Even if the Villain's Daughter Regresses - 127
هذه المرة، هبّت الرياح الباردة بقوة شديدة.
وجّه سيون نظره إلى يد سيسيل التي كانت تشد شالها بإحكام، ثم فتح فمه،
“في المكان الذي كنتِ فيه.”
“…..منذ متى؟”
“منذ وقت طويل.”
عضّت سيسيل شفتيها وأطلقت تنهيدة.
‘لستُ الوحيدة التي احتفظت بشخص ‘جيد’ بجانبي.
و إذا تركت الأمور، فالوقت سيحلّها بشكل طبيعي…..’
فكّرت سيسيل في قول ذلك بهدوء، لكنها لم تستطع كبح نفسها في النهاية،
“أنت تقول أنكَ ما زلت في الجحيم؟ هل أنت جاد؟ إذاً، ماذا عن ليلي؟ ليلي بجانبك الآن.”
“أنا لم أخرج.”
“ماذا؟”
أجاب سيون بصراحة.
كان بإمكانه الكذب لطمأنة سيسيل في الحال، لكنه لم يفعل.
سيسيل عائلته. والصدق أمام العائلة كان الاحترام الذي اختاره سيون.
“ليلي هي من دخلت معي.”
بصراحة تامة، لقد قفزت ليلي بنفسها إلى جانبه، إلى أعماق ذلك المكان المغروس في قاع الهدوء.
كان هناك وقت حاول فيه منعها. حين كان يرفض مشاعرها تمامًا ويقنع نفسه بأنها مجرد وهم، محاولًا إبقاءها بعيدة عنه.
وفي الحقيقة، كان نصف ذلك الشعور صادقًا. فحتى الآن، ما زال سيون لا يفهم ليلي تمامًا.
كيف يمكن لها أن تحبني؟
‘كيف يمكن لكِ أنتِ بالذات…..أن تحبيني؟’
ربما كان من الممكن اعتبار ذلك معجزة. لكن المشكلة أن سيون لم يتمنَّ هذه المعجزة أبدًا.
لقد أحب ليلي قبل أن تحبه هي. كان متأكدًا من ذلك.
لكن رغم هذا، لم يطمع بها يومًا.
تلك الكلمات التي قالها ذات مرة، “أنا لا أستحقها”، لم تكن مجرد مجاملة، بل كانت تعني الكثير.
الأمر الأساسي كان شعوره بأنه لا يستطيع أن يرغب في ليلي الآن، بعد كل الأخطاء الفادحة التي ارتكبها بحقها.
لكن كان هناك معنى آخر أيضًا.
فما زال سيون محاصرًا في الجحيم الذي سقط فيه وهو في العاشرة من عمره.
ومن بين الحقائق التي يستطيع سيون تأكيدها بثقة، أن وجوده في الحياة مرتبط بوجود ليلي.
إذا اختفت يومًا أو لم تعد بحاجة إليه، فلن يتردد لحظة في التخلي عن حياته.
منذ أن كان في العاشرة، ظلت روح سيون دائمًا أكثر فراغًا من الآخرين. فالناس عادةً ما يكونون ممتلئين بأماني كثيرة، لكن سيون كان مختلفًا بعد سن العاشرة.
ما ملأه حينها كان مجرد الواجب. وذلك الواجب وُلد عندما اكتشف أنه مرسول المعبد.
ثم الواجب في إسقاط هيلديغار. و الواجب في إنقاذ العالم.
و لاحقًا، أُضيف شيء آخر إلى هذا الفراغ، مشاعره تجاه ليلي، وما تبعها من واجب التكفير عن أخطائه وحمايتها.
لكن حتى مع ذلك، ظل ما يملأ روح سيون قليلًا جدًا.
الناس العاديون – أو بعبارة أخرى، أولئك الذين لا يعيشون في الجحيم ولديهم القدرة على إسعاد الآخرين – روحهم ممتلئة بأشياء أعقد بكثير.
كان يعرف أن ليلب لا يجب أن تكون بالقرب منه. ر حاول منعها من القدوم إليه..…
لكن…..هل أراد حقًا منعها؟
هل هو فعلًا لم يتمنَّ تلك المعجزة ولو مرة واحدة؟
“هل تعتقد أن البشر لا يرغبون إلا بما يُسمح لهم بامتلاكه؟”
“قلبكَ ينبض الآن. أنت إنسان. والإنسان يرغب أحيانًا في ما لا ينبغي له امتلاكه.”
حتى من كان عالقًا في الجحيم، حتى من كان شخصًا غير مكتمل، طالما كان إنسانًا…..فهو أيضًا…..
“……هاه.”
“ماذا؟ لماذا؟”
تفاعلت سيسيل فورًا مع التنهد القصير الذي أطلقه سيون.
أغلق سيون فمه للحظة، ثم تكلّم.
“أدركت للتو أنني لا أحب الأشخاص الذين تختلف أفكارهم عما يقولونه…..واكتشفت أنني كنت واحدًا منهم.”
“ماذا؟”
“بفضلكِ، أدركت للتو أنني لم أدفع ليلي بعيدًا حقًا أبدًا.”
كنت أفكر في أنني يجب أن أبعدها، وقلت لها إنني لا أستحقها، لكنني في الواقع لم أتصرف على هذا الأساس.
تظاهرت بأنني أبعدها وأهرب، لكنني كنت أتراجع دائمًا بمقدار يسمح لها باللحاق بي.
كان الأمر صادمًا. والأكثر غرابة أنني أدركت ذلك الآن فقط.
“أنا حقير.”
“…..لا أعرف ما القصة التي تخفيها، ولن أسأل. ولن أتدخل في شتمكَ لذاتك، هذا شأنك.”
قالت سيسيل كلماتها بلهجةٍ متعاطفة، ثم تابعت بنبرةٍ حازمة.
“لكن على الأقل، عاملها بشكل جيد. ليلي تحبكَ رغم أنك تحطّ من شأن نفسك بهذا الشكل.”
“سأفعل.”
أجاب سيون فورًا. فابتسمت سيسيل ضاحكةً بعد سماع رده.
“ربما يصبح العيش معًا محتملًا…..حتى في الجحيم.”
لم يتلقَ كلام سيسيل أي رد.
و ساد الصمت في الحديقة لفترة من الوقت، ولم يحاول أي من سيسيل أو سيون كسره.
وبعد مضي وقت طويل، كانت سيسيل هي من قطعت الصمت أولًا.
“هل ندخل؟”
***
كان أشيلِيس من عشيرة القمر أو ما تُسمى بقبيلة دال. حتى وقتٍ مضى.
لقد غادرت أسيلِيس عشيرتها بنفسه.
صحيحٌ أنها ارتكبت خطأً جسيمًا استحق عليه الطرد الأبدي، لكن حتى لو سامحتها العشيرة وقررت استقبالها من جديد، لما عادت إليهم.
لم تندم أسيلِيس يومًا على مغادرة العشيرة. لأنها أدركت قبل رحيلها أنها لم تكن يومًا منسجمةً معهم.
“اسمكِ أشيل؟”
لقد كان ذلك منذ زمن بعيد. قبل أن تبلغ أسيلِيس سن الرشد، وقبل أن تحصل حتى على اسم عشيرة القمر.
كانت تذهب أحيانًا للتنزه في قرية أخرى، بعيدًا عن موطن عشيرتها. و في تلك القرية، كان يعيش أناسٌ عاديون.
أناسٌ أعمارهم أقصر بكثير من أفراد عشيرة القمر، و يشيخون مع مرور الزمن، ولا يمتلكون أي قدرات خاصة.
كانت أشيلِيس تذهب إلى تلك القرية كلما راق لها ذلك، فقط لتشاهدهم.
نعم، لتشاهدهم فحسب.
ربما، بالنسبة لأشيلِيس في ذلك الوقت، لم تكن تلك القرية قريةً حقيقية، بل مجرد حظيرة.
حظيرة تضم كائنات تشبهها في الشكل فقط.
“اسمكِ جميل. أنتِ لستِ من هذه القرية، أليس كذلك؟ متى ستأتين مجددًا؟”
كوَّنت أشيلِيس هناك صديقًا.
ورغم أن وصفه بـ”الصديق” كان موضع شك لاحقًا، إلا أنه لم يسعَها تصحيح ذلك.
كان ذلك الطفل بالفعل صديقًا لها.
فليس هناك قاعدة تقول إن الصداقة تُمنح فقط لمن هم متساوون.
كانت أشيلِيس تخب صديقها. وربما…..بشكل كبير جدًا.
“أشيل! لدي خبر سعيد!”
“ماذا؟”
“أنا لم أعد مريضًا الآن!”
كان صديقها يعاني من مرض. لم يكن طريح الفراش كل يوم، بل كان يمر بأيام يكون فيها مريضًا وأيام أخرى يكون فيها معافًى.
التقت أشيليس بصديقه لأول مرة في أحد الأيام التي لم يكن فيها مريضًا.
“أنتَ لست بخير الآن فقط، بل ستظل بخير دائمًا؟ مدى الحياة؟”
“لا أعرف بشأن مدى الحياة…..لكن، حسنًا…..طالما لم أصب بمرض آخر، فربما نعم.”
“رائع. هذا خبر سعيد حقًا. مباركٌ لك.”
“شكرًا لكِ، أشيل! كنتِ دائمًا أعز أصدقائي.”
كان صديقها، الذي تعافى من المرض، في غاية السعادة.
لفترة من الوقت فقط.
“أتعلمين، أشيل؟”
كان صديقها يقف وظهرهُ إلى حافة الهاوية. و خلفه كان الغروب قد بدأ.
نظرت أشيليس إلى السماء الحمراء وصديقها معًا.
“أمي ساحرة. يقولون إنها سرقت دواءً باهظ الثمن.”
“…..؟”
“لماذا يصبح الشخص ساحرًا إذا سرق دواءً باهظ الثمن؟ لايهم، لكن لدي سؤال آخر أيضًا.”
كانت أشيليس تقف على بعد خطوات قليلة من صديقها.
أرادت الاقتراب أكثر، لكن صديقها لم يكن يرغب في ذلك. و احترمت أشيليس رغبة صديقها.
“أمي أخبرتني بوضوح أنها حصلت على الدواء كهدية.”
“..…؟”
“قالت إن شخصًا طيبًا أعطاها إياه. رجل لديه الكثير من المال..…”
“…..؟”
“لماذا إذاً أصبحت أمي ساحرة؟”
“ماذا تريد أن تفعل؟”
طرحت أشيليس هذا السؤال لأول مرة بعدما استمعت لحديث صديقها المتقطه.
ابتسم الصديق وأجاب،
“لا شيء.”
“…….”
“لا أريد فعل أي شيء حقًا. آه، لكن يجب أن أقول هذا، شكرًا لكِ، أشيل. لولاكِ، لكنت الآن أعاني المصير نفسه الذي واجهته أمي، فقط لأنني ابن ساحرة.”
كانت أشيليس قد أنقذ صديقها من القرية قبل لحظات.
وكانت كلمة “أنقذت” هي الوصف الدقيق لما حدث.
فقد كان صديقها يُساق بعيدًا على يد غرباء كانوا، في نظر أشيليس، أشبه بالحيوانات. و كان فمه مكممًا ويداه مقيدتين.
______________________
وش السالفة؟ بنشوف ليه قىٌلت ناس واجد؟
يارب مايطولون في قصتها ماصدقت اخيرا سيون اعترف بمشاعره ومشاعر ليلي
طبعا نشكر سيسيل لأن أرشدت اخوها الضايع😘
Dana