Emptiness - 34
“انه انا ”
علمت صاحب الصوت من خلف الباب
ببطء فتحت الباب تقاوم للبقاء واقفه والا تنهار
دخل كين و برفقه شخصين ريوتا و كورو
عيونها الميته، ارتعاش كل جزء من جسدها، شفتيها التي جفت حتى باتت بيضاء
كانت تبدو فارغة دمية تتحرك بدون روح
تلك الصوره أدخلت القليل من السعادة لقلب من قرر استغلال فراغها
قد قرر أعطاها روحا حتى تصبح ملتصقة به
باختصار وبهدوء تحدث ميتسو عن كل ما حصل
قتل الفتى الذي تحبه بسببها وقتلت والدتها بيديها
كم كان ذلك مؤلم حتى تستطيع تحمله في نقطة ما توقف قلبها وعقلها عن العمل لم تعد تريد الشعور او التفكير
اريد الراحه
تلك هي الجملة الوحيدة التي دارت بعقلها
“انتِ لا يمكنك البقاء هنا ميتسو سيأخدك كورو الي شقتي”
بدون اضافة المزيد من الكلمات تبعت كورو الذي كان خائفا من التحدث حتى
جميع أعضاء العصابة أحبوا ميتسو حقا كانت صديقة جيدة لهم
حقيقة علاقتها مع كين لم تكن معروفة
وصلت إلى شقة كين جلست حيث تم اعطاها منشط جنسي من قبل
منذ ذلك الوقت لم تدخل هذه الشقة ولم يحاول كين ايضا إحضارها
بالوقت الحالي مكان جلوسها أو تواجدها كان آخر ما قد تهتم به
ضمت رجليها الى صدرها ودفنت راسها بينهم
لا تعلم كم مضى من الوقت منذ جلوسها بالوضعية ذاتها
توقفت دموعها عن الانهمار منذ وقت طويل ما فائدة البكاء الآن
أصبح كل شيءٍ بحالة فوضى بشكل سريع حتى توقفت عن استيعاب ما يحدث
“قمنا بدفن جثة والدتك بشكل ملائم “
تحدث كين بجانبها، لم تتعب نفسها حتى برفع رأسها والنظر اليه او اعطائه ردًا
“يجب ان ترتاحي حل المساء بالفعل”
انقضت لحظات من الهدوء ولا يزال كين جالسًا بجانبها
حتى هو لم يعلم بما يجب فعله بموقف كهذا
تحدث ميتسو أخيرًا بصوت خافت للفكرة الوحيدة الدائرة بعقلها
“هل سأدخل السجن؟”
“هذا لن يحصل مادمتِ معي “
رفعت راسها اخيرا قابلت اعينها الميتة خاصته الحمراء الامعه
“انت تخبرني ان تركك سوف يرمِ بي إلى السجن”
مسح بإبهامه على خدها ولا تزال هي بالتعبير الفارغ ذاته حتى عندما لمسها “يمكنك فهم الأمر كما تريدين”
“حسنا” همست وابتلعت ريقها تنظف حنجرتها الجافة، صرخت و غنت طوال الليل ولم تشرب قطرة ماء واحدة “لا أهتم بأي حال”
لاحظ جفاف شفتيها وخشونة صوتها الجاف
التفت إلي الطاولة الصغيرة أمامه و سكب بعض المياه في كوب زجاجي
“هل تهتمين بهذا ؟” اخرج كيس صغير يحتوى على عده حبوب ملونة من درج الطاولة وكما أراد أعين ميتسو كانت مهتمه بالشيء بين يديه
“الإكستاسي” همس باسم المخدر وركز نظر للكيس ” أؤكد لها يمكنها جعلك سعيدة او على الاقل سوف تنسى كل ما يزعجك مؤقتا “
بدون اضافه اي كلمات سحبت الكيس الصغير من يده
ربما تكون تلك الحبوب وسيلة إنقاذها وطريقة لها لتهرب مما ينتابها من مشاعر
اسرعت بابتلاع اكثر من حبة وشربت المياه التي سبق وان سكبها من أجلها
على عكس كل المخدرات التي سبق و أن تعاطتها كان مفعول الإكستاسي هو الأبطأ ولكن الأقوى
تناست احزانها تدريجيا وبات العالم من حولها جميلا
ولأول مرة منذ ولادتها شعرت بالحب تجاه كل الأشياء من حولها
كانت المشاعر بداخلها لا توصف
احساس بالحب والسعاده ورغبة للتواصل جسديا و عاطفيا مع أي شخص كان
على عكس الاحساس المقزز للمنشطات الجنسيه شعرت بالحماس تجاه كل شيء
تركت اخيرا الكنبة التي لم تتحرك من فوقها منذ وصولها و اتجهت الى المطبخ حيث دخل كين مسبقا
رؤيته على عكس المعتاد إضافة ابتسامة كبيرة على وجهها
عانقته من الخلف واستمعت بالشعور بالدفء المنبعث منه
لم يكن هو مصدوم حقا فيعلم ما يسببه المخدر الذي اعطاها اياه
امسك بيدها التي تحيط بخصره و لم يتمكن من منع نفسه من الابتسام “هل انتِ بخير الآن ؟ “
“انا حقا بأحسن حال منذ ولادتي وكل هذا بفضلك كين”
أخذت تسير بأرجاء المطبخ يبدو وكأنها تقفز “أخبرني كين”
أعطى كامل تركيزه لها وهي أكملت بنبرة صوت اقل عكس حماسها
جلست أعلى طاولة المطبخ الكبيرة بعض الشيء تضع ابتسامة كسوله “هل تريد فعلها معي ”
اسرع بإمساك وجهها وقبل شفتها الجافة
كانت هي تسند نفسها بيدها للخلف و تقاوم ضغط جسد كين الضغط ضدها
ابتعد قليلا ولا تزال شفتهم تلتقي تقريبا
“هل تريدين فعلها معي حقا ميتسو “
ليس إذنا منها كان فقط يريد سماع المزيد من كلمات موافقته و رغبتها به
“كن قاسيًا حتى انسى كل شيء بالعالم عداك “
بمجرد ان فتحت عينيها لاحظت السرير الفراغ بجانبها
انتهى مفعول المخدر و هقد عاد عقلها لفراغه
او ربما اسوء
عدم وجود كين بجانبها جعل دموعها تتساقط وتحولت الي شهقات
هل تبكي لعدم الحصول على الرعاية بعد الجنس و من كين
بالطبع لم يكن ذلك منطقيا البته لها
جلست ولا تزال تحدق بالغرفة الفارغه
تبتسم و تحضن و تنام رفقه الشخص الذي قتل يوتا والذي ادى الي قتل والدتها
حاربت العديد من الاحاسيس بداخل جسدها
كانت الحراره تغلي بداخلها و الحزن الذي اصبح فارغًا عاد ليكون حزنا لا تستطيع تحمله
قررت اخيرا الوقوف و ترك المكان الخطأ الذي اتت اليه بلحظة ضعف ولكن فور وقوفها انتابها الغثيان
كان التقي بمعدة فارغة مؤلما حتى دمعت عينيها
اسرعت بغسل وجهها ويديها للخروج من هنا ولكن كين لم يكن غبيا حقا
“الباب مغلق”
جلست على الارض من اثر الصدمه
هل عادت للوضع ذاته
عندما كانت محتجزه بغرفه صغيره مع هيدو
كل ما فتكرت به عندها الا يجب عليها الاستسلام هي بحاجة الي الهروب
تاملت جهات الاتصال بهاتفها لفترة طويله وادركت عندها انها لا تمتلك احد أبدا
سارت بارجاء شقه كين الفارغه تجر خيباتها و المها من خلفها
“انا سأبقى دائما معك”
“ابنتي العزيزه “
تسللت الي مسامعها اصوات من يرقدون تحت التراب
“امي يوتا ما الذي يجب علي فعله”
“لا يوجد احد ليبقى معي بعد الان”
اغلقت عينيها للحظة تشعر بنسكاب الدموع على وجنتيها
“لما يجب أن يكون أنا الشخص الذي يعيش بهذه الطريقة”
لاحظت اللوحة المعلقة وسط شقه كين
‘فراغ’
بهدوء اقتربت من تلك اللوحة حيث كانت بداية العلاقة التي سرقت روحها و احبتها
“انت هي السبب”
أسقطت اللوحة من الحائط
داست عليها وضربتها بقدمها
أرادت شيء الاخراج كل المشاعر بداخلها وكانت تلك اللوحة بداية مثالية لدورة الهياج
لم تكتفي بها واخدت ترمي كل ما تقع عينيها عليه أرضا
كانت تبكي و تصرخ وتعبر عن ما تشعر به من تمزق وتحطم بداخلها
لم تلاحظ حتى كم اصبحت الشقة بفوضى
جلست بالزاوية وعادت لضم رجليها معا لا تريد دموعها التوقف عن الانهمار، الاكتئاب بداخلها يكاد يفقدها عقلها وكل تلك المشاعر السيئة لا تبتعد
أرادت الإكستاسي مرة أخرى
كان من حسن حظها دخول كين بذات اللحظة التي فكرت بها بالمخدر
لم تهتم بما سوف يفكر بعد أن جعلت شقته المرتبة بفوضى
ولم يصدم هو حقا لكونه يعلم بمضعفات المخدر
“كين هل احضرته”
اسرعت له وامسكت يده
“وهل استطيع نسيان شيء تريده بشدة ”
عاد الوضع ذاته
الأيام توقفت عن عدها كان كل ما تفعله هو أخذ المخدر و النوم مع كين، الصراخ و البكاء النوم لساعات طويلة
نسيت حتى كيف يبدو العالم بالخارج فقد منعها كين من الخروج او حتى الوقوف امام الباب
رسالة من مجهول: ‘ هل تعيشين جيدا ايتها القاتلة’