Express Contract Marriage Words - 118
وقفت كلير أمامهما بيدين مضمومتين بأدب.
“أحسنتِ. لا بد أنه كان مخيفًا، لكنكِ لم تتراجعي وأحسنتِ الكلام.”
ربتت أراسيلا بلطف على كتف كلير.
كان المؤتمر الصحفي المفاجئ اليوم كله من تدبيرها. كما أن أراسيلا هي من أصرت على أن تطالب كلير بالتبني الرسمي.
لقد استخدمت كلير لاستفزاز أوسكار وجعله يكشف عن حقيقته بنفسه أمام طرف ثالث.
ومن أجل ذلك، قامت بالفعل بشراء مسرح “فلير” الصغير تحت إدارة فرقة “باركسيان” المسرحية.
فلا يمكنها إحداث فوضى في مؤسسة لا تملكها.
“ليس الأمر كذلك. لقد تمكنت من التحدث بثقة بفضلكِ. شكرًا لكِ.”
أمسكت أراسيلا بكتف كلير برفق وهي تنظر إليها للحظة قبل أن تتحدث،
“مهما حاولت عائلة الدوق فاندرمير إغراءك، لا تغادري العاصمة أبدًا. لقد رتبتُ الأمر لدمج منزلكِ مع ميا، كما تحدثتُ مع مسرح فلير الصغير بشأن عودتكِ، لذا استأنفي نشاطك هناك واجذبي انتباه الناس بانتظام. بهذه الطريقة ستكونين في أمان.”
كان على كلير أن تبرز وجودها قدر الإمكان حتى لا تبتعد عنها أنظار الناس، وبهذا ستشعر عائلة الدوق بالحرج ولن تتمكن من المساس بها بسهولة.
كما أن أراسيلا كانت قد أوصت بالفعل روبرتو بتوظيف كلير كممثلة ضمن حدود إمكانياته دون أن يشكل ذلك عبئًا عليه.
امتلأت كلير تأثرًا بكرم أراسيلا تجاهها، فعضّت شفتيها بقوة في محاولة لكبح مشاعرها المتدفقة.
أومأت برأسها بثقل كما لو كانت تنقش كلماته في عظامها، ثم انحنت نحو داميان،
“أنا آسفة حقًا لإزعاجكَ، اللورد فاندرمير.”
“لا بأس، في الواقع، الذنب كله يقع على أوسكار فاندرمير.”
تنهد داميان بخفة.
في النهاية، كانت كلير أيضًا ضحيةً لمعاناة تسببت بها عائلته.
لم يكن لديه أي مشاعر تجاه عائلة الدوق، ولا أي رابطة دم تربطه بهم، لكنه شعر بمسؤولية معينة تجاهها، إذ كانت تحمل مصيراً مؤلماً وتعرضت للأذى بسببهم.
“عانيتِ بسبب أخي غير الشقيق الحقير. سأساعدكِ أنتِ وطفلكِ حتى تبقيا سالمين. سأبذل قصارى جهدي لحمايتكما ومراقبة وضعكما.”
وهكذا، وعد داميان بمنحها أقصى قدر من الأمان الذي يستطيع تقديمه.
شعرت كلير بصدق مشاعره، على عكس أوسكار، فتأثرت بشدة.
“……أشكركما بصدق.”
في النهاية، لم تستطع كبح دموعها، فمسحت وجهها وانحنت بعمق مرة أخرى أمامهما قبل أن تغادر.
و كان ظهرها وهي تبتعد يبدو قويًا إلى حد ما.
***
في فترة ما بعد الظهر، حين كانت الشمس تميل نحو الغروب، خرج داميان وأراسيلا من المسرح، لكنهما لم يعودا مباشرةً إلى المنزل، بل توجها إلى الحديقة القريبة.
وبسبب الوقت الهادئ، لم يكن هناك الكثير من الناس في المكان.
سارا جنبًا إلى جنب على الممر حيث كانت أوراق الجنكة الصفراء الزاهية تتطاير في الهواء، يسودهما صمت مريح.
ثم كان داميان هو من كسر الصمت أولًا.
“بفضل زوجتي، تمكنتُ من تبرئة اسمي. أشكركِ حقًا.”
“لا عليك، أنت زوجي، ومن الطبيعي أن أساعدك.”
ابتسم داميان بخفة لردها الصادق الذي خلا من أي تظاهر. ثم، بعد أن أطرق بنظره وتردد قليلًا،
“ولكن، زوجتي……كيف استطعتِ أن تثقي بي بهذه القوة؟”
رغم مرور نصف عام على زواجهما، إلا أن هذه الفترة كانت قصيرةً جدًا مقارنةً بعمرهما. و لم يكن بإمكانهما الادعاء بأنهما يعرفان بعضهما تمامًا بعد.
لذلك، حتى لو كانت أراسيلا قد شككت به، لما استطاع داميان لومها. بل كان سيركز على إثبات براءته بصمت، متحملًا الأمر وحده.
ولكن منذ البداية، أظهرت أراسيلا له ثقةً تامة، مما جعله يشعر بالطمأنينة.
كان ممتنًا لها، و منبهرًا بشخصيتها، وفي الوقت نفسه، شعر ببعض الدهشة.
“أثناء التحقيق، ألم تتزعزع ثقتكِ بي ولو لمرة واحدة؟”
“لا، لم يحدث ذلك.”
أجابت أراسيلا فورًا دون أي تردد.
“لقد وثقتُ بكَ دائمًا.”
“……على أي أساس تقولين ذلك؟”
“داميان، أنت دائمًا تحاول أن تصبح شخصًا أفضل. و عادةً، من يكون كذلك لا يرتكب أفعالًا سيئة.”
لا تزال أراسيلا تتذكر بوضوح كيف كان داميان يخشى، وهو في الدوقية، أن يصبح مثل والده.
شخص يحذر نفسه باستمرار، و يتوخى الحذر، ويحرص على أفعاله بهذا الشكل، لم يكن ليقترف أخطاءً مماثلة لما ارتكبه والده.
تطايرت خصلات شعرها بفعل الرياح، لتمر برفق على جبهتها البيضاء المستديرة وتداعبها بلطف.
بينما كان داميان يحدق بصمت في وجهها النقي والهادئ، راوده فضول طفولي فجأة.
ماذا لو قام حقًا بشيء يخون ثقتها؟ كيف ستكون ردة فعل أرسيلا؟
لم يستطع كبح نفسه فسأل باندفاع،
“لو كنتُ قد خنتكِ حقًا، فما الذي كنتِ ستفعلينه؟”
كانت أراسيلا تنوي تجاوز السؤال بابتسامة، لكن ملامحه الجادة جعلتها تغير رأيها وتفكر في الأمر للحظة.
داميان وهو يخونها مع امرأة أخرى……
“أمم……”
تعقّدت تجاعيد طفيفة على جبينها الناعم، وشيئًا فشيئًا، ازدادت عمقًا.
‘هذا……يبعث على الاشمئزاز أكثر مما توقعت.’
عقلها يخبرها أن الأمر لا يخصها، فهما مجرد زوجين بعقد، ويمكنه أن يكون مع من يشاء، لكن قلبها شعر ببرودة غريبة تجتاحه.
مجرد تخيل داميان وهو يعيش لحظات رومانسية مع كلير جعل مزاجها يتعكر بسرعة.
‘هل جُننتُ؟ في الواقع، حتى لو كان داميان يواعد شخصًا آخر، لا يحق لي الاعتراض.’
بالطبع، زواجهما كان قائمًا على أهداف استراتيجية، لذا لو قام بشيء يُخلّ بالعقد، لكان بإمكانها محاسبته.
حتى وإن لم تكن زوجته الحقيقية، كان من حقها، كشريكة في العقد، أن تطالبه بالتصرف بشكل لائق.
لكن مشاعر أراسيلا لم تكن نابعةً من الخوف على العقد أو تأثير ذلك عليهم.
مجرد التفكير في أن داميان قد يخونها جعلها تشعر بخيبة أمل عميقة، وكأنها تعرضت للخيانة.
كيف له أن يفعل ذلك بي……؟
‘لكن، هل من الطبيعي أن أشعر بهذا؟ أنا مجرد زوجة بعقد!’
في تلك اللحظة، شعرت أراسيلا بشعور مخيف يتسلل إلى قلبها، و كأنها قد تتجاوز حدود العقد.
‘لا ينبغي أن يحدث ذلك.’
يمكنها أن تكون صديقةً لداميان، ولكن لا يمكن أن يكون هناك شيء أكثر من ذلك. حتى مجرد شعورها بتلك العواطف تجاهه كان أمرًا غير منطقي.
كيف يمكن لشخص أن يتجاوز الحدود في علاقة كانت قد بدأت من البداية بمعايير واضحة، دون أن تفقد عقلها؟
“……زوجتي؟”
عندما سمتت أراسيلا وأغلقت شفتيها بإحكام، شعر داميان بشيء غريب فناداها.
أراسيلا، التي التفتت إليه بعد لحظة، تحدثت بنبرة هادئة تمامًا،
“ماذا يمكن أن نفعل؟ لم نفعل شيئًا. نحن لسنا زوجين حقيقيين.”
“آ…اه……”
بينما كان داميان يأمل أن تظهر أراسيلا بعض الاهتمام، شعر بخيبة أمل.
على الرغم من أنه كان يعلم أن تصرفها الواضح في وضع الحدود كان صحيحًا، إلا أنه شعر بالمرارة.
فهو الذي انتهك شروط العقد بمفرده وبدأ يطور مشاعر مختلفة، كان يدرك كم كان يتمنى الكثير.
ولكنه حاول جاهدًا ألا يظهر تلك المشاعر ووجه نظره إلى مكان آخر.
لم تلاحظ أراسيلا أن ملامحه الجانبية كانت تحمل حزنًا خفيفًا. فقد كانت هي أيضًا تشعر بتعقيد في مشاعرها ولم يكن لديها الوقت لمراقبة رد فعل داميان.
مضيا في خطواتهما، و يسود بينهما صمت غير مريح على عكس سابقه.
“أوه، بالمناسبة، لدي اقتراح أود أن أقدمه لك.”
تحدثت أراسيلا فجأة وكأنها تذكرت شيئًا قبل أن يقتربا من العربة بعد جولة في الحديقة.
“هل ترغب في العمل معي مرة أخرى؟”
كان هذا الأمر الذي خططت أراسيلا لطرحه بعد الانتهاء من قضية كلير، لكنها تذكرته الآن.
“أعمال؟ هل لديكِ فكرة معينة؟”
“نعم. أفكر في بدء مشروع يتعلق بمصابيح سحرية.”
عندما كانت تحقق في محيط كلير، قال الشهود بشكل مشترك إن “الشارع كان مظلمًا لدرجة أنه كان من الصعب الرؤية”.
و في إحدى الليالي، التقت برودي، الذي أخبرها رغم أن الوقت لم يكن متأخرًا، أن الشوارع والأزقة مظلمةٌ جدًا، مما يتسبب في حدوث العديد من الحوادث، وأوصاها بالحذر.
المصابيح المستخدمة حاليًا في الأسواق تعتمد على الشموع، ولها عيوب مثل الإضاءة الضعيفة، وعندما تذوب الشمعة تنطفئ.
فكرت أراسيلا في إمكانية تطوير مصابيح سحرية تعالج هذه العيوب.
“همم، بما أن المصابيح هي أدوات يستخدمها الجميع في حياتهم اليومية، إذا تم العمل عليها بشكل جيد، يمكن تحقيق أرباح عالية.”
أومأ داميان برأسه كما لو كان متحمسًا للفكرة.
لا يوجد شخص، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الطبقة الاجتماعية، لا يستخدم المصابيح في حياته اليومية.
إذا تم إطلاق منتج أكثر راحة وعالي الأداء مقارنةً بمصابيح الشموع الحالية، فإن اهتمام الناس سيُجذب بشكل كبير.
“إذاً، أتمنى أن نتعاون بشكل جيد هذه المرة أيضًا.”
مد داميان يده ليطلب المصافحة. فصافحته أراسيلا فوراً.
“شروط العقد ستكون كما كانت مع مشروع المركبة الطائرة.”
“نعم، هذا مناسب.”
كانت بداية الشراكة الثانية بينهما.
***
ما استخدمته أراسيلا لتطوير المصباح السحري هو حجر الوميض.
حجر الوميض هو المعدن الأكثر شيوعًا في إمبراطورية سيتيرون، وهو ينبعث منه ضوء خفيف بمفرده، لكن بخلاف ذلك لا يحتوي على استخدامات أخرى، لذلك يُعتبر حجرًا غريبًا بعض الشيء.
حاولت أراسيلا تحسينه من خلال سحر الاندماج بحيث يتم رفع إشعاع حجر الوميض إلى أقصى حد عند تسخينه.
بينما كانت أراسيلا تعمل بجد مع متدربيها في دراسة حجر الوميض، كان دلميان يتولى المسؤوليات الخارجية كما كان يفعل مع مشروع المركبة الطائرة.
اليوم، لقد جاء للقاء الماركيز يويهم، الذي يمتلك أراضي شاسعة في المنطقة الشمالية التي تحتوي على أكبر كمية من حجر الوميض.
رغم أن استخراج حجر الوميض ليس أمرًا صعبًا، إلا أنه من الأفضل دائمًا العثور على مصدر موثوق لتوفير الكمية المطلوبة بشكلٍ مستمر للعمل.
“ها ها، هذه هي المرة الأولى التي نلتقي فيها وحدنا. سعيد بلقائكَ، يا لورد فاندرمير!”
يُعتبر يويهم، الفارس الملقب بـ “الماركيز يويهم”، رجلًا ذو بنية قوية وشعر أبيض تمامًا، مما يترك انطباعًا عن محارب قديم ذو خبرة.
ومع ذلك، ترك منصبه كفارس منذ وقت طويل وركز الآن على قيادة عائلته وازدهارها كسيد الأسرة، لذا أصبح قريبًا من رجل مثقف أكثر من كونه محاربًا.
أو يمكن أيضًا اعتباره رجل أعمال يعاني من القلق بسبب الوضع المالي غير المستقر لعائلته.
“مرحبًا، الماركيز يويهم. أشكركَ على تخصيصك الوقت للقاء.”
“لا داعي للشكر. من في هذا العالم سيرفض زيارة أفضل سيد سيف في الإمبراطورية؟”
نظرًا لأنه كان يحمل السيف في وقت ما، كان يويهم يظهر اهتمامًا خاصًا بالفرسان، لذا أظهر رد فعل حماسي.
“إذاً، لماذا جئت؟ ما الذي يمكنني مساعدتكَ فيه؟”
“أود أن أقترح عليكَ صفقة.”
نظر يويهم إلى داميان بنظرة مليئةٍ بالفضول.
قام داميان بشرح خطته بالتفصيل لبدء مشروع المصابيح السحرية باستخدام حجر الوميض المحسن.
و عند كل كلمة كان ينطق بها، كان يويهم يفكر بسرعة ويستمع باهتمام.
“لذا، أرغب في شراء حجر الوميض منكَ، الماركيز يويهم.”
مع تلك الجملة، أنهى داميان حديثه وأخذ رشفةً من شايه.
ابتسم يويهم ابتسامةً عريضة.
“بالطبع أنا موافق! في الواقع، كنت أراقبك من قبل، ومن الرائع أن تأتي هذه الفرصة الجيدة الآن!”
في الواقع، كان يويهم يشعر بالكثير من الضغط بسبب كمية حجر الوميض التي كانت تُستخرج بكثرة من أراضيه دون فائدة تذكر.
حجر الوميض لم يكن معدنًا ذا قيمة وكان منتشرًا بشكل كبير في ممتلكاته، مما كان يسبب له الكثير من التوتر.
لكن عندما جاء الفارس الشاب، الذي يبدو أن مستقبله مشرق، بعرض يمكنه التخلص من تلك الصخور عديمة الفائدة دفعة واحدة، شعر يويهم وكأن مزاجه قد ارتفع إلى السماء.
كان يعتقد أنه لا يجب أن يفوت هذه الفرصة أبدًا.
“لكن هناك شرط.”
“شرط؟”
انتظر داميان حتى قدم شروط الصفقة.
“أريد الحصول على معلومات حول الاجتماع غير الرسمي الذي شاركت فيه الشهر الماضي.”
“اجتماعٌ غير رسمي؟”
“نعم، الاجتماع الذي تم فيه تعيين فرسان الصقر الأحمر كقوةٍ مكلفة بمكافحة الوحوش في الغرب.”
تشنجت عضلات فم يويهم قليلاً. و فجأة، أصبحت الأجواء في المكتب ثقيلة و باردة، وازداد التوتر بين الرجلين.
على عكس ضحكته المفعمة بالحيوية، أصبح وجه يويهم باردًا وعديم الرحمة.
استند إلى الأريكة، وأشار بيده إلى داميان لكي يغادر.
“أنت تطلب معلوماتٍ أكثر من اللازم. ليس لدي رغبةٌ في إجراء هذا النوع من الصفقات، لذلك عليكَ أن تذهب الآن، يا لورد داميان فاندرمير.”
“حقًا؟ يبدو أنني فقدت فرصةً جيدة.”
نهض داميان دون تردد كما كان متوقعًا.
بل كان أكثر هدوءًا مما كان يويهم يتوقع، لدرجة أنه شعر بالارتباك.
انحنى داميان باحترام، ثم توجه نحو الباب بينما قال بلا مبالاة،
“إذاً سأذهب إلى الكونت نيفيل بهذا العرض.”
“لحظة، انتظر!”
_____________________________
شكل نيفيل ذاه منافس 😂
حس المسؤوليه عند داميان↖️↖️↖️↖️↖️↖️↖️
مب طبيعي يعني اخوك الي تكرهه وتحس انه لازم تتحمل المسؤليه عشانه شي بصلة بك؟ ياخي عشرة داميان بليز
المهم شفتوا الي شفته؟ أراسيلا غارت بالغلط؟ ما اعجبها وهي تتخيل داميان مع كلير✨✨✨✨✨
Dana