Even if the Villain's Daughter Regresses - 13
لقد غسلت ليلي شعرها في الحمام، لكنها لم تغسل وجهها. فقد كان وجهها نظيفًا بالفعل.
وكأن أحدًا قام بتنظيفه لها……
وسرعان ما عرفت هوية هذا “الأحد” بعد بضع ساعات.
كانت ماري.
“هذا شايٌ جيد لاستعادة الطاقة، يا آنستي. لا تتركيه واشربيه كله.”
ظهرت ماري مجددًا في غرفة النوم بعد الظهر، وبدأت تحكي لليلي عن أشياء مختلفة.
مثل مدى دهشتها عندما رأت حالة ليلي في الصباح. وأنها قد نظفت وجهها على عجل، لكنها لم تجد وقتًا لتبديل ملابسها، وما إلى ذلك.
‘لقد كنتُ محظوظة.’
هذا ما فكرت به ليلي حقًا.
بفضل أن ماري لم تتمكن من تبديل ملابسها، تمكنت من الحفاظ على مظهرها كالشبح، وبهذا لفتت انتباه الماركيز وحصلت على وعد بتقديم أمنية.
بالطبع، لأن هذا الوعد قد أُعطي بشكلٍ اندفاعي، فلن يتحقق طلبٌ كبير.
‘لكن حتى هذا شيءٌ جيد!’
ليلي، ولأول مرة منذ فترة، شعرت بالراحة بينما كانت ترتشف رشفةً من الشاي الذي أحضرته ماري.
“كح كح!”
سرعان ما شعرت بعدم الراحة. و لسعها لسانها.
“ماري، هذا……أي نوع من الشاي هو؟”
“إنه شاي مفيدٌ لاستعادة النشاط. لقد أخبرتكِ بذلك.”
“لا……أعني ما هي مكوناته؟”
“كيف لي أن أعرف؟ الشيف هو من أعده.”
“هل ينبغي عليّ أن أطرده؟”
“ما هذا الكلام يا آنستي؟ على أي حال، لقد قال أنه مفيدٌ حقًا، لذا عليك أن تشربيه كله.”
بالطبع، مسألة الطرد كانت مجرد مزحة. لكن طعم الشاي كان فظيعًا. و هذا ليس مزاحًا.
كيف يمكن أن يوجد في العالم طعمٌ كهذا؟
بينما كانت ليلي تمسك بفنجان الشاي و تظهر على وجهها ملامح بائسة، بدأت ماري بالحديث وكأنها تلقي عليها محاضرة.
“لماذا لم تتناولي عشاءكِ البارحة؟ عندما تتخطين وجباتك بهذه الطريقة، تحدث أمور كهذه.”
“أمس……”
لم تتخطى ليلي وجبة العشاء عن عمد، بل إنها فقدت وعيها بسبب نزيف الأنف ولم تتمكن من تناول العشاء.
“ماذا؟”
“لا، لا شيء.”
تراجعت ليلي عن تصحيح سوء الفهم بشأن ترتيب الأحداث. فقد كان الأمر ماضيًا على أي حال.
ولكنها شعرت بالاستغراب. فنظرت إلى الشاي “المفيد لاستعادة النشاط” وهي غارقة في التفكير.
‘هل أنا حقًا في حالة ضعفٍ شديد؟’
هل وصل بها الحال إلى حد الإغماء هكذا فجأة؟
‘لا أظن أن لدي مرضًا……’
كانت ليلي، التي وضعت هدفًا لنفسها بالعيش حتى عمر التسعين، تهتم كثيرًا بصحتها. خصوصًا في حياتها الأولى قبل العودة بالزمن، فقد كانت تزور طبيبًا مقيمًا في القصر كل عام لإجراء فحص طبي شامل، دون أن تفوّت عامًا.
وعندما تجاوزت عدد الفحوص عشرة مرات، تذمر الطبيب قائلاً أنها بصحةٍ جيدة ولا حاجة للاستمرار في القدوم. لكنها تجاهلت كلامه.
جدير بالذكر أنها أجرت فحصًا طبيًا في العام الذي جاء فيه ذلك الرجل للانتقام منها، وكانت النتائج سليمةً تمامًا.
‘العودة بالزمن لا يمكن أن تسبب أمراضًا جديدة.’
في الواقع، حتى عندما عاشت مختبئةً في مملكةٍ أخرى أو عندما أصبحت كونتيسة، لم يظهر عليها أي مرض.
‘يبدو أن الإرهاق العقلي انعكس على جسدي.’
توصلت ليلي إلى هذا الاستنتاج ببساطة.
كانت فكرة بسيطة لكنها منطقية. فالصحة النفسية والجسدية مترابطتان بشكلٍ وثيق.
أليس هناك ما يُسمى بـ”المرض العاطفي” أيضًا؟
‘هل يجب أن أهتم بعلاج التوتر أيضًا……؟’
العيش بصحةٍ حتى سن التسعين يبدو أمرًا صعبًا للغاية.
تنهدت ليلي قليلاً في داخلها وهي ترتشف القليل من الشاي الموجود في الكأس.
كانت ماري تراقبها عن كثب، ثم فتحت فمها قليلاً.
“سأحضر لكِ الشاي في هذا الوقت يوميًا لبعض الوقت.”
“ماذا؟ أي شاي؟ لا تقولي أنكِ تقصدين هذا؟”
“يقال أن هذا الشاي هو الأكثر فعالية.”
“….…”
“أو يمكنني إحضاره لك مباشرةً بعد استيقاظكِ أو قبل النوم؟”
“لا……أحضريه في أي وقتٍ يناسبكِ.”
أدركت ليلي فجأة دفء الكأس الذي كانت تمسكه بكلتا يديها.
رغم أن طعم الشاي كان فظيعًا……إلا أنه بفضل السرعة التي نُقل بها من المطبخ إلى هنا، لم يبرد بعد وكان لا يزال دافئًا.
“ماري.”
“نعم؟”
“سأتناول مشروبين آخرين بدلًا من هذا، لذا استبدلي الشاي.”
“لا يمكن.”
“…..حسنًا.”
ابتلعت ليلي عزيمتها التي لم تستطع البوح بها.
كما توقعتُ، يجب أن أتجاهلها في العام القادم عندما تسرق ماري المجوهرات من غرفة النوم وتهرب.
***
مرّ أسبوع.
و خلال هذا الأسبوع، وعلى عكس ما قبل العودة بالزمن، لم تقم ليلي بزيارة السجن تحت الأرض حيث كان الطفل محتجزًا ولو لمرةٍ واحدة.
كان هناك سببان لعدم ذهابها، الأول، لأنها لم تكن بحاجةٍ إلى الذهاب.
‘هذه المرة لم يُجلد ولم يُصب بجروحٍ تجعله على وشك الموت.’
والثاني، كان ببساطة لأنها كانت خائفة.
‘سأقابله في أي مكانٍ آخر، لكن ليس في السجن……لا أريد لقائه هناك.’
السجن تحت الأرض، المخيف والكئيب. و الطفل الذي يكرهها بشدة.
لم ترغب ليلي في مواجهة هذين الأمرين معًا.
“سأحسم الأمر مرةً واحدة في الغابة!”
وهكذا جاء اليوم المصيري للمرة الثانية.
هددت ليلي فيلهيلم مرة أخرى لتحصل على السوار، ثم توجهت إلى مستودع العربات وركبت عربة الشحن.
كما فعلت في المرة السابقة، جلست في أقصى الداخل، وسرعان ما دفع أحد الخدم الطفل بعنف إلى داخل العربة.
“اصعد بسرعة!”
‘إنه يفعلها مرة أخرى.’
تنهدت ليلي و وجهت نظرتها بشكلٍ عفوي نحو باب العربة،
لكنها فوجئت للحظة.
“هاه؟”
تقابلت عيناها مع عيني الطفل.
في البداية، ظنت أنها تتخيل، لكن لم يكن الأمر كذلك.
كان الطفل ينظر إليها مباشرة، و بوضوح.
‘ما هذا؟ ماذا أفعل؟ هل يجب أن أختبئ الآن؟’
ولكن إلى أين؟ و هل سيكون للاختباء أي جدوى؟
في لحظةٍ غير متوقعة تمامًا، تجمدت ليلي في مكانها. وفي تلك الأثناء، لاحظ الخادم نظرات الطفل و صفعه على مؤخرة رأسه بيده.
“كيف تجرؤ على النظر إلى من هو أعلى منك؟”
وفي اللحظة التي اهتز فيها رأس الطفل، فتحت ليلي عينيها بغضب ووقفت فجأة. ثم خرجت الكلمات من فمها دون وعي.
“ما الذي تفعله؟!”
“آنسة؟”
“أنت……”
لم تستطع إكمال كلماتها مباشرةً من شدة صدمتها.
هل يعرف من هو الذي قام بضربه الآن؟
ولأي سبب؟!
‘إنه يُضرب بسببي ثانيةً!’
تذكرت ليلي حادثة الجلد التي وقعت قبل عودتها بالزمن. ورغم أن الوضع الآن لا يقارن، إلا أن مثل هذه المواقف كانت كريهةً للغاية بالنسبة لها.
نظرت إلى الخادم بنظرةٍ مملوءة بالاستياء.
“اعتذر.”
“ماذا؟”
“اعتذر للطفل الذي ضربته الآن.”
“لكن يا آنسة، هذا الصبي……”
“هل ستعتذر إذا ذهبت الآن وأخبرت والدي أنك تتجاهل أوامري؟”
تردد الخادم للحظة.
ما يهم ليس لمن يجب أن يعتذر، بل من الذي يأمره بالاعتذار.
كان كلامها و كأنه ينبهه إلى هذا المعنى.
ظل الخادم صامتًا للحظة، ثم فتح فمه على مضض، متوجهًا نحو الطفل بخجل.
“أمم……آسف. لقد كان خطأً. في الحقيقة، لم أكن أقصد ضرب رأسك، بل كنت أحاول……التربيت عليكَ هكذا.”
ومد يده نحو رأس الطفل، لكنها لم تصل إلى وجهتها. لأن الطفل ضرب يد الخادم قبل أن تلمسه.
“اضربني بدلًا من ذلك.”
“هاها!”
في تلك اللحظة، التفتت كل الأنظار إلى إحدى الخادمات الجالسات في العربة، التي انفجرت ضاحكةً للحظة. وحين شعرت بنظرات الجميع، سعلت بشكلٍ مصطنع لتتدارك الموقف، ثم تمتمت لنفسها.
“أمم……يبدو أن الطقس قد أصبح سيئًا هذه الأيام، لماذا أستمرُ في السعال؟”
سعلت بصوت عالٍ و كأنها تريد للجميع أن يسمع، لكن كل من كان في المكان أدرك أن الصوت الذي صدر قبل قليل لم يكن سعالًا حقيقياً على الإطلاق.
“……!”
أغلق الخادم باب العربة الخلفي بعنف و وجهه محمر من الإحراج. ثم بدأت الخادمات يتهامسن فيما بينهن.
ليلي، التي كانت تراقب الموقف، جلست في مكانها مجددًا، عندها بدأت العربة في التحرك.
“…….”
شعرت بالفضول لمعرفة ما يفعله الطفل الآن، فنظرت نحوه خلسة.
كان الطفل قد أغمض عينيه بالفعل. و جسده، الذي كان متكئًا على جدار العربة، كان يهتز قليلاً مع اهتزاز العربة أثناء تحركها.
بدأت ليلي تحرك يديها الموضوعة على ركبتيها بتوتر.
‘هل كان……ينظر إليّ بغضب؟’
بصراحة، لم تكن متأكدة.
كانت اللحظة غير متوقعةٍ تمامًا، لدرجة أنها شعرت بارتباكٍ كبير ولم تستطع ملاحظة تعبير الطفل أو نظراته بدقة.
‘ربما كان ينظر إليّ بغضب، وربما لا……’
طوال الطريق أثناء سير العربة، حاولت ليلي استعادة شكل نظرة الطفل في ذهنها. و انشغالها بذلك جعلها تنسى شعور دوار العربة
***
“انزل الآن! لا تتأخر!”
عندما توقفت العربة في الساحة المفتوحة، أمر الخادم الطفل بالنزول من العربة بغضبٍ واضح.
______________________
الخادمه الي ضحكت هي الوحيده الفاهمه😂
اثاري ماري بعد سروقه وش ذا القصر الي مافيه احد صاحي 😭
Dana