Even if the Villain's Daughter Regresses - 61
‘عندما التقينا لأول مرة……’
خطرت فجأة في ذهني. نظرات سيون المخيفة التي كان يحدق بها نحوي. و تلك اللحظة التي تجاهل فيها حسن نيتي وعاملها كما لو كانت قمامة.
……فجأة، شعرت بانخفاض مزاجي.
نهضت ليلي تمامًا من على المقعد الذي كانت تجلس عليه. و تحدثت بينما كانت تحدق في تايلور متعمدةً تجنب النظر إلى سيون.
“يجب أن تتابعوا التدريب، أليس كذلك؟ سأعود أولًا اليوم.”
“آه، نعم. آنستي، ارتاحي جيدًا.”
استدارت ليلي ومضت في طريقها، تاركةً خلفها صوت تايلور المليء بالقلق.
ولكن ربما لأنها استيقظت لتوها من النوم، لم تستطع تثبيت قوتها في ساقيها جيدًا، فترنحت بعد خطوةٍ واحدة.
“…..!”
يد صغيرة لكنها خشنة أمسكت بذراع ليلي. وبمجرد أن أدركت صاحب اليد، نزعت ليلي ذراعها بقوة.
ترنح-!
لكن يبدو أنها دفعت يدها بقوة أكبر من اللازم، فانقلبت ليلي إلى الخلف بسبب رد الفعل.
“آنستي! هل أنتِ بخير؟!”
اقترب تايلور بسرعة، و صوته كان يحمل نبرةً متفاجأة واضحة.
هذه المرة، لم تتجنب ليلي يد تايلور التي امتدت لمساعدتها على النهوض.
و كان سيون ينظر إليها بوجه جامد.
فتحت ليلي شفتيها محاولة قول شيء ما، لكنها تراجعت عن ذلك. وفي اللحظة التي تجنبت فيها نظره، سُمع صوت تايلور مجددًا.
“إذا كنت متعبةً جدًا، هل يمكنني أن أصحبك إلى غرفة النوم؟”
“……لا، لا بأس. سأذهب وحدي.”
“أو يمكنني استدعاء الخادمة……”
“لا بأس.”
ابتعدت ليلي عن تايلور وسارت بخطواتٍ واثقة، مصممةً على إظهار أنها بخير حقًا.
و لحسن الحظ، لم تفقد قوتها في ساقيها مرة أخرى.
***
استلقت ليلي على السرير وهي تحدق بعينيها الواسعتين وتطرف بجفونها.
خطر على بالها تلقائيًا ما حدث في ساحة التدريب قبل بضع ساعات، و أول ما تبادر إلى ذهنها كان رد فعل سيون.
عندما أبعدت ليلي يدها، تجمد للحظة كالصخرة.
لم تستطع نسيان تعابير وجهه المتصلبة، وكأنه تلقى صدمةً كبيرة.
في البداية، شعرت بقدر من الأسف، لكن سرعان ما غمرها الغضب.
‘لماذا يجب أن أشعر بالأسف؟ ما المشكلة في إبعاد يده؟ هل طلبت منه أن يمسك بي أولًا؟’
راحت ليلي تستحضر الماضي و كأنها تبرر لنفسها.
‘لقد كان أسوأ معي بكثير. كان يحدّق بي دائمًا بنظرات حادة، ولم يلقِ حتى نظرة على الطعام والماء اللذين أحضرتهما له، بل حتى الأعشاب الطبية التي وضعتها في فمه بصعوبة بصقها مجددًا، ثم……’
وأثناء تذمرها في سرها، أدركت فجأة ما هو هذا الشعور الذي يعتريها الآن.
يا إلهي، لقد كان إحساسًا بالاستياء!
اتسعت عينا ليلي وهي تعيد تقييم ما حدث عندما أبعدت يد سيون في ساحة التدريب.
ظنّت حينها أنها فعلت ذلك لأنها رأت حلمًا، حلمًا عن سيون المستقبلي وهو يقتلها، ولذلك شعرت بالخوف منه في الواقع وأبعدت يده.
لكن ربما……لم يكن الأمر كذلك.
ربما لم يكن السبب خوفها من سيون، بل غضبها منه……لأنها تذكرت كيف كان يعاملها بقسوةٍ في الماضي……
حدّقت ليلي في السقف وهي تطرف بعينيها الجامدتين، ثم أغمضتهما بإحكام.
‘حسنًا، حسنًا. هذه مجرد أفكار لا معنى لها لأنني لم أنم بعد. يجب أن أنام!’
استياء؟ غضب؟ لا بد أنها مجرد أوهام. لم تكن علاقتي بسيون قريبةً بما يكفي لأشعر بهذه المشاعر تجاهه.
كل ما كانت ترجوه منه هو ألا يقتلها بعد عشر سنوات، لا أكثر.
حقًا……حقًا……
رغم شعورها بالاضطراب، إلا أن النعاس سرعان ما غلبها.
***
تجاهلت ليلي تمامًا ما حدث عندما أبعدت يد سيون، ولم يأتِ سيون أيضًا على ذكره.
لكن تايلور كان يرمقهما أحيانًا بنظراتٍ غامضة……
خشيت ليلي أن يتفوه تايلور بكلامٍ أرستقراطي سخيف من قبيل، “كيف لعبد أن يجرؤ على لمس سيده!”، لكن ذلك لم يحدث.
‘حسنًا، هذا ليس من طبع السيد تايلور.’
رغم أنها لم تراقبه طويلًا، إلا أن ليلي شعرت بأنها فهمته جيدًا.
كان تايلور، ببساطة، و شخصًا غير مناسب تمامًا لهيلدغار.
كيف انتهى به المطاف في هيلدغار……؟ وهل سيكون بخير إن بقي هنا؟
يقال أن البيئة تؤثر على الإنسان، فماذا لو أصبح السيد تايلور يومًا ما شخصًا يناسب هيلدغار؟ بدا لها ذلك احتمالًا محزنًا للغاية……
انغمست للحظة في الحزن وهي تتخيل مستقبلًا لا تريده أن يتحقق.
لكن سرعان ما تذكرت شيئًا.
“آه، صحيح!”
سيغادر تايلور قلعة الماركيز خلال بضع سنوات.
كان ذلك في حياتها الأولى، حين لم تبتلع حجر العودة. و لا تتذكر بالضبط متى حدث ذلك، لكنها تذكر بوضوح أن حفلة وداع أقيمت داخل الفيلق.
استطاعت ليلي أن تتذكر اسم الحفلة بالضبط. كانت حفلة وداع “العبقري الصغير”.
شعرت فجأة براحةٍ تامة. و كما هو متوقع، يجب أن يكون المرء في المكان الذي يناسبه.
‘بما أنهم أقاموا حفلة وداع، فربما انضم إلى فرسان القصر الملكي؟ هذا مطمئن.’
لم تتوقع أن تشعر بهذا القدر من الارتياح، يبدو أنها كانت تعتبر تايلور أقرب إليها مما كانت تعتقد.
كانت تسير في الرواق بخطواتٍ خفيفة، لكنها توقفت فجأة.
“……ماري.”
بعدما تذكرت أن تايلور سيغادر القلعة في المستقبل، خطرت لها تلقائيًا شخصٌ آخر.
‘الآن بعد أن فكرت في الأمر، ماري أيضًا ستغادر قلعة الماركيز العام المقبل.’
لكن كان هناك فرق واضح بينهما.
تايلور سيغادر القلعة بفخر، محاطًا بتهنئة زملائه الفرسان، أما ماري……
فستفر هاربةً ليلًا.
وذلك بعد أن تسرق كل المجوهرات الموجودة في غرفة ليلي.
وقفت ليلي في الرواق غارقةً في التفكير. وأول ما خطر في بالها كان هذا السؤال،
هل تم القبض على ماري لاحقًا؟
وإن كانت قد قُبض عليها……ماذا حلّ بها؟
إن كان هناك خادمةٌ قد هربت وبحوزتها ممتلكات سيدها، فكيف كان الشرير سيعاقبها يا ترى……؟
نظرت ليلي عبر نافذة الرواق.
كان الطقس يزداد برودة، وبمجرد أن يشتدّ البرد أكثر، ستبدأ الثلوج في التساقط. وحين تتراكم الثلوج ثم تذوب، سيكون ذلك موعد هروب ماري.
ترددت للحظة، ثم واصلت سيرها.
***
كان لدى ماري شقيقٌ مريض.
كان يعيش في قرية أخرى، خارج مقاطعة الماركيز.
لم تخبر ماري ليلي بذلك منذ البداية، لكنها اعترفت بعد أن سألتها ليلي بلطف عدة مرات. عندها فقط، بدأت ماري تبكي وهي تتحدث.
“الشخص الذي يعتني به يطالبني بنفقات المعيشة والعلاج……والمبلغ يزداد يومًا بعد يوم……”
عندها أدركت ليلي الحقيقة و كأنها صاعقةٌ ضربتها.
أخيرًا، فهمت لماذا لم يكن أمام ماري خيار سوى اللجوء إلى السرقة والهروب ليلًا.
شعرت ليلي بالأسف تجاه ماري في ذلك الوقت. فلم يكن شائعًا، لكنه كان يحدث أحيانًا أن يسرق خادم جشع ممتلكات سيده ويهرب.
ولهذا، لم تفكر في الأمر إلا بهذه الطريقة عندما سمعت عن ماري.
حتى عندما شعرت بالامتنان للطف ماري من قبل، كل ما فكرت فيه هو أنها ستغضّ الطرف عن سرقتها فحسب.
‘لكن بدلًا من ذلك، كان بإمكاني أن أتساءل عن سبب قيامها بذلك منذ البداية.’
حتى الآن، كانت ماري لا تزال تحضر الشاي إلى غرفة ليلي كلما بدت متعبة.
و في اليوم الذي سقطت فيه في ساحة التدريب قبل فترة، شربت الشاي واستلقت على السرير. ربما أخبرها تايلور بما حدث هناك.
قارنت ليلي بين مشاعر ماري، التي كانت لا تزال تحضر لها الشاي بصدق، وموقفها هي، التي لم تفكر إلا في غض الطرف عن السرقة.
أشعر بالخجل……وبالأسف أيضًا.
ولهذا، قدمت اقتراحًا لماري.
“ماذا لو عاش شقيقكِ في القصر هنا؟ يمكنه تلقي العلاج من إلفين……”
“ماذا؟”
“سأطلب ذلك من والدي.”
“لـ-لكن……”
“والدي ينفذ طلباتي مؤخرًا، لذا من المرجح أن يوافق هذه المرة أيضًا.”
كان هذا صحيحًا. فقد أصبح الشرير أكثر تساهلًا مع ليلي في الآونة الأخيرة.
لم تستطع فهم السبب، لكنها قررت ألا تجهد نفسها في محاولة اكتشافه، فمهما فكرت، لن تصل إلى إجابة.
“آنستي……”
انفجرت ماري في البكاء، ثم تعهدت بأنها ستكرس حياتها لخدمة ليلي، رغم أن ليلي كانت أصغر منها سنًا.
ابتسمت ليلي، لكنها فكرت في نفسها أن ذلك غير ضروري.
‘إلفين طبيبٌ بارع، لذا ربما سيتمكن من شفاء شقيق ماري خلال بضع سنوات.’
وحينها، ستغادر ماري وشقيقها مقاطعة الماركيز معًا.
كان هذا أقصى ما فكرت به ليلي كرد جميلٍ لماري.
وبعد بضعة أيام، وصل شقيق ماري إلى قصر الماركيز.
________________________
يعني ماري مب طاقه وتايلور بعد مب لازم يروح
بس ليه يا ليلي؟ سيون ورعي ليه تجرحينه😔
Dana