Emptiness - 25
بهدوء عقلي راقبت اوراق الاشجار متغيرة الألوان
حاولت عدم التفكير بأي شيء فقط التركيز على المنظر الجميل للأوراق التي باتت تصبح ذهبيه
انتهى بها الامر تفكر بعدم التفكير وحين لاحظت ذلك ابتسمت بداخلها على كونها غريبه
حركت القلم بين أصابعها وتفحصت الحديقة التي جلست بها كما أخبرها يوتا، طريقته كانت فعالة إلى حد ما
المرة الأولى التي تشعر بها بالهدوء والسلام بدون مخدرات
افتقدت حياتها قديما حين كان هذا الهدوء والسكينة هو شعورها الدائم
“تبدين جميلة عندما تركزين بشيء “
ليس غريبا ان يعرف مكانها ويأتي إليها حينما تكون تحت مراقبته طوال الوقت
وضعت المفكرة الصغيرة والقلم على فخذيها والتفت لتقابل من جلس بجانبها
“إذا كان جميلا لما قاطعت ذلك التركيز”
“افضل ان تركزي بي ”
تقابلت انظرهم وابتسم كلاهما
عادت الفوضى الي عقلها وقلبها كرهت مقاطعته لها وللسلام الذي جاهدت للحصول اليه ولكن يجب عليها إخفاء تلك المشاعر
أعادت تركيزها للشجرة التي كانت تفكر برسمها وباشر الآخر الحديث
“لم أسألك عن هذا من قبل، هل تحبين الرسم ؟ ام ترسمين لانك جيدة بذلك فحسب”
كان سؤالا غريبا لها والأغرب أنه كان من كين الذي لم يهتم بأي شيء يخص اهتماماتها أو مشاعرها
“لا أعلم بالضبط إذ كان شعوري تجاه الفن هو الحب، لكنه شيء انا بحاجته واريد فعله”
” انتِ لا تعلمين كيف تحبين ”
“حب شيءٍ ما التعلق به الرغبة، كل هذه المشاعر هي وهم صنعه البشر لملئ الجزء الفارغ بداخلهم بالنسبة لي انا افضل الفراغ عن ترهات الحب التي تنتهي بمأساة “
“أجل الحب هو شيء مؤلم أقر بذلك ولذلك في إحدى الأيام ساجعلك تشعرين بذات الألم الذي أشعر به تجاهك “
بدأ الفراغ بعينيه الحمراء مخيفا كان يعاكس ما يشعر به تجاه الفتاة التي لا تنظر إليه حتى عندما تكون عينيها مركزه به
ابتسمت هي عكس ما فعل هو و أضافت
“لا أحد يحب شخصًا لذاته “
عقد جبينه لم يفهم ما قالته قبل أن يسأل وقفت ميتسو مقابل له وامسكت يده “بما اننا هنا دعنا نتمشى بالحديقه”
رمى أفكاره جانبا وقرر الاستمتاع باللحظة ان تكون مبتسمه بجانبه
لا أحد يحب شخصا لذاته
كل الاحباء، كل العلاقات هي بسبب حاجة الإنسان للشعور ما وقد حصل عليه من الطرف الاخر
لا يهم من يكون هذا الشخص فقط ما يهم هو تلك المشاعر المتطلبة، فالشخص الذي سوف يعطيها هو من ستقع بحبه
لن تحبه لذاته لشخصيته لكونه هذا الشخص فقط ستحب ما ستحصل عليه منه لذلك لا وجود للحب هي علاقة أخذ وعطاء
اعطيني ما اريد ان اشعر به وساعطيك الشيء ذاته
“لقد عدت ”
رددت بصوت عالي لتسمع والدتها من المطبخ
اتجهت لتجلس على الطاولة تراقب ترتيب والدتها للطعام على الطاولة
“كيف كان يومك”
سالت بمجرد جلوسها
تذكرت افكار يوتا والجلوس بهدوء بالحديقه فصنعت طيف ابتسامه
“أفضل من سابقته “
أضاءت تعابير والدتها وبدت الفرحة الصغيرة واضحة وقالت بنبرة متحمسه “هل حصل شيء جيد؟”
“لا فقط جلست بالحديقه وتمشيت رفقة كين “
“اوه هذا لطيف”
عادت ملامح والدتها للهدوء مرة أخرى فلاحظت ميتسو أن امر ما يزعجها
“يمكنك الحديث لا تفكري بمشاعري كثيرا “
“ناوكو ستأتي للزيادة “
“اوه، متى”
“لم تحدد الموعد بعد لكنها تريد رؤيتك “
“حسنا هذا جيد لابد انك اشتقتِ إليها” زيفت ابتسامة من أجل والدتها التي بدت عابسة
“بالتأكيد، ايضا اتمنى ان تتحسن علاقتكما “
جمعت ميتسو الصحون من أمامها وغسلت يديها وقبل ان تذهب لغرفتها قالت ” سأحاول ذلك “
“ايضا ميتسو”
“ماذا؟” ركزت مع تعابير والدتها التي تستمر بالتغيير
“لا، لا شيء اقترب موعد الامتحانات ادرسي جيدا”
تأكدت من إغلاق باب غرفتها واسرعت الأخذ المسحوق الأبيض الذي سوف يريح عقلها ويطرد ملمس يد كين وأفكار هيدو
التظاهر بالطبيعية كان صعبا لحد الجنون لها
وجعلها تجن اكثر اختفاء مسحوقها الأبيض من الدرج
“اللعنة” تسارعت نبضاتها واخدت تبحث بكل جزء من غرفتها تحاول إقناع نفسها بأنها قد نسيت اين وضعته ولكن تعابير والدتها استمرت بالظهور أمامها
“يا إلهي “
“هذا اسوأ ما قد يحدث حقا”
دخنت السيجارة التي احتفظت بها بجيب سترتها تحاول الاسترخاء وعدم التفكير بما تشعر به والدتها الآن
اخر شخص قد رغبت بأن يعلم بتعطيها هي امها المسكينه
والدة ميتسو هي أرملة ضعيفة الشخصية فقط من خلال نظره غاضبه ستخفض نظرها للأسفل تعلم ميتسو ذلك جيدا عن طيبة قلب والدتها وايضا عدم قدرتها على مواجهة ابنتها حتى
تنهدت تنفث الدخان من خلال النافذة تزداد المصائب بحياتها يوما بعد يوم
باليوم التالي و فور انتهاء المحاضرة اسرعت بالبحث عن طويل القامة المزعج وحين وقع نظرها عليه أمسكت بقميصه
“ايها الاحمق”
“اوه ميتسو هذا مفاجئ” دلت تعابيره على صدمته من مبادرتها
“هل تفكر بمؤخرتك اتفقنا على مساعدتي بعد اخر محاضرة باليوم”
“أجل أعلم، فكرت أنك قد تحتاجين بعض الوقت لوحدك”
تركت قميصه و شبكت يديها أمام صدرها “استمع الي جيدا”
كما قالت ركز معها ينتظر ما ستقول
“لا تخرج من هنا بعد المحاضرة و ايضا لا سأخرج أنا قبلك ويمكنك الخروج بعد ان اذهب بعشرة دقائق “
عقد حاجبيه لم يستطع فهم سبب هذه الأوامر الغريبة
“لما كل هذا”
“فقط..”
سخرت بداخلها عن السبب
هل ستخبره أن حبيبها الرائع يراقبها أينما ذهبت قررت بالنهاية الصمت وهو تفهم ذلك فورا
وضع ابتسامه لطيفه جلس ينتظر ان تجلس بجانبه
“لنبدأ استشاره اليوم “