Even if the Villain's Daughter Regresses - 63
“ما الأمر؟ واصل الحديث.”
ما إن تفوهت ليلي بهذه الكلمات الملحة، حتى أدركت أن صوتها يبدو غريبًا.
لماذا صوتها يبدو مكتومًا كما لو كانت مصابةً بنزلة برد…..
“آه.”
أسرعت ليلي بمسح خدها بظاهر يدها.
“دخلت حبوب اللقاح في عيني.”
“….…”
“هل هذا بسبب الزهور المنتشرة في كل مكان؟ هناك الكثير من حبوب اللقاح هنا.”
“……”
“بالمناسبة، ماذا عن سيسيل؟ هل كنت مقربًا منها حقاً؟ هل كانت تحب الجزر؟”
“….…”
“وأنت، هل تحب الجزر؟”
“…..لا أكرهه.”
“حقًا؟ سأصنع لك فطيرة جزرٍ لاحقًا. لم أجرب صنعها من قبل، لكن إذا سألت ماري، ستخبرني بطريقةٍ جيدة.”
“….…”
“وأريد أن أسمع المزيد عن عائلتك. هل يمكنكَ أن تخبرني أكثر؟ كيف كان والداك؟ وكيف كان شكل إخوتك؟”
“…..والداي…”
بدأ سيون يتحدث مجددًا بصوت هادئ عن عائلته.
كانت نظراته لا تزال هادئة، لكنه لم يبعد عينيه عن وجه ليلي.
أما ليلي، فبينما كانت تستمع إلى حديثه، كانت تمسح خدها بين الحين والآخر.
كانت حبوب اللقاح كثيرةً حقًا، وكان الأمر مزعجًا.
عندما أوشك حديث سيون على الانتهاء، فكرت ليلي بأنه في المرة القادمة، ينبغي أن تذهب لمشاهدة الزهور في مكان آخر غير هذا.
***
تساقط الثلج.
منذ أن بدأت الثلوج تهطل بخفة، تجنبت ليلي الخروج وبقيت محصورةً داخل القصر.
كان الشتاء في هيلدغار باردًا. فقلّلت عدد مرات تنزهها من مرة يوميًا إلى مرة كل يومين.
وعوضت قلة نشاطها بالتجول داخل القلعة بدلًا من الخروج.
“سيون، لنذهب لاختيار بعض الكتب.”
وهكذا، منذ بضعة أيام، بدأت ليلي تذهب إلى المكتبة مع سيون.
“سأذهب إلى المكتبة لأن هناك كتابًا أريد قراءته، هل تودّ أن تأتي معي؟”
بما أن ساحة التدريب تجمدت تمامًا، ما أدى إلى توقف سيون مؤقتًا عن تدريباته بالسيف، بدا وكأنه يشعر بالملل. و لهذا، اقتربت منه بشكل غير مباشر وعرضت عليه مرافقتها، ومنذ ذلك الحين أصبحا يذهبان معًا كلما قصدت المكتبة.
وهكذا، اليوم أيضًا، اختارت ليلي بعض الكتب بصحبة سيون، ثم خرجت من المكتبة حاملةً كتابًا سميكًا بين يديها.
خرجت فتوقفت فجأة.
“هاه؟ ما هذا؟”
يا لها من مصادفة سيئة. والسبب؟ لأنها صادفت اثنين من ابناء هيلدغار، وليس واحدًا فقط.
هنري هيلدغار وبابلو هيلدغار.
رغم أنهما على خلاف دائم، إلا أنهما، لكونهما في نفس العمر، كانا غالبًا ما يتجولان معًا.
حدّق الاثنان في ليلي و سيون، اللذين خرجا للتو من المكتبة، بنظرات متفحصة.
وما إن لاحظ هنري أن سيون أيضًا يحمل كتابًا، حتى ضحك ساخرًا.
“عبدٌ ومعه كتاب؟”
“….…”
“لا تقولي لي، ليلي…..أنك علمت عبدًا تافهًا مثل هذا القراءة؟”
رفعت ليلي نظرها وحدّقت في هنري، الذي كان أطول منها برأس تقريبًا.
في أي وقت آخر، كانت ستتجاهله وتمضي في طريقها وكأنها لم تسمع شيئًا، لكن لسبب ما، شعرت هذه المرة بغيظ شديد جعلها غير قادرة على كبح نفسها.
وبلا وعي منها، فتحت فمها وتحدثت.
“هنري.”
“أين أدبك؟ ألا يفترض أن تناديني بـ‘أخي’؟”
“بطنكَ الكبيرة ظاهرة.”
“ماذا؟!”
“كلما جاء الشتاء لا تتحركُ كثيراً، فيبرز بطنك. لكن هذه السنة ظهر مبكرًا بعض الشيء.”
“……!”
“بنطالك يصرخ الآن لدرجة أن أذني تؤلمانني.”
“أيتها المجنونة! ماذا قلتِ الآن..…!”
“هاهاها! يا هنري، ليلي محقة، أليس كذلك؟ في الواقع، كنت أفكر منذ قليل أن بنطالك يبدو مسكينًا.”
انفجر بابلو ضاحكًا حتى ظهرت حنجرته.
كان بابلو دائمًا يشعر بسعادة غامرة كلما سمع أن هنري قد ازداد وزنًا. و كانت ليلي تظن أن ذلك نابع من رغبة في الانتقام، فقد كان بابلو هو أول من تعرض للسخرية بسبب وزنه.
ففي الماضي، عندما كان بابلو ممتلئ الجسد، لم يكن هنري يناديه باسمه، بل كان يلقبه بـ “الخنزير الصغير”.
“أيها الوغد!”
أخيرًا، لم يستطع هنري تحمل ضحك بابلو المستمر، فوجه له لكمة. لكن بابلو لم يبقَ ساكنًا، وسرعان ما اشتبك الصبيان البالغان من العمر ستة عشر عامًا في عراك.
وبما أن هذين الأحمقين من عائلة هيلديغارد قد بدآ الشجار في الممر، سارعت ليلي بسحب سيون بعيدًا عن المكان.
وبمجرد وصولها إلى غرفة سيون، بدأ قلبها يخفق بقوة متأخرة.
‘هل يمكن أن يحاول هنري الانتقام اليوم؟’
غرقت ليلي في التفكير، لكنها سرعان ما هزت رأسها.
لا، على الأرجح لن يفعل. فقد كان مشغولًا بتبادل اللكمات مع بابلو، لذا لا بد أنه نسي غضبه تجاهي بسرعة.
في الواقع، كانت قد تعمدت إثارة موضوع وزنه أثناء وجود بابلو لهذا السبب تحديدًا.
‘و أيضاً، لا بد أنه يعرف أن توماس قد استُدعي إلى والدنا بسببي.…’
كان هنري هيلدغار يخاف من الماركيز هيلدغار خوفًا شديدًا.
ويرجع ذلك إلى العقوبات التي تلقاها مرارًا عندما كان في سن ليلي بسبب أخطائه.
كان هنري يتذكر تلك المعاناة جيدًا، لدرجة أنه كان ينخفض إلى الأرض بمجرد سماع صوت أنفاس الماركيز.
لهذا السبب، شعرت ليلي ذات مرة بنوع من الارتباط العاطفي مع هنري.
أما الآن…..لا تعلم.
ربما أصبحت أكثر جرأةً منه.
تذكرت ليلي أنها طلبت من الماركيز هيلدغار، منذ وقت ليس ببعيد، التدخل في أمر يتعلق بشقيق ماري.
في ذلك الوقت، لم تكن متوترةً بشدة، ولم ترتجف بشكل واضح.
و حتى عندما كانت في مكان مغلق مع الشرير والنيران تشتعل، بقيت هادئةً إلى حد ما.
…..متى بدأتُ أكون هكذا؟
فكرت ليلي في الأمر قليلًا، ثم قررت التوقف. فلم يكن أمرًا مهمًا حقًا.
والآن…..
أخذت كتابًا وصعدت إلى سرير سيون، ثم فتحت فمها لتتحدث.
“سيون، ما الوجبة الخفيفة التي تريد تناولها اليوم؟”
كان هذا من العادات التي حافظت عليها ليلي مؤخرًا. قراءة الكتب التي اختارها كل منهما من المكتبة أثناء تناول وجبة خفيفة في غرفة سيون.
تمدّدت ليلي على السرير منتظرةً ردّ سيون، ثم جلست.
“لا يوجد شيء ترغب في تناوله؟ إذاً سأقرر بنفسي؟”
عندما نظرت إليه، فتح سيون فمه أخيرًا. لكن الكلمات التي خرجت لم تكن عن اختيار وجبة اليوم.
“هل علاقتك سيئة مع أشقائكِ؟”
توقفت ليلي لوهلة. فقد كان سؤالًا غير متوقع.
أو ربما كان سؤالًا ينبغي لها أن تتوقعه.
مرّ بخاطرها مشهد هنري وبابلو يتبادلان اللكمات بمودة في الممر الفسيح.
لماذا تشعر بهذا الإحراج المفاجئ..…؟
سعلت ليلي بخفة ثم أجابت.
“نعم.”
“إلى أي درجة؟”
“إلى الدرجة التي يحاولون فيها إيذائي دون أن يرفّ لهم جفن. وأنا…..علاقتي معهم سيئة إلى الدرجة التي لن أذرف فيها دمعة واحدة عند سماع خبر وفاتهم.”
كان كلامها صادقًا.
بدا أن سيون يفكر في جواب ليلي للحظة، ثم سأل مجددًا…..
“في هذا القصر، ألا يوجد ولو شقيق واحد لستِ على خلاف معه؟”
“لا يوجد.”
“….…”
“…..لم يتبقَ أحد.”
أضافت ليلي تلك الكلمات بدافع مفاجئ، ثم عضّت طرف لسانها بخفة على الفور.
لم يكن عليها قول ذلك. ماذا لو سألها سيون عما تعنيه بقولها “لم يبقَ أحد”؟
لم تكن مستعدةً للخوض في ذلك الآن…..
بينما كانت ليلي تفكر في كيفية تغيير الموضوع، تكلّم سيون.
“أريد فطيرة الجزر مع عصير الليمون.”
استغرقت ثلاث ثوانٍ حتى تدرك أن هذه كانت إجابته المتأخرة على سؤالها عن الوجبة الخفيفة.
أشرق وجه ليلي فورًا عند سماعها “فطيرة الجزر”.
“فطيرة الجزر؟ هل أعجبتك التي صنعتها لك سابقًا؟”
“نعم.”
“حقًا؟ إذاً، هل تريدني أن أصنعها لك اليوم أيضًا؟”
“في وقتٍ آخر. اليوم، دعينا نأكل شيئًا مصنوعًا من قِبل شخص آخر.”
“حسنًا! لنفعل ذلك.”
انتقلت ليلي بفرح إلى طرف السرير وسحبت الحبل المتدلّي. و سرعان ما ظهرت الخادمة في الغرفة، فقامت ليلي بطلب الوجبة الخفيفة.
نظر سيون إلى ليلي المبتهجة لفترة طويلة، لكنه حوّل نظره سريعًا إلى الكتاب قبل أن تلتقي أعينهما.
***
كما توقعت ليلي، لم يُظهر هنري أي نية للانتقام، ومرّ الشتاء أسرع مما كانت تتوقع.
مع ذوبان الثلج، أصبح من الممكن استخدام ساحة التدريب مجددًا. لكن البرد كان لا يزال قارسًا، لذا قررت ليلي تأجيل مشاهدة تدريبات سيون حتى يحلّ الربيع تمامًا.
أمضت وقتها في التجول داخل القصر حتى أمسك بها كبير الخدم.
عندما استعادت تركيزها، وجدت نفسها في مكتب العمل، حيث كان الماركيز هيلدغار يحدّق بها.
“هل يمكنكِ تخمين سبب استدعائكِ؟”
لا أعرف…..
الشيء الوحيد الذي خطر ببالها هو الحادثة التي تسببت فيها مع هنري في الممر.
لكن هل استدعاني من أجل تلك الحادثة فقط؟
‘هل يجب أن أركع أولاً؟’
حتى لو كان هناك سبب آخر، لم يكن يبدو أن الركوع سيؤدي إلى نتيجةٍ سيئة.
في اللحظة التي كانت فيها ليلي على وشك أن تنحني، تحدث الماركيز هيلدغار مرة أخرى.
“لم يتبقَ الكثير من الوقت للموعد الذي ذكرته.”
____________________
اهااااا قصده يوم انها تقول بقدم لك شي قبل نهاية السنة
سيون شكله حن على ليلي🤏🏻
بس غش اكسب دور فلاش باك ليلي للحين مانعرف سالفتها كامله😔
Dana