Even if the Villain's Daughter Regresses - 33
كان أمراً مؤسفاً. كنت أنتظر بصمتٍ اللحظة المناسبة لأتباهى بذلك.
لكن الآن، الحديث فجأة عن أمر لم يُسأل عنه قد يبدو غريباً……
لنؤجل الأمر حتى تنتهي تجربة تناول وجبةٍ واحدة يومياً، وسنأكل معاً حينها. ربما أجد فرصةً للتطرق إلى الموضوع بشكلٍ غير مباشر.
‘لكن، هل سيكون بإمكاني تناول الطعام مع سيون؟ هل سأتمكن من بلع الطعام وهو ينظر إليَّ بذلك وتلك العيون؟’
لا أعلم، سأفكر في ذلك عندما يحين وقته.
“آه، أنا جائعة.”
تمتمت ليلي لنفسها بجملةٍ لم تعرف كم مرة كررتها خلال الأيام الخمسة الماضية، ثم جلست على المقعد منهارةً و كأنها سقطت عليه.
في تلك اللحظة، صدر صوت خافتٌ من حضنها، خشخشة-
“هاه؟”
لماذا يصدر هذا الصوت من حضني..…؟
“آه، صحيح!”
صرخت ليلي فجأة وجلست بسرعة مستقيمة.
“لقد نسيت هذا تماماً.”
وضعت ليلي يدها بحذرٍ في حضنها، وأخرجت منه ورقةً مستديرة ومجعدة.
دقّ قلب ليلي بشكلٍ أسرع من المعتاد.
“لا يوجد أحد، صحيح؟”
نظرت ليلي حولها بنظراتٍ متوجسة لتتأكد بأن لا أحد يراقبها.
كانت قد تعمدت الدخول إلى أعماق الحديقة الخلفية لتستمتع بالهواء النقي بعيداً عن الأنظار. و منذ لحظات لم تشعر بأي وجودٍ بشري حولها، لكن بالنظر إلى طبيعة الموقف، كانت ليلى حذرةً ولم تخفض حذرها بسهولة.
تحدثت ليلي بصوتٍ منخفض موجهة كلامها إلى ما حولها.
“هل هناك أحد؟”
صمت.
“لا يوجد أحد، أليس كذلك؟”
هدوء.
“حقاً؟”
سكون.
“إذا لم تظهروا خلال خمس ثوانٍ، فأنتم صلع.”
صمتٌ طويل.
وبعد مرور خمس ثوانٍ بالضبط، تنفست ليلي الصعداء أخيراً.
“إذاً، أنا وحدي هنا!”
حتى إن كان هناك من يستطيع إخفاء وجوده تماماً، فلا يمكنه تحمل إهانةٍ مثل “أنتَ أصلع”.
بعد أن تأكدت ليلي تماماً من أنها الوحيدة في هذا المكان، أعادت تركيزها على الورقة المجعدة.
تحرك حلقها وهي تبتلع ريقها، ونظرتها نحو الورقة المجعدة أصبحت مليئةً بالعزم والجدية.
‘إذا كان هذا ما أعتقد أنه عليه…..فيجب أن أحرقه فوراً. لا يجب أن يراه أحد.’
قد يتساءل الكثيرون في هذه المرحلة، لماذا أبالغ في رد فعلي بهذا الشكل تجاه مجرد ورقةٍ مجعدة؟
لفهم ذلك، علينا العودة إلى الحوار القصير الذي دار بيني و بين سيون قبل بضعةِ أيام.
قبل ثلاثة أيامٍ تحديداً.
في ذلك الوقت، كان قد مر يومان منذ أن انتقل سيون إلى غرفة نومه الجديدة المجاورة لغرفة نومي. و خلال تلك الفترة، لم يخرج سيون خطوةً واحدة من غرفته.
بدأت ليلي تحاول تخمين سبب عدم خروج سيون.
ربما لأن جرح كتفه لم يلتئم بعد……وربما يشعر بعدم الراحة في الخروج.
لكن، مهما كان الأمر، لابد أنه يشعر بالملل إذا بقي طوال اليوم في غرفته. ففكرتُ، هل هناك شيء يمكن أن يشغل سيون داخل غرفته؟
بينما كانت تفكر في ذلك، خطر ببالها فجأةً فكرةٌ براقة.
فكرة جعلتها تشعر بالإعجاب الشديد بنفسها لدرجة أنها ضربت كفها بقبضتها بحماس.
“لماذا لم أفكر في هذا من قبل؟”
ركضت ليلي مباشرةً نحو غرفة سيون – مع أنها كانت بجوار غرفتها ولم يكن هناك داعٍ للركض –
وفي ذلك اليوم، كما هو الحال دائماً، وجدت سيون جالساً على السرير.
تقدمت ليلي وقدّمت اقتراحها.
“سيون، سأعلمك القراءة والكتابة.”
“……؟”
“أعني، سأعلمكَ كيف تقرأ وتكتب.”
في تلك اللحظة، كانت ليلي تغمرها الآمال.
أي آمال؟
الآمال في أن تصبح في علاقةٍ مع سيون كمعلمةٍ و تلميذ.
‘معلمة وتلميذ!’
أن أكون معلمته سيجعل قتلي بالنسبة له أصعب من قتلي كابنة عدوه، أليس كذلك؟
نعم، بالطبع، هذا واضحٌ للغاية.
في البداية، كانت تخطط لأن تصبح صديقته، ولكن إذا كان بإمكانها أن تكون معلمته، فهذا أفضل بكثير من مجرد صداقة……
“لا حاجة.”
“ماذا؟ انتظر، سيون، اسمعني. إذا تعلمت القراءة والكتابة، فستكون لديك القدرة على فعل أشياء أكثر بكثيرٍ من الآن..…”
في بلد يبلغ معدل الأمية فيه بين العامة 70%، كان فهم القراءة والكتابة ميزةً هائلة.
كانت ليلي على وشك أن تبدأ في شرح ذلك بتفصيل ممل عندما أحضر سيون بهدوء ورقة وقلم.
ثم خطّ على الورقة اسمين بجانب بعضهما بسرعة. <ليلي هيلدغار.> <سيون.>
‘……بخط لا تشوبه شائبة، كاملٌ و دقيق.’
كانت ليلى تحدق في اسم “هيلدغار” المكتوب بخط غليظٍ وضاغط، وشعرت بشيء من الرهبة دون سبب واضح. و عادت إلى وعيها عندما سمعت صوت سيون.
“هل هذا يكفي؟”
“آه، نعم! أنت…..تعرف كيف تكتب؟ خطكَ جميلٌ جداً!”
حتى في تلك اللحظة، استدارت ليلي بفطرتها تبحث عن كلمات مدح تقولها. لكن كما هو متوقع، لم تحصل على أي ردِّ فعلٍ على إطرائها.
وهكذا انتهى الحوار بيننا.
و في تلك الليلة، تأخرتُ عن النوم أكثر من المعتاد. لأنني شعرتُ بالإحراج المتأخر لافتراضي أن سيون، و لكونه يتيماً و من عامة الشعب، لا يعرف القراءة والكتابة.
كلما اقتربت من النوم كنتُ أشعر بالخجل فأتقلب على السرير، وكلما تذكرتُ ذلك ثانيةً كنتُ أُبعد الغطاء عني.
وفي اليوم التالي، كانت ليلي في حالةٍ من الإرهاق بسبب قلة النوم.
على أي حال.
بفضل تلك التجربة القصيرة، أدركتُ أن سيون ليس أمياً. كان يعرف الكتابة، بل ويجيدها بشكلٍ رائع.
ومن غرفة نوم سيون، ظهرت تلك الورقة المجعدة المشبوهة.
وهنا يطرح السؤال نفسه،
ما الكلمات التي يمكن لطفل في العاشرة من عمره، فقد عائلته بين ليلةٍ وضحاها وأُجبر على العيش في قصر عدوه، أن يكتبها طوال الليل على ورقة؟
كانت ليلي شبه متأكدة من الإجابة.
إنها لعنات.
اتهامات.
شتائم.
من المؤكد أن الورقة مليئة بعباراتٍ حادة موجهة ضد شخص معين.
شعرت ليلي بقشعريرةٍ تسري في جسدها، فمسحت كتفها بيدها لتحاول تهدئة نفسها.
ماذا لو كانت الورقة تحتوي حقاً على كلماتٍ تلعن الماركيز هيلدغار؟
وماذا لو اكتشف الماركيز وجود هذه الورقة؟
“مستحيل!”
الماركيز، على الأقل كما تعرفه ليلي، كان ضيق الصدر بشكلٍ يفوق كل التوقعات.
كانت ليلي تتخيل سيون يُجرّ خارج غرفة نومه وهو في حالته غير المتعافية بالكامل، بواسطة جنود أرسلهم الماركيز، فهزت رأسها بقوةٍ لتطرد هذه الصورة من ذهنها.
ثم شعرت بألمٍ خفيف في شفتيها اللتين عضتهما بقوة.
‘لا يمكنني السماح بحدوث ذلك. سأحرق هذه الورقة اليوم، وأتسلل ليلاً إلى غرفة سيون لأبحث عن أي أوراق أخرى وأحرقها أيضاً.’
ما كان مجرد شك تحول تدريجياً إلى يقينٍ كامل.
بإرادةٍ قوية، أمسكت ليلي الورقة المجعدة بكلتا يديها.
كانت تنوي حرقها، لكنها فكرت في الاطلاع على محتواها أولاً.
ربما، و ربما فقط، لا تتعلق اللعنات بالماركيز، بل بها هي شخصياً.
قد يكون ذلك…..محزناً، لكنه على الأقل سيكون أفضل من بديلٍ آخر…..
“هاه؟”
عندما فتحت ليلي الورقة بالكامل، توقفت فجأة.
“اللعنات..…؟”
لا، لم تكن هناك أي لعنات، ولا اتهامات، ولا شتائم. و في الحقيقة، لم يكن هناك كلماتٍ على الإطلاق.
بلا وعي، مرت أطراف أصابع ليلي على ما كان على الورقة، كانت رسمة.
“منزل..…”
كان منزلاً عائلياً.
بدا صغيراً بما يكفي ليستوعب عدداً كبيراً من الأشخاص للعيش فيه. و ربما لم يكن يسكنه أكثر من عشرة أشخاص.
ومع ذلك، يبدو أن المنزل كان يعج بالحياة.
بمجرد أن تدير رأسك، قد تلمح أحد أفراد العائلة بسهولة. وربما اجتمع ثلاثة أو أربعة منهم أحياناً في مكان واحد يتحدثون و يضحكون.
عندما تُقدم وجبة، كان من المؤكد أن رائحة الطعام تنتشر بسرعة في جميع أرجاء المنزل. و بعض أفراد العائلة الذين لم يكن لديهم ما يفعلونه ربما كانوا يهرعون إلى المطبخ للمساعدة في التحضير.
وأحياناً، قد يكون هناك صبيٌ صغير يجلس بصمت، يراقب أفراد عائلته، ويخلّد هذه اللحظات على الورق…..
أغمضت ليلي عينيها ببطء وأعادتهما إلى الورقة.
ما كانت تراه في الرسم كان فقط الشكل الخارجي للمنزل. ولكن، لماذا شعرت فجأة وكأنها ترى تفاصيل الحياة داخل المنزل؟
هل كان ذلك بسبب جودة الرسم التي جعلته يبدو نابضاً بالحياة؟
أم أن هناك سبباً آخر..…؟
أبعدت ليلي نظرها عن الورقة. ثم نظرت إلى الفراغ أمامها بينما كانت تطوي الورقة بسرعة وتعيدها إلى حضنها.
“حسناً، هذا جيد.”
تمتمت بصوتٍ مسموع، وكأنها تقنع نفسها.
‘بدلاً من اللعنات أو الشتائم، كانت مجرد رسم. و هذا يعني أنه لا بأس إذا رآه أحد. فلا داعي لحرقه.’
ليس هذا فحسب، بل لم يعد هناك داعٍ لأن تكلف نفسها عناء التسلل ليلاً إلى غرفة سيون للبحث عن أوراقٍ أخرى.
كان هذا فعلاً شيئاً جيداً.
نعم، جيدٌ للغاية.
ولكن……
‘لماذا لا أشعرُ بالسعادة كما توقعت؟’
_____________________________
و هيا نبكي للمره الميه
الماركيز لو ما انتقموا منه انتقام سعذبه ويعذبه لين يفطس انا الي بسوي فصل كامل بنفسي 😭
يوجع حتى ليلي جتها الغصه
Dana