Even if the Villain's Daughter Regresses - 50
مرّ صوتٌ بدا وكأنه متفاجئ قليلاً بالقرب من أذن ليلي.
لم يكن صوتًا مألوفًا، لذا تجاهلته. لا، بل حاولت أن تتجاهله.
“…..رقصة الفراشات في الحديقة؟”
تجمدت ليلي في مكانها. و التفتت فجأة، وهي تشعر بقشعريرةٍ تسري في جسدها.
ربما كان مجرد إحساس. فمع حركتها العنيفة، شعرت بأن زينتها تمايلت كلها دفعةً واحدة.
نظرت ليلي إلى الشخص الذي تلفظ بعبارة “رقصة الفراشات” بنظرةٍ توحي بأنها لا تعرفه.
‘من يكون هذا؟’
كان شخصًا غريبًا.
شعره أسود بالكامل، و كأنه لا يسمح لأي لون آخر بالتسلل إليه، وعيناه حمراوان و كأنهما تخفيان شرارةً صغيرة.
لو كانت قد رأته من قبل، لما كان من الممكن أن تنساه. فقد كان شعره وعيناه بألوان مميزة جدًا.
ولكن، كيف لشخص لا تعرفه أن يعلم عن “رقصة الفراشات”؟
حدقت ليلي فيه بعينين مليئتين بالحذر، دون أن تدرك ذلك. حينها فتح الغريب، الذي بدا أكبر منها بثلاث أو أربع سنوات، فمه.
“تبدو هكذا.”
“ماذا؟”
“زينة شعركِ، تبدو هكذا تمامًا.”
رمشت ليلي بعينيها عدة مرات قبل أن تفهم أخيرًا ما كان يقصده الطرف الآخر.
هل يعني أنه اختلق هذا الاسم للتو؟
وكانت المصادفة أن الاسم هو “رقصة الفراشات”؟
‘ما هذا..…؟’
بدأت ليلي تشعر بزيادة الحذر تجاهه.
شخص غريب يختلق شيئًا مثل “رقصة الفراشات” دون أن يسمع عنها؟ إنه شخص غريب الأطوار حقاً.
ربما شعر الغريب بتصاعد حذرها، فابتسم بخجل، محاولًا التخفيف من حدة الموقف.
“أنا لست شخصًا غريب الأطوار.”
“…….”
“أعتذر إن كنت قد أخفتكِ بالتحدث فجأة، لكنني حقًا..…”
“سيدي الشاب!”
انقطع حديثه بصوتٍ عالٍ قادم من شخص طويل القامة كان يقترب بخطواتٍ مسرعة في مكتبة يُفترض أن يكون الصمت فيها هو السائد. ثم توقف الرجل فجأة عندما لاحظ المشهد.
اقترب الرجل الطويل من الفتى الذي كان يتحدث مع ليلي -رغم أن الحديث كان من طرفٍ واحد- وخفض صوته.
“السيدة تنتظرك. من الأفضل أن تنتهي من جولتك وتغادر الآن.”
“ماذا؟ لحظةً فقط..…”
حول الفتى نظره من الرجل الطويل إلى ليلي مجددًا.
لكن بحلول ذلك الوقت، كانت ليلي قد أدارت ظهرها وابتعدت.
أطلق الفتى تنهيدةً قصيرة، ومدّ يده في الهواء بشكلٍ لا إرادي قبل أن يخفضها ببطء.
ظل يراقب ظهر ليلي حتى اختفت تمامًا عن مجال رؤيته.
بعد ذلك، التفت إلى الرجل الطويل بنظرةٍ غامضة يصعب تفسيرها.
“هل خرجت والدتي بالفعل؟ حسنًا، لنذهب.”
***
“سيون، هل اخترت كتاباً؟”
التفت سيون عند سماعه صوتًا بدا عليه القليل من الإرهاق مقارنةً بما كان عليه قبل قليل.
كان قد شعر بالفعل باقتراب ليلي، لكنه لم يكن يتوقع أن تأتي بهذا الوجه.
“ما الذي..…”
كاد أن يسألها بلا مبالاة عمّا حدث، لكنه أغلق فمه بسرعة، مجعدًا حاجبيه.
“ماذا؟ ما الأمر؟”
“…..لم أستطع اختيار كتاب، لم أقرر بعد.”
“حقًا؟ إذاً، هل تريدني أن أقترح عليك واحدًا؟”
“لا داعي.”
هزّ سيون رأسه. و حاولت ليلي التأكد مرة أخرى من رأيه، لكنه اكتفى بهزّ رأسه مجددًا.
“إذاً، لنغادر.”
غادرا المكتبة واستقلا العربة مجددًا. و كانت وجهة العربة هذه المرة مطعمًا قريبًا.
حتى بعد وصولهما إلى المطعم وطلب الطعام، ظلّت ليلي غارقةً في التفكير. ثم فجأة فتحت فمها.
“السيد تايلور.”
“نعم، آنستي.”
أجاب الفارس المرافق فور سماع اسمه.
بناءً على طلب ليلي للانضمام إلى وجبتها، كان جالسًا بجانبها.
“هل تعرف أي شخص من النبلاء بهذه المواصفات؟ فتى يبلغ حوالي الثالثة عشرة من العمر، ذو شعر أسود وعيون حمراء..…”
كانت ليلي لا تزال منشغلةً بالتفكير في الفتى الذي قابلته في المكتبة.
لم يكن ذلك فقط لأنه نطق بكلمة “رقصة الفراشات”.
بالطبع، ربما كان لذلك تأثير طفيف، لكن الأمر الذي شغل تفكيرها أكثر كان مظهره الذي ظل يتكرر في ذهنها.
لون شعره النادر وعيناه الحمراء غير المعتادتين.
من المؤكد أنها لم تره من قبل. لقد كانت متأكدةً من ذلك. ومع ذلك، شعرت وكأنها رأته من قبل بطريقةٍ ما، مما أثار انزعاجها.
في تلك اللحظة، وبينما كانت ليلي لا تزال غارقةً في أفكارها بعد طرح سؤالها، أجاب الفارس المرافق.
“هل تقصدين السيد كيدون ريسيك؟”
“…..ماذا؟”
على الرغم من أنها هي من طرحت السؤال، إلا أن ليلي لم تكن تتوقع الحصول على إجابةٍ فعلية.
التفتت إلى الفارس بدهشةٍ ظاهرة على وجهها.
“كيدون ريسيك؟”
“نعم. الوصف الذي ذكرتِه يُطابق السيد الثاني لعائلة الكونت ريسيك.”
عائلة الكونت ريسيك…..ريسيك…..
“آه!”
فتحت ليلي عينيها قليلاً وهي تحبس أنفاسها.
تذكرت. كيدون ريسيك.
كان اسمًا مألوفًا. أو بالأحرى، كانت قد سمعته من قبل.
قبل العودة إلى الماضي، في حياتها الأولى. اسم كيدون ريسيك كان قد انتشر في جميع أرجاء المجتمع الأرستقراطي، لدرجة أنه وصل حتى إلى ليلي، التي كانت تعيش منعزلةً في أراضي الماركيز.
أصبح كيدون مشهورًا بسبب أمر ارتكبه عندما كان في التاسعة عشرة من عمره.
في ذلك الوقت، كانت ليلي في السادسة عشرة، وكانت عادة اصطحاب النبلاء للعبيد المبارزين بدلاً من الفرسان المرافقين شائعةً بينهم.
الماركيز هيلدغار لم يكن يهتم كثيرًا بالموضات أو الاتجاهات الشائعة، لكن الأمر كان مختلفًا بالنسبة للكونت ريسيك.
كان ريسيك شديد التأثر بالاتجاهات الرائجة، ولإظهار ذلك بوضوح، قام باختيار عبيد مبارزين بعناية وأهدى لكل واحد من أبنائه عشرةً منهم.
وفي اليوم التالي مباشرة…..
قام الابن الثاني للكونت ريسيك، كيدون ريسيك، بقتل جميع العبيد المبارزين الذين حصل عليهم، دون أن يترك واحدًا منهم على قيد الحياة.
في أعقاب تلك المجزرة التي وقعت في ليلةٍ واحدة، سأله أحدهم.
“لماذا قتلت كل هؤلاء العبيد، على الرغم من ثمنهم الباهظ؟”
فأجاب كيدون ببساطة،
“لأن رؤية عبيد يحملون السيوف ويتظاهرون بأنهم مبارزون كانت مثيرةً للاشمئزاز.”
إلى جانب هذه الإجابة، انتشرت شائعاتٌ إضافية تفيد بأن كيدون كان يجعل العبيد يحملون السيوف ويواجهونه جميعًا في وقتٍ واحد.
وهكذا أصبح مشهورًا.
لم يكن النبلاء مهتمين بحقيقة أن كيدون قتل عشرة عبيد مبارزين في ليلة واحدة، ولا بأن السبب كان مجرد أنه أشعره بالاشمئزاز. ما جذب انتباههم فعلاً هو أن كيدون ريسيك كان قويًا بما يكفي للتغلب على عشرة عبيد مبارزين مختارين بمفرده.
كان النبلاء مفتونين بذلك الجانب. حتى الشخص الذي نقل القصة إلى ليلي بالغ في التأكيد على هذا الأمر واحمر وجهه حماسًا.
‘في ذلك الوقت، انتشرت أيضًا أوصاف مظهره..…’
شعرٌ أسود قاتم وكأنه مغطى بالظلام، وعينان حمراوان كالياقوت، ووسامةٌ بارزة.
كانت هذه أوصاف أخرى تشير إلى كيدون ريسيك.
بعد أن تذكرت كل ذلك، زفرت ليلي تنهيدةً خفيفة.
‘هكذا إذاً.’
تساءلت لماذا كان مظهر شخص لم تلتقِ به من قبل يبدو مألوفًا لها إلى هذا الحد المزعج.
اتضح أنها لم تقابله، لكنها سمعت عنه.
‘وقد سمعت عنه عدة مرات أيضًا. سيكون من الغريب ألا يبقى في ذاكرتي.’
في الماضي، أو ربما في المستقبل الذي لم يأتِ بعد،
في فترةٍ من الزمن، كان كيدون ريسيك مشهورًا للغاية.
استعادت ليلي بلا مبالاةٍ ذكريات تلك الأيام عندما كانت تُجبر بشكل شبه دائم على سماع الشائعات عن كيدون، سواء ذهبت إلى مكان ما أم لم تفعل.
على أي حال، تم حل اللغز. و زالت حيرتها تمامًا.
مسحت ليلي أفكارها عن كيدون ريسيك من رأسها، وفي تلك اللحظة بدأ النادل يجلب الأطباق التي طلبتها.
ثم تحدث تايلور، الحارس الشخصي فجأة.
“على ما يبدو، هناك شائعاتٌ بأن السيد كيدون ريسيك يخطط للدراسة بالخارج هذا الشتاء. لذلك..…”
واصل الحارس الشخصي الحديث عن كيدون دون أن يدرك أن ليلي فقدت اهتمامها به تمامًا، متحدثًا عن أمور لم تسأل عنها.
أما ليلي، فقد ركزت على الأطباق التي بدأت تملأ الطاولة أمامها، غير مباليةٍ بكلامه.
وبمجرد أن امتلأت الطاولة بالأطباق التي طلبتها، أمسكت ليلي بالسكين والشوكة وقاطعت حديث الحارس الشخصي.
“ليتناول الجميع طعامهم بتلذذ.”
بدأت وجبة الطعام.
أخذت ليلي تحرك الشوكة والسكين ببطء شديد بينما كانت تراقب سيون بحذر.
‘هممم…..’
ظلت تراقبه لفترة، و سرعان ما ظهرت على وجهها علامة خفيفة تدل على خيبة الأمل.
كان سيون يتناول طعامه بنفس الطريقة المعتادة، دون أن يظهر أي تفضيل خاص لأي من الأطباق.
‘لقد طلبت عمدًا كل الأطباق الموجودة في القائمة.’
هل يعني هذا أنه لا يمتلك أي طعامٍ مفضل؟
…..أم أن الأمر بسبب مرض الفقدان الذي جعله يفقد اهتمامه بالطعام؟
وجدت ليلي نفسها مضطربةً دون وعي. لم تستطع فهم السبب وراء هذا الشعور الذي انتابها فجأة.
في الحقيقة، لم يعد لدى ليلي أي سبب للتدخل في مرض سيون المسمى بـالفقدان.
ما كانت ليلي تريده هو أن يُظهر سيون رغبةً في الحياة.
وقد أظهر سيون تلك الرغبة بالفعل، ألم يكن هو من ألقى بنفسه عند البحيرة لصد الذئب وإنقاذ الموقف؟
لقد تحقق ما كانت تطمح إليه.
لذا، من المفترض ألا يكون هناك أي داعٍ للقلق بشأن تعافيه من مرض الفقدان أو أي شيء من هذا القبيل…..
ومع ذلك…..
‘لماذا ما زلتُ أشعر بالقلق؟’
_____________________
دونت ووري هذي بس مشاعر الرووماانسيه😘
المهم يبدو ان كيدون هذا هو البطل الثاني يعني الطرف الثالث خسوره ليه شعره اسود و عيونه حمر🥲
بس زين فيه طرف ثالث عشان نشوف سيون الغيران هاهاهاهاهاهعااهاها
Dana