Emptiness - 35
رسالة من مجهول: ‘ هل تعيشين جيدا ايتها القاتلة’
تمكنت من سماع صوت نبضات قلبها الذي أخذ ينبض بقوه
هل يعلم شخصا ما بفعلتها ؟ هل هو الشخص الذي استمر بالطرق على الباب لفترة طويلة؟
عضت أظافرها أثناء التحديق بالرسالة مطولا كما لو ان النظر اليها طويلا سيغير محتواها
تركت السرير فور سماع صوت اغلاق الباب لمعرفة عودة كين
“هل أتيتِ للترحيب بي”
فتح ذراعيه وعكس ما توقع بلمح البصر بات وجهه ملتفت الى الجهة الاخرى من قوة الصفعة التي تلقاها
كانت العصبية والانفعال احد الاعراض الجانبية للمخدر
“كل شيء بأمان طالما ابقى بجانبك “
ضحكت ساخرة باخر كلامها وضعت الهاتف مقابل وجهه كين الذي ادلى ذات ملامح الصدمه
“بالطبع ستشعر بالصدمة، كين انت حتى لمرة واحدة لم تتمكن من حمايتي بشكل صحيح “
“سوف اجد صاحب الرسالة و اقوم بقتله لا تقلقي “
” تجيد فقط التحدث أنا سأغادر “
تخطته ولكنه امسك بمعصمها
بات الآن غاضبا لذكر كلمة مغادرة
“اجتازِ عتبة الباب وانا سأتوقف عن اعطائك المخدر ميتسو”
ذلك النوع من التهديد كان مخيفا جدا لمدمنة
التفت وامسك بكتفيها يحاول تهدئتها “لا تقلقي ميتسو طالما تفعلين ما اخبرك به انتِ لن تدخلي السجن”
تنهدت كرد
عانقها بهدوء حتى يتوقف ارتعاش جسدها بينما كانت هي تنتظر أن يخرج الكيس من جيبه
مرت الأيام و الرسالة أصبحت رسائل حتى بدات تفقد عقلها
الخوف يتملكها و جسدها ارتعش كل مرة امسكت بها هاتفها
“ناوكو”
اخر شخص قد توقعت أن يتصل بها
استجمعت أنفاسها و حاولت تهدئة الخوف بقلبها
“مرحبا”
“اختي الصغيره العزيزة وأخيرا قررتِ طيبه قلبك الرد على اتصالاتِ هل تعلمين كم اشتقت اليك”
“توقفِ عن هذا ناوكو و أخبرني ماذا تريدين”
“لقد عدت بالامس ولا افهم لما لا ترد والدتي على اتصالاتِ و اين انتما انا اطرق الباب منذ الأمس”
لقد نسيت الأمر تماما، أمر اختها او عودتها
وقع الهاتف من يدها المرتعشة رغبة بالصراخ كما تفعل بكل مره جن جنونها
“انا اعيش مع حبيبي منذ فترة طويلة و تشاجرت مع أمي ولم نتحدث منذ فترة”
“لا تزالين مسببة مشاكل عزيزتي ميتسو أين تريدين ان نلتقي الان”
“الآن؟”
“أجل الان “
أسرعت لرؤية كين بالغرفة الاخرى وقلبها ينبض بجنون بالكاد تستطيع السير
رمت الهاتف بجانبه و أخذت تتحدث بصوت شبه بالصراخ
“ناوكو تسألني عن والدتي يبدو انها هي الشخص الذي يستمر بإزعاجي “
اسرع بإمساك كتفيها ومحاولة تهدئتها
ساعدها بالجلوس على الكنبة و سكب كوب ماء من اجلها
“ناوكو؟؟ من تكون”
“اختي الكبرى تدرس بالخارج ويبدو أنها عادت بالأمس “
“إذ كانت تدرس بالخارج كيف ستعلم عن مقتل والدتك”
التفت كلامها لصوت الإشعار من هاتف ميتسو
ناوكو : “لم اجد امي ابدا و يبدو أنها لم تذهب لعملها
منذ فترة طويلة أرسلت بلاغ لشرطة عن اختفائها “
قرات الرساله بصوت يسمعه الجالس بجانبها
كان صوتها منخفضا و شفتيها ترتجف
“ماذا سأفعل كين ”
التفت تنظر اليه و الدموع تتجمع بعينيها
“لا تقلقي سنضع حدا لهذا”
مسح على شعرها اخذت هي تبكي بين احضانه
استطاع كين تحقيق مراده و جعلها دميته
بإعطائها المخدر الذي جعلها تشعر ببعض السعادة باتت لا تستطيع الابتعاد عن كين ابدا وهو بدوره منعها من الخروج من شقته
لا يريد ظهور يوتا آخر يسرقها منه
“سأذهب لمقابلتها “
“هل انتِ مجنونة لما قد تفعلين ذلك؟”
“انا بحاجة الى معرفة كم تعلم حول مقتل والدتنا”
تنهد و وافق
لم تتقابل كلاهما منذ سنوات ولكن لا شيء تغير
كانتا أختين فقط بالاسم كرها بعضهما و شعرت كل وحده منهم بالاحراج من كون الاخرى شقيقتها
عم الهدوء بينهم وسط حديقة فارغة بالطبع لم تكن ميتسو من قاطعت الهدوء
“كانت والدتنا تفضلك منذ الطفولة ”
“…”
“كنتِ بالنسبة لها طفلتها الصغيرة المميزة والظريفة سأكذب إن قلت انني لم اشعر بالغيره منك ابدا “
“لكن هل تعلمين يا ميتسو ما كان يجعلني صامدة رغم الغيرة بداخلي”
” اه ميتسو اختي الصغيرة هي مريضة نفسية و غير طبيعيه بالتأكيد ستحصل على المزيد من الاهتمام”
ضحكت ميتسو على ما تتفوه به أختها
كانت هكذا دائما تبحث عن فرصه للحديث باي اهانه
“افضل ان اكون مريضه على أن اصبح غبية ثرثرة مثلك اختي الكبيرة “
“انا فقط طبيعيه “
“وهذه تكون مشكلتك”
عاد الهدوء يعم بعد سيل الإهانات
استقامت ناوكو وسارت بكعبها بارجاء الحديقه و اخيرا استقرت مقابل اختها
“كيف يمكنك فعل ذلك بالشخص الوحيد الذي احبك رغم انك مختلة ميتسو “
وقفت ميتسو بدورها وباتت وجوههم تقابل بعض
“انا لم افعل اي شيء ناوكو توقفِ عن إدخال كرهك اتجاهي بمسألة اختفاء والدتي “
“كنتِ دائما مثيرة للشفقة ولكنك الآن تبدين بدرجة أعلى من الماضي، هل جربتِ النظر إلى المرأة قبل قدومك الي هنا “
“…”
“جسد هزيل هالات سوداء وجه شاحب شفتين بيضاء” ضحكت ساخرة وأبعدت وجهها “حسنا لن يكون هذا المنظر غريبا على متعاطيه بالعكس تماما سيكون من الغريب رؤيتك بمظهر جيد”
ابتعدت عدة خطوات عن ميتسو التي توقفت عن الحديث
كانت دائما تمتلك لسان حاد لكنها الآن باتت عاجزة عن إخراج الكلمات بشكل صحيح
عادت سريعا الي شقه كين لا تستطيع تحمل الغضب الذي يكبر بداخلها
بمجرد دخولها جلست ارضا و اخذت تصرخ ماسكه شعرها
“ميتسو ما الذي يحصل “
كين الذي ذهل من ردة فعلها اسرع للإمساك بها ودفعت هي بعيدا
“انا اكرهك كين اكرهك كثيرا لن اجد ابدا شخصا بالعالم اكرهه كما افعل اتجاهك”
عاد للوقوف و وقفت هي بدورها
اقتربت منه اكثر ولا تزال تتحدث بصوت أشبه بالصراخ
“لو لم تعترف لي بذلك اليوم، لو لم اذهب للمعرض فقط لو لم اعطيك فرصه واستمررت برفضك “
“…”
“لا بالحقيقة ليس هنا يكون الخطأ فقط لو لم اتحدث معك عند موت اختك لقد كان ذلك أكبر خطأ بحياتي “
“…”
“هل تعلم حتى كم انت مقزز و كم ارغب التقيء عندما اكون من حولك فقط انا احاول استغلالك و استغلالك بكل مره اكون بها معك لا يكون من اجلك “
“كم اتمنى ان الشخص الذي يرقد تحت التراب هو أنت وليس يوتا
انا لن اسامحك ابدا حتى يوم مماتي على قتلك له “
“وسأستمر بلومك على موت والدتي انا سوف اكرهك حتى تجف دمائي و سوف ادعو دائما ان تموت بأبشع طريقة ممكنة”
“هل انتهيتِ”
باتت عيونه الحمراء هادئه منطفيه
ذات المظهر عندما قتل يوتا
“انا لا اهتم ميتسو حقا بكل ما تخبريني به او ما تشعرين به تجاهي هل تعتقدين انني سوف اجلس وأبدى البكاء لمجرد انك اخبرتني بانك تكرهيني ؟”
“اعلم عن كرهك لي منذ أشهر، كان مؤلما جدا تقبل ذلك بالبدايه ولكن فور أن تقبلت ذلك لم يعد يهمني ما تشعرين به تجاهي”
بخطوات تابثة اقترب منها وقبض على معصمها وسحبها اتجاهه
باتت وجوههم متقابل
“اخبرتك سابقا ميتسو أنا سأحب الطريقة التي تكرهيني بها و سأستمر بجعلك تبقين بجانبك الى يوم مماتك حتى إذا جعلك ذلك تختنقين من الالم “
حاول سحب يدها بعيده عنه، أرادت أبعاد والهرب من النظرة التي يركز بها عليها كانت خائفه منه إلى حد الجنون
“انا لن ابقى معك كين ابدا “
عضت قبضته واستغلت عدم اقفاله الباب بعد عودتها
مثل اليوم الذي مات به يوتا ركضت حتى انقطع أنفاسها
لا تعلم إلى أين و ما الذي ستفعله بعد هروبها و لكنها فقط تهرب
ليس فقط كين هي تهرب بعيدا عن ذكرياتها بعيدا عن الألم الذي لا يطاق بعيدا عن كل الأشياء التي كسرت روحها الى قطع صغيرة
بالنهاية جلست على كرسي خشبي وسط حديقة فارغة
راقبت بهدوء غروب الشمس
نسيت المره الاخيره التي جلست بها لوحدها بهدوء هكذا
أ لم يكن الجلوس وحيده هو كله ما فعلته سابقا
تغيرت حياتها، قد تلونت ورقتها التي استمرت بكونها بيضاء لواحد وعشرين سنة ولكنها لم تستخدم الوان غير الاسود
“يوتا، امي”
رفعت رأسها للسماء التي باتت سوداء بالفعل
تذكرت اليوم مقابل البحر حين تأملت السماء رفقته
و عودتها للبكاء بحضن والدتها حتى نامت
كيف يمكن أن تخسر كل ما تحب بهذه السهولة
اخدهم كين جميعًا منها.
“انسة هيراي ميتسو”
التفت لصوت الرجل الذي وقف بجانبها
لم يكن رجل واحد بل وقف وراه عده رجال يرتدون جميعًا ملابس زرقاء
اخفضت رأسها وقد أدركت أن النهاية قد حلت
اخر جزء تبقى من روحها قد تحطم الي اشلاء
“انتِ رهن الاعتقال بتهمة القتل وتعاطي المخدرات “
رفعت راسها و استقامت
مدت يدها الى الشرطي الذي سريعا ما كبلهم
اصبحت متعبه من الهرب أول محاولة النجاة.
جلست مقابل لوح زجاجي و بالجهة الاخرى كانت صديقتها
لم تتوقف صاحبة الشعر الأحمر عن البكاء وميتسو فقط استمرت بمراقبتها
هي لا تشعر بأي شيء
لا تشعر بالحزن ولا الاكتئاب، ليست خائفه من المحكمة التي ستقام بالغد من أجلها ولا تشعر بتعاطف اتجاه دموع صديقتها
“انا لا اعرف حتى لما اتيت لرؤيتك ميتسو”
“..”
“كنت دائما بجانبك أكثر من أي شخص آخر أنا من كرست حياتي لمساعدتك دائما لكنني ابدا لا استطيع تصديق ما فعلته “
“….”
“انتِ لا تشعرين بالذنب ابدا صحيح ! كيف تهربين و تختبئين بعد قتل والدتك انت ِ حقا لا تمتلكين قلب”
“….”
“بالفعل لستِ بحاجة لقول أي شيء لي فنحن صداقتنا تنتهي هنا “
أصدر الكرسي صوت مزعجا عند وقوف يوريكو
راقبتها ميتسو بالتعابير ذاتها حتى خروجها
لم تكن تهتم حقا ولا تشعر حتى
“الحكم على هيراي ميتسو بسبع سنوات بالسجن لقتل والدتها تحت تأثير المخدرات”
ضربة مطرقة القاضي وانتهت المحاكمة
يبدو أن ناوكو كانت تتحدث الى والدتها بمكالمة فيديو بمنتصف الليل بعد خروج ميتسو سريعا من المنزل كانت قلقة وقد سجلت ناوكو كل تلك المحادثه
سحبت معها ميتسو إلى السجن ولم تكن تهتم حقا
فقد انتهى كل شيء لها بالفعل
-بعد سبعه سنوات-
رؤية الشمس من خارج حدود السجن لم تكن مختلفة عن داخله
وقفت خارج البوابة وتأملت العالم الخارجي الذي لم أراه منذ سبع سنوات
لم يكن مختلفًا حقا لا يزال البشر يعيشون بالطريقة ذاتها
و لا ازال انا الفتاة الفارغة ذاتها او ربما أصبحت فارغة حتى من روحي.
سرت بضع خطوات ولا اعرف الى اين يجب ان اذهب
اخدت ناوكو بالفعل الشقه و قد قامت ببيعها وكذلك كل ورث امي
فصلت من الجامعة بالطبع وهكذا قد اصبحت مشرده رسميا
لا بيت ولا عائلة ولا عمل ولا دراسة
اين يجب ان اذهب لا امتلك اي فكره ولست ارغب بالتفكير حقا
توقفت سيارة سوداء من العدم أمامِ وراقبت انا بهدوء خروج شخص من تلك السيارة الفخمة
لكن كان هو
اقترب مني ولا يزال يبدو كما هو بالملامح ذاتها
ذات العيون الحمراء المشتعلة
“اخبرتك ميتسو انا لن اتركك ابدا “
سحبني الى السيارة دمية فارغة لا تشعر.
-النهاية-
في النهاية انتظروني في روايه جديده على حساب واتباد saratete12 و ميكونش فيها حد طبيعي برضو و كلهم مجانين
وبايباي ♥️