Eternal fell in love with the bride - 1
البارت الاول
في قديم الزمان وتحديدا في القرن التاسع عشر حدثت معركة كبيرة بين البشر ومصاصي الدماء لمن سيحكم الأرض و انتهت المعركة بفوز البشر وموت مصاصي الدماء الذين انحسرت أعدادهم شيئاََ فشيئاََ حتى اعتقد البشر انهم انتهوا تماماََ..
لم يذكر الأمر في التاريخ ودفنت المعركة وكأنها لم توجد قط، لذا ومع مرور الزمان اصبح البشر يعتقدون ان مصاصي الدماء كائنات أسطورية لا وجود لها…
لكن هل كل ما قيل في التاريخ صحيح؟؟..
وهل كان البشر صادقين في كونهم المستضعفين؟؟..
هذا ما لا يعلمه أحد سوى من عاش في ذلك القرن..
مرت السنين وذهبت ألفية أخرى بسلام دون ذكر لمصاصي الدماء.. ففي بداية القرن ال٢١ أصبحت دور السينما تعرض افلاماََ خيالية عن الكائنات الأسطورية التي تحيا على دماء البشر وتلقب بالفامباير …..
سارت حياة البشر ببساطة ومعها سارت حياة مصاصي الدماء الذين اوهموا البشر بعدم وجودهم واعطوهم نقاط ضعف خيالية لكي يشعروا بجبروتهم…
لكن هل السلام سيدوم دوماََ؟..
…………..
-في كاليفورنيا و تحديداً في عام ٢٠١٠-
كان الحي هادئاََ للغاية لولا صوت الاخبار في التلفاز التي اخذت تطن بالأجواء الهادئة كانت تلك الفتاة الصغيرة تشاهد التلفاز بحماس شديد..
مذيعة التلفاز :” بدأت سلسة من الجرائم الشنيعة في كالفورنيا حيث وجد اكثر من ٢٠ ضحية مقتولاََ بنفس الطريقة وفي أماكن متفاوتة لذا بدأت الشرطة حملاتها في البحث عن المجرم الذي يقف ورا….”
عاد الهدوء مرة ثانية حين اغلقت المربية التلفاز وهي تعبر عن سخطها للفتاة الصغيرة التي تشاهد أشياء مخيفة لمن هم في سنها…
تحدثت تلك السيدة بعصبية :” إيفي عزيزتي أوقفي مشاهدة هذه الأشياء إنها سيئة للأطفال الذين في سنك ستجعلكي ترين الكوابيس ليلاً، انتي مازلتي في العاشرة فقط لذا لا تشاهديها.. “
نظرت الفتاة إلى السيدة الواقفة بغضب وعانقتها وهي تقول بنبرة لطيفة :” انا آسفة سيدة ماديسون لن أكرر هذا”
تنهدت ماديسون وحملت الفتاة وهي تبرر لها سبب صراخها المتكرر الذي يأتي من دافع قلقها عليها..
لكن الطفلة ضحكت بلطف شديد وقالت :” لا تقلقي لن اخاف من شيء كهذا لأن بابا يحميني”
خففت السيدة من توترها ونهرتها عن الخروج إلى أماكن بعيدة لوحدها..
استمعت الصغيرة لكلماتها بحرص واتجهت لغرفتها حتى تكمل اللعب بما هو أسوأ …
ليلة ظلماء وباردة هي هذه الليلة الساعة تتم على منتصف الليل..
في غرفة واسعة وكأنها لأحد الأغنياء جلست الصغيرة على سريرها تتظاهر بالنوم حتى تأكدت من خلو الخدم في المنزل وبدأت البحث في شبكة الانترنت…
عن الشيء الذي اصبح مشهورا بين الناس هذه الأيام والتي تسمى “تعويذة الدم”
هذه التعويذة وجدت في احد المتاحف القديمة حيث كتبت بلغة غير مفهومة وحينما نشرت على الإنترنت بدأ البعض بقرائتها لكن كل من قرأها انتهى به الأمر مجنونا فقد قال البعض أنها تجعل الأشباح والشياطين تزور كوابيسك….
لأنه و حالما يقرأها شخص يبدأ بالاستماع إلى أصوات غريبة كالهمسات ويطلب الصوت منه أن يرقص فإن لم يرقص فقد حياته في تلك اللحظه…
شعر الجميع بالخوف من تلك التعويذة ولم تتجرأ أي فتاة على قرائتها لكن تلك الطفلة صاحبة الفضول الواسع قررت أن تقرأ التعويذة وتثبت فشلها…
وحينها بحثت في محرر البحث عن تعويذة الدم وظهر لها خيار واحد للدخول…
حالما فتحت المدونة وجدت صورة لكلمات التعويذة مع شروطها…
بدأت الطفلة تقرأ شروط التعويذة بصوت منخفض :
” شروط التعويذة سهلة الفعل عليك فقط أن تتحمل نتائجها :
أولا / اقرأ التعويذة بلا توقف..
ثانياً /اقراها بصوت مرتفع…
ثالثاً / مهما سمعت من أصوات حولك لا تتوقف او تبعد نظرك عن الكلام..
رابعاً / لا تدع الحركات تشتتك..
خامساََ وأخيراً / أقرأها واقفاََ…”
نظرت الفتاة حولها بقلق ووقفت على الارض مستعدة لقراءة تلك التعويذة الغريبة… كانت تحمل كلمات غير مفهومة لكنها تمكنت من قرائتها فهي مترجمة للغتها..
بصوت مرتفع قرأت التعويذة بتركيز ولم تتوقف حتى إنتهت من قرائتها… فور انتهائها نظرت حولها ولم يحدث شيء كما قيل..
قالت الصغيرة باستهزاء :” هه لقد اخافوني بلا داعٍ في المدرسة والآن أين الشياطين؟ كم هم جبناء حمقى”
لم يحدث شيء، يثبت حقيقة التعويذة استسخفت الفتاة القصة و استسخفت نفسها لأنها صدقت تعويذة سخيفة للتو..
قالت الطفلة بصوت ساخر :” هه لن أصدق شيئاََ سخيفاََ كالتعاويذ بعد اليوم…”
جهزت نفسها وحاولت الخلود للنوم لولا سماعها لأصوات
غريبة تهمس في اذنها… كان صوتا مبحوحا و غير واضح يهمس بكلمة “أُرْقُصِيٓ”
ازدادت نبضات قلب الطفلة الصغيرة وبدأت ترتعش من شدة الخوف بينما زادت الأصوات عليها تأمرها بالرقص “أُرْقُصِيٓ، إِقْرَأَيٓ آلْتَعُوِيٓذَةَ هَيِٓآ وَ أُرْقُصِيٓ “
بدأت ارجلها بالارتعاش بينما نهضت من سريرها وبدأت ترقص لكن الأصوات لم تتوقف ” أُرْقُصِيٓ، إِقْرَأَيٓ آلْتَعُوِيٓذَةَ هَيِٓآ وَ أُرْقُصِيٓ”
“أُرْقُصِيٓ، إِقْرَأَيٓ آلْتَعُوِيٓذَةَ هَيِٓآ وَ أُرْقُصِيٓ”
“أُرْقُصِيٓ، أُرْقُصِيٓ”
بدأت تسمع أصوات تلو الأخرى تأمرها بالرقص بينما حاولت هي الرقص للهرب من باب غرفتها إلى بر الأمان …
لقد استهزئت بالتعويذة وها هي نتائجها..
فجأة توقفت الأصوات عن الظهور واختفت نهائياً…
توقفت الطفلة عن الرقص وحالما استدارت لتهرب من الباب وجدت… ظلاََ طويلاً لرجل يقف هناك..
عادت ادراجها وهي تحاول الجري إلى النافذة لولا ظهور الرجل المخيف أمامها فجأة…
تحدث بصوت بارد فيه بحة واضحة :” توقفي لن تهربي مني مهما حدث انت الآن لي… بعد أن قرأتي العقد أصبحتي عروسي…”
نظرت الطفلة إلى الوحش الواقف أمامها.. كان ابيض الشعر ببشرة بيضاء شاحبة كبشرة الأموات وعيون حمراء لامعة ينظر لها بقسمات باردة وعيونه تقدح شراََ..
يبدو أن هذا الضيف جاء لقتلها بالتأكيد بعد ان استهزات بتعويذته… اغمضت عينيها مستعدة للموت لكنها احست بظهور شخص آخر بجواره نظرت إليه بخوف كان اسود الشعر بعيون صفراء لامعه..
أنـحنى للرجل الأول وتحدث :” جلالتك ميكاييل هذه هي عروس الدم التي بحثت عنها…”
تحدث الوحش ببرود وعيونه تضيء غضبا لا يبدو على وجهه :” سير انجيلوراس أليست العروس طفلة؟ كيف ساخذ طفلة صغيرة كعروس؟”
أجاب انجيلوراس وقد أنـحنى اكثر معتذرا :” جلالتك انا آسف لقد فعلت شيئاََ خاطئاََ لكن هذه الطفلة هي المرأة الوحيدة التي قرأت التعويذة “
وجه الوحش نظره للطفله وبنبرة أشد قسوة وبرودة تحدث إليها :” انتي أيتها الطفلة كم عمرك؟ “
نظرت الطفلة إليه لتعود للارتعاش مرة ثانية وهي تجيب بصوت مهتزٍ وخافت :” ا–ا–ال-عاا-عاشرة-ة”
إجابتها المهتزة جعلت ميكاييل يشعر بالغضب فكيف له ان يأخذ عروسا صغيرة وخائفة…
نظر ميكاييل إليها بغضب وتحدث بصوته المبحوح :” انتي ايتها الطفلة انظري في عيني سريعاً ولا تلتفتي”
نظرت الطفلة في عينيه ليتجمد جسدها كما لو كان حجراََ…لم تعد ترتعش بينما أنـحنى هو الى الاسفل ليصل إلى مستواها وتحدث بنبرة باردة تكفي لتجمد عروقها :” انا هو ميكاييل فلاد ستوكر ملك مصاصي الدماء وانتي ستكونين عروسي “
تجمدت الدماء في عروق الطفلة الصغيرة التي لم تعد قادرة على الحركة ونظرت له بنظرات مترجية ان يتركها.. لكنه أنـحنى قريبآ منها ليغرس انيابه المدببة في عنقها النحيلة….
شعرت الطفلة بالألم كما او كانت رقبتها تتمزق إلى أشلاء.. بقيت تحاول البقاء مستيقظة حتى لاتموت على يد مصاص الدماء هذا…
حالما إنتهى ابتعد ميكاييل عنها ليظهر نقش بإسمه على
كتفها الأيسر كتب بدمائها…
نهض من مكانه ونظر إليها بهدوء ليتحدث بنبرة منزعجة :” انتي عروسي وساعود بعد ٨ أعوام لاخذكي معي…”
حاولت الطفلة استيعاب كلامه لكن اغمي عليها قبل أن يكمل…
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
فلوريدا عام ٢٠١٩…
في ليلة باردة من ليالي شهر يناير..
في منزل ابيض كالرخام بدا وكأنه لأحد الأغنياء كانت الستائر تدخل وتخرج في تلك الشرفة العالية حيث تعرقت صاحبة الغرفة بشدة وارتعشت في أثناء نومها بسبب كابوس يراودها…
لتنهض بسرعة وهي تحاول التقاط أنفاسها بينما تمسح العرق من جبينها…
“هل عاد ذلك الكابوس مرة أخرى؟”
قالت ذلك بعد أن نهضت إلى تلك الشرفة وهي تتذكر تلك الليلة المخيفة في طفولتها…
َ
هي الآن قد بلغت عامها ال١٨ وهي قلقة من عودة مصاص الدماء المخيف الذي ظهر في طفولتها، فمنذ تلك الليلة هي تعيش في قلق وخوف من عودته…
اغلقت النافذة وعادت إلى سريرها دون أن تلاحظ الأعين التي تراقبها تلك الليلة…
حل صباح آخر استيقظت فيه تلك الجميلة بنشاط..
كان يوم الأحد وهو يوم العطلة.. ارتدت إيف ثيابها وحملت كتاباََ وخرجت من المنزل متجهةََ إلى المكتبة كالمعتاد..
مرت من جوار المنتزه وكان المكان هادئاََ على عكس العادة لذا قررت أن تقرأ كتابها هناك اليوم…
سارت بهدوء لتعبر الجسر القريب منه لكن استوقفها شيء غريب.
كان شاباََ طويلاً ونحيلاََ كعارض ازياء ينظر للسماء وفي يده كتاب أسود بينما تطايرت خصلات شعره السوداء بفعل مداعبات الهواء لها..
راقبته لفترة لكن اكثر ما جذبها اليه كان بشرته الشاحبة التي تشبه بشرة الأموات.. بقيت تحدق كثيراً مثل كل المارة ليستدير اليها وابتسامة باردة تعتلي شفتيه..
نظرت إليه جيداََ محاولةََ معرفة صاحب هذا الوجه المألوف إليها..
لكنها فزعت حالما سمعت صوته الذي ذكرها بأسوأ ليالي حياتها… وهو يقول بنبرة متلاعبة :” لقد انتظرت طويلاً”
شحب وجهها من ما حدث واستدارت سريعاً محاولةََ الهرب لو لا انه قد اعتنقها من الخلف وقال مع ابتسامة مستمتعة :” لقد إنتظرتك طويلاً عروسي!!”
يتبع..