، تاركةً وراءها كلماتٍ غير متفائلة.
بينما كان داميان يراقبها مبتسمًا، شعر فجأة بنفَس دافئ يلامس أذنه، مما جعله يشعر بالدهشة.
____________________________
فوضى اسرع زفاف مر علي 😭😭😭😭
اراسيلا وداميان شوي ويكتبون على جبهتهم قولوا الي تقولون لزواجنا ماراح توقفون!!
اوسكار وهو صاير مسخرة يبي له فشار وانا نناظره
Dana