Even if the Villain's Daughter Regresses - 23
***
بعد أن قام سيون بختم الكيان الشرير، مرّت ثلاثة أشهر كاملة قبل أن يصل إلى وطنه الذي كان وجهته.
في الواقع، المسافة التي قطعها سيون لم تكن تستغرق ثلاثة أشهر حتى لو سار ببطء شديد.
ولكن السبب وراء هذا التأخير هو أن العديد من البلدان على طول الطريق أوقفت تقدمه، مما جعل الرحلة تستغرق وقتًا أطول من المتوقع.
‘بالرغم من أنني توقفت عن قصد.’
لبّى سيون دعوات تلك الدول التي كان بإمكانه رفضها بكل بساطة. وكان السبب واحدًا، أراد أن يجعلهم يسمعون اسم “كاسيون”.
في الحقيقة، حتى لو لم يفعل سيون ذلك، كان اسم “كاسيون” سيُسجل في النهاية كبطل ختم الكيان الشرير. فالمعبد كان يعرف سيون باسم “كاسيون”.
ومع علمه بذلك، اختار سيون أن يستهلك وقته عمدًا. و كان الأمر ببساطة لأنه أراد ذلك.
أراد أن يسمع حكام تلك الدول، الذين كانوا في الأصل أعلى شأنًا من أن يحلم سيون و عائلته حتى برؤية وجوههم، اسم “كاسيون” بأذانهم.
حقًا……لسببٍ ما، أراد ذلك.
في النهاية، أمسك سيون بلجام حصانه وتابع رحلته.
كانت وجهته، بتحديد أدق، ليس وطنه فحسب، بل المكان الذي كان يضم دار الأيتام التي احترقت قبل عشر سنوات.
“….…”
لكن عندما وصل سيون أخيرًا إلى موقع دار الأيتام، لم يستطع الكلام لفترةٍ من الزمن. فالمكان الذي كان يقف فيه دار الأيتام تحول إلى قبرٍ كبير.
‘من الذي يمكن أن……’
كان سيون يفكر، محاولًا تخمين من قد قام ببناء هذا القبر. وبسرعة، خطر في ذهنه شخص واحد.
‘……سيسيل، بالطبع.’
تواصل سيون مع سيسيل قبل عامين. و كان ذلك بعد وقتٍ قصير من استيقاظه في المعبد.
عندما طلب من المعبد العثور على شخصٍ ما، تمكنوا من تحديد مكان سيسيل في غضون أيام قليلة وأخبروه بذلك.
لحسن الحظ، كانت سيسيل على قيد الحياة وبخير. وكانت لا تزال تعيش في وطنهما.
بسبب المسافة الكبيرة بين المعبد وبلدهم، لم يتمكن سيون من لقاء سيسيل شخصيًا. و بدلاً من ذلك، تبادلا الرسائل، ومن خلالها اكتشف سيون أمرًا مفاجئًا، سيسيل قد تزوجت.
ليس هذا فحسب، بل تزوجت من كونتٍ وأصبحت الآن كونتيسة. ومع ذلك، وكما ورد في رسالتها، كان زواجها عقدًا متفقًا عليه. لكن بصراحة، لم يتمكن سيون من فهم هذا التفسير تمامًا.
“الزواج هو زواج، فما معنى الزواج بالعقد؟”
في الواقع، إذا نظرنا بدقة، أليس كل زواجٍ يكون نوعًا من العقد؟ فهو يتطلب وثائق ووعودًا مكتوبة.
لكن سيون لم يكلف نفسه عناء كتابة هذه الأفكار في رده على الرسالة. فما يهم هو أن سيسيل بدت سعيدةً في رسالتها.
وهذا كان كافيًا بالنسبة له.
سواء كان زواجًا عاديًا أو زواجًا بالعقد، فإن كانت سيسيل سعيدة، فما أهمية ذلك؟
في تلك اللحظة، شعر سيون براحةٍ كبيرة. ومرة أخرى، جدد عزيمته لتحقيق “هدفه”.
نزل سيون عن حصانه واقترب ببطءٍ نحو القبر.
كان هناك قبر واحد فقط، و اوح قبرٍ واحد.
“لو كنت أعلم بوجود القبر، لكنتُ جلبت معي بعض الزهور……”
تمتم سيون بهذه الكلمات بينما كان يلمس الكتابة المنحوتة على اللوح بحذر.
لم يكن اسم صاحب القبر مكتوبًا عليه. و بدلاً من ذلك، كُتبت العبارة التالية،
“هنا يرقد الملائكة السبعة.”
تحذير: نظراً لأنهم في راحة عميقة، فإن أي شخص يثير الضجيج بالقرب من هذا المكان سيعاقب فوراً عند اكتشافه.
“…..هاها.”
ضحك سيون بصوتٍ مسموع.
لقد كان هذا بلا شك أسلوب سيسيل في التفكير.
بعد أن لمس الكلمات على اللوح وكأنه يحفرها في بصمات أصابعه، وقف سيون مجددًا.
ربما لأنه قد أفرغ كل دموعه قبل عشر سنوات، فلم يبكِ هذه المرة.
وقف سيون بصمتٍ أمام القبر لبعض الوقت، ثم استدار.
“سأعود مجددًا.”
‘حينها، سأحضر الزهور معي.’
***
“آاااااه!”
“لااا!”
“و……وحش! إنه وحش……آاااه!”
اقتحم سيون قصر هيلدغار بسيفه الذي يُعد واحدًا من كنوز المعبد.
و استخدم احدى الكنوز أيضاً ليحيط القصر بحاجزٍ يمنع أي شخص من الهروب. ثم بدأ يلوّح بسيفه، مُبيدًا كل الأرواح داخل القصر دون تمييز.
“لا تتراجعوا! إنه مجرد شخصٍ واحد!”
جنودٌ، فرسان، خدم، و خادمات……لقد أزهق العديد من الأرواح.
فجأة، التقى سيون بوجوهٍ مألوفة. و قد كانوا الفرسان الذين قيدوه أمام دار الأيتام المحترقة قبل عشر سنوات.
“لا تخافوا! إذا اتحدنا، يمكننا أن نهزمه..…”
ولكن قبل أن يكمل القائد حديثه، سقط هو ومن خلفه من الفرسان دفعةً واحدة.
تخلص سيون من الفرسان بسهولة مملة، ثم تابع خطواته مجددًا.
“أيها الوقح! هذا هو حدك، ولن تتجاوزه!”
في عمق قصر هيلدغار، في قاعةٍ واسعة أشبه بقاعة العرش، وجد سيون الماركيز هيلدغار.
لكن الماركيز لم يكن وحده. كان محاطًا بعدد كبير من الجنود، كما لو كانوا يحرسونه. و بدا أن الماركيز يضع ثقته الكاملة في قواته.
ولم يكن ذلك بلا سبب؛ فقد كانت قواته تتألف من نخبة النخبة. فرسان يرتدون دروعًا حديدية، ويحملون دروعًا وسيوفًا، بلا أي ثغرات في تجهيزاتهم.
إضافةً إلى ذلك، كان هناك العشرات من السحرة القتاليين.
السحرة القتاليون معروفون بقوتهم الكبيرة، إذ يمكن للساحر القتالي الواحد مواجهة كتيبةٍ بأكملها.
لكن ندرتهم وارتفاع كلفة توظيفهم يجعل من المعتاد أن تستعين بهم العائلات النبيلة بعدد لا يتجاوز واحدًا أو اثنين كحرس شخصي.
لذا، واجه الماركيز سيون بثقةٍ مطلقة، وأصدر أمره.
“اقتلوه!”
لكن أمره لم يُنفَّذ كما كان يتوقع. و عوضًا عن ذلك، ارتد الأمر عليه وعلى قواته، و بضربةٍ واحدة فقط.
ما إن لوّح سيون بسيفه مرةً واحدة، حتى سقط جميع من كانوا في المكان، باستثناء الماركيز، صرعى على الأرض بلا حياة.
وقف الماركيز مصدوماً أمام المشهد غير المعقول، متجمداً في مكانه وكأنه أغشي عليه، قبل أن يتراجع بخطواتٍ مترددة إلى الخلف.
“…..ما الذي تريده؟”
“….…”
“قل ما ترغب فيه! سأمنحك أي شيء تريده. المال؟ السلطة التي تدعمك؟ أم النساء؟”
“….…”
“إذا كنت تريد النساء، لدي من بين أبنائي من يتميزن بجمالٍ لافت..…”
“لماذا فعلتَ ذلك؟”
سأل سيون الماركيز، الذي لم يقضِ عليه رغم أنه قضى على جميع جنوده.
في الواقع، حتى لحظة دخوله إلى قصر الماركيز، أو بالأحرى حتى وقت قصير جداً قبل ذلك، لم يكن سيون ينوي أن يسأل الماركيز عما حدث قبل عشر سنوات. فقد كان يرى بأنه لا فائدة من سماع أي إجابة من الماركيز الآن.
لكن في اللحظة التي رأى فيها وجه الماركيز عن قرب، والذي لم يتغير كثيراً عن عشر سنواتٍ مضت، خان لسانه أفكاره وتحدث رغماً عنه.
“لماذا أضرمت النار في دار الأيتام قبل عشر سنواتٍ و قتلت كل من كان فيها؟”
ما إن انتهى سيون من طرح سؤاله، حتى علا الغضب وجه الماركيز هيلدغار.
“ماذا؟”
“….…”
“ما هذا الكلام……لا، انتظر. فهمت. لقد كان ذلك عن طريق الخطأ.”
“ماذا؟”
“كان خطأً. كل ذلك كان عن طريق الخطأً. لم أفعل ذلك عن قصد، و لكنني سأعتذر على أي حال. هل هذا يرضيكَ الآن؟”
تجمد وجه سيون كالصخر، قاسياً بلا تعبير.
لم يكن لديه أدنى شك. كان سيون واثقاً تماماً.
“أنت لا تتذكر.”
“ما هذا الكلام؟! قلتُ أنه كان عن طريق الخطأً، أليس كذلك؟!”
“ولا تعرف حتى من أكون.”
“من تكون؟ أنت…..أنت شيطان..…”
صرير-!
انبعث صوتٌ مزعج ومريع.
لم يكلف سيون نفسه عناء النظر إلى عدوه الذي بات الآن صامتاً (فطس). و وقف هناك بلا حراك، ممسكاً بسيفه، محدقاً في الفراغ بصمت.
سيطر شعورْ يصعب وصفه على جسده. شعور بعدم جدوى كريهٍ للغاية.
……ربما يمكن وصفه بهذا الشكل على الأقل.
و لم يتحرك سيون لوقتٍ طويل قبل أن يستدير ويغادر مكانه.
***
“أرجوك…..أنقذني…..آآآه!”
“أخخ!”
على الرغم من موت الماركيز هيلدغار، الأن سيون لم يغادر قصره.
لم يكن هدف سيون منذ البداية هو الماركيز وحده. لو كان كذلك، لما أزعج نفسه بوضع حواجز على القصر بأكمله.
بدأ سيون بالتخلص من كل من تبقى في القصر، كما لو كان يصطاد جرذاناً محاصرةً في وعاء.
وأخيراً……
“هذا هو المكان الأخير.”
وقف أمام غرفة النوم، حيث شعر بوجود الناجية الوحيدة.
بفضل حواسه الحادة، تأكد سيون مرة أخرى من عدم وجود أي ناجين آخرين في القصر، ثم توجه نحو باب غرفة النوم. و فتح الباب.
كانت هناك امرأةٌ تجلس داخل غرفة النوم.
ليلي هيلدغار.
تعرف سيون على هويتها بمجرد أن وقعت عيناه عليها. فقد كان يحفظ ملامح جميع أفراد عائلة هيلدغار عن ظهر قلب منذ زمن بعيد، حتى يتمكن من العثور عليهم والقضاء عليهم أينما حاولوا الاختباء في هذا العالم.
“أنتِ ليلي هيلدغار، أليس كذلك؟”
لذلك، كانت هذه مجرد كلماتٍ ألقاها دون أي معنى خاص.
“لقد أتيتَ الى الشخص الخطأ.”
ردت ليلي عليه بهدوء غير متوقع، وكأن الأمر لا يعنيها.
___________________________
الماركيز مايتذكر 🤡 شايب معفن مخرف طيب وفضولي يازفت؟
المهم الحين بنشوف أول لقاء بينهم من وجهة نظر سيون✨
Dana