Emptiness - 3
التقت العيون بين الزحام أو يمكن القول بسبب توقفه مقابل لها بعد التواصل بين أعينهم لثواني مرت بجانبه تتجاهل كون الواقف شخص تعرفه، شخص قد اعترف بحبه قبل عدة أيام
احب الصدفة التي جمعتهم بوسط معرض ممتلئ بالناس من كل المدن لكنه أدرك متأخرا منظره كملاحق
“انتظري”
امسك يدها النحيلة يدير ظهرها باتجاه ليعيد تقابل أعينهم, حين أحب ملمس بشرتها الشاحبة أراد عدم ترك تلك اليد الصغيرة, ما يريده ليس ما تريده هي, ابعدت يديها لشبك كلتا ذراعيها امام صدرها تنتظر تفسير سبب ايقافها
“انا هنا من أجل المعرض ايضا”
” لم أسأل”
“اعني انني لست الاحقك”
“لم افكر بذلك .. إذا أنهيت كلامك”
التفتت تعيد السير مبتعدة عن من أبى الاستسلام واسرع ليقف بجانبها
“يمكننا السير بالمعرض سويا”
“افعل ما تشاء”
كل رد منها كان أقصر من سابقتها لم ينزعج ولكن روح المنافسة بداخله اشتعلت أكثر لجعلها تقع بحبه, لرؤيه ما بداخلها سيفعل أي شيء
اكتظ المكان بالزحام المعرض كان منتظرا منذ اشهر حيث توفر به جزء لوحات وأدوات رسم حديثة أجزاء للآلات الموسيقية واخرى للمانجا والانمي بعض منتجات المشاهير وكل ما يسعد الشباب فليس بالغريب تواجد كين هنا فلم تفكر ميتسو أنه ملاحق كما اعتقد هي لم تهتم بالحقيقة
سار كلاهما بهدوء لمعرض اللوحات بدون ان يبدا احدهم الحديث, تكره ميتسو الكلام بدون داعي ولم يكن كين من الاشخاص كثيري الكلام فقط اصوات الضجيج الصاخب للناس من حولهم يرافقه صوت خطواتهم التي عزفت بأذن من احب السير بجانبها
اخذت تمشي ببطء بين اللوحات المعلقة لا تثير أي لوحة اعجابها وفضولها بين الكثير من الأسماء المشهور والأعمال غالية الثمن, توقفت مقابل اللوحة الاولى التي تشد انتباهها لم تكن اللوحة بالبداية بل اسمها
“فراغ “
همست باسم اللوح بصوت مسموع لشخص بجانبها من حدق بها عندما حدقت هي للأمام
فرغت اللوحة من الألوان فقد استعمل بها فقط الاسود لرسم بضع خطوط تبدو كظل فتاة بشعر قصير
تعابير أو ما تشعر به تلك الفتاة تجنب الرسام رسمها لكنها قد راتهم
استطاعت رؤيه تعابير اللوحة شعرت بما تشعر به صاحبه الظل ضنت انها تفهم حقا لم تسمى اللوحة بفراغ
فذلك ما يكون عليه الفراغ بدون ملامح او مشاعر فقط ظل لإنسان يعيش بدون ان يعلم السبب حقا
“انها تشبهك”
تحدث بهدوء فنظرت باتجاه عندما حدق هو باللوحة عكس الوضع قبل لحظات
“يوضح فقط انها فتاة, مشاعرها ما تفكر به قد تم اخفائها”
اكمل حديثه عن اللوحة والتف لمن نظرت اليه يضع ابتسامة صغيرة
أعادت نظرها للامام
“لم يتم إخفائها هي فقط غير موجودة “
” في أعماق النفس البشرية يوجد بعض الأشياء التي يصعب الوصول إليها هو صعب ليس بمستحيل, بعض الأشخاص يعانون لمعرفة ما بأعماقها, يصعب عليهم فهم أنفسهم و ما الذي يريدونه من العالم لكنهم في النهاية يتمكنوا من إيجاد أنفسهم ورغباتهم بأشياء لم تخطر ببالها فقط الصبر هو الحل”
“هل تدرس الفلسفة”
احبت قليلا ما سمعت لكنها قررت اخفاء ذلك الشعور, محاولة فاشلة فالأخير قد راقب تعابيرها أثناء حديثه
“سؤالك عن شيء يخصني هو تقدم كبير”
“إذا لا تخبرني “
عادت لسير مبتعدة عن من لحقها فورا تغمره بعض السعادة
“هندسة الصوت هي تخصصي”
“لا تناسبك”
“فقط كيف أبدو لك”
“جانح فيلسوف “
بدا الضحك على ردها الظريف نسبيا حسنا لن يكون ردا ظريفا لشخص الطبيعي فهي تسخر كل ما يخرج من فمها فقط السخرية والسخرية وهو أحب ذلك منها أيضا ووجوده مسليا
بعض الألوان الزيتية وألوان الخشب أوراق بيضاء فارغة وأقلام رصاص متنوعه, اشترت كل ما رغبت به حينما كان الآخر يتبعها ويراقب كل ما تفعل بدقة بدا كأنه سيمتحن بما تفعل بعد خروجهم.
“يجب عليك مرافقتي الآن”
“و لما يجب علي ذلك ؟”
“لقد رافقتك”
“وهل اخبرتك ان تفعل “
” هذا لئيم”
امسك يدها يجرها خلفه, لم تمانع حقا فالوقت معه ليس بمزعج كما توقعت أن يكون قد علم متى يجب عليه التحدث ومتى يتركها لعقلها وافكارها
“سأعيدك للمنزل على دراجتي النارية كهدية “
“لا أرغب بالهداية فقط اشتري ما تريد “
بعيدا عن قسم الفنون مشى معا لفترة وصلا لقسم الآلات الموسيقية سبب قدوم كين للمعرض
شاهدت ميتسو الآلات المعلقة على الحائط الموضوعة أرضا, لم تهتم بالآلات الموسيقية قبلا لكنها بدت جميلة
“هل تجيد العزف”
سألت من تفحص جيتار الكترونيا بعين لامعه, رؤية جانح ذو جرح بوجنته يعامل الجيتار كطفلة غيرت الكثير عن فكرته عنه
شعرت بأنها سطحية بعض الشيء فكل ما فكرت به اثناء اعترافه انه فتى مغرور بوجه جميل جل ما يجيده الضرب وان يضرب لم يبدو كشخص يبدي اهتمام لتخصصه أو للموسيقى
“على جميع الآلات هنا لكني اميل للجيتار “
بدا هادئ واقعا بالحب, ليس بحبها بل بحب الجيتار وجميع الاجهزة بالمكان تلك النظرة المحبة الامعه جعلت شيء ما بداخلها يتقبل كين كما تقبلت يوريكو من قبل
“انها المرة الاولى لاري جانح متلهف للموسيقى “
ابتسمت نهاية حديثها, ليست سخرية بل هالته رفقه اهتمامه وجدت ذلك مضحك بعض الشيء ولا يليق به
صنعت الابتسامة الصغيرة عالما اخرى لمن ترك التركيز بالجيتار وركز بما تراه عينيه للمرة الاولى
قد وقع بحبها مجددا لسبب كهذا فماذا اذ استمرت بالابتسام له كل يوم هل سيعيش بالنعيم عندها
كبح رغباته باحتضانها أراد ألا يدمر تعبه عندما شعر انه اقترب خطوة اليها
الصبر هو بالتأكيد بحاجة إلى صبر وإلى التركيز على فهم ما يدور بعقلها الغريب
“احببت الموسيقى قبل ان احب لكم الوجوه يمكنك القول أنها حبي الاول الذي لا استطيع ان اتخطاه “
“يبدو مشابها لما أشعر به تجاه الرسم “
“أعتقد أننا نفهم بعضنا قليلا “
“لنذهب”
تجاهلت آخر كلماته انزعجت من محاولته التقرب منها لكنها لم تكره ذلك حقا لو كرهته لكانت قد عادت للبيت منذ البداية
لسبب ما لا تشعر بأنه شخص يجب عليها تجنبه طالما لا يزعجها ويتدخل بخصوصياتها
“الان وقت دراجتي”
سبقها بعدة خطوات يدير المفتاح بصبعه
تبادلت الأنظار مع الدراجة النارية كبيرة الحجم بعض الشيء, الآن تذكرت كون الشخص بجانبها جانح وليس بشخص عادي, فكرت مليا بالركوب أو الرحيل
تلك كانت المرة الاولى التي تعجز بها عن اتخاذ قرار بسرعة, سيكون ذلك مزعج لكنه قد يكون ممتعا
تحارب داخلها الكثير من النتائج المحتملة, تحمل الإزعاج أو تجرب شي جديد
“لننطلق”
قبل ان تتخذ قرارها أحاطت الخوذة راسها ومسكت كين يدها يساعدها على الركوب
تنهدت مقررة التمشي مع الوضع الذي وضعت به
لفت يدها حول خصر الذي انزل راسه لرؤيه يدها الصغيرتان حوله بكل مره يشعر بأنه يحلم بوضع كهذا
“امسك جيدا سأسرع “
انطلق سريعا يجتاز السيارات المتزاحمة
رغب بالالتفات لرؤية تعابير ميتسو لكن ذلك كان أقرب للانتحار
الشعور بالرياح تضرب وجهها و السرعة اثناء الابتعاد عن كل شيء, شعرت أن الرياح تسللت لعقلها الفارغ تملؤه بشعور لطيف لم تجربه من قبل, تلك كانت المرة الأولى التي تمتلكها مثل هذه المشاعر, الركوب بالدراجة بدا أشبه بالطيران بعيدا عن العالم كل ما يدخل اذانك طنين المحرك العالي, وجدت للمرة الاولى شيء استطاعت القول انها احبته عدى الرسم.
“هاجم بعض الرجال ريوتا وقد كسرت ذراعه, نحن الان بالمستودع”
عبر الهاتف تحدث كورو الذي بدأ انزعاجا واضحا على صوته
“ليبقى الجميع بالمستودع أنا قادم الآن “
تسلل صوت كين القلق لمسامع من تسلت بأنغام المحرك
“انا اسف ميتسو لن أعيدك للبيت الان طرى أمر عاجل سآخذك معي”