Even if the Villain's Daughter Regresses - 53
مع ذلك، كان الأمر غريبًا.
قد يكون من الصعب على كيدون أن يدرك تمامًا القوة التي يحملها خلفيته بسبب صغر سنه.
لكن القول بأن كيدون لا يعرف أنه وسيم بسبب صغر سنه ليس منطقيًا.
كيدون تلقى أول اعتراف بمشاعر أحد أقرانه تجاهه عندما كان في الخامسة من عمره. وكان ما قيل له حينها كالتالي: “أحبك لأن وجهك يلمع ويشع.”
بمعنى آخر، قيل له أنه محبوب لأنه وسيم. شيء حتى طفل في الخامسة يستطيع تمييزه، وهذا هو معيار الجمال والقبح الذي يُعرف بغريزةٍ طبيعية.
أما ليلي هيلدغار، فهي تبلغ من العمر عشر سنوات، أي ضعف سن الخامسة!
إذا كانت عيناها تعملان بشكلٍ طبيعي، فمن المفترض أن تكون قادرةً على التعرف على الوجه الوسيم بكل تأكيد…..
‘ألم يكن من المفترض أن تقبل عرض الزواج، حتى لو كان ذلك بسبب افتتانها بوجهي؟’
حتى عند التفكير مليًا، كان الأمر غريبًا. ارتسمت تلقائيًا نظرةٌ جادة على وجه كيدون المثالي بينما غرق في التفكير العميق.
في تلك اللحظة، تحدث الفارس الذي كان صامتًا لبعض الوقت بحذر إلى كيدون.
“سيدي الشاب، أرجوكَ لا تحزن كثيرًا.”
“هاه؟”
“ستظهر فتاةٌ أفضل. لا، بالتأكيد ستظهر. أعدكَ بذلك باسمي..…”
“وما الذي يعنيه ذلك؟”
“عفوًا؟”
“إذا ظهرت فتاةٌ أفضل…..ثم ماذا؟”
رفع كيدون نظره الذي كان منخفضاً. و ظهرت عيناه الحمراء اللامعة من خلف رموشه وكأنها جواهر متألقة.
“سوف أتزوج. من ليلي هيلدغارد.”
“ماذا؟!”
“ليس الآن، بل بعد خمس سنوات.”
“ولكن..…”
تلعثم الفارس بارتباك، وقد ارتسمت على وجهه ملامح الحيرة.
“كنت أظن أنك قد قوبلت بالرفض؟”
هل أساء تفسير الأمر؟ لكن الإجابة قبل قليل كانت توحي بذلك بوضوح…..
تُرك الفارس الغارق في حيرته جانبًا، وأعاد كيدون توجيه نظره إلى النافذة.
ثم فجأة، انطلقت ضحكةٌ خافتة منه.
“ليلي هيلدغارد..…”
تذكر اللحظة التي التقى بها بها لأول مرة في المكتبة.
كانت المكتبة هادئةً جدًا، وأكثر مللًا مما كان يتوقع.
‘هل كان دخولي الى هنا فكرة خاطئة؟’
تساءل نادمًا بينما كان يتجول في ذلك المكان الصامت بشكل روتيني.
وفجأة…..مشت حديقةٌ نحوه.
“…..حديقة ترقص فيها الفراشات؟”
كان هذا أول ما خطر بباله عندما رأى فتاةً صغيرة ذات ملامح جميلة تضع زينةً على رأسها.
بدت له حقًا وكأنها حديقة تتراقص فيها الفراش.
وكل ما فعله كيدون هو أن يقول ما رآه بعينيه تمامًا، ببساطة ودون تفكير.
“زينة شعركِ، تبدو حقًا كذلك.”
ثم وقعت مشكلة.
الفتاة التي سمعت كلام كيدون أظهرت بشكلٍ واضح نظرةً مليئة بالريبة.
ولم يكن هذا كل شيء؛ فقد خطت خطوةً إلى الوراء ونظرت إليه وكأنه مجنون.
شعر كيدون بالارتباك، بل شعر بالظلم.
‘ما الذي فعلتهُ أنا بالضبط؟’
ألم تكن هي من وضعت حديقةً على رأسها وظهرت بها؟!
لكن لم يكن لديه الوقت ليجادل، لأن الفتاة اختفت فجأةً دون أن تترك أثرًا. و حتى أنه لم يعرف اسمها.
في البداية، لم يكن كيدون يفهم ماهية هذا الشعور بالأسف الذي كان يراوده. و اعتقد فقط أنه بسبب إساءة فهمها له وظنها أنه مجنون، ولأنه لم يستطع تصحيح هذا الظلم.
كان يظن أنه يريد لقاءها مجددًا فقط لإثبات أنه ليس شخصًا غريب الأطوار.
“…..ماذا؟ كيدون، هل تطلب مني الآن أن أذهب إلى الجنوب قبلك؟”
“أعتذر يا أمي. إذا تركتيني أنا وحصاني فقط، فسألحق بكِ قريبًا.”
لكن بعدما أقنع مرافقيه غير الراضين بالتوجه إلى الوجهة التالية قبله، توجه فورًا إلى قصر عائلة هيلدغارد بعد أن أخذ عربةً اخرى، وشرح مظهر الفتاة ليحصل على اسمها.
ليلي هيلدغارد.
عندما علم أن ليلي لم تكن ابنة أحد النبلاء الصغار الذين زاروا إقطاعية الماركيز أو ابنة أحد التجار الأثرياء، بل كانت الابنة النبيلة لعائلة الماركيز نفسها، شعر كيدون بارتياح كبير، وفي الوقت ذاته أدرك الحقيقة.
أدرك أنه كان يعتبر الفتاة التي لم يعرف حتى اسمها بالفعل كعروسٍ محتملة له.
لم يعرف السبب وراء ذلك. ربما كان حبًا من النظرة الأولى؟
كان كيدون شخصًا يعترف بالأمور بسرعة، وبمجرد أن يعترف بشيء، نادرًا ما يطرح عليه أي تساؤلاتٍ لاحقًا.
أخبر كيدون خادم قصر الماركيز أنه سينتظر ليلي، وبدأ يضع خطةً مُحكمة للاعتراف بمشاعره لها، وسماع ردها، ثم المضي قدمًا في خطوبة رسمية.
للأسف، تلك الخطة انحرفت تمامًا عن مسارها في الوقت الحالي….
‘حسنًا، لا بأس.’
فكر كيدون بهدوء.
لا يزال أمامه خمس سنوات حتى ينتهي من دراسته في الخارج. و بحلول ذلك الوقت، كان واثقًا أن ليلي هيلدغار، التي رفضته الآن، ستغير رأيها.
وحتى إن لم تفعل، فهذا لن يكون مشكلةً كبيرة.
ففي النهاية، قرار الزواج يعود إليه.
أو بشكل أدق، يعود إليه وإلى الماركيز هيلدغار، لكن كيدون كان واثقًا تمامًا أن الماركيز لن يرفضه.
فهو كان يعرف قيمته جيدًا وكان دائمًا يحكم عليه بموضوعية.
“أتطلع بشوق إلى ما سيحدث بعد خمس سنوات.”
تخيل كيدون للحظة حفل زفافه في المستقبل مع ليلي، والقاعات مزينة بزهور أرجوانية من زهور الليلك.
لم يكن تخيلًا سيئًا. فارتسمت ابتسامةٌ جميلة على وجه الفتى وهو يغرق في أفكاره الممتعة.
***
‘حلمٌ سخيف.’
كان هذا أول انطباع خطر في ذهن ليلي فور أن استيقظت صباحًا على سريرها.
“ما هذا..…؟”
في الليلة الماضية، ظهر كيدون ريسيك في حلم ليلي.
وهذا بحد ذاته كان مشكلةً كافية.
لكن حلم ليلي ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك.
أولًا، كان كيدون في التاسعة عشرة من عمره.
ولكن لأن ليلي لم تر كيدون في الحقيقة عندما كان في التاسعة عشرة، فإن النسخة التي ظهرت في حلمها كانت مجرد نسخةٍ أطول قليلًا من تلك التي رأتها في غرفة الاستقبال.
‘كان كيدون في الحلم كما هو تمامًا، فقط أطول قليلًا…..’
هذا المشهد بحد ذاته أثار الحيرة بشكل طبيعي، لكنه كان مجرد مقدمةٍ لما هو قادم.
المشكلة الحقيقية التي حولت الحلم إلى حلم سخيف ظهرت في المشهد التالي.
كما حدث في الواقع، أهدى الكونت ريسيك لابنه كيدون في عيد ميلاده التاسع عشر عشرة مبارزين عبيد.
لكن…..
كان سيون بين هؤلاء العبيد.
والأسوأ من ذلك، أن سيون لم يكبر أبدًا، بل كان كما هو تمامًا.
كان سيون بنفس مظهره حين كان في العاشرة، لكنه كان يحمل سيفًا في يده.
أما كيدون، الذي بدا أكبر حجمًا في الحلم، فقد كان بلا رحمة، حيث قتل سيون مع بقية المبارزين العبيد بوحشية.
استيقظت ليلي من الحلم في تلك اللحظة.
“…..هاه.”
حقًا، لم تكن تعرف من أين تبدأ في وصف هذا الحلم السخيف.
نهضت ليلي ببطء من السرير، محدقةً فيه بنظرات حادة.
لماذا حلمت بشيء كهذا؟ هل كان نومها مضطربًا؟ هل المشكلة في الوسادة؟ أم في الغطاء؟
ربما عليها شراء سرير جديد بالكامل؟
حدقت طويلاً وهي تفكر، ثم سرعان ما استرخت ملامح وجهها وخرجت من السرير.
‘لا يمكن أن يكون الحلم السخيف بسبب السرير.’
بالطبع السرير ليس له أي ذنب، والحلم يمكن التخلص منه بغسله بالماء وكأن شيئًا لم يكن.
توجهت ليلي مباشرة إلى الحمام.
***
“خطر غير متوقع…..أو ربما تغيير كبير…..قد يحدث.”
ارتجفت عينا ليلي قليلًا، وكذلك صوتها.
الحلم السخيف الذي رأته لم يذب بالماء، وكأنه يحتوي على زيتٍ عنيد. فقد ظلت ليلي تعاني طوال الصباح من هذا الحلم المزعج.
وفي النهاية، بعد الانتهاء من تناول الغداء، قررت التوجه إلى المكتبة.
وفي المكتبة، بعد تقليب العديد من الكتب المتعلقة بالأحلام، توصلت ليلي أخيرًا إلى نتيجةٍ صادمة.
ربما…..الحلم السخيف الذي رأته لم يكن مجرد حلم عابر!
‘…..التفسير لا يهمني الآن، أحتاج إلى خطوات…..طريقةٌ للتعامل معه…..’
بدأت ليلي تقلب صفحات أحد الكتب بسرعة، إلى أن ظهرت فقرة بعنوان “كيفية التعامل مع الأحلام السيئة”.
فتحت عينيها على اتساعهما وبدأت تقرأ بتركيز شديد.
<اجعل الشخص الذي أصيب أو مات في الحلم يتعلم شيئًا جديدًا. ستساهم هذه الخطوة في التخلص جزئيًا من الطاقة السلبية للحلم، مما يساعد على تجنب أسوأ النتائج الممكنة..…>
تجعد جبين ليلي بعد أن قرأت ذلك.
“ماذا؟ هل هذا كل شيء؟”
لا يتم التخلص من الطاقة السلبية بالكامل، بل فقط جزئيًا؟ وكل ما يمكن فعله هو تجنب السيناريو الأسوأ؟
شعرت بعدم الرضا، ولكن حتى بعد البحث في المزيد من الكتب، لم تجد شيئًا أكثر فائدة أو تفاصيل أفضل.
“همم..…”
أغلقت ليلي الكتاب بتنهيدة، ثم بدأت تفكر بجدية.
‘ما الشيء الذي يمكنني تعليمه؟’
شيءٌ جديد.
كان هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تُعلَّم لسيون.
‘على سبيل المثال، الطبخ—آه، ربما هو يعرف الطبخ بالفعل. إذاً، ماذا عن التطريز؟ هذا بالتأكيد لا يعرفه، أليس كذلك؟’
وأيضًا، تنسيق الزهور، الحياكة، الرقص الاجتماعي، العزف على الآلات الموسيقية، النحت…..
‘السيف.’
فتحت ليلي عينيها على اتساعهما.
لماذا؟
فور أن فكرت في السيف، شعرت بقشعريرةٍ خفيفة تسري في جسدها.
كان لديها دافع قوي لتجعل سيون يتعلم استخدام السيف.
هل كان ذلك بسبب المشهد الذي رأته في الحلم؟
رؤيتها لسيون كمبارزٍ عبد؟
لا، لا يبدو أن هذا هو السبب…..أم ربما هو كذلك؟
على أي حال، قررت ليلي أن تستسلم لهذا الدافع. و غادرت المكتبة فورًا، مصممةً على تنفيذ فكرتها.
***
توجهت مباشرةً إلى غرفة سيون وسألته ما إذا كان قد تعلم استخدام السيف من قبل.
وجاءت الإجابة بالنفي.
لكن لسبب ما، تردد سيون لوهلة قبل أن يجيب.
قررت ليلي ألا تعير انتباهًا لهذا التردد، متجاهلةً ذلك كأنه لم يحدث.
___________________
يحزن كيدون حتى تخيل العرس ذاه وش بيسوي اذا ماحبته 😂
سيون له فترة ماطلع اخيرا في آخر الفصل جاله طاري🤏🏻
Dana