Even if the Villain's Daughter Regresses - 40
في النهاية، وصلت إلى درجة اتخاذ إجراءاتٍ صارمة بتقليل كمية الطعام بشكل كبير.
كانت تتناول ما يكفي بالكاد كطعام للطيور، ثم تضع الملعقة جانبًا، ولحسن الحظ قلّت حالات عسر الهضم.
بهذه الطريقة، كانت تُنهي بصعوبةٍ وجبتي الغداء والعشاء، و من ثم تنتظرها في النهاية قبل النوم اللحظة الأسوأ، التي تشبه عقابًا قاسيًا،
إجراء محادثة عميقةٍ في غرفة نوم سيون.
في الواقع، لم تكن تلك “محادثةً عميقة” بالمعنى الحرفي.
فبعيدًا عن معيار ما يُعتبر محادثةً عميقة، فإن مستوى المحادثات بين ليلي و سيون كان بعيدًا جدًا عن مستوى المحادثات العادية.
في البداية، كانت ليلي هي من تتحدث معظم الوقت، بينما كانت ردود سيون قصيرةً جدًا.
بل حتى تلك الردود القصيرة لم تكن دائمة الحضور.
وإذا قمنا بعدّ الحالات بدقة، فإن المرات التي لم تتلق فيها أي رد وتعرضت للتجاهل كانت أكثر بكثير.
لكن ليلي لم تكن تكترث لذلك كثيرًا. و بصراحة، لقد اعتادت على هذا التجاهل لكثرة ما تعرضت له.
ومع ذلك، لم تعتد أبدًا على فكرة التواجد مع سيون في مكان مغلق وإجراء محادثة بينهما.
و مهما تكرر الأمر يوميًا، كان كل يوم مرهقًا.
كل مرة كانت تشعر بالخوف من جديد، و بالتوتر من جديد، و بالارتباك من جديد، و بعدم الراحة من جديد، وبالرغبة في الهروب من جديد.
‘حقًا! كان هذا هو الوقت الأكثر رعباً خلال اليوم!’
في الواقع، بسبب هذا الأمر، كانت ليلي في البداية تنتظر أن يقوم سيون بطردها بشكل غير مباشر.
لكن سيون لم يطلب منها أبدًا أن تخرج أولًا.
في السابق، عندما كانت تذهب إلى غرفته وتبدأ الحديث، كان يرد أحيانًا بنظرات تعني: “إذا انتهى الأمر، اخرجي الآن”.
لكن مؤخرًا، لم يحدث ذلك ولو مرةً واحدة.
اعتبرت ليلي ذلك أمرًا غريبًا أيضًا. و لم تستطع أن تقرر بعد ما إذا كان هذا جيدًا أم لا.
إذا فكرت بإيجابية، قد يكون ذلك إشارةً إلى أن سيون، لسبب غير معروف، أصبح يكرهها أقل مما كان عليه من قبل.
لكن إذا فكرت بسلبية، قد يعني ذلك أن حالته النفسية قد تدهورت لدرجة أنه فقد حتى الرغبة في كره الآخرين.
كان من الصعب التوصل إلى إجابةٍ لهذا السؤال، لذا قررت ليلي أن تؤجل أي حكم حاليًا.
على أي حال، إذا اختصرنا الأمر، فإن ليلي قد عانت خلال الأسبوعين الماضيين.
عانت كثيرًا. وما زالت تعاني حتى الآن.
عندما سمعت طريقة العلاج من فيلهيلم، كانت قد عقدت العزم نوعًا ما، لكن بطريقة ما شعرت أن الأمر أصعب مما توقعت.
“هاه..…”
تنهّدت ليلي أمام المرآة، ثم تفقدت الوقت.
الساعة 11:30 صباحًا.
كان الوقت قد اقترب.
حان وقت التجول مع سيون في الفناء الخلفي أو الحديقة.
نهضت ليلي بخطواتٍ متثاقلة.
قبل لحظات، كانت تتمتم قائلة: “ربما عليّ أن أستريح قليلًا”، لكنها في الحقيقة لم تكن تنوي الاستراحة.
بغض النظر عن مدى معاناة ليلي، فإن علاج مرض الفقدان كان لا يزال في مراحله الأساسية. لم تصل بعد إلى المرحلة المتقدمة من العلاج، لذا لم يكن من الممكن أن تُظهر ضعفًا بهذا الشكل المبكر.
‘حسنًا، أي شيء أفضل من الموت.’
تخيلت المشهد الصادم بعد عشر سنوات، حيث يُقطع عنقها بسيف سيون. و كان لهذا الخيال تأثير قوي جدًا.
جعلها ذلك ترى أن التجول مع سيون ذي العشر سنوات أمر تافه للغاية.
‘سأشرب كوبًا من الماء البارد قبل أن أذهب.’
وإذا أمكن، فإن الماء مع مكعبات الثلج سيكون أفضل.
توجهت ليلي بنفسها إلى المطبخ. ولكن بالقرب من المطبخ، لاحظها شخصٌ ما وعبس وجهه فجأة.
“هاه، من لدينا هنا؟”
بما أنهما التقيا صدفةً دون قصد، كان من الأفضل لو مر هذا اللقاء بهدوء.
“أليسر هذه ليلي هيلدغار؟”
لكن الطرف الآخر تجاهل رغبة ليلي.
وقف أمامها صبيٌ ذو شعر أحمر، معترضًا طريقها، وكتفاه متشابكان بتعجرف.
راقبت ليلي ذلك المشهد قبل أن تضطر لفتح فمها.
“مرحبًا، توميس هيلدغار.”
“إنه توماس!”
صرخ الصبي بغضب، وقد احمر وجهه كأنه امتزج بلون شعره الأحمر.
‘نعم، أعرف. لقد تعمدت قول الاسم بشكل خاطئ لإغاظتك.’
بحسب ما تتذكره ليلي، كان هذا الصبي أمامها يكره بشدة أن يخطئ أحد في اسمه ويناديه بـ”توميس” بدلًا من “توماس”.
‘إذاً، لماذا تعترض طريق شخص يحاول فقط المرور بسلام؟’
بالإضافة إلى ذلك، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعترض فيها الصبي، توماس هيلدغار، طريق ليلي.
قبل أيامٍ قليلةٍ فقط، في أحد الممرات، ظهر توماس فجأة ليقطع طريقها أيضًا.
وكان السبب تافهًا للغاية: لإثارة المشاكل فقط.
ومن المرجح أن يكون السبب هذه المرة مشابهًا. لهذا السبب، قررت ليلي أن ترد عليه ببعض كلمات الاستفزاز.
في الحقيقة، لو كان الوضع عاديًا، لكانت تجاهلت الأمر تمامًا. سواء أكان الشخص الآخر يزعجها بقطع الطريق أم لا، لم تكن لتكترث.
سواء بدأ الآخر بالاستفزاز أم لا، كانت ليلي تختار عادةً البقاء هادئةً لتجنب أي صراع. لكن في الوقت الحالي، لم تكن ليلي هي نفسها ليلي المعتادة.
كانت مرهقة.
‘وللأسف، مرهقةٌ جدًا!’
والشخص المرهق يجد صعوبةً في التصرف بعقلانية وبطريقةٍ ناضجة.
كان هذا درسًا تعلمته ليلي هذه المرة…..أو ربما ليس هذه المرة فقط.
عندما فكرت في الأمر، أدركت أنه حتى في اللقاء السابق لم تكن تتعامل مع توماس بطريقةٍ ناضجة جدًا.
كانت تسلب منه كل ما ينوي قوله وتبدأ في الحديث بطلاقةٍ قبله، مما أدى إلى أن يغضب وحده ويغادر في نهاية المطاف.
بالطبع، كان لديها عذر حينها.
ففي ذلك الوقت، كانت قد أمضت أيامًا دون أن تتناول الطعام.
افتقارها للتغذية جعلها في حالة مزاجية حادة، ولهذا لم تستطع التعامل بهدوء مع استفزازات توماس.
و من هذه الزاوية، بدا وكأن توماس كان سيئ الحظ.
والآن، ها هو توماس سيئ الحظ يغلي غضبًا، و يشير بإصبعه نحو ليلي.
“كنت أعلم أنكِ أصبحت غبية، لكن لم أتخيل أبدًا أنكِ وصلت إلى هذا الحد من الغباء!”
“نعم.”
“حتى أنكِ لا تستطيعين تذكر اسم شخص آخر بشكل صحيح. هل حدث شيء لعقلكِ؟”
“صحيح.”
“تبدين بحاجةٍ إلى علاج. لماذا لا تذهبين فورًا إلى إلفين لتلقي الفحص؟”
“سأفعل.”
ردّت ليلي على كل كلمات توماس بهدوء، دون أن تغير تعبير وجهها ولو قليلاً.
كانت تعرف جيدًا أن هذا النوع من الردود سيزيد من غضب توماس، لكنها فعلت ذلك عن قصد.
‘الغضب؟ ليغضب كما يشاء. من البداية، هو من بدأ بالاستفزاز، فلماذا لا يحق لي الرد؟’
كما قيل سابقًا، كانت ليلي مرهقة.
“أنتِ…..يالكِ من عارٍ على هذه العائلة.…!”
سرعان ما نفدت كلمات توماس المُسيئة. و فكرت ليلي في نصحه بقراءة المزيد من الكتب في أوقات فراغه، لكنها توقفت عن ذلك.
شعرت أن قول ذلك قد يحوّل توماس إلى ثور هائج تمامًا. و ليلي، في الحقيقة، لم تكن تحمل رخصة مصارعة الثيران.
‘سأذهب إلى سيون فحسب.’
قررت ليلي تأجيل شرب الماء البارد لاحقًا، وبدّلت وجهتها إلى غرفة سيون.
و ما إن استدارت لتغادر، حتى رفع توماس صوته.
“إلى أين تذهبين؟ آه، لا، بالتأكيد ستذهبين إلى الأخرس!”
توقفت ليلي فجأة وهي على وشك التحرك.
‘الأخرس؟’
ما إن فكرت ليلي بهذه الكلمة حتى تابع توماس حديثه.
“الأحاديث منتشرة في كل مكان. الجميع يقولون أنكِ في الآونة الأخيرة لا تشعرين بأي خجل وأصبحتِ تتجولين مع ذلك العبد الأخرس.”
“.……”
“إلى أين ستذهبان هذه المرة؟ إلى قاعة الطعام؟ إلى الحديقة؟ إلى الفناء الخلفي؟ آه، أم أنكِ تخططين للذهاب إلى مكان أكثر سرية اليوم؟”
تجاهلت ليلي سخرياته وبدأت ترمش ببطء، وهي بحاجة إلى لحظة لاستيعاب المعلومات الجديدة التي اكتشفتها للتو.
حسب كلام توماس، كانت هناك إشاعاتٌ تقول أن سيون أخرس…..
‘لماذا يُقال عن سيون بأنه أخرس؟’
استذكرت ليلي ذكرياتها. و كان سيون يتحدث بشكل جيدٍ حقاً.
كان نطقه واضحًا تمامًا، وسرعة كلامه لم تكن سريعةً جدًا ولا بطيئة، بل كانت مثالية. وعلى نحو ما، كلما تحدث، كانت كلماته تترك تأثيرًا كبيرًا وكأنها تترسخ مباشرة في الأذن.
‘لحظة، لكن لماذا تبدو كذلك؟’
لماذا تبدو كلمات سيون واضحةً ومؤثرة بهذا الشكل؟ هل لأن نطقه وصوته مميزان؟
لكن يبدو أن هناك سببًا آخر…..
“لماذا لا تتحدثين؟ هل تنوين حقًا الذهاب إلى مكانٍ سري معه؟”
بينما كانت ليلي غارقةً في أفكارها، تابع توماس الحديث بشكل متواصل.
بدا وكأنه مقتنع بأنه أسكت ليلي، وكان يبدو مستمتعًا بذلك للغاية.
“بغض النظر عن مدى سرية المكان الذي ستذهبين إليه، اللعب مع الأخرس سيكون مملًا. هل تعتقدين أنه يعرف كيف يصرخ؟ إذا أردتِ، يمكنني أن أعلمه-“
قاطعت ليلي كلماته ببرود.
“لن يكون مملًا.”
_________________________________
احتاج عزم ليلي مع انها قدها تروح فيها بس للحين تروح لسيون ✨
ودي اسمع صوت سيون على كثر مايوصفونه يعني شلون ترسخ كلماته يا ليلي اشرحي
Dana