Even if the Villain's Daughter Regresses - 9
في وجبة الإفطار التي جمعت أخيرًا بين الماركيز هيلدغار وأولاده جميعًا. جلست ليلي على الطاولة بوجه شارد، تتناول طعامها بنصف وعي.
‘هذا أمر لا يُصدق……لا بد أنني أحلم……’
كانت تحرك الشوكة بلا اكتراث، مما أدى إلى تقطيع طبق السمك إلى أجزاء صغيرة حتى تفتت بالكامل.
نظرت ليلي إلى الطبق المتفتت بعينين فارغتين.
كانت عيناها موجهتين نحو الطعام، لكن عقلها كان منشغلًا بأمر آخر.
تحديدًا، الطفل المحتجز في الزنزانة السفلية.
ذلك الطفل الذي كان يكره ليلي.
لا، تعبير “يكرهها” يبدو خفيفًا ولطيفًا للغاية.
الطفل كان يمقت ليلي.
بل، حتى وصفه بأنه يكرهها كرهًا شديدًا لن يكون وصفًا بعيدًا عن الحقيقة.
‘لماذا؟’
رغم أن ليلي بذلت قصارى جهدها، إلا أن محاولاتها لم تصل إليه ولو لمرةٍ واحدة خلال الأيام القليلة الماضية.
الطعام؟ لا يأكله.
الماء؟ لا يشربه.
من الأساس، لم يكن يقبل أيًا منهما.
الدواء؟ لم تستطع أن تضعه له، لأن الطفل لم يسمح لها حتى بالاقتراب منه.
الأعشاب الطبية؟ كانت تتركها دائمًا داخل الزنزانة لأنها لم تستطع إطعامه إياها، ومع ذلك، لم تره حتى يلمسها.
شعرت ليلي بالظلم، و الاختناق، و كأنها ستفقد صوابها.
‘لماذا؟ لماذا يكرهني إلى هذا الحد؟’
هل مشاعره هذه بسبب العقاب الذي تلقاه بسببي؟ ألا يزال يحمل ضغينةً لذلك؟
‘لكن الأمر غريب……أن يزداد كرهه لي مع الوقت……’
قبضت ليلي على الشوكة بقوة.
نعم، كان ذلك غريبًا حقًا. لو أن الطفل كان يكرهها كما كان يفعل دائمًا، لشعرت بالحزن والإحباط، لكنها على الأقل كانت ستتمكن من فهم ذلك.
لكن يمكن القول بكل ثقة، كراهية الطفل وعداؤه تجاه ليلي كانا يزدادان وضوحًا وحِدةً يومًا بعد يوم.
كان أمرًا لا يمكن فهمه.
هل غضب لأنها أحسنت معاملته؟
لماذا؟
كيف يمكن أن يغضب شخصٌ من المعاملة الحسنة؟
‘حقًا لا أفهم….وهذا يدفعني للجنون……ماذا علي أن أفعل الآن؟’
كانت تحاول كسب وده، لكنها بدلاً من ذلك زادت كراهيته.
كانت تسعى لنيل لطفه، لكنها لم تحصد سوى العداء الذي فاض من عينيه.
لم يكن لدى ليلي أدنى فكرةٍ عمّا يمكنها فعله أكثر في مثل هذا الوضع.
شعرت بالاختناق، فأخذت مجددًا تفتت طبق السمك البريء أمامها.
وفي تلك اللحظة……
تحدث الماركيز هيلدغار.
“أفكر في الذهاب للصيد هذا الصباح.”
وأخيرًا، أعلن الماركيز سبب جمعه لأبنائه على الإفطار منذ الصباح الباكر.
لكن ليلي لم تلقِ بالاً لكلامه، إذ كانت مشغولةً تمامًا بالتفكير في الطفل.
ولأنها في الأصل لم تكن تجد موضوع الصيد مثيرًا للاهتمام أبدًا.
أولاً، لم يكن الأمر ممتعًا على الإطلاق.
فما الفائدة من فعل شيءٍ كهذا؟ مجرد إطلاق الحيوانات في الغابة ثم إصابتها بالسهام……
‘السهام……انتظرِ، السهام؟’
رفعت ليلي رأسها فجأة عن الطبق الذي كانت تنظر إليه بتركيزٍ وكأنها تحاول قتله بنظراتها.
في تلك اللحظة، واصل الماركيز حديثه.
“لن نؤخر موعد الانطلاق، لذا على من يرغب في الانضمام عليه أن يستعد مسبقًا.”
“واو، الصيد!”
“كم مضى من الوقت منذ آخر رحلة صيد؟”
“هذه المرة، سأصطاد خنزيرًا بريًا بالتأكيد.”
“أنت؟ سيكون حظكَ جيدًا إن لم تسقط من حصانك عند رؤية أرنب!”
“ماذا؟ هل تريد أن نتراهن على من يصطاد فريسةً أكبر؟”
“بالتأكيد. وما هي الجائزة؟”
“الخاسر يزحف على أربع أمام الفائز ويناديه: ‘يا أخي الكبير’!”
“آه، كنت أعلم أنك ستقول ذلك، لذا اشتريت لك مسبقًا واقيات للركب كهدية!”
“حقًا؟ صدفةٌ عجيبة! لقد اشتريت واحدة لكَ أيضًا……العام الماضي!”
“في الواقع، أنا اشتريتها قبل ذلك بعام!”
“وأنا في الواقع……اشتريتها قبل ثلاث سنوات……”
“كفى كلاكما! يا إلهي، كم هذا ممل!”
“أخي هنري، هل يمكنكَ إعطائي جلد الخنزير البري إذا اصطدته؟”
تحول الجو الهادئ الذي خيّم على الإفطار فجأة إلى فوضى مليئةٍ بالمرح والإثارة والتوقعات.
بينما كانت تلك المشاعر تتشابك في الأجواء، كانت ليلي متيبسةً وشاحبة الوجه، وكأنها قد تجمدت في مكانها.
مرّ حوالي أسبوع منذ أن تم إحضار الطفل إلى قصر الماركيز.
الصيد.
‘يا إلهي……’
تمكنت ليلي بصعوبة من كبح أنينٍ كان على وشك أن يفلت من شفتيها.
فاليوم لم يكن يومًا عاديًا، بل كان اليوم الذي سيموت فيه الطفل.
***
‘الحيوان المحاصر يبحث عن مخرج.’
فجأة، تذكرت ليلي تلك العبارة. فقد تمكنت من إيجاد حل. لكن المشكلة كانت أن تنفيذ ذلك الحل كان أمرًا يثير في نفسها نفورًا شديدًا، بل وحتى خوفًا بالغًا.
‘هل يجب أن أذهب إلى هذا الحد؟’
سرعان ما أجابت ليلي نفسها.
‘نعم، يجب أذهب إلى هذا الحد.’
فليس هناك طريقةٌ أخرى.
على الأقل، هذا هو الحل الوحيد الذي خطر ببالها الآن.
حتى لو فكرت طويلًا، من غير المحتمل أن تجد إجابةً مختلفة.
كان الوضع الذي وجدت فيه ليلي نفسها مظلمًا للغاية.
“آنسة ليلي! سمعت أنك طلبتني؟”
في تلك اللحظة، دخل رجلٌ يبدو في الثلاثينات من عمره إلى الغرفة بعد أن فتح الباب.
كانت ليلي تنتظره في مكتبة فارغة.
“نعم، هذا صحيح. تعال، يا فيلهيلم.”
“ما سبب طلبكِ مقابلتي على انفراد؟……”
أغلق فيلهيلم باب المكتبة واقترب من ليلي، وعلامات الاستغراب بادية على وجهه.
نظرت ليلي إلى الرجل، الذي كان يحمل ملامح لطيفة، بإمعان.
اسمه فيلهيلم.
‘في الثلاثين……أو أكثر. كم عمره تحديداً؟ ليس بالأمر المهم لذا نسيته.’
ولكن هناك حقيقة مهمةٌ جدًا.
لقد عمل هذا الرجل كمساعد للماركيز هيلدغار لما يقرب من عشرين عامًا.
‘بمعنى آخر، كان في وظيفته هذه منذ ما قبل ولادتي.’
لا بد أنه شخص كفؤ. وإلا لما استمر في العمل بجانب شرير كهذا لوقتٍ طويل.
كانت ليلي بحاجةٍ إلى مساعدة فيلهيلم الكفؤ.
“لدي طلب أريدكَ أن تنفذه.”
“طلب؟”
“نعم، الآن و فورًا……”
بمجرد أن انتهت ليلي من شرحها، استدار فيلهيلم على الفور.
“إلى أين تذهب؟”
“أنا رجل مشغول. ليس لدي وقت لأشارك في مزاحكِ.”
“هذا ليس مزاحًا.”
“إن لم يكن مزاحًا، فالأمر أكثر سوءًا!”
توقف فيلهيلم عند الباب واستدار لينظر إلى ليلي.
“هل تطلبين مني الآن أن أسرق شيئًا من أمتعة الماركيز؟ وبالخفاء؟”
“يمكنكَ فعلها.”
“المسألة ليست إن كنت أستطيع أم لا! ماذا سأفعل إذا تم الإمساك بي؟”
نظر الرجل الثلاثيني، فيلهيلم، إلى ليلي ذات العشر سنوات بنظرةٍ حادة، متخليًا عن كل مظهر من مظاهر ضبط النفس.
“يبدو أنكِ لم تكوني راضيةً عني مسبقًا. لكنني، فيلهيلم، لست شخصًا ساذجًا يمكن التخلص منه بسهولةٍ بهذه الطريقة البدائية.”
“لا تسيء الفهم. أنا أريدكَ أن تعمل هنا في القصر بأمان ولفترة طويلة.”
“كيف يمكن لشخص مثلكِ يقول ذلك……!”
“لهذا السبب لم أخبر والدي أنكَ قمت بالتلاعب بالسجلات.”
توقف فيلهيلم، الذي كان على وشك الانفجار غضبًا، فجأة وأصبح جامدًا في مكانه.
“……ماذا؟”
“أعني السجلات المزدوجة. في خريف العام قبل الماضي.”
كلما تحدثت ليلي أكثر، ازداد وجه فيلهيلم شحوبًا.
“عندما تواطأت مع كبير الخدم أثناء غياب والدي الطويل عن القصر وسرقتما ميزانيةَ النصف الثاني من العام. المبلغ الذي اختلستَه كان مخصصًا للأعشاب الطبية و-”
“آاااااااه!”
صرخ فيلهيلم فجأة وانطلق نحو ليلي، لكنه توقف قبل أن يمسك بها.
وكأنه استعاد رشده في اللحظة الأخيرة، وقف أمامها يلوح بيديه في الهواء، مرتبكًا ومذعورًا.
“آآآ…..آنسة……كيف، كيف علمتِ بهذا الأمر؟”
“عرفتُه بطريقةٍ ما.”
في الحقيقة، كان فيلهيلم هو من اعترف بنفسه. و لكن ليس الآن، بل بعد حوالي ثلاث سنوات من الآن.
‘هل اعترف فيلهيلم أولًا، أم فعل ذلك مع كبير الخدم في نفس الوقت؟’
كان الأمر بسيطًا جدًا.
فبعد ثلاث سنوات تقريبًا من الآن، انتقلت أرملة فائقة الجمال إلى مقاطعة الماركيز.
وكانت شهرة جمالها قد ملأت أرجاء المنطقة.
فذهب فيلهيلم، وهو شاب أعزب مليء بالحيوية، وكذلك كبير الخدم بدافع الفضول، لزيارة تلك الأرملة……
‘ووقع كلاهما في حبها من النظرة الأولى.’
وهكذا، بدأت المأساة.
أصبح الرجلان، اللذان كانا على وشك بلوغ الأربعين، خصمين لدودين يسعيان للإيقاع ببعضهما البعض.
و اختارا طريقة الحرب بالفضائح لإزاحة الآخر.
بدأ كل من فيلهيلم وكبير الخدم في كشف أسرار الآخر ونقاط ضعفه بجنون، محاولين تدمير سمعته.
في البداية، كانت الأمور تدور حول إشاعات وقصص صغيرة، لكنها سرعان ما خرجت عن السيطرة مع مرور الأيام، وازدادت الفضائح حجمًا وتعقيدًا……
‘إلى أن انتهى الأمر في النهاية بكشف أمور لم يكن من المفترض أن تُكشف أبدًا.’
وهكذا، تم الكشف عن قضية السجلات المزدوجة، وانتهى الأمر بقطع رأس كل من كبير الخدم وفيلهيلم.
وجدير بالذكر أن “قطع الرأس” هنا ليس تعبيرًا مجازيًا يعني الطرد، بل هو حرفيًا…..لقد قُتلا.
كانت السرية المتعلقة بهذا الأمر مسألة حياة أو موت.
و لكون ليلي كانت على علم بكل هذه التفاصيل الدقيقة، جعل يدي فيلهيلم ترتجف بوضوح.
“آ……آنسة..…”
وفي النهاية، سقط فيلهيلم على ركبتيه مباشرة.
“أرجوكِ…..أرجوكِ أنقذيني. أنا في الخامسة والثلاثين فقط.”
‘إذاً كان في الخامسة والثلاثين.’
“إنني شاب جدًا…..صغير جدًا على الموت، أليس كذلك؟”
شعر فيلهيلم بالإحراج عندما وصف نفسه بأنه صغير السن وهو يقف أمام فتاة تبلغ من العمر عشر سنوات، فتلعثم في كلماته.
__________________
صغير؟ ٣٥ صغير؟ طيب معليه يالثلاثيني
المشكلة وسط كل ذاه ليلي همها تعرف كم عمره😭😭
Dana