Even if the Villain's Daughter Regresses - 17
كان صوتًا خافتًا للغاية. لو لم تلحظ ليلي تحرك شفتي الطفل، لظنت أنها تخيلت الأمر.
توقفت ليلي للحظة عن الحركة، وحدقت في الطفل. لكن حتى بعد مرور الوقت، لم يفتح الطفل عينيه المغلقتين.
“حديثٌ أثناء النوم……؟”
رمشت ليلي بعينيها، محاولةً لاسترجاع ما سمعته قبل قليل.
“من تكون سيسيل يا صغير؟”
بالاستماع بشكلٍ عابر، بدا الاسم وكأنه لفتاة.
بينما كانت ليلي تحاول بلا مبالاة تخمين العلاقة بين الطفل وصاحبة الاسم الذي ذكره، تحركت شفتا الطفل الجافتان مرة أخرى.
هذه المرة، استمر في التمتمة الخافتة لفترةٍ أطول.
“……أبي.…”
“…….”
“أخي….أختي..…”
تسللت دموعٌ من رموشه الذهبية، و انهمرت على جانب رأسه.
“….أمي…..لا تموتي….أنا….المخطئ..…”
دروم-!
تراجعت ليلي دون أن تنتبه لما حولها، وتجمدت في مكانها كالجليد. و لم تلاحظ الكرسي القريب منها، فاصطدمت به دون قصد، ليسقط على الأرض مُحدثًا صوتًا عاليًا.
كانت ليلي تراقب الطفل بقلبٍ ينبض بعنف.
“…….”
لكن الطفل لم يظهر أي نيةٍ لفتح عينيه.
بقيت ليلي في مكانها لفترة، ثم استدارت على عجل وخرجت بسرعة من غرفة النوم. صعدت الدرج الطويل دون أن تشعر بالإرهاق، عائدةً إلى غرفتها. وما إن دخلت سريرها حتى استلقت وأخذت تلهث بأنفاسٍ متقطعة.
كانت مشوشة.
‘هل كان يمتلكُ عائلة؟’
لكن الطفل كان في دار الأيتام بالتأكيد……
“آه.”
وضعت ليلي يدها على فمها وهي مستلقيةٌ على السرير.
‘كيف لم يخطر هذا على بالي من قبل؟’
ليس بالضرورة أن يكون الدم مشتركًا ليكونوا عائلة. و إذا كان دار الأيتام هو منزل الطفل……
فمن الطبيعي أن يكون من كانوا فيه عائلته. حتى لو لم يكونوا أقرباء بالدم، فقد كانوا أسرةً واحدة.
أسرةٌ انهارت مع دار الأيتام الذي احترق وانهدم. وربما، أمام أعين الطفل، انتهت حياتهم بشكلٍ مؤلم……
أغمضت ليلي عينيها، ولكن لم تستطع أن تمحو من ذهنها الدموع التي انحدرت على جانب رأس الطفل.
كانت تعرف الألم الذي مر به الطفل، والألم الذي لا يزال يعذبه حتى الآن. كيف لها ألا تعرف؟
فقد كان هذا الألم يومًا ما ألمها هي.
‘لا تفكري. لا تتذكري. هذا الأمر لا علاقة له بي.’
ولكن، مهما كانت ليلي تفهم ألم الطفل جيدًا، لن يتغير شيء. فذلك الألم لم يكن من صنعها.
لم تكن هي السبب في معاناة الطفل.
هناك من ارتكب الخطأ، وهو شخصٌ آخر تمامًا. لذا، فإن كل هذه المشاعر التي تعتريها الآن، ليست شيئًا يجب أن تشعر به.
حاولت ليلي إجبار نفسها على النوم هربًا من المشاعر التي لم تكن تخصها.
وفي مكان مجهول، لا تدري أين هو. كانت ليلي تقف هناك، لكنها كانت بالغةً هذه المرة. و نظرت أمامها، ثم توقفت فجأة.
كان عدوها، الذي قتلها مرارًا وتكرارًا، يسير نحوها. فتراجعت ليلي غريزيًا للخلف محاولةً الهروب منه، لكنها تعثرت وسقطت جالسة.
رفعت رأسها ونظرت إلى الرجل بخوف، عاجزةً عن فعل أي شيء. لكن في تلك اللحظة، أحاطت النيران بالرجل فجأة. وبين ألسنة اللهب، بدأ الرجل يصغر تدريجيًا.
يصغر……و يصغر……
حتى اختفى تمامًا، وحل محله طفلٌ في العاشرة من عمره تقريبًا.
كان الطفل يقف وسط اللهب، يبكي بحرقة. و وجهه، و شعره، و ملابسه كلها ملطخةٌ بالسواد.
كان ينادي على عائلته، باكيًا بحزن شديد……
كان الضوء ساطعًا. فعبست ليلى قليلًا وهي ترفع جفونها الثقيلة بصعوبة. و كانت أشعة الشمس المشرقة تتدفق من النافذة التي نسيت أن تغلق ستائرها قبل النوم.
رفعت يدها لتحجب الضوء المنسكب عليها، ثم مسحت خدها بتلك اليد فجأة.
كان خدها رطباً.
“هاه……”
أطلقت ليلي ضحكةً خفيفة وسرعان ما تمتمت بدهشة.
“حقًا، يبدو أن القدر أراد مني أن أكون كاهنةً منذ البداية……”
***
الشفقة والخوف شيئان مختلفان تمامًا.
عندما سمعت ليلي خبر استعادة الطفل لوعيه بعد يومين، أسرعت إلى غرفة النوم في الطابق الأول حيث كان الطفل.
وقفت أمام الباب للحظة، وهي تستغرق في التفكير.
نعم، لقد شعرت بالشفقة على الطفل لدرجة أنها رأت حلمًا عن طفلٍ يبكي وسط النيران.
ولكن……
‘الشعور بالشفقة شيء، والخوف شيء آخر.’
نظرت ليلي إلى مقبض الباب وهي تبلع ريقها بصعوبة.
هل هذا أمرٌ طبيعي؟
فالشعور بأن حالة الطفل تدعو للشفقة من وجهة نظر موضوعية شيء، ومعرفة أن هذا الطفل نفسه سيكبر في المستقبل ويقتلها شيء آخر تمامًا.
‘هااه. لا بأس. لقد واجهتهُ وجهًا لوجه من قبل، لذا……’
يمكنني أن أفعل هذا أيضًا.
بتلك الفكرة، أخذت ليلي نفسًا عميقًا قبل أن تفتح باب غرفة النوم فجأةً و تدخل. وفي نفس اللحظة، تذكرت أنها نسيت أن تطرق الباب، لكن الأوان كان قد فات.
“مرحبًا……؟”
عوضت ليلي عدم طرقها بتحيةٍ مترددة. لكن الطفل، الذي كان جالسًا على السرير، لم يلتفت إليها. وكأن دخولها الى الغرفة لم يلفت انتباهه على الإطلاق.
‘لا يمكن أن يكون أصمًا……’
كان الطفل قد خضع لفحصٍ شامل فور استيقاظه على يد الطبيب إلفين. و استمعت ليلي إلى نتائج الفحص كاملةً قبل أن تأتي إلى الغرفة.
قال الطبيب أن الطفل في حالةٍ جيدة تمامًا، دون أي آثار جانبية مقلقة.
بدهشة وحذر، اقتربت ليلي من السرير وجلست على الكرسي المجاور له، وبدأت بالكلام……
“كيف حال جروحكَ؟”
“….…”
“هل تؤلمكَ كثيرًا؟ أم أنها مزعجةٌ فقط؟”
“….…”
“هل تناولت َفطورك؟ لا بد أنكَ لم تأكل بعد، أليس كذلك؟ إذا كان الذهاب إلى قاعة الطعام صعبًا، يمكنني أن أطلب إحضار الطعام إلى هنا.”
“….…”
“يمكنكَ طلب ذلك بنفسك. ترى ذلك الحبل المعلق بجانب السرير؟ إذا شددته، ستأتي إحدى الخادمات. فقط أخبرها باسمي……”
واصلت ليلي الحديث بمفردها قبل أن تتوقف فجأة بعد أن أدركت حقيقةً ما. لم يكن الطفل يجهل وجودها في الغرفة.
‘إنه يتجاهلني فقط.’
وكان لا يزال يتجاهلها حتى الآن.
‘ماذا أفعل الآن؟’
في الحقيقة، كانت ليلي قد تهيأت نفسيًا لاحتمال أن يحدق الطفل بها ويأمرها بالرحيل. لهذا السبب كانت ترتجف وتأخذ نفسًا عميقًا قبل دخول غرفة النوم.
ورغم أن الأمر الذي كانت تخشاه لم يحدث، إلا أنه الآن……
‘لا يمكنني السماح له بتجاهلي هكذا باستمرار.’
قررت ليلي أنها بحاجةٍ للتقرب من الطفل. وإذا نجحت في ذلك، فإنها لن تتحدث بمفردها فقط، بل ستُجري حوارًا حقيقيًا معه.
بعد أن فكرت بتمعن، طرحت سؤالًا.
“بالمناسبة، لماذا أنقذتني في الغابة؟”
حينها، نظر الطفل إلى ليلي لأول مرة منذ أن دخلت.
في اللحظة التي التقت فيها نظراتهما، شعرت ليلي بقليلٍ من التوتر، لكنها لم ترَ في عينيه السوداوين أي كراهيةٍ أو عداء مألوف.
“لم أفعل ذلك.”
استغرقت ليلي لحظةً لاستيعاب رده.
“ماذا؟”
“قلت أنني لم أنقذكِ، لم أفعل ذلك.”
“لكنني لم أصَب بالسهم بفضلكَ. أنت من دفعني جانبًا.”
ذكّرت ليلي الطفل بالحادثة التي وقعت في الغابة، عندما دفعها ليسقطا معًا، وبعدها مباشرة مر السهم فوقهما.
“كانت مصادفة.”
“أنكَ دفعتني؟ أم أن السهم جاء بعدها؟”
“كلاهما.”
لم تشعر ليلي بخيبة أمل على الإطلاق من إجابة الطفل القاطعة. فمن البداية، توقعت أن يقول شيئًا كهذا عندما طرحت السؤال.
كان هدفها فقط أن تحصل على أي “إجابة” منه، وقد نجحت!
‘كنت أعرف أنه سينفي الأمر فورًا إذا قلت أنه أنقذني. وكان توقعي صحيحًا.’
نظرت ليلي إلى وجه الطفل بطرف عينها.
‘حسنًا، لم يكن من المنطقي أن ينقذني. فليس لديه سبب لذلك، كما أنه بالتأكيد لم يكن يعلم أن سهمًا كان سيأتي نحوي……’
لكن، و على الرغم من هدوء أفكارها، أظهرت ليلي العكس تمامًا، فقد تدلت كتفاها كما لو كانت محبطة.
“أوه، هكذا إذاً……”
”.……”
“لكن على أي حال، شكرًا جزيلًا لك! سواء كانت مصادفة أو لا، فالحقيقة هي أنكَ ساعدتني في تفادي السهم.”
عقد الطفل حاجبيه. و يبدو أنه لم يكن راضيًا عن كلماتها إطلاقًا.
سارعت ليلي إلى متابعة كلامها.
“أنت منقذي.”
”….…”
“ومن الآن فصاعدًا، ستُعامَل بما يليق بذلك.”
_________________________
وعشانه منقذس طقوا سوا ياخي ليه التعب البيت ذاه كله مصايب
بكيت مع البطل وهو يصيح وينادي الله ياخذ الماركيز 😔
الي ما بكى يعيد يقرا الفصل كوده يبكي
Dana