Even if the Villain's Daughter Regresses - 35
بينما كان سيون متجمداً في مكانه، واصل إيلفين وماري حديثهما.
“سأصف لها أولاً أعشاباً لتخفيف السموم. السُمّ بحد ذاته ليس بالأمر الخطير، لذا من المتوقع أن تستعيد وعيها خلال يومين على الأكثر.”
“حسناً..…”
“على الرغم من أنه أمر مستبعد، لكن إذا لم تستعد وعيها، فسأغير الدواء لها. وعندما تستيقظ الآنسة ليلي، سنقوم بالفحص والمشورة. فأحياناً تكون هناك أسباب نفسية تمنع الشخص من تناول الطعام.”
“نعم، شكراً لك.”
“لا داعي للشكر.”
غادر إيلفين غرفة النوم. ولم يمضِ وقت طويل حتى طرق الخادم باب غرفة ليلي.
كان الخادم قد أحضر الدواء الذي وصفه إيلفين. فأخذت ماري الدواء من الخادم على عجل وبدأت بإعطائه ليلي.
وبينما كانت تدفع الدواء ببطء في فم ليلي، التي لم تفتح عينيها بعد، توقفت فجأة ومسحت دموعها.
“ما الذي يزعجكِ لهذه الدرجة، يا آنستي؟ وأنتِ ما زلتِ صغيرة.”
“…….”
“لماذا بقيتِ أياماً دون أن تأكلي..…”
تمتمت ماري بنبرةٍ حزينة، ثم أكملت إعطاء الدواء لليلي بالكامل. وبعد ذلك، بدأت بتغيير ملابس ليلي التي كانت متسخةً بالعرق البارد والغبار.
في تلك الأثناء، كان سيون قد استدار متجنباً النظر.
“هيه، أنتَ.”
نادت ماري على سيون بعدما ألبست ليلي ملابس نظيفة. وعندما التفت سيون، تحدثت ماري وهي تحتضن الملابس التي كانت ترتديها ليلي.
“سأذهب لغسل هذه، فابقَ بجانب الآنسة وراقبها.”
“…….”
“إذا حدث أي شيء، اسحب الحبل المعلق بجانب السرير.”
هزّ سيون رأسه بصمت.
نظرت ماري إليه بنظرةٍ غير راضية قبل أن تغادر غرفة النوم.
طَق-
أُغلِق الباب. ولأول مرة منذ دخولهِ إلى هذه الغرفة، أصبح سيون و ليلي وحدهما.
وصلت نظرات سيون إلى وجه ليلي، التي كانت فاقدة للوعي. كانت ببشرةٍ شاحبة و كأنها جثة.
ظل سيون يحدق في وجهها لفترة طويلة قبل أن يحرك شفتيه بصعوبة.
“ليلي هيلدغار..…”
وبعد أن نطق اسمها، صمت سيون.
فعلى أي حال، لن تتمكن ليلي، التي كانت فاقدةً للوعي، من سماعه…..
و في الحقيقة، لم يكن لديه ما يقوله حقاً. فلم يكن يعرف حتى لماذا نادى اسمها للتو.
كانت مشاعره معقدة إلى درجةٍ يصعب تفسيرها.
عاد العبوس ليرتسم على ملامح سيون من جديد.
تردد فجأة في ذهن سيون صوت إيلفين وهو يشخص أن ليلي قد مضى عليها ما لا يقل عن ثلاثة أيام دون طعام.
لم يكن بحاجة لإضافة المزيد من الكلام، لكن سيون كان يعلم بسهولة أن ليلي قد صامت عن الطعام لمدة خمسة أيام بالضبط.
فمنذ خمسة أيام، كانت ليلي تُحضر الطعام لسيون مرة واحدة يومياً وفي وقتٍ محدد.
“تصرفٌ أحمق..…”
تمتم سيون بصوتٍ خافت.
كانت كمية الطعام محدودة لشخصين. و اختارت ليلي أن تتضور جوعاً بدلاً من أن تترك سيون بلا طعام.
بالفعل، كان تصرفاً لا طائل منه تماماً.
من البداية، كان سيون على قيد الحياة لأنه لم يكن قادراً على الموت. و لم يكن لديه الحق في إنهاء حياته، لذا كان مجبراً على الاستمرار في العيش.
بالنسبة لسيون، لم تكن كمية أو عدد وجبات الطعام تعني له شيئاً. سواء تناول ثلاث وجبات في اليوم، أو وجبة واحدة كل ثلاثة أيام.
كلا الخيارين كان لهما نفس المعنى بالنسبة له، طالما أنه لن يموت من الجوع.
…..ولهذا السبب كان يرى أن ما فعلته ليلي مجرد تصرف أحمق بلا جدوى.
سواء أعطت كل طعامها لسيون، أو نصفه فقط، أو حتى لم تعطه شيئاً وتركته ليجوع لمدة أسبوع، فإن شعور سيون تجاه الأمر كان سيكون متشابهاً إلى حد كبير.
بل وربما، في الحالة الأخيرة، كان سيشعر بالسعادة الخفية أثناء جوعه، على أمل أنه قد يموت من الجوع هذه المرة.
نعم، ربما كان هذا ما سيحدث.
كلما فكر في الأمر، كانت تضحية ليلي تبدو أكثر عديمة الجدوى.
“ما السبب؟”
تحركت شفتي سيون بشكلٍ عفوي.
ولكن ربما لأنه لم يكن هناك من يسمعه، فلم يكلف نفسه عناء السيطرة على كلماته.
“لماذا تفعلين كل هذا؟”
هل يُعتبر سؤالاً إذا لم يكن هناك من يسمعه؟ أم أنه مجرد حديث مع النفس؟
كانت الكلمات التي يصعب تعريفها تتردد في الغرفة الهادئة.
و لم يبعد سيون عينيه عن وجه ليلي الشاحب.
لا يستطيع أن يفهم.
بصدق.
إذا كان السبب وراء إصرار ليلي على الاستمرار في تلك “الأفعال العبثية” هو الأمل، فليكن.
لنفترض أنها لا تدرك بعد أن ما تفعله هو عبث، ولهذا لا تتوقف.
لكن…..
من أين تأتي الرغبة أساساً في القيام بتلك “الأفعال العبثية”؟
كان سيون دائماً واعياً بالعلاقة بينه وبين ليلي بشكل موضوعي تماماً.
يعرف جيداً ما فعله بها. ويفهم تماماً ما يمثله بالنسبة لها.
من البداية، لم يكن لديه نية للتظاهر بالجهل عندما رفع سيفه. ومع ذلك، كانت ليلي تستمر في إرباكه.
رغم خوفها منه ورهبتها، كانت تحاول إنقاذه.
حاولت معالجة جروحه، وكانت قلقةً بشأن مدى تعافيه.
ورغم ارتعاشها، كانت تقترب منه بين الحين والآخر، حتى إنها تعرضت للسهم بدلاً منه.
والآن…..أصبحت تتضور جوعاً بدلاً عنه حتى وصلت إلى حد الإغماء.
صحيح أن السبب المباشر لإغمائها كان تناولها لثمار سامة على ما يبدو، لكن لو لم تكن قد صامت لعدة أيام لما حدث ذلك.
لم تكن لتأكل تلك الثمار السامة أصلاً، لذا في النهاية وصلت إلى هذا الحال بسبب الجوع.
تأمل سيون عيني ليلي المغلقتين بإحكام وشفتيها اليابستين.
“لماذا ترغبين في البقاء على قيد الحياة إلى هذا الحد؟”
هناك كثيرون من يرغبون في الحياة. وهناك أيضاً من يستطيعون فعل أي شيء من أجل البقاء.
لكن نادراً ما يتضمن ذلك أفعالاً مثل التضحية بالنفس مراراً وتكراراً من أجل قاتلهم، الذي أزهق حياتهم ذات يوم.
شعر سيون بالفضول.
في السابق، كان يتجاهل هذا السؤال عن عمد، متسائلاً ما الفائدة من معرفة الإجابة. لكن الآن، عادت إليه تلك الحيرة من جديد.
“أنتِ…..لماذا تفعلين ذلك بحق..…؟”
فجأة، قطع تفكيره صوتٌ ضعيف.
“سيون..…؟”
انتفض سيون من الصدمة، حقاً.
كانت الصدمة كبيرة لدرجة أنه لم يدرك أنه تراجع نصف خطوةٍ إلى الوراء إلا بعد أن حدث ذلك.
سرعان ما عقد حاجبيه بامتعاض. فلم يفهم لماذا تفاجأ بهذا الشكل.
فتحت ليلي عينيها ببطء ثم أغمضتهما مجدداً، وبدأت تتمتم وهي تنظر إليه بنظراتٍ شاردة، بلا تركيز.
“لماذا أنا…..في هذه الغرفة..…”
“…….”
“هل هو….حلم.…”
من خلال همساتها الخافتة، التي بالكاد تُسمع إذا لم يُصغَ جيداً، أدرك سيون نوع الالتباس الذي تعيشه ليلي حالياً.
على ما يبدو، اعتقدت ليلي أنها ليست في غرفتها الخاصة، بل في غرفة سيون.
ولكن لماذا فكرت بذلك؟
ربما لأنها كانت معتادةً على الدخول إلى غرفة سيون بشكل متكرر، في حين أن العكس لم يحدث مطلقاً.
‘…..صحيح، هذا منطقي.’
أدرك سيون فجأة أن هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها غرفة ليلي.
لم تكن الغرفة تبدو مميزةً أو جديدة بشكل خاص.
فالأثاث وهيكل الغرفة كانا يشبهان إلى حد كبير غرفة سيون.
ربما كان ذلك السبب الذي جعلها تخطئ وتظن أنها في غرفة سيون.
بينما كان سيون لا يزال واقفاً بصمت، كانت ليلي قد انتهت من تحليل الموقف بنفسها
‘تناولت الثمار بعد أن خرحت إلى الحديقة، ثم فقدت وعيي فجأة…..لا بد أن أحدهم قد وجدني وأعادني إلى غرفتي… والآن يبدو أنني أحلم بوجودي في غرفة سيون.’
تحليلها كان مثالياً لولا الخطأ في الاستنتاج الأخير.
ومع ذلك، لم تكن ليلي لتدرك بأنها أخطأت.
والسبب هو أنها استعادت وعيها، لكن بالكاد استعادت نصفه فقط.
نعم، كانت ليلي لا تزال في حالتها غير الطبيعية، وبمعنى أدق، كانت في حالة ما بين النوم واليقظة.
سرعان ما أدرك سيون ذلك.
‘على الأرجح ستفقد وعيها مجدداً قريباً.’
لكن بما أنها استعادت وعيها ولو قليلاً، هل يجب أن يستدعي الطبيب؟
أو ربما، حتى لو لم يكن ذلك مفيداً بشكل مباشر، هل يجب أن يستدعي إحدى الخادمات أو الخدم؟
اقترب سيون من الحبل المعلق بجانب السرير، لكنه توقف فجأة.
كان هناك شعورٌ غريب بدأ يراوده منذ قليل. وفجأة، أدرك مصدر ذلك الشعور.
‘لقد مضى وقت منذ أن فقدت ليلي هيلدغار وعيها…..’
لكن لم يأتِ أحد إلى الغرفة.
لا بد أن يكون هناك شخص قد رأى ليلي وهي تُحمل إلى غرفتها بعد أن فقدت وعيها.وبالأخص، بما أن الطبيب كان قد زار الغرفة بالفعل، فمن المفترض أن يكون الخبر قد انتشر في القصر بحلول الآن.
ورغم ذلك، لم يظهر أي أحدٍ في الغرفة.
لا الماركيز، ولا زوجته، ولا حتى أي من أبناء الماركيز العديدين.
نظر سيون إلى الحبل المعلق بجانب السرير، والذي كان في متناول يده.
‘هل هناك وقتٌ للزيارة؟’
ماذا لو قام بسحب الحبل، وأخبر الخدم بأن ليلي قد استعادت وعيها ولو للحظات؟
هل سيؤدي ذلك إلى امتلاء الغرفة أخيراً بالناس، حتى لو كان ذلك متأخراً؟
“…….”
…..وماذا لو لم تمتلئ؟
ماذا لو أبلغهم بأن ليلي استعادت وعيها، ومع ذلك لم يتغير شيء في الغرفة؟
ماذا لو لم يظهر سوى الطبيب أو ماري مرة أخرى؟
شعر سيون بشعورٍ غريب يتسلل إليه. و لم يكن يفهم تماماً ما الذي يثير قلقه.
_________________________
يحزن الوحده الي فيها ليلي توجع مره
سيون من يوم دخل الغرفه وهو يضحكني 😭
اسألته ماتخلص
Dana