Even if the Villain's Daughter Regresses - 67
“آنستي، لقد استعرْتُ الكتاب. هل نخرج الآن؟”
‘إلى عالمٍ أكبر.’
بعيونٍ غارقة في الشجن، تقدَّم تايلور بخطواتٍ واثقة في المقدمة.
ضحكت ليلي بسخرية قبل أن تتبع تايلور برفقة سيون.
***
على نحوٍ غير متوقع، اضطروا للبقاء في العاصمة أسبوعًا إضافيًا.
حسنًا، لا بأس. لم تعر ليلي الأمر اهتمامًا كبيرًا.
وسرعان ما تغيرت فكرتها إلى أن ذلك كان للأفضل.
‘بالنسبة لي، هذا جيد. طالما أنني لن أضطر للعودة مبكرًا إلى ذلك الوكر الخانق للشرير.’
ثم تلا ذلك تساؤلٌ طبيعي.
‘……لماذا كنت أحاول إنجاز المهمة والعودة فورًا؟ لم يكن ذلك ضروريًا.’
هل كانت تخشى القيام بتصرفات غير مخطط لها؟
ضحكت ليلي بسخرية.
‘نعم، لا يوجد شيء لأخاف منه.’
رغم أنها كانت تتظاهر بالشجاعة أحيانًا، إلا أنها في جوهرها كانت مرعوبةً إلى حدٍّ مبالغ فيه.
لكن فجأة، راودها هذا الشعور.
“لقد وصلنا.”
توقفت العربة.
امتثل السائق لطلب ليلي وأوصلها مع رفاقها إلى أشهر مطعم في المنطقة.
كان المبنى المكوّن من طابقين أشبه بفيلا فاخرة يملكها أحد الأثرياء أكثر من كونه مطعمًا.
“مرحبًا بكم.”
بمجرد اقترابهم من المدخل، انحنى أحد الموظفين القريبين من الباب محييًا إياهم باحترام، ثم فتح لهم الباب.
بمجرد دخولهم، جاء موظف آخر يرتدي زيًّا مختلفًا عن الأول، وأرشدهم إلى الطابق الثاني.
خطواتهم على الدَّرَج الرخامي قادتهم إلى قاعة في غاية الفخامة، تكاد تبدو مبالغًا فيها.
منحوتات تزين كل زاوية، وثريا ضخمة تتدلى من السقف، وفرقةٌ موسيقية في أحد الجوانب تعزف ألحانًا عذبة.
“أشعر وكأننا في حفلة، وليس في مطعم.”
“هذا صحيح.”
كان تعبير تايلور دقيقًا، فقد شعرت ليلي بالأمر نفسه.
جلست ليلي بجانب النافذة وبدأت تتصفح قائمة الطعام.
لم تمضِ سوى لحظات قليلة منذ جلوسها. لكنها شعرت بشخص يحدق بها. كانت نظرةً وقحة إلى حدٍّ لم تستطع تجاهلها.
ألقت ليلي نظرةً حولها وسرعان ما اكتشفت مجموعة من الأشخاص يحدقون بها.
هل يمكن أن يكونوا في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من العمر؟
كانوا جميعًا يرتدون فساتين أنيقة تضفي عليهم مظهرًا مشرقًا وبريئًا، وبشرتهم صافيةٌ ونقية.
كانوا يجلسون حول طاولة أخرى، وبمجرد أن التقت أعينهم بعيني ليلي، سارعوا إلى خفض أنظارهم متظاهرين بالتركيز على طعامهم.
“…..؟”
مال رأس ليلي قليلًا.
ما هذا؟
عندها، لامس أذنيها صوت تايلور.
“سيأتون للتحدث إلينا قريبًا.”
“هاه؟ من الذي سيأتي للتحدث؟”
“إحدى الفتيات التي كانت تراقبنا بحماس حتى لحظة مضت.”
كان كلام تايلور أشبه بعرّاف، فسرعان ما تحقق كلامه.
“أم…..عذرًا..…”
استدارت ليلي نحو مصدر الصوت الخجول، ولم تلبث حتى تفاجأت.
كانت فتاةً ترتدي فستانًا أصفر زاهٍ قد اقتربت بالفعل من الطاولة…..ولكنها لم تكن تتحدث إلى ليلي.
بل إلى سيون.
“هذه أول مرة نلتقي فيها، إلى أي عائلة تنتمي يا سيدي الشاب؟”
“….…”
“أنا…..أنا بيريا سيرتيون، ابنة عائلة البارون سيرتيون. إذا لم يكن هناك مانع، أود أن أدعوكم لتناول العشاء هذا المساء..…”
“معذرة.”
قبل أن يتمكن سيون من الرد، فتح تايلور فمه بدلًا منه، إذ أن سيون لم يُبدِ أي اهتمام حتى بالنظر إلى الفتاة التي خاطبته بشجاعة.
“هذا الصديق لا يستطيع التحدث لأسباب نفسية، أرجو تفهم ذلك.”
“أوه…..يا إلهي!”
احمرّ وجه الفتاة التي عرّفت نفسها باسم بيريا سيرتيون على الفور.
“أعتذر بشدة!”
“لا بأس.”
حتى بعد أن علمت بأن سيون لا يستطيع التحدث، لم تغادر بيريا على الفور، بل ظلت مترددةً في مكانها للحظات.
“……أتمنى لكم وقتًا ممتعًا.”
لكن عندما لم يبدِ سيون أي رد فعل، ولم يلتفت إليها حتى، شعرت بخيبة أملٍ كبيرة وعادت أدراجها.
من الطاولة القريبة، كان من الممكن سماع بيريا وهي تتحدث مع مجموعة من الفتيات، اللواتي بدا أنهن صديقاتها.
“أشعر أنني ارتكبت خطأ…..يبدو أنه انزعج. كنت أريد حقًا دعوته…..”
“لا بأس، تشجعي..…”
كانت ليلي تجلس بشرود قبل أن تستعيد تركيزها فجأة.
و بمجرد أن استوعبت الموقف، التفتت إلى تايلور وسألته.
“سيد تايلور، كيف عرفت ذلك؟ تلك الآنسة قبل قليل..…”
“أنها ستأتي للتحدث إلى سيون؟”
“…..نعم.”
لم يكن الأمر مجرد تخمين لمجرد أنها كانت تحدق به، بل بدا في كلام تايلور يحمل يقينًا غريبًا.
“لأنني معتادٌ على ذلك.”
“معتاد؟”
“في المكتبة، على مدى الأيام الأربعة الماضية، اقتربت حوالي ثلاثون شابة من سيون بعد التحديق به.”
“….…”
“والآنسة التي جاءت قبل قليل كانت رقم واحد وثلاثين.”
تجمدت ليلي في مكانها، وقد فتحت شفتيها قليلًا من الدهشة.
واحد وثلاثون؟
واحد وثلاثون شخصًا تحدثوا إلى سيون؟
نظرت ليلي إلى سيون، وفجأة بدأت تلاحظ أمورًا لم تكن قد أولتها اهتمامًا من قبل.
بشرةٌ صافية لدرجة تكاد تكون شفافة، و ملامحٌ دقيقة كأنها منحوتة أو مرسومة في لوحة فنية، و قامته التي زادت قرابة شبر خلال العام الماضي، حتى أصبح يبدو أطول من أقرانه، و ثيابه المرتبة التي تناسبه تمامًا…..
عندها، ضربها إدراكٌ مفاجئ كالصاعقة.
الأشخاص الوحيدون الذين كانوا يعاملون سيون كـعبد هم سكان قصر الماركيز هيلدغار، المحاصرون في تلك البيئة المحدودة.
لكن في الخارج، لم يره أحد بهذه الطريقة.
بل على العكس، كان الجميع يعتبرونه نبيلًا دون أدنى شك، ويتعاملون معه وفقًا لذلك.
بالفعل، سيون في هذه اللحظة بدا أشبه بنجل عائلةٍ أرستقراطية مرموقة.
كان يشع نورًا، ولم يكن ذلك مجرد وهم في عيني ليلي وحدها.
شعرت ليلي بدوار خفيف وغطت فمها بيدها.
لقد أدركت للتو مدى سخافة الوهم الذي كانت تعيش فيه.
كيف حدث هذا؟
كيف سمحت لنفسها بالاعتياد على نظرة أهل القصر وأسلوب تعاملهم مع سيون، رغم أنها كانت أكثر من يسخر منهم لذلك؟
لقد كانت تعتقد أنها الوحيدة التي تدرك تميّز سيون.
‘هذا مستحيل.’
بينما كانت ليلي غارقة في صدمة خفيفة، تحدث تايلور ببرود.
“سيون وسيمٌ بالفعل. أشعر بالغيرة منه أحيانًا.”
“…….”
“كنت أمزح…..ألم يكن ذلك مضحكًا؟”
شعر تايلور بالإحراج من الصمت الذي خيّم بعد مزحته، فغيّر الموضوع بسرعه.
“لنطلب الآن؟”
تمسكت ليلي بكلامه كما لو أنه طوق نجاة، وأسرعت بالنظر إلى قائمة الطعام مجددًا.
لكن لسببٍ غريب، لم تتمكن من التركيز على الكلمات المكتوبة تحت عنوان القائمة.
حاولت عبثًا فهم ما هو مكتوب، لكن الحروف رفضت أن تستقر في ذهنها، مما دفعها في النهاية لاستدعاء الموظف.
عندما سألت إن كان لديهم شيء مثل “طبق اليوم المميز”، تلقت إجابة بالإيجاب.
و طلبت ليلي ثلاث وجبات من القائمة الموصى بها، ثم ترددت للحظة قبل أن تضيف.
“إذا كان لديك فطيرة جزر، فأحضروا واحدةً أيضًا.”
“حاضر.”
كان تايلور يسترق السمع على الطلب، فحدّق بعينين متسعتيْن بدهشة.
“فطيرة جزر؟ آنستي، هل تحبين الجزر؟”
“مم..…”
حدّقت ليلي للحظة في الطاولة الفارغة أمامها قبل أن تجيب.
“لا أكرهه.”
“حقًا؟ الجزر يليق بكِ.”
“أنا والجزر؟ لماذا؟”
“لأنكِ تشبهين الأرنب، آنستي.”
أرنب..…؟
لم يسبق لها أن سمعت مثل هذا التشبيه من قبل. أليس هذا وصفًا يُقال لمن يملك شعرًا فضيًا وعيونًا وردية؟
أو على الأقل لمن لديه أسنان أمامية كبيرة بشكلٍ غير عادي.
وبمجرد أن خطر لها الاحتمال الثاني، تجهم وجهها.
“أسناني الأمامية ليست كبيرة.”
“لم أقل بأنها كبيرة.”
“لكنكَ قلت أنني أشبه الأرنب.”
“مجرد انطباع، فالأرانب صغيرةٌ ولطيفة وهادئة، أليس كذلك؟”
استمعت ليلي بصمت، ثم وجدت نفسها ترد بلا وعي.
“الأرانب ليست هادئة إلى هذا الحد. يمكنها أن تعض الأصابع بقوة..…”
لاحظ تايلور من نبرة ليلي أن كلامها نابعٌ من تجربة شخصية، فسألها.
“آنستي، هل قمتِ بتربية أرنب من قبل؟”
“…….”
“متى؟”
“منذ زمنٍ بعيد..…”
بما أنها ربّته قبل عودتها بالزمن، فإن قولها “منذ زمن بعيد” لم يكن كذبة.
ضيّق تايلور عينيه بتفكير.
“تقصدين أنكِ ربّيته عندما كنتِ رضيعة؟”
“كيف يكون ذلك ممكنًا؟”
“مجرد مزحة. لكنكِ ما زلتِ صغيرة، لذا استغربتُ لقولكِ ‘منذ زمنٍ بعيد’.”
التزمت ليلي الصمت. فلم يكن هذا أمرًا يمكنها شرحه.
لكن تايلور بدا وكأنه عاد ليهتم بموضوع الأرانب مجددًا، فسألها.
“هل أطلقتِ اسمًا على الأرنب؟”
“نعم.”
“ما هو؟”
“توريزابيث.”
____________________
اللهم إن كان سحراً فأبطله😭
سيون ورعي صار هدف للبنات يا ليلي الحقي على نفسس
Dana