EMMA - 9
كان يومًا حارًا من شهر يونيو، سارت إيما واصدقاءها عبر الحقول الى دونويل، بينما كانَ السيد وودهاوس يقود عربته بآمان إلى دونويل . دخل السيد وودهاوس الى المنزل بينما البقية في الحديقة. السيدة التون ترتدي قبعة كبيرة جدًا،تتحدث بصوت عالي عن الفراولة في مابل جروف.
سألت إيما السيدة ويستون “متى سيصل فرانك؟”
أجابتها”انهُ قادم من ريتشموند”
قالت السيدة ويستون” آمل ان لايحدث شيء للأحصنة التي تقود عربته،سنكون قلقين ان تأخر الوقت ولم يصل فرانك بعد”
السيدة التون كانت تشعر بحرارة عالية وتريد ان تجلس تحت ظل شجرة، سمعتها إيما تتحدث مع جاين عن وظيفة مربية لدى عائلة تعرفهم .
قالت” انهم عائلة مرموقة هل توافقي على كتابة توصية لكِ غدًا”
ردت جاين بإحترام “شكرا لكِ ولكنني لست مستعدة لوظيفة الآن”
لم تسمع السيدة ويستون محادثتهم لذا قاطعت حوارهم قائلة” سيد نايتلي ، هل يمكنك ان تأخذنا في جولة حول الحدائق”
السيد نايتلي وافق والجميع وتجول الجميع لمشاهدة جمال الحديقة معًا .
وصلوا الى مكان يطل على الريف بإتجاه مزرعة ميل حيث كان روبرت مارتن يعيش .
لاحظت إيما ان السيد نايتلي وهارييت يتحدثان بمفردهما . فكرت “انه لشيء جيد ان يكون لطيفًا نحوها”
الشمس كانت حارة وجميعهم كانوا سعداء لأن الوقت حان لدخول المنزل من اجل تناول الغداء .
قالت السيدة ويستون لزوجها “السيد فرانك تأخر كثيرًا”
هل تظن انه حصل له حادث؟ام خالته منعته من القدوم؟”
نظرت إيما الى هارييت ولكن لم يكن يبدو على هارييت القلق بشأنه.
بعد الغداء،إيما جلست مع والدها في المنزل عندما خلدَ الى النوم ،إيما عبرت الردهة،وظهرت جاين قادمة من الحديقة ،تبدو مُحبطة.
قالت لإيما”هل يمكنك اخبار الجميع بأنني سأذهب إلى المنزل،إنني متأخرة وسأعود الى منزل خالتي”
قالت إيما “بالطبع سأطلب لكِ عربة”
إبتسمت جاين وبدت سعيدة بعرض إيما”لا شكرًا يالطيبتك ياآنسة وودهاوس ولكنني أُفضل ان اعود سيرًا أود ان اكون لوحدي “
شعرت إيما بالأسف عليها وظنت ان السيدة التون كانت تزعج جاين فايرفاكس والآن جاين ستهرب الى منزل خالتها.
بعد خمسة عشر دقيقة وصلَ فرانك وكانَ غاضبًا جدًا.
قال”خالتي لم تشعر انها بخير ولذا توجب علي البقاء في ريتشموند معها ،ولكن كان من الغباء ان آتي الى هنا الطقس حار وانا اكره ذلك سأعود الى ريتشموند قريبًا اشعر بشعور جيد لأنكم جميعًا ستعودون قريبًا ايضًا لقد مررت بالآنسة فايرفاكس عائدة للمنزل انه لأمر جنوني ان تمشي بهذا الطقس”
قالت إيما لنفسها “انا سعيدة لانني لست واقعة في حبه لن أُحب شخصًا يغضب وينفعل فقط بسبب الطقس ولكن هارييت لديها طبيعة لطيفة ولن تكون هذه مشكلة بالنسبة لها “
________________
الشمس كانت حارة مرة أخرى في اليوم التالي بينما كانت العربات تسير الى بوكس هيل .كان حفلًا يضم الأصدقاء نفسهم من اليوم السابق.ولكن الآنسة بيتس حضرت مع ابنة اختها جاين والسيدة ويستون بقيت في المنزل مع السيد وودهاوس.
ولكن في بوكس هيل لم يكن الجميع سعيد .الطقس كانَ حارًا وجميعهم كانوا هادئين .السيد والسيدة التون ساروا مع بعضهم البعض،السيد نايتلي جلسَ مع الآنسة بيتس وجاين ،إيما وهارييت كانوا مع فرانك.
وبعدها اجتمعوا جميعهم للجلوس في الحديقة.
كانت إيما تشعر بالملل الشديد فرانك كانَ صامتًا ،ولكن بعد ان جلسوا جميعًا في النزهه فرانك اصبح اكثر مرحًا. بدا كأنه يحاول إبهاجها وإضحاكها.بدأت تستمتع،لم تهتم اذا كان الآخرون يظن انهم يتغازلون، كانت تعلم انها مستحيل ان تقع بالحب معه وارادت منه ان يتزوج هارييت.
قالَ فرانك بصوت عالي ليسمعه الجميع”اصدقاؤنا مُمِلون،ماالذي علينا فعله لجعل الليلة أكثر إثارة للإهتمام ؟”
“سيداتي وسادتي طلبت مني الآنسة وودهاوس ان اسألكم مالذي تفكرون به “
ضحكت إيما وقالت”اوه!لا لم ارد ذلك”
أكمل فرانك “إيما وودهاوس تريد منكم ان تقولوا شيئًا ذكيًا او شيئين ذكيين او ثلاثة اشياء مملة ووعدت بالضحك عليها جميعها”
قالت الآنسة بيتس “لن يكون ذلك صعبًا بالنسبة لي سأقول ثلاثة اشياء مملة بمجرد ان افتح فمي “
قالت لها إيما”إعذريني آنسة بيتس ولكن هل توقفتي من قبل عند الجملة الثالثة؟”
(هنا إيما تسخر منها لأن الآنسة بيتس ثرثارة جدًا)
الآنسة بيتس لم تفهم بالبداية ولكن عندما فهمت سخريتها بدا على وجهها الإحراج.
التفتت الى السيد نايتلي وقالت”بالطبع فهمت مالذي تقصده الآنسة وودهاوس سأحاول ان ابقى هادئة والّا أكون مزعجة”
كانَ الجميع هادئًا للحظات ثم قالت السيدة التون”لن اشارك في هذا لا احب الالعاب مثل هذه ليست مناسبة للنزهات الصيفية السيد تشرشل والسيد نايتلي وجاين وانا ليس لدينا مانقوله عن الذكاء”
قالَ زوجها السيد التون”انا ايضًا ليس لدي شيء مثير للأهتمام لأقوله للسيدات انا الآن رجل متزوج هل نسير عبر الحديقة ياعزيزتي؟”
قالت”نعم سئمت من الجلوس لفترة طويلة ،تعالي ياجاين”
لكن جاين لم تذهب معهم.
قالَ فرانك وهو يشاهد السيدة والسيد التون ” انه جميل ان نرى الأزواج مع زوجاتهم لقد رأو بعضهم بضع مرات في باث قبل خطوبتهم اعتقد ان الرجل عليه ان يرى المرأة مع اصدقاءها ليفهم طبيعتها “
جاين التي لا تتحدث كثيرًا في صحبة الآخرين
قالت ” بعض الاحيان يُخطب الرجال والنساء بسرعة،دون ان يعرفوا بعضهم البعض جيدًا ولكن هناك دائمًا وقت للتفكير واخذ القرار قبل فوات الآوان”
لم يتحدث احد للحظات ثم قالَ فرانك مُمازحًا إيما”سأكون أخرق في اختيار زوجة هل تختارين لي يا آنسة وودهاوس؟”
إيما قالت مستمتعة بمغازلته “وهل سأجد شخصًا افضل مني؟”
“نعم لابد انها تمتلك أعين زرقاء جميلة وشخصية أجمل”
كانت إيما مسرورة للغاية لأنها تعرف بأن هارييت كانت الشخص المثالي له .
ثم وقفت جاين وقالت لخالتها”لنرافق السيدة والسيد التون”
قالت الآنسة بيتس”نعم بالطبع ياعزيزتي”
اتبعهم السيد نايتلي.
بعد مدة سئمت إيما من أحاديث فرانك السخيفة .كانت سعيدة لرؤية العربات تصل لتقلّهم الى منازلهم.
بينما كانت تنتظر عربتها اتى السيد نايتلي بجانبها وقال “إيما كيف يمكنك ان تكوني قاسية الى ذلك الحد مع الآنسة بيتس؟”
إحمر وجه إيما وتظاهرت بالضحك قالت”كيف يمكنني المساعدة؟
ثم قالت “لا اعتقد انها فهمتني”
قال”انني متأكد بأنها فهمت لقد كانت تتحدث عن الأمر منذ ذلك الحي وقالت لي انكِ لطيفة جدا معها مع ان رفقتها مزعجة للغاية”
صرخت إيما”اوه!انني اعلم ان الآنسة بيتس شخص جيد ولكن انت تعرف كم انها مملة”
قال”إيما،انها إمرأه مسكينة ،يجب ان تشعري بالأسف عليها وليس الضحك عليها امام الجميع،لقد كانَ موقفًا سيئًا للغاية”
شعرت إيما بالخجل الشديد ولم تتمكن من الرد على كلامه لذا دخلت العربة بدون ان تنطق كلمة أخرى.
بدأت بالبكاء وهي تقول لنفسها”انهُ مُحِق لقد كنت قاسية مع الآنسة بيتس ولم اعترف بذلك وخجلت من نفسي لدرجة انني لم اقل له الى اللقاء.”