EMMA - 6
في تمام الساعة الثانيةِ عشر من اليوم التالي، إيما كانت في غرفتها تُفكر بالسيد فرانك تشرشل .لقد كانت تتخيل السيدة ويستون في راندالز تتفقد غرفة ضيافته وبأنَّ كل شيء على مايرام.
بينما إيما تنزل من أعلى السلالم ،سمعت صوت صادر من غرفة المعيشة . فتحت باب الغرفة ويالدهشتها عندما رأت السيد ويستون موجود بالفعل مع شاب وسيم برفقة والدها. وقفَ الزائران عندما دخلت .
قالَ السيد ويستون بإبتسامة سعيدة مرسومه على وجهه “إيما دعيني أُقدِّم لكِ إبني فرانك تشرشل”
الرجل الذي كان مُثير لإهتمام أهالي القرية الآن موجود بالفعل أمام أعينها .كما قالت الشائعات لقد كانَ رجل وسيم وذو أخلاق حميدة .
قالَ فرانك ” وصلت الى المنزل بالأمس”
لقد كانَ فرانك شابًا ساحرًا ودودًا للغاية مكث يتحدث مع إيما عن جمال راندالز وهارتفيلد، وأراد معرفة ماذا يفعل الناس في قرية هايبري ليقضوا اوقات فراغهم ،
وسأل عن ما ان كانوا يستمتعونَ بالرقص والموسيقى.
لقد لاحظت إيما نظرات السيد ويستون السعيدة لهما عندما كانا يتحدثان مع بعضهما .
بعدَ مُدة نهض السيد ويستون للذهاب قال “لدي أمور علي إنجازها في المدينة ولكن لن استعجلك يافرانك”
ولكن فرانك نهض أيضًا وقال”حسنًا-مازالت لدي عائلات علي انا ازورها. أولها عائلة بيتس هناك فتاة تُدعى فايرفاكس تعيش مع الآنسة والسيدة بيتس هل تعرفيها ي إيما؟”
قالت”نعم نعرفهم حق المعرفة لقد قابلتَ آنسة فايرفاكس في ويماوث أصحيح؟”
قالَ”نعم ولكنّه ليس موعدًا مُهمًّا بإمكاني الذهاب في يوم آخر”
قالَ والدهُ”يجب ان تزورهم اليوم يجب أن تكونَ مُهذبًا إتجاه الآنسة فايرفاكس”
قالَ فرانك”أنتَ مُحِق”
ثمَّ غادرَ فرانك إيما بوعد زيارة أُخرى الى هارتفيلد.
عادَ فرانك تشرشل صباحَ اليوم التالي.هذه المرة مع السيدة ويستون .سأل إيما ان كانت تود القدوم للسير معهم عبرَ شوارع هايبري . لقد كانَ مُهتمًا بكل شيء في هايبري . الكنيسة،المتاجر،والمنزل الذي عاش فيه والده قبل الإنتقال الى راندالز.
عندما ثلاثتهم وصلوا الى فندق كراون لقد توقف ليُلقي نظرة داخل المبنى،لقد رأى قاعة الرقص الكبيرة والتي لم تعد مُستخدمة.
قالَ” لماذا من المفترض ان يكون هناك حفل كل إسبوع لا يمكن الإستغناء عن الرقص”
ضحكت إيما وغادروا الفندق لمواصلة السير الى
ان توقفا امام منزل السيدة بيتس .
تذكرت إيما زيارته بالأمس فسألته ” هل رأيت الآنسة فايرفاكس في ويماوث”
“نعم،لدي علاقة وطيدة مع عائلة كامبل”
قالت له” هل تعلم بأن الآنسة فايرفاكس ستغادر منزل عائلة كامبل من أجل ان تُصبح مربية؟”
أحاب بسرعة كبيرة”نعم” ” هل إستمعتي اليها تعزف البيانو؟”
أجابته”بالطبع،تذكر بأننا نعرف بعضنا منذ صغرنا ،انها ماهرة للغاية”
قالَ”لقد اعتقدت ذلك، لكنني أردت رأي شخص يعرف الموسيقى. في ويماوث، كان السيد ديكسون يطلب دائمًا من الآنسة فايرفاكس العزف، وليس الآنسة كامبل – أعني قبل زواجهما”.
“يبدو هذا صعبًا على الآنسة فيرفاكس والآنسة كامبل”، قالت إيما.
“حسنًا، بدا أنهم جميعًا سعداء، لكنكِ تعرفينَ الآنسة فيرفاكس انها أروع من أن يتم وصفها”، قال فرانك.
قالت إيما”لقد عرفتها لفترة طويلة ولكن هيَ دائما هادئة انا وهيَ لدينا شخصيات مختلفة،مما يجعل من الصعب علينا أن نصبح مُقربتين”
اتفق فرانك مع إيما في قولها . وفكرت إيما انّه من السهل التحدث معه.
لكن رأي إيما الجيد في السيد فرانك إهتز قليلًا في اليوم التالي . سمعت أنه كانَ في لندن . يقص شعره ، قالت “من الغريب ان تسافر ستة عشر ميلاً من أجل ان تقص شعرك”
عندما سمع ذلك السيد نايتلي قال” انه مجرد شاب أحمق كما إعتقدت” لم ترد عليه إيما
فرانك رجع من لندن بقصة شعره لقد ضحِكَ على نفس وضحكت معه إيما . بدأت تفكر إيما بكون السيد فرانك رجل جيد للغاية او على الأقل بما يكفي ليكونا واقعان بحب بعضيهما.
عدة أيام مرت،إيما كانت مدعوة الى مأدبة كبيرة من جيرانها ،السيد والسيدة كول.فرانك والسيدة والسيدة ويستون والسيد نايتلي كانوا مدعوون أيضا.
هارييت،جاين فايرفاكس ،وبعض الآنسات اليافعات كانوا مدعوون للإنضمام اليهم بعد العشاء.
في وقت العشاء ،إيما كانت سعيدة للغاية للجلوس بجانب فرانك.
الجميع بدأ يتحدث عن جاين فايرفاكس.
قالت السيدة كول”عندما زرت اليوم الآنسة بيتس كانَ هناك بيانو جميل جدًا لقد وصلهم بالأمس ولاتمتلك الآنسة فايرفاكس اي فكرة عن من أرسله” لقد ظنت بأنه هدية من السيد كامبل ولكن لم يذكر أي شيء عن البيانو في آخر رسالة منه”
نظرت إيما الى فرانك وقالت”لماذا تبتسم؟”
قالَ لها “ولما انتي تبتسمين”
قالت”لأنه لن يجعل السيد كامبل هديته سر ،لذا من المستحيل ان يكون هو المُرسل أعتقد انها من السيد ديكسون”
“آه، لم أفكر فيها”، قال فرانك. “نعم، أوافق. إنها هدية من السيد والسيدة ديكسون. كنا نتحدث اليوم عن مدى تفضيل السيد ديكسون لعزف الآنسة فايرفاكس”.
“نعم، وأنا متأكدة من أنه يحب أكثر من موسيقاها”. قالت إيما بهدوء. “لا يسعني إلا أن أفكر أن هناك شيئًا بين السيد ديكسون والآنسة فيرفاكس. لماذا أتت إلى هايبري ولم تذهب إلى أيرلندا؟ لقد أنقذ حياتها، كما تعلم. أنا متأكدة من أننا سنسمع قريبًا أن البيانو هدية من السيد والسيدة ديكسون. لكن الآنسة فايرفاكس ستعرف أنه في الحقيقة من السيد ديكسون.
“نعم، أعتقد أنك على حق وهي هدية حب مقدمة منه” قالَ فرانك.
(اتوقع كلكم عرفتوا مين الي ارسل الهدية)
بعد العشاء، وصلت هارييت وجاين فايرفاكس والسيدة بيتس، مع بعض الشابات الأخريات، وانتقل كل من في الحفل إلى غرفة الجلوس. أراد الجميع التحدث إلى جاين بشأن البيانو. رأت إيما أن جاين احمر وجهها عندما تحدثت عن ذلك. قال فرانك مساء الخير للسيدة بيتس وجاين، وجلس أمامهما، بجانب إيما مرة أخرى.
أدركت إيما أن الجميع سُيلاحظهم معًا . تحدث فرانك بسعادة عن إنسكومب، في يوركشاير، حيث عاش مع عائلة تشرشل. أخبرها كم هو يُحب هايبري ويستمتع بصحبة الجميع هنا.
ثم أتى السيد كول وابتعدت إيما عن فرانك للحظة لتتحدث معه. وعندما عادت، كان فرانك ينظر إلى جاين فايرفاكس.
سألت إيما: “ما الأمر؟”
أجاب فرانك: “أوه. أنا آسف. لكن انظري، لقد قامت الآنسة فيرفاكس بتصفيف شعرها بطريقة غريبة. هل أذهب وأسألها إذا كانت هذه هي الطريقة التي يفعلون بها ذلك في أيرلندا؟ وأنتي راقبيها إذا احمر وجهها. قالت”حسنًا!” نهض على الفور وذهب للتحدث إلى جاين فايرفاكس. لكنه كان يقف أمامها. لذلك لم تتمكن إيما من رؤية وجهها. ثم جاءت السيدة ويستون وجلست على كرسي فرانك.
قالت: “يا له من حفل رائع! هل تعلمي أن الآنسة بيتس والآنسة فايرفاكس جاءتا في عربة السيد نايتلي وستعودان إلى المنزل فيها؟ يا لهُ من لطف من السيد نايتلي!”
“خطرت ببالي فكرة،” قالت السيدة ويستون. “ماذا تقولين عن محاولة الجمع بين السيد نايتلي وجاين؟”
صاحت إيما، “السيد نايتلي وجاين فايرفاكس!”
“لا، هذا مستحيل! كيف يمكنك أن تفكري بهذا؟”
قالت السيدة ويستون”لكنك تعلمين أن الآنسة فايرفاكس كانَ دائمًا يُقال عنها إنها المفضلة لديه”
قالت إيما ” ذلك خاطئ السيد نايتلي مستعد دائمًا للقيام بشيء مفيد للآخرين. وهو يفعل ذلك بهدوء، دون أن يرغب في أن يلاحظ الناس ذلك حتى عندما لا تكون جاين فايرفاكس معهم. عزيزتي السيدة ويستون، لا تحاولي حتى ان تجمعي بين إثنين من الناس. أنت تقومين بذلك بشكل سيء للغاية! السيد نايتلي لا يريد الزواج. إنه سعيد بمفرده، بمزرعته وأغنامه ومكتبته، ويحب أبناء أخيه. إنه لا يحتاج إلى شريك .”
قالت السيدة ويستون “لكن إيما، خطرت لي فكرة أُخرى عن البيانو. يعتقد الجميع أنهُ من عائلة كامبل، لكن هل يمكن أن يكون من السيد نايتلي؟”
لم تعجب إيما بفكرة السيدة ويستون وبدأت تراقب السيد نايتلي بعناية. عندما طُلب من جاين العزف على البيانو، لاحظت إيما أن السيد نايتلي يراقبها باهتمام.
“آمل ألا تكون السيدة ويستون على حق”، قالت إيما لنفسها. إذا تزوج السيد نايتلي فسيكون ذلك سيئًا للجميع – لجون وإيزابيلا وأطفالهما، ولأبي، ولي. لا أستطيع تحمل فكرة ان السيدة نايتلي ستكون جاين!”
ثم جلس السيد نايتلي بجوارها وتحدث بحرارة عن عزف جاين.
قالت له إيما: “ألم يكن من لطف عائلة كامبل أن يعطوا الآنسة فايرفاكس البيانو؟”.
وافقها الرأي: “نعم، لكنني أعتقد أن المفاجآت فكرة حمقاء”.
قالت إيما لنفسها
“لا أعتقد أنه أرسل البيانو إلى جاين فايرفاكس. السيد نايتلي لا يفعل أمورًا كهذه ويُبقيها سراً”