Express Contract Marriage Words - 108
“هل تعنين عائلة الماركيز هوغو؟”
“نعم، قالوا إنهم سيأتون لزيارتي.”
عند تلك الكلمات، تصلبت تعابير داميان. و تحركت تفاحة آدم ببطء وهو يبلع ريقه.
كانت أراسيلا قد أوضحت لعائلتها بصدق كيفية إصابتها.
إذ رأت أنه لا فائدة من التهرب بالأعذار، فبمجرد الكشف عن الجاني، ستطفو الحادثة على السطح في النهاية.
لذا، قررت ألا تكذب بلا داعٍ لخداع عائلتها.
وكان داميان على دراية بهذه الحقيقة، مما جعله متوترًا.
فبما أن أراسيلا تعرضت للهجوم بدلاً منه، فلا شك أن عائلة الماركيز هوغو ستعتبره مذنبًا وتكرهه.
ربما يمسك الماركيز بياقتع فور رؤيته.
لم يكن يعلم بأي كلمات يجب أن يعتذر لهم.
ما إن أغلق داميان الكتاب بقلب مثقل، حتى دخلت أودري مسرعةً لتبلغهم بوصول عائلة الماركيز هوغو.
“سيدتي، سيدي. عائلة الماركيز هوغو قد وصلوا. هل أدخلهم إلى الغرفة؟”
“نعم، أودري.”
أومأت أراسيلا برأسها بخفة.
نهض داميان من مقعده بلون وجهٍ شاحب قليلًا، ثم تنحى إلى جانب الطاولة الجانبية.
وفي اللحظة التالية، فُتح باب غرفة النوم بقوة، ودخلت عائلة الماركيز هوغو.
“يا إلهي، ما الذي حدث لكِ، أراسيلا؟!”
“آه، صغيرتي! هل أنتِ بخير؟”
“آري! هل تأذيتِ كثيرًا؟”
انهالت الماركيزة هوغو، والماركيز، وآيريس بالكلمات دفعةً واحدة.
“أختييييي!”
ثم اندفع أدريان نحو أراسيلا بوجه على وشك الانفجار بالبكاء.
في لحظة، امتلأت الغرفة بالضجة.
ربتت أراسيلا على رأس أدريان، الذي كان يعانقها بقوة، ثم نظرت إلى عائلتها.
“شكرًا لكم جميعًا على زيارتكم. لكنني بخير. فقط كُسر ذراعي وساقي اليمنيان، وسأحتاج إلى الراحة لمدة أسبوعين لا أكثر.”
عند ردها الهادئ واللطيف، وضعت الماركيزة يدها على جبينها و تحدثت بتأفف.
“آه، يا لهذه الفتاة! ألم أخبركِ أن تكوني أكثر حذرًا؟!”
لم تستطع تمالك نفسها، فضربت ابنتها الثانية على ظهرها.
لم تستطع أراسيلا تفادي الضربة القوية، فانحنى جسدها قليلًا.
“أمي، هذا مؤلم!”
“إذن هل تظنين أنني ضربتكِ لأدغدغكِ؟! كيف لا تزالين تثيرين غضبي كما كنتِ دائمًا؟!”
تذكرت الماركيزة كيف كانت أراسيلا، حتى قبل زواجها، تخرج بحجة تنفيذ مهام البرج السحري، لتقاتل الوحوش وتعود دائمًا بجروح طفيفة.
بالطبع، كانت تعلم أن إصابتها هذه المرة حدثت لأسباب مختلفة، لكنها لم تستطع تجاوز حقيقة أن أراسيلا قد أصرّت على الانضمام إلى حملة إبادة الوحوش في الغرب.
حتى بعد زواجها، لم تكتفِ بالسعي وراء المجد والخروج في معركة صيد الوحوش، بل عادت أيضًا مصابة.
رؤية ابنتها في هذه الحالة كادت تخرج الماركيزة عن طورها، فرفعت يدها مرة أخرى لتسدد لها ضربة أخرى على ظهرها.
صفعة—!
صدر صوت احتكاك حيوي عندما اصطدمت بشرة ببشرة. لكن لم يكن مصدر الصوت هو يد أراسيلا.
كانت زوجة الماركيز تنظر بوجه مرتبك إلى من تقدم لحماية ظهر أراسيلا.
“اللورد فاندِرمير..…؟”
“بما أن إصابة زوجتي بسببي، فاضربوني أنا إن أردتم.”
قال داميان ذلك بجدية، وهو يمد ذراعه ليحجب أراسيلا.
نظرت إليه أراسيلا بدهشة.
“لا، لورد. كيف لي أن أضربك..…؟”
“لا بأس. اضربوني. حتى لو كانت صفعةً على خدي، سأظل صامتًا.”
“لا، لا. ليست لدي أي نية لصفعكَ.”
لوّحت الماركيزة بيدها في ارتباك أمام صهرها الذي قدّم خده فجأة.
لكن داميان، الذي كان عازمًا حقًا على تلقي الصفعة، ظل ثابتًا في انحناءه باحترام دون أن يتحرك.
كان يرغب بشدة في تقديم اعتذاره ولو بهذه الطريقة.
عندما أدركت أراسيلا صدقه، أمسكت بكمّه وسحبته.
“داميان، أمي لا تضرب أبناء الآخرين الأعزاء.”
أومأت زوجة الماركيز سريعًا برأسها موافقة على كلام ابنتها.
لكن داميان لم يغير وضعه وظل منحنيًا.
“ألم أؤذِ ابنة الماركيز العزيزة؟”
“هل هاجمتني؟ لا، أليس كذلك؟ إذاً لماذا تصرّ على أنك السبب في إصابتي؟”
“لو لم تحاولِ إنقاذي، لما أصبتِ بهذه الطريقة.”
بدت كلماته مليئةً بالذنب، مما جعل أراسيلا تعبس بشدة.
يبدو أن مجرد خدمته لها اليوم لم يكن كافيًا لمحو شعوره بالذنب.
“إذا كنت تفكر بهذه الطريقة، فأنا أيضًا تدخلت من تلقاء نفسي دون أن تطلب مني إنقاذك.”
“لو كنت قد تصرفتُ بشكل أفضل، لما اضطررتِ إلى التدخل. هذا كله خطئي.”
“داميان، هل ستستمر على هذا النحو؟”
لم يرد داميان بشيء. وفي اللحظة التي همّت فيها أراسيلا بقول شيء آخر، غير قادرةٍ على كبح إحباطها،
“يكفي يا آري. لو واصلتِ أكثر، سينتهي بك الأمر في شجار مع اللورد فاندِرمير.”
تدخّل الماركيز هوغو في اللحظة المناسبة لفضّ الجدال.
عضّت أراسيلا على شفتيها لكنها التزمت الصمت احترامًا لكلام والدها.
ساد الصمت الغرفة على الفور.
نظر أدريان إلى شقيقته بحذر وهو بين ذراعيها. ثم تحدث الماركيز، متجهم الوجه، وهو يوجه حديثه إلى داميان،
“كنت أرغب في التحدث معكَ بشأن ما حدث على أي حال. هل لديك بعض الوقت الآن؟”
‘أخيرًا، جاء ما كان لا بد أن يأتي.’
فكر داميان بذلك لوهلة قبل أن يومئ برأسه.
“نعم، لدي وقت.”
“إذًا، اتبعني. آيريس، ابقي مع أدران والعبا مع أراسيلا.”
بعد هذا الإخطار القاطع، غادر الماركيز وزوجته الغرفة برفقة داميان، دون أن تتمكن أراسيلا من إيقافهما.
توقف الثلاثة عند نهاية ممر هادئ نادر الحركة، وتوقف داميان بدوره خلفهما.
تحدث الماركيز أخيرًا بنبرةٍ ثقيلة،
“سمعت أن محاولة الاغتيال التي أصابت أراسيلا كانت تستهدفكَ في الأصل.”
خفض داميان رأسه مجددًا بوجه مملوء بالخزي.
“أنا آسف. كان هذا تقصيرًا مني بالكامل. بسبب خطئي، أصيبت زوجتي ولم أتمكن من حمايتها. سأتحمل المسؤولية كاملة، وسأسعى لضمان ألا يتكرر ذلك أبدًا.”
لم يأتِ أي رد من الماركيز وزوجته.
حتى لو لم يغفرا له، كان داميان مستعدًا لمواصلة الاعتذار والانحناء بقدر ما يريدان.
من زاوية نظره المنخفضة نحو الأرض، رأى قدم الماركيز تتحرك للأمام ببطء، ويده تمتد نحوه.
‘هل كان ينوي صفعه بعيدًا عن أعين أراسيلا؟’
إن كان الأمر كذلك، فقد كان داميان مستعدًا لتلقي عشر صفعات دون اعتراض. لذا لم يتحرك من مكانه.
“اللورد فاندِرمير.”
لكن اليد التي امتدت نحوه لم تكن قبضةً موجهة للضرب. بل كانت يد الماركيز توضع بلطف على كتفه وهو يتحدث إليه،
“لم نستدعِك هنا لنغضب منكَ. كما قالت أراسيلا، هذه الحادثة ليست خطأك.”
“صحيح. أردنا فقط أن نسألك إن كنتَ بخير. و لم نشأ التحدث عن محاولة الاغتيال أمام أدريان، لذا استدعيناك إلى هنا.”
“…..ماذا؟”
رفع داميان رأسه لا إراديًا، واتسعت عيناه دهشةً من الكلمات غير المتوقعة.
كان وجه الماركيز وزوجته هادئًا تمامًا، خاليًا من أي أثر للوم أو كراهية تجاهه.
“أي وغد تجرأ على استهداف حياة صهرنا وإصابة ابنتنا؟ إن عثرت عليه، فلن أتركه وشأنه.”
“نعم، نِيد. عليك أن تلقنه درسًا. أتعلم يا لورد؟ لقد كان زوجي بارعًا بالسيف في شبابه.”
“قد لا أكون خصما قوياً أمام سيد سيف مثله، لكنني لا أزال قادرًا على التخلص من الأوغاد الذين تجرأوا على المساس بعائلتنا، يا ماي.”
ربّت الماركيز على كتفه بفخر، مما جعل زوجته تضحك بخفة.
أما داميان، فكان ينظر إليهما بوجه يغمره الارتباك.
كان يعتقد أنه سيواجه اللوم منهم بالتأكيد. فلو وضع نفسه مكانهم، لكان قد كره نفسه أيضًا.
حتى وإن لم يصرحوا بكلمات قاسية علنًا، كان يتوقع منهم أن يرموا بعض اللوم عليه. لكن، لم يظهر من الماركيز وزوجته أي علامة على ذلك.
‘المساس بعائلتنا..…’
كان يبدو أنه جزءٌ من هذه العائلة، مما جعل قلبه ينبض بشكل مفاجئ.
حاول داميان أن يثبت قدميه ليتجنب التمايل بشكل مشوه، ثم فتح فمه بحذر.
“…..هل أنتم حقًا لا تلومونني؟ حتى لو كنتم تشعرون بذلك، باتخفوه. سأقبل ذلك بتواضع لأنني لا أملك ما أقول.”
“أوه، هل تقصد بأنك أخطأت في هذا الأمر؟”
رد الماركيز بنظرةٍ وكأن ما يقوله داميان غير معقول.
لم يستطع داميان أن ينظر إليهما بشكل مباشر.
“كنتُ أنا المستهدف-“
“وليس أنت من يجب أن تُلام.”
قاطعته زوجة الماركيز بخفة.
كانت كلماتها بعيدةً تمامًا عن توقعاته، مما جعل داميان يطبق يده في قبضة.
بدأت مشاعر مكثفة تتصاعد من أعماق قلبه. و لم يعرف كيف يصف هذا الشعور.
هل هو الفرح؟ التأثر؟ الخجل؟ أم الأسف؟
في مواجهة سخائهم الذي قدموه له رغم أنه كان الشخص الذي وضع ابنتهم في خطر، شعر داميان وكأن حلقه جف تمامًا.
بينما كان الماركيز وزوجته يراقبانه، تبادلا نظرات قصيرة، ثم نادى عليه الماركيز.
“لورد فاندِرمير. لا، بما أننا أصبحنا عائلةً الآن، هل يمكنني مناداتكَ باسمك؟”
“…..نعم.”
“إذاً، داميان. لا تنحني من أجل شيء لم تخطئ فيه.”
أمسك الماركيز بيده الكبيرة كتف داميان.
ثم تابعت الماركيزة بتربيتة لطيفةٍ على ساعده.
“قلبي ينفطر من ألم رؤية أراسيلا مصابة، لكنني مع ذلك أشعر بالراحة لأنكَ بخير.”
صوتها الدافئ والصادق، الذي لم يكن يحتوي على أي تصنع، جعل داميان يشعر بشعور متناقض.
كان جسده مسترخياً ومع ذلك كان يشعر بالقوة تتدفق فيه.
رغم أن يده كانت أكبر من يديهما، إلا أنه شعر أن الماركيز وزوجته هما البالغين الحقيقيين.
“…..شكرًا لكم.”
بعد لحظة طويلة، نطق بشكره، فابتسم الماركيز وزوجته ابتسامةً رقيقة.
تمكن داميان أخيرًا من مواجهة نظراتهما وفتح فمه بصعوبة. و شعر وكأن جزءًا من شعور الذنب الثقيل الذي كان يثقل صدره قد بدأ يذوب.
وفي الجو الذي أصبح أكثر راحة، تنحنح الماركيز بخفّة،
“سنساعدكَ في القبض على القاتل الذي استهدفك.”
“لا، لا. الأمر على ما يرام.”
أجاب داميان بسرعة وهو يهز رأسه بنفي.
لم يرغب في اقحام عائلة هوغو في هذه القضية التي قد تكون مرتبطةً حتى بالعرش، بما أن عائلة فاندرمير ربما تكون متورطة.
كان يخشى أن يؤدي ذلك إلى إلحاق ضرر كبير بهم، لذلك كان مصممًا على إنهاء هذه النزاعات ضمن حدود عائلته فقط.
“سأتمكن من حل الأمر بنفسي. من فضلكم، ثقوا بي و اتركوا الأمر لي.”
على الرغم من الطلب الذي كان يبدو عاجلاً للغاية، أومأ الماركيز وزوجته برأسهما في حيرة، لكنهما وافقا في النهاية.
“صحيح، إذا تدخل الكثير من الناس، قد يصبح الأمر أكثر تعقيدًا.”
“ولكن إذا كنت بحاجة إلى مساعدة، لا تتردد في قول ذلك.”
“نعم، شكرًا لكم.”
أجاب داميان وهو ينحني بأدب.
رغم أنه لن يطلب مساعدتهما مهما كانت الظروف، إلا أن مجرد سماع هذه الكلمات جعله يشعر بشعور قوي بالأمان.
و بالطبع، كان يشعر بذلك خارج إرادة نفسه.
***
بعد زيارة عائلة هوغو، أصبح تعبير داميان أخف بكثير. فبفضل الماركيز وزوجته، تمكن داميان من تخفيف عبءه النفسي قليلاً.
بينما كانت الأيام تمر بسلام، كانت هناك شكوى واحدة فقط من أراسيلا.
“لنذهب إلى الحديقة.”
بعد البقاء في الغرفة طوال الوقت. بعد خمسة أيام من الراحة في السرير، رفعت يديها مستسلمة.
على الرغم من أن العظام تلتئم بسرعة أكبر مما توقعت، إلا أنها كانت تشعر وكأنها ستجف وتموت قبل أن تلتئم تمامًا.
“أنا أيضًا أريد أن أتنفس بعض الهواء الطلق.”
“سأفتح لكِ النافذة.”
“لا، ليس هذا. أريد أن أخرج بنفسي، حتى لو كنت أحتاج إلى العكاز.”
عندما تغير وجه أراسيلا إلى عبوس، نظر داميان إلى ساقها الملتفة بالضمادات.
عندما فكر في كيف كانت أراسيلا تشعر بالقلق الشديد عند استخدام العكاز، أصبح من الواضح أنه من غير المعقول أن يجعلها تمشي على قدميها.
فكر داميان للحظة ثم فتح فمه ببطء.
“إذاً، سأطلب من شخص ما أن يحضر الشاي في الحديقة. و هناك يمكننا الاستمتاع معًا بوقت الشاي.”
“فكرةٌ جيدة! أحضر لي العكاز!”
“لا، سأحملكِ بنفسي.”
توقفت أراسيلا التي كانت مبتهجةً جدًا، وقد ترددت.
هل يعني أنه سيحملها كما كان يفعل عندما كان يساعدها على الصعود والنزول من العربة؟
فكرت في احتضانه مجددًا، مما جعلها تشعر بالخجل، فخدشت أنفها.
“يمكنني استخدام العكاز.”
“في القصر هناك سلالم، لذا قد يكون الأمر خطيرًا. إذا لم يعجبك، يمكنكِ البقاء في غرفتكِ حتى تتماثلين للشفاء.”
“داميان، احملني!”
صرخت أراسيلا بحرج، مفضلةً أن يحملها بدلاً من البقاء في الغرفة.
__________________________
ببكي اهل أراسيلا يجننون مليانين حنية ورحمة مب طبيعيه😭
أم اراسيلا وهي تضربها عشانها خايفه عليها مشهد يجنن وداميان جا يدافه المحزم🤏🏻
الصراحة كان ودي يعلمهم ان الحملة جايك من القصر الامبراطوري ومن شخص رفيع كودهم يشكون فس فريديريك بنفسهم
Dana