Emptiness - 15
يقال إن الوقت يشفي كل الجروح جملة صحيحة نسبيًا الوقت يشفي الجروح السطحية لا الندوب العميقة التي سبق أن نقشت
بمرور الأيام عاد الروتين الي حياتها تدريجيا بدا للجميع عودة كل شيء الى طبيعته حسنا ذلك ما كانت ميتسو تحاول جعل من حولها يرونه
وكالمعتاد استيقظت بعد نومها لدقائق لرؤية كابوس اخر او الاحساس بالخطر من شيء مجهول حولها
راقبت السقف حين تصبب العرق البارد بكل جزء من جسدها لازلت غرفتها مضاءة رغم تأخر الوقت بات النوم بالاضاءة عادة
حاولت تهدئة انفاسها الغير منتظمة وعدم التفكير، لا يجلب التفكير سواء المزيد من البؤس
اعتادت على قلة النوم فقد كانت كل لياليها بالنمط ذاته
وبعد مضي الوقت قد رن المنبه لبداية الاستعداد ليوم آخر مما يعني تمثيلية اخرى
استحمت بالمياه باردة تبعد الإرهاق عنها وانتهت بتجهز للجامعة
سروال جينز وقميص أسود واسع بات هذا النوع من الملابس الذي يغطي كل جزء منها هو الأكثر راحة تنهدت عندما عدلت شعرها أمام المرآة
‘قبيحة’
بصوت اجش تحفظه جيدا مرت تلك الكلمة على عقلها حاولت طرد الكلمة التي دارت بعقلها بعيدا وساعدت رائحة الطعام الذي انتشرت بذلك
منذ خروجها من المستشفى تأكدت والدتها من إعداد الإفطار وتناول معا قبل خروجها ارادت طريقه الاخبار ابنتها انها بجانبها وتلك كانت الطريقة الوحيدة التي فكرت بها
جلس كلاهما حول الطاولة كبداية كل يوم تقلبت معدة ميتسو
لا رغبة لها بالأكل لكنها تفهمت ايضا تعب والدتها فأكلت ببطء
كسرت والدتها الصمت عندما شعرت ببعض الاختناق
“متى سوف تعودين للمنزل “
“لا اعلم، افكر بزيارة كين واصدقائه بعد الجامعه”
“انها المرة الاولى ” أومأت بالإيجاب فلم تلتقي بأحد منهم منذ خروجها من المشفى كان ذلك قرار والدتها والذي أعجب ميتسو
“ناوكو تستمر بالاتصال والسؤال عنك اذا كان لديك بعض وقت
الفراغ تحدثِ معها فما تزال اختك الكبرى “
ناوكو كان اسما لم تسمع به منذ فترة اخت ميتسو التي تكبرها بسنتين تعيش بفرنسا لدراسة لم تأتي لزيارة عائلتها المكونة من شخصين منذ سفرها
ابتسمت ميتسو ساخرة لكل الذكريات التي مرت بعقلها
ناوكو كانت النقيض الكامل لميتسو
شخصية اجتماعية نشيطة شغف عالي للموضة كانت ذلك النوع من الفتيات التي تتلقى حب بكل مكان تزوره والنوع الأكثر اشمئزاز لميتسو كانت وسط الحلقه الاجتماعية التي تمقتها ميتسو أكثر من أي شيء آخر بينما مقت ناوكو ميتسو ايضا
رأت ناوكو ان ميتسو تسبب التعاسة لوالدتها بشخصيتها الغريبة وكرهت الانطوائية والتصرفات التي رأتها محرجة
لم تمتلك الشقيقتين اجمل علاقه لتحدث عبر الهاتف
“اخبريها ان تقوم بزيارة عائلتها ان كانت قلقة بحق”
“الرحلة صعبة ومرهقة من فرنسا انت تعلمين انها تود القدوم”
نشر كلام والدتها بعض الغضب داخلها فرفعت نبره صوتها قليلا
“رحله واحده خلال سنتين ليست بتلك الصعوبة لم اخبرها ان تأتي لزيارة كل شهر” الغضب او الحديث كان مرهقا جدا فأمسكت برأسها للصداع الذي نبض فجاة سرعان ما لاحظت والدتها تعابير الالم بوجهها واسرعت للإمساك بكتفها
“هل انتِ بخير ؟” مسحت على كتف ابنتها يوضح الخوف على ملامحها
“لا بأس بعض الصداع لم انم جيدًا ” اعطت ابتسامة صغيرة لوالدتها و باشرت بجمع الصحون من على الطاولة
كرهت ان ترسم تلك التعابير القلقة الخائفة لم تكن تريد أن تكون سبب تعاسة والدتها
“ميتسو هناك شيء أردت…-” صوت الجرس قاطع المحادثة تبدلت ملامح القلق لابتسامة “لا بد انها يوريكو سأفتح لها”
منذ عودة ميتسو للجامعة كانت يوريكو تأتي كل يوم لاصطحابها واعادتها بعد الدوام لم يطلب منها أحد فعل ذلك لكنها لم تستطع ترك صديقتها وحيدة بعد المنظر الذي رأته بالمشفى
صرخت من أمام الباب بعد ان القت التحية على والده ميتسو
“يا ميتسو هذا ليس وقت غسل الصحون لنذهب”
“ليس من اللائق جعل صديقتك تنتظر”
تنهدت تجفف يديها وتأخذ حقيبتها الصغيرة للخروج رفقه يوريكو بعد ان اعطت عناق لوالدتها
لم تكن عاطفية حقا ولكن بعد مرور بتلك التجربة تخيلت كل يوم عدم عودتها للمنزل وأن ذلك الصباح قد يكون الأخير لها برفقة والدتها فعبرت عن كل تلك الاحاسيس بعناق صغير قبل خروجها
قاطع حبل افكارها صوت يوريكو التي امسكت بذراع ميتسو كما اعتادت ان تفعل دائما
“ميتسو تعلمين أنه يمكنك اخباري اذا كنتِ تعانين من وقت صعب”
“ماذا مع هذا السؤال بالصباح الباكر “
“حسنا كما تعلمين” شدت قبضتها حول ذراع ميتسو فأحست بشيء غير صحيح، خطرت محاولة والدتها قول شيء ما على عقلها فنظرت الى صديقتها
“هل اخبرتك والدتي بشيء ما ؟”
“حسنا لقد كانت قلقة لرؤية أضواء غرفتك منارة طوال الليل “
لم يكن ملاحظة والدتها لذلك خيار مستبعد
“هل تعانين من الأرق؟ ” اضافت يوريكو فأعطتها ميتسو ابتسامة صغيرة
“لا لست كذلك أصبحت عادة فقط لا تقلقي ” راقبت ملامح ميتسو الغامضة كانت بارعة في اخفاء ما تشعر به
لم ترد أن تعلم والدتها عن عدم قدرتها على النوم فذلك سيجعلها قلقة ومنزعجة
في الواقع هي لم ترد إخبار أحد عن ما حصل لها التحدث عن ما حصل يعني تذكره وهي تحاول تجاهله بالكامل
“اذا كنتِ بخير حقا فيجب أن تحضري الحفل الصيفي بعد يومين”
“تعلمين انني اكره هذا النوع من الانشطة منذ ولادتي”
“كان ذلك منذ ولادتك كما تقولين الآن كل شيء تغير انتِ بعلاقة مع الفتى الأشهر بجامعتنا وصديقه عصابة وكلهم أيضا سيكونون موجودين بالحفل”
موجودين بالحفل، رنت تلك الكلمة بعقلها لسبب ما أرادت رؤية كين الذي كان يكبح نفسه لعدم زيارتها وقد قررت مسبقًا الذهاب لرؤيته عندها ستقرر الذهاب من عدمه
“سأفكر” أعلنت لتبدأ الاخرى بحديث عن الفساتين وما الي ذلك
جلست كما اعتادت قبل اختطافها لوحدها بعد رحيل كل الطلاب
تحدق بالورقة البيضاء أمامها لم ترسم ابدا بعد عودتها والان استجمعت شجاعتها لفعل ذلك
أمسكت بالقلم تفكر بالشيء التي تريد رسمه
شيء يعبر عن ما تشعر به
دار الصوت الأجش ذاته بعقلها عندما حاولت وضع القلم على الورقة
‘تصبحين أجمل عندما تصمتين’
اغلقت عينيها و هزت راسها الابعاد الصوت من عقلها
تعرف صوت من يكون
جالس يضع رجلا فوق أخرى يسند مرفقه على ركبته ويثبت وجهه براحه يده راته
بداخل اللوحة البيضاء راته كما كان يجلس أمامها عندما اخبرها بان ترسمه
‘اصبحتِ تعرفين كيف تكون الدمى ولم تتحركِ’
أعاد الصوت ذاته صوت هيدو الظهور من داخل اللوحة البيضاء
أمسكت اللوح عاليا فوق رأسها عندما تردد صدى ضحكته بداخل عقلها ورمتها بعيد
امسكت شعرها تحاول كبت الصرخة التي صعدت لاعلى حنجرتها
لادراكها لذلك متأخرا كرهت نفسها
تلك الصفقة التي ظنت انها ساعات راحة لها
كانت قد قايضت حلم حياتها باثنى عشر ساعة
عرف أنها لن تستطيع ممارسة ما تحب عندما تلتصق ذكرياته بالرسم