Even if the Villain's Daughter Regresses - 76
كانت الشائعات عن الأرملة الجميلة منتشرةٌ في جميع أنحاء إقطاعية هيلدغارد.
بفضل ذلك، تمكنت ليلي من معرفة محل العطور الذي تعمل فيه بسهولة ودون أي جهد يُذكر.
‘في النهاية، انتهى بي الأمر بالمجيء إلى هنا…..’
نزلت ليلي من العربة ونظرت إلى لافتة محل العطور بتعبير معقد.
كان فيليهلم، الذي شارف على الأربعينات، و كبير الخدم يخوضان معركةً من أجل الفوز بامرأة. لذلك، لم يكن أمام ليلي خيار سوى التفكير في طلب المساعدة من تلك “المرأة”.
‘حتى لو لم يستمع إليّ أنا أو إلى إيلفين، فلا بد أنه سيستمع إلى هذه المرأة، أليس كذلك؟’
لم تكن تطلب شيئًا كبيرًا، فقط أرادت من تلك المرأة أن توقف هذه المعركة الجنونية بين ليلهيلم و كبير الخدم.
وكانت مستعدةً لدفع مكافأة سخية مقابل ذلك. و بالطبع، كانت تنوي استرداد كل قرش لاحقًا من فيلهيلم و كبير الخدم بمجرد أن يستعيدا عقليهما.
‘عندما تستعيد وعيك، سنلتقي مجددًا يا فيلهيلم.’
بعد هذه اللحظة، سيكون فيلهيلم مدينًا لها بالكثير، حتى إنه لو جثا على ركبتيه ليشكرها، لما كان ذلك كافيًا.
وبينما كانت ليلي تفكر في الدين الضخم الذي ستُثقل به كاهل فيلهيلم، فتحت باب محل العطور.
رنّ الجرس بلحن صافٍ فوق رأسها مع فتح الباب.
كانت على وشك الدخول إلى المحل، لكن فجأة، تجاوزها سيون.
“سيون؟”
“سأدخل أولًا.”
“……هاه؟ حسنًا، افعل ذلك.”
كان الأمر غريبًا، لكن لم يكن هناك أهميةٌ تُذكر لمن سيدخل المحل أولًا. في النهاية، سيدخل كلاهما على أي حال.
أثناء تفكير ليلي في سبب إصرار سيون على التقدم أولًا، عضّت شفتها من الداخل.
‘هل يمكن أنه يريد رؤية الأرملة الجميلة المشهورة أولًا..…؟’
لا، مستحيل! هذا غير ممكن!
…..بالطبع، ليس غريبًا أن يُظهر الرجال اهتمامًا بالنساء الجميلات. لكن سيون ما زال في الثالثة عشرة من عمره فقط…..
والأرملة تكبره بفارق عمرٍ كبير..…!
بينما كانت ليلي تضطرب داخليًا بهذه الأفكار، كان سيون قد خطا بالفعل إلى داخل المحل.
كان المكان هادئًا، ولم يكن هناك أي صوت سوى رنين الجرس عند فتح الباب.
استفاقت ليلي أخيرًا من أفكارها المتخبطة ولحقت بسيون إلى الداخل.
“لا تبتعدِ عني.”
“ها؟”
“ابقي بجانبي.”
حذّرها سيون بنبرة جادة، مما جعل ليلي تومئ برأسها دون تفكير.
و عندها فقط أدركت الأمر.
كان سيون يتصرف بحذر تجاه هذا المكان منذ لحظات.
‘حذر؟ لماذا؟’
لو كانا قد دخلا إلى وكر لصوص، لكان ذلك مفهومًا. لكنهما الآن في محل عطور لا أكثر.
والشخص الذي يعمل هنا ليست سوى الأرملة الجميلة التي انتشرت شهرتها في الإقطاعية…..
“مرحبًا بكم.”
عندها، سُمع صوت شخص قادم من داخل المتجر.
“يا له من أمر لطيف، لقد جاءني ضيفان جميلان.”
ثبتت ليلي نظرها على المرأة التي خرجت من مساحة تبدو كالمخزن.
بشرةٌ شاحبة لدرجة بدت وكأنها تميل إلى الزرقة. و شعر قرمزي اللون يشبه لون الورود المجففة، وعينان بنفس اللون.
يبدو أنها في أواخر العشرينيات أو بداية الثلاثينيات؟
كانت المرأة التي ظهرت أمامهما جميلة، بلا شك.
إذا كانت هذه هي “الأرملة الجميلة” التي انتشرت عنها الشائعات في الإقطاعية، فلا يمكن القول إن الشائعات كانت كاذبةً أو مبالغٌ فيها بأي شكل من الأشكال.
حدّقت ليلي في المرأة دون أن تطرف بعينها.
ثم، دون وعي، تمتمت.
“أنجيلا؟”
اختفت الابتسام عن وجه المرأة، واستعادت ليلي وعيها فجأة.
“ماذا قلتِ للتو؟”
لم تستوعب حتى نفسها الكلمات التي خرجت من فمها.
أنجيلا، أي الخادمة الشخصية السابقة لتوماس التي استقالت مؤخرًا، لم تكن تشبه هذه المرأة التي بدت وكأنها تجسيد لوردةٍ مجففة، لا من قريب ولا من بعيد.
لون الشعر، و لون العينين، و الملامح…..كل شيء يتعلق بـالمظهر كان مختلفًا تمامًا.
الأمر الوحيد الذي قد يكون متشابهًا هو القوام والعمر؟
لكن هناك الكثير من النساء داخل الإقطاعية ممن يشبهن بعضهن في هذين الأمرين.
بل إن ليبي كانت واثقة من أنها تستطيع العثور على عدة نساء في الإقطاعية يشبهنها في العمر والبنية الجسدية.
أما العثور على شخص يشبه سيون…..فذلك سيكون أصعب، لأن نموه كان سريعًا مقارنةً بعمره.
لكن، لماذا تذكرت أنجيلا؟ لقد نطقت الاسم دون أن تدرك ذلك حتى.
فتحت ليلي فمها، لتقول للمرأة ألا تعير اهتمامًا لما قالته قبل قليل.
دوووم-!
“……!”
لكن قبل أن تتمكن من قول شيء، دوّى صوت عالٍ.
و أدركت ليلي متأخرةً مصدر الصوت.
لقد كان صوت الباب نصف المفتوح وهو يُغلق بعنف.
“…..رياح؟”
كانا ليلي وسيون كلاهما بعيدين عن الباب. والأهم من ذلك، لم يتحرك أي منهما حتى.
لقد أُغلق الباب من تلقاء نفسه. هل كان بسبب الرياح؟
لكن…..هل كان هناك ريحٌ اليوم أصلًا؟
دون وعي، توقفت ليلي عن مسح كفّيها على تنورتها، ثم أدركت فجأة…..
لماذا أشعر بعرقٍ بارد يتصبب مني؟
في تلك اللحظة، تحرك سيون خطوةً واحدة ليقف أمام ليلي، حاجبًا إياها خلفه.
وعندها، سُمع صوت هادئ منخفض.
“كيف عرفتِ؟”
كان صوتًا صافياً أكثر حتى من رنين الجرس. لكن لم يخطر ببال ليلي بأنه صوت جميل.
بل قبل أن تتمكن حتى من التفكير بذلك، اجتاحتها قشعريرة غامضة سلبت انتباهها بالكامل.
“قلتُ لكِ، كيف عرفتِ؟”
“…..ماذا؟”
“ألا تتذكرين حتى ما قلتِه قبل قليل؟”
ما قلتُه..…؟ استرجعت ليلي كلماتها تلقائيًا، وفورًا تذكرت الاسم الذي نطقت به.
أنجيلا.
اتسعت عينا ليلي خلف سيون.
يا إلهي…..لا يمكن..…!
“أأنتِ حقًا أنجيلا؟”
“همم؟ يبدو أنكِ لم تكوني متأكدة. حسنًا، لا بأس.”
أصبحت الأجواء أكثر برودة. و ربما كان مجرد وهم، لكن هذا ما شعرت به ليلي بوضوح.
وبمجرد أن بدأت تفرك ذراعيها من القشعريرة، تابعت المرأة حديثها.
“المهم هو أنكِ تعرفتِ عليّ في النهاية. وهذه هي المشكلة.”
“….…”
“إذا كُشف أمري، فسأُعتبر عارًا على عشيرتي! وهذا يعني أنني سأُقتل وأُمزّق إلى ألف قطعة قبل أن يحين اليوم الذي يسود فيه سيدنا هذا العالم!”
كانت المرأة تتمتم مع نفسها بنبرةٍ مشبعة بالأسى الحقيقي. لكن هذا لم يكن ما أثار قلق ليلي.
بل إن هناك أشياء أخرى لفتت انتباهها…..العشيرة؟
سيدهم الذي سيحكم العالم؟
يا للمصيبة…..يبدو أنني تورطت في شيء خطير.
عضّت ليلي على شفتيها.
هذه المرأة ليست طبيعية.
والمشكلة الأكبر أنها تبدو وكأنها تمتلك قوة غير عادية.
هل كانت هي من أغلقت الباب تلقائيًا؟
راودها هذا التساؤل في اللحظة التي تحرك فيها سيون نحو الباب وركله بقوة.
لكن لم يحدث شيء.
ظل الباب كما هو، ولم يُسمع حتى صوت الركلة.
“هذا بلا فائدة. لن تتمكنا من المغادرة…..إلا إذا سمحتُ لكما بذلك.”
تخيلت ليلي على الفور وجود حاجز غير مرئي يحيط بها وبسيون…..وربما بالمرأة أيضًا. فارتعشت زوايا شفتيها.
ضيّق سيون عينيه بعدم رضا، ثم وقف مجددًا ليحجبها بجسده.
اختبأت ليلي خلف ظهره، وأخذت نفسًا عميقًا.
يجب أن أهدأ. لا للذعر، و لا للخوف.
بعد أن هدّأت نفسها، حاولت التفاوض بصوت ثابت.
“أنا لا أعرف شيئًا. لم أرَ شيئًا.”
“همم؟”
“لم أدخل إلى هذا المكان قط…..من الأساس.”
“….…”
“ولن يحدث ذلك أبدًا طوال حياتي. لذا…..ألا يمكنكِ السماح لنا بالمغادرة؟”
أضافت ليلي في داخلها،
‘أرجوكِ، أتوسل إليكِ.’
رغم أن فيلهيلم و كبير الخدم خطرا في بالها للحظة، إلا أنها سرعان ما تخلت عن الفكرة.
هي وسيون لن يخاطرا بحياتهما من أجلهما.
كان عليهما الخروج من هنا. بسلام.
المهمة الوحيدة التي وجب عليهما إنجازها الآن هي النجاة والخروج بأمان.
بعد أن انتهت ليلي من كلامها، ساد صمت ثقيل للحظة.
ثم قطعت المرأة ذلك الهدوء وتحدثت.
“اسمي أسيليس. يمكنكِ مناداتي سيلي إن شئتِ.”
“.…؟”
“عمري؟ حسنًا، كم سنة عشت حتى الآن؟ لم أقم بالعد، لذا لا أعلم. لكنني متأكدةٌ من أنه لا يوجد بين معارفكِ من هو أكبر مني سنًا…..أقصد من بين الأحياء، وليس الموتى. هل تفهمين ما أعنيه؟”
“….…”
“أقوم بتغيير مكان إقامتي كل عشر سنوات بانتظام، لأن وجهي…..لا يتقدم في العمر مثلكما. هاه… يا لكِ من فتاة، هل تعلمين كم هو مزعج هذا الأمر؟”
“….…”
“كلما اعتدتُ على العيش في مكان ما، أضطر إلى الرحيل مجددًا. يا له من إزعاجٍ لا ينتهي..…”
“….…”
“ومع ذلك، لا يمكنني البقاء في مكان واحد. في المرة الأخيرة، عشت في قرية واحدة لمدة عشرين عامًا، وكدت أُحرق حيّة.”
“…….”
“أليس هذا مضحكًا؟ لماذا يُصر البشر دائمًا على إحراق الساحرات عند العثور عليهن؟ هل يعتقدون أن الحاكم سيفرح بذلك؟”
____________________
ساحرة؟ هيا خذلك
الفصل قصير ولا انا ملخبطه؟
Dana