Emptiness - 28
بات الوضع محرجا حيث انتشر الصمت بعد بكاء ميتسو من صميم قلبها
تقريبا كانت تلك المرة الأولى لها، البكاء كالأطفال حتى أخرجت اصغر بؤس عالق بقلبها جعلها تشعر بهدوء وسكينة لم تتوقع أن تشعر بهم مجددا.
“هل هدئتِ؟ “
كان الوضع محرجًا والسؤال يجعلها تريد الاختفاء
أومأت بالإيجاب بينما تمسح انفها بالمنديل الذي سبق وان اعطاه يوتا لها
“هناك شيء انا بحاجة إلي معرفته حقا ”
نظرت اليه و عندما حاز على انتباهها سال
“الخروج بعدك بعشرة دقائق عدم التحدث خارج القاعة، لما تفعلين كل هذا؟”
ابعدت نظرها عنه مثل المذنبة، شعرت بالاهانة من حقيقة ما ستقوله لكنها قد قررت عدم اخفاء اي شيء عن هذا الشخص
بعد ان استجمعت افكارها ردت بهدوء
“كين وضع شخصا لمراقبتي ”
توقعت ما سيضع من تعابير
تبث يده على فمه مذهول مما سمع، لم يصدق انه لا يزال هناك اشخاص مجانين مثل هؤلاء
التعرض للمراقبة طوال الوقت شيء سيجعل اي شخص يفقد صوابه وبالطبع لا يعني ذلك الحب إنما الهوس، حافظ على صمته لعدة لحظات يفكر بالشيء الصحيح لقوله أو فعله بالنهاية اطلق تنهد طويلا
“كم مضى من وقت منذ بدا مراقبتك؟”
“ثلاثه سنوات”
ضحكت بداخلها لصدمة الواضحة على وجه يوتا، شعرت بالشيء ذاته عندما علمت الامر ولا بد انها رسمت نفس التعبير
“اعلم بما تفكر، كانت تلك صدمة بالنسبة لي أيضا “
“الاعتراف المشهور كان منذ أربعة أشهر فقط!”
“هو يراقبني منذ أن كنت بالسنة الأخيرة من الثانوية، لم اكن اعرفه حقا عندها “
توقف مرة أخرى عن الحديث
أعاد شعره للخلف و انغمس بالتفكير خائف من قول الكلمات التي تردد بشدة على عقله، ربح ثقتها اخيرا وبدات بفتح قلبها له كلمة خاطئة واحدة قد تعيده لخط البداية
لاحظت الارتباك الذي استولى عليه
امتلكها عندها القليل من الشعور بدغدغة بمعدتها
ان يهتم شخص لما سيقوله، الخوف من أن تجرحك كلماته
أعطى الاولوية لمشاعرها
اهتمامه كان مريحًا
“يمكنك السؤال عن اي ما تريد لا تقلق”
أرخى العقدة بحاجبيه وشعر بالقليل من الاحراج
تمكنت من قراء ملامحه
“قد يكون ما أقوله غبيا”
توقعت ما سيقوله وركزت عيونها على خاصته المتوترة
“ايشيدا كين هل تحبينه ؟ “
“لا، لا افعل”
نظرت الى اصابعها التي لعبت بهم لاعترافها
المرة الأولى لها تخبر شخصا بهذه الحقيقة
“انه العكس تماما”
“العكس !!”
خرجت تلك كصرخة
قد رمت الان قنبلة ولم يتوقعها
“لما تواعدين شخص تكرهينه “
شبكت يديها معا وابتسمت
أعادت النظر إليه وقد فهم كم كانت تلك الابتسامة بائسه
بدت منكسره
“لم اكرهه في البداية “
“كان كين شخصًا مثيرا للاهتمام، في البدايه ظننت انه مجرد مزعج مثلك”
ضحكت على صراحتها المؤذيه و هي اكملت بعد أخذ نفس عميق
“الدرجات العصابات أحببت ذلك النوع من الاجواء شعرت بأنني وجدت شيء اخيرا يملأ الفجوة بداخلي “
“كين هو زعيم العصابه التواجد معاه كان الاكثر متعه ايضا اعجبت بشخصية كين حقا”
” لا يتحدث كثيرا، لا يتدخل بوقتِ الخاص، يعلم متى يصمت ومتى يجعلني أضحك كان الوقت معه مسلي حتى اليوم الذي اكتشفت به مراقبته لي “
“لم اكرهه حقا فقد كان الشخص الاول الذي اثق به بعد امي و يوريكو شعرت أن تلك المشاعر قد تصبح شيء اكبر و انني سأقع بحبه في النهاية ولكن”
تكمله القصه كم سيكون مخيفا تذكرها حتى فكيف ستقوم بسردها
لم تخبر احدا ابدا عن ما عشته بتلك الغرفة الضيقة لم تسمح لنفسها حتى بالتفكير بذلك بل حبسته بجزء من قلبها
لاحظ ارتعاش أطرافها عندما انزلت راسها للاسفل
عضت شفتها السفلى لمنع الخوف الذي تملك جسدها عندها هو
ربت على شعرها بهدوء يحاول اعطاها بعض القوه
“لا بأس لستِ بحاجة لقول كل شيءٍ دفعه واحده لا تجبري نفسك”
رفعت راسها وقابلته ابتسامته الودودة
تلك الابتسامة التي اخبرتها ‘ستكونين بخير’
تركت يده شعرها و استقرت على خدها يمسح بإبهامه بشرتها الشاحبة
لم تكن لمسات حشرات مقرفة
بل نوع من الشفاء والهدوء الذي يعكس الاهتمام الأول التي تحصل عليه بحياتها
بعد عدة ثواني من الصمت تملكها الخجل
ما الوضع الذي كانت به الان
سارعت بالوقوف كما تفعل غالبا
“شكرا لك على اليوم لنلتقي بعد غد “
ضحكت عند رؤيتها تجمع أشيائها المبعثرة
“يجب أن تتوقفِ عن الهرب”
“أنا لا أهرب ! “
اسرعت بجانب الباب ولوحت له بيدها قبل ان تخرج
كانت تهرب فعلا فتلك المشاعر بداخلها تجعلها محرجه وغير قادرة على التفكير.
“لقد عدت “
بأفضل مزاج لها من أشهر دخلت الى المنزل تضع ذات تعابيرها المعتادة
“ميتسو “
تفاجئت لصوت والدتها الهادئ
التفت سريعا لترى والدتها جالسه بهدوء في غرفة المعيشة
“اجلسِ هنا “
أشارت على المكان بجانبها على الكنبة الكبيرة
تسارع نبض ميتسو
هل ستتحدث والدتها عن المخدرات التي كانت بغرفتها؟
ما الذي ستقوله لها
اختلطت الأفكار بداخلها في النهاية قررت فقط الجلوس
بمجرد جلوسها امسكت والدتها كلتا يديها تحاول إيصال ما تشعر تجاه ابنتها
“فقدتِ الكثير من الوزن مؤخرا”
“الهالات أفسدت بشرتك وعيونك اصبحت حمراء دائما، احيانا اعتقد ان قلبك سيخرج من شدة سعالك”
هل ابتلعت لسانها؟
لم تجد ما تقوله أو ترد به على الحزن بوجهه والدتها
الحزن الذي تسببه هي لها
“لما لم تخبريني ابدا انك تعانين؟ “
“هل تعتقدين أن تعاطي المخدرات سيجعلك سعيدا انه يحطكم و يحطمني انا..-” توقفت عن الحديث عندما بدأت تذرف الدموع
تشارك كلاهما الالم
الم الام لرؤية ابنتها بائسة من دون ان تعلم، انها لم تلاحظ ما يحصل مع طفلتها جعلها تريد الموت الف مره
اما الاخرى لطالما تمنت ألا تكون مصدر الم لوالدتها المسكينة التي عانت ما يكفي لكونها شخص طيب
تلك اللحظه كانت مليئة بالحسرة لكلاهما
“انا اسفه على عدم ملاحظة المك، لكوني الشخص الأقرب إليك ولكنني ابعدهم ايضا “
كل تلك الكلمات، نحيب والدتها آثار العاطفة بداخلها فتسربت دموعها أيضا
داخل حضن والدتها بكت كما لم تفعل حتى في طفولتها
البكاء مرتين باليوم ذاته
كم كانت تكبت من دموع بداخلها طوال تلك المدة
“أنا أعدك امي ..”
“لن اخد اي مخدر مجددًا ستكون والدتي هي المساعدة لي عندما أحزن”
ربتت على ظهر ابنتها تحاول أعطاها كل الحب الموجود بداخلها
كانت الليلة الأولى التي تنام بها ميتسو بالظلام بعد خروجها من العذاب دعتها والدتها للنوم بجانبها بدون مخدرات او منومات حظت فقط بنوم عميق
استيقظت بوقت متأخر فلا محاضرات اليوم
شعرت بالطاقة تتدفق بجسدها و بصوت عصافير معدتها
لاحظت أصوات بالمطبخ ولكن والدتها بالفعل قد ذهبت للعمل
تخيلت رؤية كين
كم سيفسد ذلك مزاجها
تمالكت اعصابها و سارت بهدوء للمطبخ
“كان يجب أن تستيقظِ بالمساء “
شعر الاحمر جعلها تتنهد براحة على الأقل لم يفسد صباحها
اتجهت للجلوس على طاولة تراقب صديقتها تحضر الطعام لكلاهما
“هل تغيبتِ عن محاضراتك ؟”
“بالطبع فنحن لم نلتقى منذ عدة ايام و ايضا..”
“ماذا؟”
“سنذهب في موعد معا كما تعلمين معرض الفنون المفضل لديك يفتح اليوم “
“اوه حسنا”
كانت تلك ردودها المعتادة، اعتادت يوريكو على ذلك من قبل
“ميتسو تعلمين انني صديقتك الوحيدة و المفضلة وانا معك دائما “
والدتها بالتأكيد أخبرت يوريكو عما حصل
تنهدت ميتسو لطفولة أفعال والدتها و لكنها ايضا ابتسمت
“اعلم ذلك هل انتِ غبيه”
كانت تكذب
لم تلاحظ وجود اشخاص يهتمون بها من حولها و انغمست بالبؤس والحزن، لم تعطي فرصة لأي شخص بمساعدتها وتجاهلت جميع من يحبها
تملكها الأمل للحياة مجددا
‘لن تنسى وجودي إلى لحظة مماتك’
دارت كلمات هيدو بعقلها و لكنها أرسلتها بعيدا
لن تترك انتقامها ولكن اكبر انتقام منه ان تصبح سعيده
حسنا كانت تلك مجرد امنيه ويوم جيد لم تكن حياتها