Emptiness - 31
ضربت الرياح العلب المبعثرة على الأرض مما أصدر بعض الضجيج، وسط تلك الرياح وخارج مقر العصابة وقفت من لا تعرف حتى كيف وصلت الى هنا
بمجرد سماع ذلك الاسم اسرعت باقصى ماتملك ارجلها من قوة حتى بات التنفس صعبا من رياح ليالي الخريف الباردة
حدقت مطولًا بالمكان أمامها عندما كان عقلها سمعها وبصرها بالفعل قد ذهبوا بعيدا، وجهه هيدو كان كل ما تراه و صوت همساته القذرة واهانته تبادر على سمعها، أصغر الإساءات دارت بعقلها
سبب حزنها وصراخها عدم قدرتها على النوم جيدا و الابتعاد عن من تحب، الشخص الذي تسبب بأكبر الم لها من غير حياتها تمامًا هي تستطيع فعل ما تريده به الان
بهدوء خطت إلى الداخل، ما أظهرته من هدوء كان عكس العواصف التي تضرب بداخلها
تعلم ذلك اكثر من اي شخص اخر كم هي الآن خائفة ومترددة وتريد الهرب بعيدا
وقفت مقابل الباب حيث قادتها قدماها، الغرفة الضخمة بالنوافذ الزجاجية حيث اعتاد كين القتل والتدخين اثناء مشاهده القمر بالخارج وهنا حيث بدأ كل شيءٍ فور موافقتها على الخروج مع كين
لم تتمكن من سماع الأصوات من حولها أو حديث الاشخاص
بالحقيقة المكان كان شبه خالي ويبدو أن كين و البقية بالداخل
بداخلها تحركت الكثير من الأشياء و انتشر مغص بمعدتها
لم تتمكن من تحمل رغبتها بالتقيؤ فاسرعت الى الحمام لتفرغ ما بمعدتها
مسحت شفتها بكم قميصها عندما استقرت عينيها على عصا حديدية مثبتة على الحائط، قبضت عليها وجرتها خلفها
الصوت الصادر من احتكاك الحديد بالارض قد يرسل القشعريرة إلى جسد أي شخص يسمعها ولكنها بالواقع لم تسمع أي شيء فعقلها كان بفوضى
هذه المرة وبدون تردد دفعت الباب تقابلها أظهر الفتيان
تعلم ما يوجد خلفهم
التفت الجميع لرؤية ميتسو فقد كانت الشخص الأكثر انتظارًا
بإشارة من كين خرج الجميع و قد بات واضحًا
فور ابتعاد الكل ظهر وجهه الدامي، قيدت يديه للخلف وسيقانه حول أرجل الكرسي
حين التقت عيونهم اخيرا
قد ابتسم
سمعت صوت اقفال الباب خلفها فسارت بخطوات هادئة لتقف مقابلة له بجانب كين الذي لم تبدو تعابير وجهه اقل سواديه من خاصتها
“مر وقت طويل دميتي العزيزه ” أرسل صوته رعشة لعمودها الفقري
صوته الذي استمر بأخبارها باسوء الأشياء حتى بعد خروجها وابتعادها عنه ظل ذلك الصوت الساخر عالق برأسها
“لا يبدو انكما سعيدين برؤيتي حقا” سخر عندما لم يستطع كلاهما التحدث
رؤية الالم الذي سببه لهما واضحا على ملامحهم جعله سعيدا جدا
بعد تبديل نظره بينهم ركز بميتسو و رسم الابتسامة التي تكرهها اكثر من اي شيء
“استطيع معرفة بمجرد النظر كم علاقتكما قد باتت سيئه اريد الاعتذار حقا إذ كنت السبب”
من لم يتمكن تحمل الكلمات الاستفزازية لهيدو امسك بقميصه و سحبه عاليًا
كادت عينيه الحمراء تشتعل بواجهه ابتسامة هيدو الساخر
“لا تنسى هيدو أنك قد اصبحت اسير لدى استطيع قتلك متى أردت”
“هل تفتخر انك تمكنت من الامساك بي ” ضحك هيدو وأضاف ساخرا عكس غضب الاخر “استطعت الامساك بي بعد اربعه سنوات بعد أن اغتصبت اختك وحبيبتك وفعلت كل ما اردت بيهم حتى مللت “
تثبت يده اليسرى على قميص هيدو وارتفعت اليمنى تردد لكمات متتالية تتبادل على جوانب وجهه
تناثرت الدماء من فمه وأنفه على وجه كين خالي المشاعر وبعد توقفه أعاد هيدو الضحك ساخرا
“هل تظن أن قتلِ سوف يعيد اكاني او مشاعر دميتي ؟ انت ضعيف ومثيرة للشفقة كين الإمساك بي لم يكن إلا ضربة حظ بعد المراقبة للسنوات “
“اكاني و ميتسو توقف عن ذكر اسمهم قبل أن أطلق رصاصة بوسط حلقك “
“اوه اعتذر اقصد المتوفى و دميتي “
توقفت قدره كين عن التحمل عند ذلك الحد
تسللت يده سريعا لتقبض على المسدس أسفل ظهره ولكن يد صغيرة أمسكت به قد منعته من سحبه
تركت قبضته اليمنى قميص هيدو فعاد للجلوس اسفلا
ركز بمن نظرت للأسفل ولم تنطق بحرف واحد منذ دخولها
كان سيقتل هيدو منذ لحظات و يسرق انتقام ميتسو بالطبع هي ستكرهه إلى يوم مماتها إن فعل ذلك رغم أنها تكرهه بالفعل
عاد خطوتين للوراء وراقب ميتسو الذي واخيرا تمكنت من النظر إلى عيون هيدو المبتسمة
“يا الهي دميتي العزيزه لا تزالين شاحبة و نحيفة “
“اخبرتك انك تبدين أقبح عندي تخسرين الوزن سيكرهك كين كما تفعلين اتجاهه عندما تصبحين أقبح مما أنت عليه بالفعل”
“هل تذكرين ايامنا السبعة الرائعة معا ! لم أخبرك بذلك قبلا اعتذر ولكنك تصدرين اصوات اجمل من مظهرك عندما تصبحين مثارة جنسيا ”
كان متعبا جدا لكين كبح رغبته بالقتل والضرب ولكنه أراد احترام رغبة ميتسو لعلها تسامحه
عندما استمر هيدو بإلقاء الإهانات والسخرية كان عقل يسترجع كل ما حصل بتلك الايام
باختصار كانت تحارب فطرتها الإنسانية وتجاهد لقتل الشخص الجالس أمامها
“لا يمكنك قول أنني جعلتك تشعرين بالملل هل تتذكرين المقلب المضحك ؟ عندما اندفعتِ من تحتِ من أجل رؤية ك…-“
قبل أن يكمل البوح بالاسم وقع كرسيه أرضا إثر ضربه ميتسو راس هيدو بالعصا بين يديها
تذكر اليأس عندها سعدها للتخلص من حدودها الانسانية
ضحكت هيدو و رجاله مظهرها النصف عاري تحطم روحها
اخيرا تمكنت من رفع راسها و قابلت الملقى على جنبه أرضا
“هيدو انت”
بهدوء وقفت بجانبه وأعادت ضرب بالعصا على راسه مرة اخرى
“انت يجب ان تموت ” ضربت مجددًا “ان كنت حيا أنا لن أتمكن من العيش” ومجددًا ” بعد موتك سأكون سعيدة ” اصوات كلماتها الهامسة ارتفعت لتصبح ضحكات امتزجت بدموع تسيل من عينيها
تعالت ضحكتها أكثر بكل مره انزلت العصا على الجمجمة التي أصبحت مهشمة بالفعل
مات أو لم يمت بات ذلك غير مهما فكل ما فكرت به هو إخراج كل ما بقلبها
بين الضحك الضرب امتلأت ملابسها بالدماء وتلطخ وجهها بالكامل
وعندما شعرت بالرضى وتداركت ما حدث رمت العصا الحديدية جنبًا و دوى صوت المزعج المكان
بدلت انظارها بين كفيها الممتلئة بالدماء والجثة أسفل قدميها
و بهدوء رددت
“هنا بدأ كل شيء كذلك اريد انهاء كل شيء من هنا”
غيرت مجال رؤيتها لكين الذي راقبها حتى النهاية
“نحن هنا ننتهي كين لا اريد رؤيه وجهك بحياتي مجددًا ”
غير قادر على فهم ما قالت إجازته هي بهدوء للخروج وترك كل شيء المها خلفها