Even if the Villain's Daughter Regresses - 21
وقف سيون عند مدخل دار الأيتام وهو يعض شفتيه.
كان الباب مُغلقًا بألواح خشبية مُثبتة بالمسامير من الداخل والخارج، مما جعله يستحيل فتحه.
ألقى سيون بنفسه ليكسر الباب، ودخل إلى داخل دار الأيتام.
“كُح كُح…..أمي! أبي!”
كان الداخل ممتلئًا بالدخان الكثيف إلى درجة يصعب فيها فتح العينين بشكل طبيعي.
ركض سيون بجنون بين الدخان وهو يُجبر عينيه على البقاء مفتوحتين.
وبعد لحظات، تكيفت عيناه مع الدخان، ليكتشف أفراد عائلته متكدسين وممددين في غرفة المعيشة.
أسرع سيون نحوهم، محاولًا أولًا رفع والديه، لكنه لم يتمالك نفسه وانفجر بالبكاء.
“لا…..مستحيل..…”
كانت الأجساد التي احتضنها سيون دافئة، لكن كان ذلك فقط بسبب ألسنة النار. فوالداه لم يكونا يتنفسان.
“لا، لا، مستحيل..…”
ارتجف سيون بينما تأكد من وجوه باقي أفراد العائلة الممددين في نفس المكان.
كاسيون، أديل، أسيلي، مايك، راي…..
كانوا جميعًا هناك.
وكان الجميع لا يتنفسون.
“لا…..لا، مستحيل…..مستحيل..…”
أخذ سيون يكرر كلمة “لا” وكأنه فقد عقله، ثم في لحظة ما، أطلق صرخةً مؤلمة.
احتضن جثث عائلته التي لم تبرد بعد بسبب النيران، وصرخ حتى تجرح حلقه.
بكى وبكى، واستمر في البكاء حتى لم يعد صوته يخرج.
“لقد خرج!”
ثم تمكن من الخروج من دار الأيتام قبل انهيارها بلحظات.
“كونوا حذرين! ذلك الطفل، رغم مظهره، فهو ليس عاديًا..…!”
“كخخ!”
“آغ!”
خرج سيون من دار الأيتام بعينين فارغتين، واتجه مباشرةً نحو الرجال الواقفين هناك.
كانوا ستة رجال، جميعهم مسلحين بالسيوف و يرتدون دروعًا جلدية، لكنهم لم يستطيعوا الصمود أمام سيون بمفرده.
السيوف التي لوحوا بها لم تصب إلا الفراغ، والدروع الجلدية التي كانوا يرتدونها تحطمت بسهولةٍ تحت ضربات سيون بيديه وقدميه.
وعندما أسقط سيون جميع الرجال أرضًا، ظهر صوت أحدهم بكل هدوء.
“أنت بارعٌ حقًا.”
بينما كان سيون يتنفس بصعوبة من التعب، سُمع فجأة صوت تصفيق خلفه.
استدار سيون بسرعة.
‘منذ متى كان هناك؟’
كان هناك رجل في منتصف العمر، يرافقه مجموعةٌ من الفرسان، يقف مسترخيًا و يصفق بهدوء.
و عندما عبس سيون بسبب هذا التصرف الذي لا يتناسب مع الموقف، فتح الرجل فمه وتحدث مرة أخرى.
“بجسدكِ الصغير هذا، تمكنت من فعل هذا بجنودي؟ هذا مدهش.”
‘جنودي’
في اللحظة التي سمع فيها سيون هذه الكلمة، تغيرت نظراته.
‘إذاً هو…..هذا هو الوحش الذي أصدر كل هذه الأوامر.’
بمجرد أن أدرك الحقيقة، انطلق سيون نحو الرجل. و كان يعتزم تمزيقه إربًا إربًا، لكن لسوء الحظ، فشل في تحقيق هدفه.
“دعوني! أيها الأوغاد، اتركوني!”
لم يتمكن سيون من لمس الرجل حتى بأطراف أصابعه، إذ أمسك به الفرسان.
كان هؤلاء الفرسان مختلفين تمامًا عن الرجال الذين أسقطهم سيون قبل لحظات. و بفضل مهاراتهم العالية، تمكنوا بسهولة من السيطرة على سيون وإجباره على الركوع.
نظر الرجل في منتصف العمر إلى سيون الذي أُجبر على الركوع، لكنه لم يُظهر أي انكسار، وكأنه وجد الأمر ممتعًا.
“تبدو صغيرًا. كم عمرك؟”
“مت!”
“عشر سنوات؟ أم أقل؟”
“اذهب إلى الجحيم!”
بصق سيون باتجاه الرجل. لكن للأسف، الفرسان الواقفون بجانب الرجل تدخلوا بسرعة، ومد أحدهم يده ليصد ذلك البصاق.
ثم خلع الفارس قفازه وألقاه بعيدًا.
“هذا الفتى لن يُروض، يا سيدي الماركيز. من الأفضل أن نقضي عليه هنا فورًا.”
“همم..…”
تمتم الرجل في منتصف العمر بتردد وكأنه يرى أن قتله في الحال سيكون خسارة.
وفي تلك اللحظة، تقدم أحد الفرسان الذين انضموا إلى المشهد متأخرًا، وأبلغ الرجل بأمرٍ ما.
“سيدي الماركيز! لقد وجدنا آثار عربةٍ بالقرب من هنا.”
“عربة؟”
“نعم، من آثار العجلات، يبدو أنها كانت متجهة نحو دار الأيتام لكنها غيرت اتجاهها. هل نتبعها؟”
“لا…..تتبعوها.”
حول الرجل الذي كان يستمع إلى التقرير بصره نحو سيون مرة أخرى.
على عكس اللحظة السابقة التي كان يحدق فيها بغضب نحو الرجل، كان سيون قد خفض رأسه إلى الأرض و خرج صوتٌ ضعيفٌ منه.
“لا تتبعوا العربة.”
كانت كلماتهِ واضحة و تحمل نبرة توسل.
أو ربما كانت رجاءً.
هذا المظهر الضعيف الذي أظهره سيون لأول مرة منذ بدء المواجهة جعل الرجل في منتصف العمر يبتسم وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة.
“لا تريدنا أن نتبع العربة؟ إذاً، ماذا ستقدم لي مقابل ذلك؟”
“أي شيء..…”
“….…”
“أي شيء أستطيع فعله…..سأفعله، فقط..…”
“هاهاها!”
انفجر الرجل ضاحكًا قبل أن يصدر أمرًا للفارس الذي قدم التقرير.
“طارد العربة وتأكد من هوية من بداخلها. لكن لا تفعل أي شيء آخر.”
“أمرك سيدي.”
“وأما أنتم، أطلقوا سراحه.”
عند سماع أمر الماركيز، تبادل الفرسان الذين كانوا يمسكون بسيون نظراتٍ متفاجئة و متوترة.
“لكن..…”
“لا بأس. اتركوه.”
مع تكرار الأمر، لم يكن أمام الفرسان خيارٌ سوى تحرير سيون بحذر.
“قف.”
“….…”
“لقد أصبحت مطيعًا، هذا يعجبني كثيرًا!”
كما قال الرجل، بدا أن سيون قد أصبح هادئًا. فرغم أن جسده أصبح حرًا، إلا أنه لم يُظهر أي نية للهجوم على الرجل مرة أخرى، بل امتثل لأوامره بصمت.
ولكن…..
كان هناك صوت خافت لطحن أسنانه، وكأن أضراسه تكاد تتحطم من شدة الضغط، غير أن الرجل تجاهل ذلك تمامًا واستدار مبتعدًا.
“اتبعني. سأجهز قبركَ بنفسي.”
ومع مرافقته للفرسان، بدأ الرجل في السير.
بينما كان سيون يعض على أسنانه بغضب، أجبر نفسه على تحريك قدميه بصعوبةٍ ليتبعه.
***
وُضع سيون في عربةٍ مثل قطعةٍ من البضائع، و سارت العربة لأيام حتى وصلت إلى قصرٍ معين.
عندما نزل سيون من العربة، أُخذ مباشرة إلى زنزانة تحت الأرض لا تصلها أشعة الشمس.
في تلك اللحظة فقط، علم سيون أن الرجل الذي جلبه هو الماركيز هيلدغار، وأن هذا المكان هو قصر هيلدغار.
كانت معلوماتٍ عديمة الجدوى تمامًا. فحتى لو عرف ذلك، لم يكن هناك أي شيء يمكنه فعله في الوقت الحالي.
استلقى سيون على أرض الزنزانة الباردة والرطبة، وبكى طوال اليوم.
‘إنه بسببي.’
ظل يتذكر ويستعيد ذلك اليوم الذي احترق فيه دار الأيتام، و قُتلت فيه عائلته.
“لو لم أذهب إلى السوق ذلك اليوم…..أو حتى لو عدت مبكرًا..…”
لم يكن كثير من الناس يعرفون ذلك، لكن سيون كان يمتلك قدراتٍ غير عادية.
منذ ولادته، كان بإمكانه رؤية الأشياء البعيدة مثل الحيوانات، وسماع أصواتٍ خافتة، والشعور بحركات ضعيفة. وفوق ذلك، كان يمتلك قوةً تمكنه من إسقاط ستة رجال بالغين بيديه العاريتين.
لذلك، لو كان سيون مع عائلته منذ البداية في ذلك اليوم الذي ماتوا فيه، فربما…..
قبل أن يقوم الوحش بسد مدخل دار الأيتام وإشعال النار، مما عرض عائلته للخطر، كان بإمكان سيون أن ينقذ عائلته بأكملها ويهرب بهم.
كان سيون واثقًا تمامًا من ذلك. كان متأكدًا أنه كان سيحدث ذلك. ولهذا السبب…..
“إنه بسببي…..ماتوا جميعًا بسببي. أنا من قتلهم…..أنا..…”
كانت كمية المياه المقدمة في الزنزانة تحت الأرض قليلة جدًا. و عانى سيون من عطش شديد، و كانت شفتيه قد جفتا منذ فترة طويلة حتى أصبحتا قاسيتين مثل قشرة شجرة، نتيجةً للجفاف الذي تعرض له منذ ركوبه العربة.
و مع ذلك، و على الرغم من تلك الظروف، لم يتوقف بكاؤه.
لم يُعرف من أين كانت تنبع كل هذا الدموع، لكنه استمر في البكاء بلا توقف.
في الزنزانة، كان يُقدم مرةً واحدة يوميًا كمية ضئيلة من الماء وقطعة خبز يابسة كوجبة. و أجبر سيون نفسه على تناولها والاستمرار في الحياة.
هل كان يريد البقاء على قيد الحياة إلى درجة أنه يقبل ما يقدمه عدوه؟
لا، لم يكن الأمر كذلك. بل على العكس، لم يكن لديه رغبةٌ كبيرة في البقاء. ففي كل مرة يتذكر عائلته الراحلة، كان يشعر برغبةٍ قوية في اللحاق بهم.
ولكن على الرغم من هذه الرغبة العميقة، كان يتمسك بالحياة في هذا المكان القاسي.
والسبب وراء تمسكه بهذه الحياة…
“…..تذكر هذا، حياتكَ لم تعد ملكًا لك. إذا فكرت في الانتحار، فسأرمي الشخص الذي كان في العربة طعامًا للكلاب البرية و هو حي.”
استعاد سيون بوضوح تحذير الماركيز، وكأنه ما زال عالقًا في أذنه، فأمسك بقطعة الخبز المتبقية أمامه. ثم بدأ يعض قطعة الخبز الصلبة التي بالكاد يمكن قضمها.
بسبب الأضرار التي لحقت بأضراسه، كان مضغ الخبز الصلب أصعب بكثير، لكنه استمر يحاول بكل طريقة.
وعندما لم يكن بإمكانه مضغها، كان يبتلع القطع كاملة كما هي.
‘لو علقت قطعة الخبز في حلقي و مُت، هل سيُعتبر ذلك انتحارًا؟’
مع هذا التفكير، أنهى تناول الخبز بصعوبة وأغلق عينيه. فقد كان النعاس يغلبه.
اعتاد سيون على عد الأيام من خلال عدد الوجبات التي تُقدم له في الزنزانة. و هكذا، عندما مر أسبوع على سجنه في الزنزانة تحت الأرض…..
“اخرج. هذا أمرٌ من الماركيز.”
فتح أحد الخدم باب الزنزانة الحديدي ونادى على سيون.
___________________
ياعمري هو بالله هذي افكار ورع عمره عشر؟💔
عيوني نشفت من الدموع بروح اقطر فيها
المهم جعل الماركيز يزلق من الدرج وتحيه كسور ترقده كم اسبوع على بال مايجيه البطل ينتقم
Dana