Emptiness - 30
سحبها من يدها إلى غرفة فارغة كانت ممتلئة بمواد التنظيف
فور دخولهم دفعها على الحائط
كان غاضبا حتى شعر بصعوبة بجمع الجمل الصحيحة
“لهذا السبب اخبرتني ان اتوقف عن الحديث معك ؟ لكي تتمكني من خيانتي “
شد قبضته على معصمها و حدقت عينيه الحمراء تعكس الغضب المتأجج بداخله
خمل معصمها ولكنها لم تهتم
ما تشعر به بداخلها كان أكبر
“هل تفسر أي ما تراه كخيانة ؟ لما تتعب نفسك بالخروج مع فتاة لا تثق بها ” ضحكت ساخرة بمنتصف كلامها وأكملت ” عندما يكون الشخص الذي يجب أن لا يثق هو انا”
“لم أتحدث مع أي فتاة منذ ذلك اليوم، أنا لم اخلف وعدنا عندما استمررتِ انتِ بلقاء ذلك الفتى “
ابعدت قبضته واستقرت يديها على صدره
دفعته بكامل قوتها التي جعلته فقط يرجع خطواتنا للوراء
مقارنة بزعيم عصابة كانت القوى التي تمتلكها ضعيفة
نظر اليها لا يفهم سبب انفعالها المفاجئ
“هل تقتصر الخيانه على الحديث مع الجنس الآخر ! ما فعلته بذلك اليوم لا يختلف عن الاغتصاب انت..-” صرخت بوجهه حتى اصبح شعرها بحالة فوضى
توقفت عن الحديث للحظة تستجمع انفاسها الضائعه
انخفضت وتيرة صوتها و قالت اشبه بالهمس
“كين انت لا تختلف عن هيدو”
عم الصمت عندما لم يجد كين شيءٍ لقوله، كشخص أناني لم يفهم لما لا تسامحه، لما لا تفهم ما يشعر
كل جزء من جسده كان غاضبًا لمقارنته بمغتصب وقاتل اخته فهو لا يرى ابدا انه قد اخطأ
“انتِ لا تعنين ما قلته “
“بل أعني كل حرف”
قبض على أسنانه وازداد الغضب لملاحظة الاحتقار الكره تلمع من عينيها
امسك كتفيها ليتبث تحركها
عض شفتها واستغل المها الإدخال لسانه بفمها
حاولت ابعاده أرادت دفعه لكن قبضته قاربت على إحداث ثقب بجلدها كانت مؤلمه ومقرفة
لا تعلم حتى لما خطر وجهه يوتا المحرج على عقلها عندما كانت تقاوم الاحساس بلسان كين يداعب لسانها
وفقط عندها ذرفت دمعه رغبت بشدة بامساكها
عندما شعرت أن دفاعه قد خف تمكنت اخيرا من ابعاده
شعر فوضوي وبعض الدموع ضيقت عينيها الممتلئة بالحدق
“ميتسو لما لا تفهمين كم احبك “
“أنا أبذل قصارى جهدي من اجل ان احصل على انتقامك لا اكاد احصل على وقت للنوم “
“استطيع فعل اي شيء إذ كان من أجلك” انخفضت نبرته الواثقه المتعجرفة وحل محلها صوت منكسر ” لذلك ارجوك لا تنظري لي بهذه الطريقة “
‘انتقامك’ رنت تلك الكلمة بعقلها فعدلت تعابيرها
رتبت شعرها بهدوء ووقفت باعتدال
لما تتصرف بحساسية ؟ لما تضع مشاعر و تجرح بسبب شخص تستخدمه
ذكرت نفسها و صرخت بداخلها
‘لنتحمل كين ونعطيه ما يريد حتى نحصل على ما نريده ‘
في الحقيقة وجود يوتا من حولها جعلها تنسى انتقامها ولكنها تذكرت الآن، البؤس الحقيقي كل ما عشته لا يجب أن تنسى ابدا
طالما يعيش هيدو تحت السماء ذاتها التي تتنفس تحتها هي لن تكون سعيدة حتى يصبح تحت التراب
تنهدت بعد لحظات من الهدوء واعادت خطتها
اقتربت من كين الذي بدأ تعيسا وعانقته
شعرت بالألف السكانين عالقة بينهم ولكنها فقط تجاهلت ذلك يمكنها تحمل أي شيءٍ
“انا اسفة كين “
“ذلك الفتى كان فقط يساعدني لانني لم استطع الرسم مؤخرا وهو أحد الطلبة المتفوقين “
حاصر جسدها بين ذراعيه حتى دفنها بداخله
دفن وجهه بكتفها يحاول تهدئة غضبه و حزنه
يرد الشعور بوجودها
“لم أحب الطريقة التي نظر بها إليك”
“هو مجرد زميل ”
كذبة مؤلمه فهو أكثر من مجرد انسان
هو علاج حزنها
“توقفِ عن الحديث معه”
رفعت يدها تمسح على شعره الاسود
“إذ كان ذلك سيجعلك سعيدًا، اخبرتك من قبل اكره ان نتشاجر”
ارتعش جسدها الاحساس ببروده شفتيه بين كتفها و عنقها
ابتعد عن حضنها وابتسم لها وبادلته هي الابتسامة
يعلم الاثنان انهما يكذبان وذلك ما يجعل علاقتهما تستمر.
بعد ساعة من الجلوس رفقة كين تركته للذهاب الى المحاضرة التالية، في أعماق قلبها لم تكن تريد الذهاب تمنت أن تعود إلى المنزل
دخلت متأخرة فقد سبق وأن بدأت المحاضرة
بحث عينيها عن شخص واحد بمجرد دخولها لم تضع جهدا الإيجاده
لاحظت شعره الكستنائي الطويل بعض الشيء وظهره العريض
ابتسمت لملاحظة أن عقله بعالم آخر.
قررت عدم الجلوس بجانبه وقد التفت هو فور جلوسها
احس بها واستمر بالنظر إليها عندما تجاهلت هي نظراته
فكر كثيرا بما حصل بعد خروجها رفقة حبيبها الغاضب، كاد يصاب بالجنون لتجنبها النظر اليه
ارسل اليها عدة رسائل لكنها لم تمسك هاتفها حتى.
بعد انتهاء المحاضرة التي بدا انها دامت الايام توقع خروجها ولكنها انتظرت حتى أصبح المكان فارغا، اسرع بالوقوف جانبها
ولازالت هي تجلس بهدوء لا تعرف ما الذي يجب عليها فعله
“هل انتِ بخير ؟ هل اعتداء عليك ذلك الحقير “
امسك بوجهها وراقب كل جزء من بشرتها
الاهتمام بعينيه صوته القلق
كان كل ذلك مؤلما جدا لقلبها
لكنها اختارت الانتقام
“لا بالطبع لن يقوم بضربِ ” ابعدت يده عنها و استجمعت انفاسها
“يوتا لنتوقف عن الالتقاء والحديث “
تلقى ضربة لتو
تألمت لرؤية التعابير البائسة التي وضعها
“لماذا ! هل فعلت شيء خاطئ شيء أزعجك”
نفت برأسها ثم اجابت بهدوء
“احتاج كين من أجل الانتقام وجودك حولي سيصنع الكثير من المشاكل معه، انا احب البقاء معك يوتا فهل يمكنك الانتظار ؟”
“ألا تستطيعين التخلي عن الانتقام ” بات صوته اعلى “انتِ يمكنك ان تكوني سعيده أنا أستطيع جعلك سعيدة بدون التفكير في انتقام
لما، لما تستمرين بالغوص في البؤس أكثر “
صوته العالي كان انعكاسا لمشاعره المجروحة
عندما بدأ كل شيء بينهم اصبح جيدا، عندما استطعت الابتسام و الرسم من الجديد لما ترمي نفسها بأعماق الحزن مجددًا
استقامت حدقت بيوتا بعيون فارغة
نظرتها التي اعتاد رؤيتها قبل أن يصبحا مقربين
“لا تتدخل بحياتي بعد الآن، أنا من سمحت لك بالتدخل وانا من امنعك الآن منذ البداية كان الغرض من علاقتنا جعلي اتمكن من الرسم و قد فعلنا ذلك بالفعل”
“انتقام امر لا يخصك يوتا ولم أطلب رأيك به انت ابدا لن تتمكن من فهمي فلست أنت الشخص الذي مر بكل ما مررت به”
سارت بهدوء بجانبه حتى اجتازته وقبل أن تخرج همست
“لا تقترب مني مجددًا تاكاهاشي يوتا”
غادرت وقد تركت قلبها بالداخل
اتجهت للسطح حيث اتفقت مسبقًا على الإلقاء مع كين وبمجرد وقوفها بجانبه سحبت السيجارة من يده
كانت اسفه لوالدتها ويوركو ولكنها بحاجة الى شيء ما يساعدها على الصمود
وقد مر شهر منذ توقفها عن الالقاء مع يوتا
عادت للحزن والعزلة باتت وحيدة من جديد، قضت وقتها بالرسم او مع كين وعصابته وعندما شعرت بالاختناق خرجت مع يوريكو
أنهت الامتحانات من فترة وقد حلت الاجازه، كم كرهت تلك الإجازة التي منعتها عن رؤية حبها الأولى
ادركت ذلك متأخرة بعض شيء، منذ اليوم الذي مد به يوتا يده من أجلها قد احبته.
راقبت اللوحة المقابلة لها وسط غرفتها الفوضوية ذلك ما تكون عليه غرفتها عندما تبدأ الرسم
تنهدت للشعور بشيء ناقص وغير مكتمل والانغماس بالتفكير لم تلاحظ حتى هاتفها الذي استمر بالرن كثيرا
“كورو”
رات اسم المتصل وانتشر قليل من القلق بداخلها
لم قد يتصل بها كورو بمنتصف الليل لعشره مرات
“مرحبا “
“ميتسو لما لا تريدين”
“كنت ارسم “
“تعالي الي مقر العصابة الآن”
“هل أنت مجنون انه منتصف الليل وانا مشغوله”
“هيدو انه هنا، تمكنا الإمساك به “
لم تلاحظ حتى إن الهاتف قد وقع من يدها