Emptiness - 7
تسارعت نبضات قلبي كما لو إنني أمضيت الساعات الفائتة بالركض رغم عدم تحركِ أو تحريك أي جزء من جسدي المقيد
انتشر الجفاف داخل حلقي وبات الصراخ أكثر مؤلمًا فعاد الهدوء يعم المكان باستثناء صوت ضرب أقدامي الخفيف للارض
عدم معرفة الوقت جعل دمي يغلي وانتشر الغضب و فقدان الصبر بداخلي حتى ارتجفت اطرافي.
لعقت شفتي للمرة الألف فقد جفت بدون طعام أو ماء لا حس ولا شعور لا رؤية ولا رائحة ولا صوت يسمع، كل ثانيه تمر تستنزف من روحي و تجعل رغبتي بالموت تتصاعد فلا صبر لي للتحمل أكثر.
لا يزال الوقت يمر والنوم يرفض القدوم الي، كان النوم افضل حل توصلت له ولكنه تركني مع باقي حواسي فتح عيناي او اغلاقها لم يعد هنالك فرق.
انزلت رأسي للأسفل عندما انتهت طاقتي استمع لاصوات ضرب قدماي مع نقر العرق المتصبب من جبينِ
اوقفت قدماي عن التحرك واصبح جسدي ساكنًا بدون مقاومة عادت نبضاتِ المتسارعة لطبيعتها واخيرا اخذت اضحك، اعدت راسي المنخفض للخلف حين ضحكت كما لم افعل طوال حياتي
اختنقت بلعابي عدة مرات تجعلني اسعل وسط أصوات ضحكاتِ المتعالية، باشر سائل يتصبب من عيناي وأدركت حين استمر بالهطول على وجنتاي انها كانت دموعي، زاد ادراكِ من مستوى ضحكي فأنا لا أتذكر حتى اخر مرة قد بكيت فيها خلال الواحد وعشرين سنة التي عشتها.
حتى انا لا اعلم، لا اعلم لما استمر بالضحك حين انتشرت لسعات بكل صوت أصدر داخل حلقي الجاف الذي تسربت إليه بعض دموعي مالحة الطعم
يبدو أنني سأصبح مجنونة مثله، ذلك كان آخر ما فكرت به قبل أن يصبح دماغي ضبابيا وتتوقف الأفكار عن التدفق فاقدة للوعي.
رمشت عدة مرات عندما تسلل ضوءً خافت لعيني، فور إدراكِ لكونه ضوءا فتحت عيناي على مصرعهما رؤية مصباح منير يتدلى من الحائط ارسلت بعض الالم لعيناي واجتاح الصداع رأسي فأعدت إغلاقهم
لكي لا اعيد الأخطاء وضعت يداي مقابل وجهي افتح عيوني تدريجيا، لا قيود ولا ظلام استلقي فوق سرير و يمكنني رؤية الحائط، الحياة قد عادت الي روحي اخيرا .
جلست اراقب الغرفة من حولي، كانت صغيره سرير قديم مهترئ التصق بالحائط و مرحاض ابتعد عن السرير باربعه خطوات
سجاده قديمه بدا أن لونها قد كان احمر و لكنه أصبح رماديًا وجدت مقابل السرير و تمركز بأعلاها كرسي خشبي، تدلى من الحائط خيط علق به مصباح صغير
بدت كسجن أكثر من كونها غرفة ولكنها بالتاكيد افضل بمئة مرة من البقاء مقيدة بالظلام.
بعد تمرين مفاصلي المخدرة سرت حول حوائط الغرفة أتلمسها لعلي اجد مخرج ولكن بدون فائدة كانت بدون نوافذ حتى فقط باب حديدي بالحائط المقابل للسرير.
اعدت الجلوس على السرير بدون اصدار اي ضجة، كرهت ان ياتي ذلك الرجل هنا فأنا لا اعرف ما سيفعله و أعرف أنني لا استطيع التغلب على زعيم عصابة مثله
صدى صوت قرقرة معدتي الفارغة بالارجاء و تنهدت اضع يدي عليها، لا يزال حلقي يؤلمني من الصراخ والعطش و معداتي تطالب بالاكل ولا اعلم حتى كم مضى وقت و انا هنا
كين انت الشخص الأول الذي اعجبت به واردت البقاء معه
أمضيت كامل حياتي تسيطر على دماغي الأفكار السلبية فقط، البشر كرهتهم، وكرهت الأشخاص من حولي شعرت أثناء النظر اليهم و مراقبتهم كل اليوم برغبة بالتقيؤ، كان الجميع مملا و سطحيا، بد الجميع مختلفين من الخارج ولكنهم كانوا يمتلكون الشيء ذاته من الداخل.
يعتقد البشر أنهم المحور أين ما يسيرون، صرح الجميع بانهم طيبين وانهم يتلقون الحسد من حولهم عندما كانوا هم اكبر الحاسدين، كان الجميع أغبياء يدورون بالحلقة ذاتها يتبعوا بعضهم بعضا، ضحكت ساخرة بداخلي حين مشاهدتهم يتسابقون للحصول على الاهتمام حين كانوا يكرهون بعضهم.
بالنهاية قررت البقاء بعيدة عن المجتمع المقزز من حولي، فقط يوريكو من كانت مختلفة و والدتي أحببتهم بصدق رغم عدم اخباري لهم بذلك لكنني اعلم بانهم يدركون مشاعري
للمرة الأولى يرافق شخصًا هاتان الاثنين وهو كين
تفهمني واحبني لم يهتم لحلقات الحديث الفارغة و ركز بي، ابتسم لي انا من لم تنظر إليه حتى جعلني اعجب به
لا اصدق اننا تعرضت لخطف بعد أن تشاجرنا لا أريده أن يفكر انني اهرب منه
عقدت جبيني عند تخيل شكله الآن وهو يحاول ايجاد هذا المكان، بالتأكيد سوف يأتي بلحظة لا اتوقعها، ارفقت ابتسامة صغيرة للأمل المتشبث بداخلي لم أكن شخصا ذا أمل وتفاؤل لكنك جعلتني كذلك.
قضمت شفتي السفلية عندما رنت خشخشة المفاتيح بداخل اذني
جلست على حافة السرير اراقب الباب يفتح و اخذت نبضاتِ تتعالى تجعلني اعتصر اللحاف المهترئ.
أطلقت تنهيدة كتمت بصدري فلم يكن هيدو من دخل، بالتأكيد جميع أفراد عصابته قذرون لكنني أجزم الا يوجد اقذر منه
استقر على كرسي صحن حساء وخبز برفقة كوب ماء، راقبت الرجل الطويل يخرج بدون النطق بأي حرف يغلق خلفه الباب.
وهل نحن بالعصور الوسطى ليقدم لي مثل هذا الطعام !!
عيناي تركت الطعام من المحرج تسميته بالطعام وركزت بكوب الماء الفاتر
ابتلعت ريقي الجاف وقبضت على الكوب اتأمل الماء بداخله
اغمضت عيناي ارتشفه جرعة واحدة وتسلل لحلقي الإحساس بالارتواء
انتشر صدى صوت انكسار الكوب يفسد الهدوء من حولي، لا اعلم حتى متى بدأت أصابعي ترتجف، تعالت نبضات قلبي حتى أصبحت الشيء الوحيد الذي اسمعه رفقة صدى صوت الانكسار اكتست الحراره كامل جسدي ما دل على غليان دمي.
عندما انتشرت العديد من المشاعر المختلطة بداخلي ادركت أنه لم يكن مجرد كوب ماء فاتر.
وقفت و أخذت قدماي ترتعش سرت بارجاء الغرفة مثل عجوز ثمل ضربت بقبضتي على الباب وانا اشتم و العن فذلك الوغد قد وضع شيء بالماء
انزلقت على الباب و فقدت الأمل بالحصول على استجابة
حدقت بالحائط عندما بدأت الوان و اشكال غريبه ترتسم عليه او داخل عيني فركت عيناي و اعدت النظر الى تلك الاشكال الغريبه
“هل شغلت أضواء او فيديو بالحائط هيدو”
صرخت لمعرفة بداخلي ان لا شيء هناك
“ميتسو ميتسو ميتسو “
لعدد لا يتوقف من المرات نادى أحد ما اسمي و اصوات كالصراخ و الطلاسم تردد خلف اسمي
بلحظة عندما شعرت بالتعب ضمت قدماي لصدري ادفن وجهي بينهم و اغلق أذناي بيداي ولكن ذلك لا يتوقف
لا ازال ارى تلك الالوان و الاشكال رغم اقفال عيوني و لا ازال اسمع تلك الأصوات و الهمسات