Even if the Villain's Daughter Regresses - 38
تحدث فيلهيلم بوجهٍ شاحب قليلاً وبنبرةٍ حادة.
“لا أريد أن أتذكر ذلك.”
“حسناً، فهمت.”
فهمت ليلي رد فعل فيلهيلم.
كان فيلهيلم الشخص الذي خدم الماركيز هيلديغار عن قرب لفترةً طويلة.
معرفته العميقة بشخصية الماركيز جعلت من الصعب عليه أن يقوم بسرقة شيء من ممتلكاته،
حتى لو كانت تلك الممتلكات قد عادت الآن إلى مكانها الصحيح.
فيلهيلم بلا شك شخصٌ كفء، وهذا ما فكرت به ليلي مرة أخرى.
والآن، كان الوقت قد حان للاستعانة بمساعدة فيلهيلم الكفء في أمر آخر.
“أقول هذا فقط للتوضيح، لكنني لم أستدعكَ اليوم لطلب شيء مثل المرة السابقة.”
“إذاً؟”
“أريد طلب نصيحة..…”
“نصيحة؟”
توقف فيلهيلم قليلاً، ربما لأن الكلمات كانت غير متوقعة. فأومأت ليلي برأسها.
“هل ستظل واقفاً هناك للاستماع؟”
“هل تريدين حقاً مني تقديم النصيحة فقط؟”
“أقسم بذلك.”
عند سماع كلمة “أقسم”، التي تحمل ثقل المعنى، اتسعت عينا فيلهيلم قليلاً.
استغلت ليلي تلك اللحظة وأضافت،
“إنه أمرٌ بسيط، ولكن بما أن فيلهيلم، الأذكى في قصر الماركيز، يقدم النصيحة، أعتقد أن الحل سيكون أسهل بكثير.”
الأفضل في قصر المركيز!
الأول!
الأذكى!
فيلهيلم!
كلاك-!
انفتح القفل الذي كان يثقل قلب رجل في الثلاثينيات بسهولة.
أغلق فيلهيلم الباب بهدوءً خلفه، ثم تقدم بخطوات سريعة نحو ليلي، و وجهه خالٍ تماماً من أي أثر للريبة.
تحدث فيلهيلم بابتسامة.
“حسناً، الآن أخبريني. ما هي المشكلة التي تحتاج إلى نصيحةٍ حكيمة من فيلهيلم، الأذكى في قصر الماركيز؟”
“الأمر هو..…”
ترددت ليلي للحظة قبل أن تتحدث.
“كيف يمكنني أن أرغب في العيش؟”
“ماذا؟”
“أعني، حالياً لا أرغب في الحياة، ولكن إذا أردت تغيير هذا الشعور..…”
“آنسة ليلي!”
رفع فيلهيلم صوته فجأة، ثم أمسك بيدي ليلي بقوة.
ارتعش صوته قليلاً وهو يتحدث.
“هل كنتِ تعانين إلى هذا الحد؟”
“ماذا؟”
“منذ متى؟ هل مضى وقتٌ طويل؟ آه، لذلك قمتِ بتلك التصرفات المفاجئة قبل أيام…..يا إلهي..…”
“ماذا تقول؟”
“أجل، يمكن أن يحدث ذلك. أنا أتفهم. فالحياة ليست سهلةً أو بسيطة. لكن، مع ذلك…..آنسة ليلي، أنتِ ما زلتِ في العاشرة من عمركِ..…”
“لحظة، فيلهيلم.”
سحبت ليلي يدها من قبضته بينما أطلقت ضحكةً جافة، وقد أدركت متأخرة سوء الفهم الذي وقع فيه.
“لقد جعلتكَ تفهم الأمر بشكلٍ خاطئ. لم أكن أتحدث عن نفسي.”
“ماذا؟”
“الشخص الذي لا يرغب في العيش…..ليس أنا.”
رمش فيلهيلم بعينيه، ثم أدرك بهدوء.
“أوه.”
بدأ جسده الذي كان منحنياً نحو ليلي يعود إلى الخلف ببطء. وبعد أن استقام تماماً، سأل بسلاسة.
“إذاً، من يكون؟”
“…..شخصٌ أعرفه.”
كانت ليلي على وشك أن تجيب بصراحة وتقول أنه سيون، لكنها تراجعت.
على أي حال، حتى لو ذكرت اسم سيون، فلن يفهم فيلهيلم من يكون.
وإن فعلت، فسيكون من الضروري أن تضيف شرحًا بأنه عبدها، لكنها لم تكن ترغب في فعل ذلك.
‘عبد.’
كانت كلمةً تجعل لسانها يشعر بعدم الارتياح كلما نطقتها.
“شخصٌ تعرفينه، إذاً.”
مسح فيلهيلم ذقنه بصمت، ثم فتح فمه مجددًا
“إذاً، لنلخص الأمر. شخصٌ تعرفينه لا يرغب في العيش حاليًا، وترغبين في مساعدته لتغيير هذا الشعور، أليس كذلك؟”
“صحيح.”
أومأت ليلي برأسها وهي تستحضر في ذهنها صورة سيون، الذي أصبح “الشخص الذي تعرفه”.
شعرت، بشكلٍ لا إرادي، بانخفاضٍ طفيف في مزاجها. و كان صدرها يضيق.
لماذا لا يرغب في العيش؟
‘لا أستطيع الفهم.’
كان هذا السؤال يلازمها منذ أن أدركت حالة سيون.
كانت ليلي دائمًا ما ترغب في الحياة. حتى قبل العودة بالزمن، وحتى بعد تكرار العودة مرات عديدة، كانت الرغبة في العيش شيئًا بديهيًا للغاية بالنسبة إلى ليلي.
ولكن أن تختفي تلك الرغبة البديهية لدى سيون في الوقت الحالي…..
قبضت ليلي يدها بصمت.
فهم سيون أو عدمه لم يكن مهمًا كثيرًا بالنسبة لها.
‘يجب أن أجعله يرغب في البقاء على قيد الحياة بأي ثمن.’
بدأ العرق البارد يتسلل إلى كف يدها.
كون سيون في حالةٍ “لا يرغب فيها بالعيش” كان يمثل مشكلةً كبيرة للغاية بالنسبة إلى ليلي.
لقد أنقذت ليلي حياة سيون، و وفرت له مكانًا مريحًا للنوم والطعام. و كانت تأمل أن يشعر سيون، نتيجة لذلك، ولو بقدر ضئيل من الامتنان نحوها.
مع مرور الوقت، كانت تأمل أن تتراكم تلك المشاعر الصغيرة من الامتنان شيئًا فشيئًا. وفي النهاية، تتحول هذه المشاعر المتراكمة إلى ودٍ أو حتى ألفة.
كانت هذه هي خطة ليلي وأمنيتها.
ولكن أن لا تكون لدى سيون أي رغبةٍ في الحياة؟
إنها بالفعل مشكلةٌ هائلة.
سيون، الذي لا يرغب في الحياة، لن يشعر أبدًا بأي امتنانٍ تجاه ليلي، التي توفر له وسائل الراحة من أجل العيش.
كانت ليلي بحاجةٍ إلى امتنان سيون. و بمعنى آخر، كانت بحاجةٍ إلى سيون الذي يرغب في الحياة.
عندما شدّت ليلي قبضتها بقوةٍ أكبر، تحدث فيلهيلم.
“هل تعرفين لماذا لا يرغب هذا الشخص في الحياة؟”
“…..لا، لا أعرف.”
“هل مرّ مؤخراً بمصيبةٍ أو شيء سيئ؟”
“شيء سيئ؟”
“مثل إصابة خطيرة أو فقدان شخصٍ مقرب..…”
رمشت ليلي بعينيها.
لقد حدث كلا الأمرين.
لكن الأمر الأهم في هذا السياق كان على الأرجح،
“لقد فقد شخصًا مقربًا.”
“شخص مقرب؟ إلى أي درجة؟”
“عائلة.”
“فقد عائلته مؤخراً..…”
فجأة أدركت ليلي الأمر.
نعم، صحيح. لقد مرّ وقت قصير فقط منذ أن فقد سيون عائلته بطريقةٍ مأساوية وجُلب إلى قصر الماركيز.
فجأة، تذكرت هذيان سيون وصورته التي كان يظهر فيها الألم والحنين، الذي لم تتلاشَ من ذهنها.
شعرت كما لو كانت تمضغ الرمل، مما جعل جبهتها تعبس قليلاً، وفي تلك اللحظة، استمر فيلهيلم في الحديث.
“فهمت الآن. هو يعاني من مرض الفقدان.”
“مرض الفقدان؟”
“إنه مرضٌ نفسي يصيب الأشخاص الذين فقدوا شخصًا قريبًا وعزيزًا عليهم، وأحيانًا حتى الحيوانات الأليفة التي كانوا يعتنون بها.”
“مرضٌ نفسي..…”
“إذا كان يشعر بأنه لا يريد العيش، فذلك يعني أن حالته شديدةٌ جدًا.”
“هل يمكن شفاؤه؟”
سألت ليلي بشكل غير إرادي، وفي صوتها كان هناك نبرةٌ من القلق.
أومأ فيلهيلم برأسه برفق.
“من أنا؟ من الطبيعي أن أعرف طرق تخفيف مرض الفقدان.”
“تخفيف؟ ألا يمكن شفاءه تمامًا؟”
“ذلك يعتمد على الشخص نفسه، لكن علينا الانتظار لنرى. ومع ذلك، بمجرد تحسن حالته قليلاً، سيخرج من حالة عدم الرغبة في العيش.”
تنفست ليلي بارتياح.
‘نعم، هذا يكفي.’
“لكن، آنسة.”
“نعم؟”
“أنا ذكيٌ جدًا، ومطلعٌ على الكثير من الأمور، وأعرف الكثير عن مرض الفقدان….و لكن..…”
تساءلت ليلي في نفسها في ماذا يريد قوله، وفي اللحظة التي كانت تشعر فيها بالارتباك، أكمل فيلهيلم حديثه.
“إذا كان الأمر يتعلق بمثل هذه المشكلة، أليس من الأفضل أن تسألِ إلفين؟ ربما هو الأنسب قليلاً فقط. على أي حال، إلفين هو الطبيب.”
حتى لو كان مرضًا نفسيًا، فهو في النهاية مرض. وقد ركز فيلهيلم على هذه النقطة.
خفضت ليلي عينيها وغمضت قليلاً، ثم فكرت للحظة قبل أن تهز رأسها.
“إلفين لن ينفع..…”
“لماذا؟”
“لأنه إن كان إلفين، فسيطلب رؤية المريض بنفسه.”
“حسنًا…..هذا ما سيفعله على الأرجح.”
“لا أريد ذلك. أنا أريد أن أعالجه بنفسي.”
بالمعنى الدقيق، كانت ليلي لا ترغب في أن تخلق أي موقفٍ قد يجعل سيون يشعر بالضيق.
لن يكون هناك شخص يحب أن يُعامل كأنّه مريض نفسي. فالمرض النفسي كان، كما تعرف ليلي، موضوعٌ دائمًا ما يتم تحريمه وتجنبه.
قرأ فيلهيلم نية ليلي التي لم تذكر المريض بوضوح، وأضاءت عيناه بفهم.
“أنتِ تهتمين بذلك الشخص، أليس كذلك؟”
لم يكن الأمر اهتمامًا بقدر ما كان محاولةً يائسة من أجل العيش،
فكرت ليلي بذلك بشكل عابر.
راقبها فيلهيلم بهدوء، ثم خفض صوته قليلاً.
“آنسة ليلي.”
“نعم؟”
“لا تعطيهِ قلبكِ كثيرًا.”
“…….“
“هذه نصيحتي من أجل مصلحتكِ.”
أغمضت ليلي عينيها ببطء ثم فتحتهما.
‘…..لقد اكتشف ذلك.’
لقد اكتشف من هو الشخص الذي أخفته وقالت أنه “شخصٌ تعرفه”.
حسنًا، مع الشائعات المنتشرة في قصر الماركيز، لا يمكن لأحد أن يجهل من تهتم به ليلي هذه الأيام.
كان فيلهيلم يبدو جادًا جدًا. وحتى قوله “من أجل مصلحتكِ” كان تعبيرًا صادقًا.
لكن.
“لا بأس.”
لا داعي للقلق من هذا.
“لن يحدث ذلك.”
حتى إذا انشقت السماء إلى نصفين، فلن يحدث هذا أبدًا.
_____________________________
هاهاهاهاهاها نشوف ياقلبو 😘
فيلهيلم خفيف 😭😭😭😭 اربه يتعدل مع ماري ويصيرون مساعدين لليلي
Dana