EMMA - 5
مثل معظم الناس الين يقطنون في قرية هايبري ،إيما كانت متحمسة للزائر الجديد. ولكنَّ الآنسة ويستون كانت على حق”فرانك تشرشل لن يأتي”
ذاتَ يوم قالت إيما للسيد نايتلي “السيد والسيدة ويستون كانا يشعران بخيبة أمل . خالة فرانك لن تسمح له بمغادرة المنزل”
قالَ لها السيد نايتلي ” فرانك تشرشل يجب عليه زيارة والده، وأن يقابل زوجة والده.يمتلك المال والوقت،سمعت انهُ كانَ في ويماوث لفترة قصيرة لذا يُمكنه ترك خالته السيدة تشرشل.الرجل دومًا يستطيع فعل الشيء الصحيح ، إن قرر أن يفعله ولن يستطيع أحد ان يوقفه.”
قالت له إيما” إذًا؟ قررت أن تفكر فيه بشكل سيء دون ان تعرفه”
قالَ لها” سأكون سعيدًا بسماع أُمور جيدة بشأن السيد فرانك تشرشل ولكن كل مااسمعه أنّهُ وسيم وذو أخلاق حميدة”
ضحكت إيما وقالت”رجل وسيم وذو أخلاق حميدة يكفي بالنسبة لي،ويتفق الجميع في هايبري معي،الجميع هنا يتحدث عن فرانك تشرشل طيلة الوقت”
تحدّث السيد نايتلي بحدة “حسنًا أعتقد انه لن يُشغل أي حيّز من تفكيري او وقتي”
حاولت إيما تغيير الموضوع لأنها لم تُرِد ان تتشاجر مع السيد نايتلي مره أُخرى .
___
تساءلت إيما لماذا إنفعل بشدة عندما تحدثا عن فتى شاب لم يقابلهُ قط؟
ولكن إيما كانت تعرف بأن السيد نايتلي كانَ على حق في الكثير من الأُمور.
كانَ عليها ان تكون لطيفة مع السيدة والآنسة بيتس المرأتين المُسنتين اللتين كانتا صديقتين لوالدها . لقد كانتا يمتلكا قليلًا مِن الثروة التي تركها زوج السيدة بيتس خلفه قبل ان يلقى حتفه،اما بالنسبة للآنسة بيتس فلم تتزوج من قبل.
لطالما كانَ السيد نايتلي يُشجّع إيما على زيارتهم ويتحدث عنهم كثيرًا .
ولكنّهنّ كانتا مُملتين للغاية، آنسة بيتس كانت لطيفة ومبتهجة طيلة الوقت ولكن تتحدث عن أُمور لن يراها أحد مُثيرة للإهتمام. كانت تتحدث عن إبنة أختها “جاين فيرفاكس” وبعض الأحيان تقرأ رسائل جاين بصوت مرتفع للزائرين. كانتا إيما وجاين في نفس العمر والجميع ظن انهُ عليهم ان يصبحوا صديقتين . إيما حاولت أن تُحِب جاين ولكنها لم تستطع كانت تراها غير ودودة وباردة المشاعر .مع أنّ الآنسة بيتس ترى إبنة أختها فتاة مثالية وكانت تقلق عليها طوال الوقت .
مما جعل إيما منزعجة وترى هذا الأمر مُبالغ به .
إيما كانت تعلم أنه يجب عليها ان تُشفق على جاين لأنها الإبنة الوحيدة لأصغر بنات السيدة بيتس.
(يعني جاين حفيدة السيدة بيتس وبنت اخت الآنسة بيتس)
توفيَّ والداها عندما كانت لاتزال صغيرة،لذا تربت بين يدي جدتها وخالتها .ولكن بعض من أصدقاء والدها الأثرياء ارادوا تبنّيها وعلى سبيل المثال السيد كامبِل اراد تبنيها والتكفل بتعليمها ،لذا عندما بلغت جاين التاسعة ذهبت لتعيش لدى عائلة كامبِل ك شقيقة لإبنتهم الوحيدة. أراد السيد كامبِل أن تُصبح جاين مُربية لأنها مع وظيفتها ستستطيع تدبر أُمورها حتى ان لم تتزوج.
جاين الآن تبلغ الواحدة والعشرون عامًا وصديقتها الآنسة كامبِل كانت متزوجة .
إيما علمت بأنَّ جاين كانت تريد العثور على وظيفة كمُربية قريبًا.
في الصباح كانت إيما تمشي مع هارييت في هايبري عندما اقتربتا من منزل السيدة والآنسة بيتس قالت إيما بسخرية “لم يحصلوا على رسالة من جاين فايرفاكس بعد لذا سيكون من الآمن زيارتهم”
الآنسة بيتس كانت مغمورة بالسعادة لرؤيتهم ، خصصت لهما افضل مكان للجلوس وأحضرت الكعك ومكثت تتحدث دون توقف . إيما حاولت الإنصات بأدب.
ثم قالت آنسة بيتس” لقد تلقينا آخبارًا مُدهشة للغاية آنسة وودهاوس، “وصلتنا رسالة هذا الصباح من جاين العزيزة لقد قرأتها لوالدتي مرتين.”
إيما لقد كانت تُفكّر بطريقة تُمَكنها هي وهارييت من الهرب قبل ان تُقرأ الرسالة لهم.
قاطعت افكارها الآنسة بيتس قائلة “لم نرَ جاين فايرفاكس ل عامان ولكن الآن سنراها مُجددًا. ستصل الإسبوع المُقبل وستقضي هنا ثلاثة أشهر تقريبًا لأن السيد والسيدة كامبل ذاهبون الى ايرلندا لزيارة إبنتهم
هل تعلمون أن إبنتهم تزوجت الآن وتعيش في ايرلندا مع زوجها؟ جاين قالت بأن السيد ديكسون شخص وسيم وساحر للغاية لطالما ارادت جاين الذهاب الى ايرلندا لأن السيد ديكسون قال بأنها بلد جميل .نحن جميعًا نُفكر بالسيد ديكسون بأنه شخص جيد للغاية.نحن نتذكر حادث جاين المُروّع في ويماوث لقد انقذ جاين من الوقوع في البحر.”
(الآنسة بيتس معروفة في قرية هايبري بأنها ثرثارة)
لم تمتلك إيما أي فكرة عن جاين وهذا الشاب الوسيم “أستطيع تخمين لماذا لم ترغب جاين بالذهاب الى ايرلندا ،لأن هذا الرجل الساحر هو زوج الفتاة التي تربت معها”
لقد ظنت بأنَّهُ “يجب عليها ان تقع في الحب مع الرجل الذي انقذها”
قالت إيما “هذه حقًا اخبار مُدهشة إذًا جاين ستأتي الى هايبري وليس الى ايرلندا حيث يعيش صديقها السيد ديكسون؟”
قالت الآنسة بيتس”نعم، لقد فضّلَت ان تزورنا،لم تكن على مايرام ولكنها ستتحسن هنا. بإمكاني قراءة رسالتها لكِ”
قالت إيما بأدب” انا آسفة ولكن لانستطيع البقاء لفترة اطول سيشعر والدي بالقلق.”
وهربت إيما وهارييت مُنتصرات لأنهن لم يسمعن خِطاب جاين. بعد ذلك قررت إيما انها ستحاول الإعجاب ب جاين التي لم يكن لديها مايكفي من المال وعليها الحصول على وظيفة كمربية إيما قالت ” انني متأكدة بأنها مُعجبة بالسيد ديكسون وستأتي الى هايبري لتبقى بعيدة عنه قدر المستطاع”
عندما وصلت جاين الى هايبري ،ايما دعتها ودعت خالتها الى هارتفيلد . ولكن بعد ظهر اليوم في ضيافتهما لم تتغير مشاعر إيما اتجاههما كلتيهما ،كانت الآنسة بيتس تتحدث كثيرًا ،ولم تقل جاين شيئًا . سألتها إيما عن ويماوث والسيد ديكسون ولم تقول جاين شيئًا لم تقل شيئًا أيضًا عن فرانك تشرشل الذي كانَ في نفس الوقت معهم في ويماوث .
قالت لها إيما “لقد شعرنا بخيبة أمل لأن السيد فرانك تشرشل لم يستطع المجيء الى هايبري كان الجميع يتلهف لرؤيته ،هل هو وسيم كما يُقال؟:
أجابت جاين” يبدو ان الناس يرون ذلك”
ثمّ سمعت الآنسة بيتس خبر جديد وقالت” هل سمعتنّ أن السيد التون سيتزوج قريبًا؟”
إيما صُدِمت بالخبر وكل ماتمكنت من قوله”آمل ان يكون سعيدًا”
قالت آنسة بيتس”نعم ،لقد قابل آنسة في باث وبعد ان يتزوجا سيأتي الى هايبري مع عروسته ،سيكون لدينا جارة جديدة اليس ذلك رائع؟”
عندما ذهب زوارها، تمكنت إيما من التفكير بهدوء في الأخبار وحدها. كانت سعيدة جدًا بذلك لنفسها، لكنها حزينة جدًا على هارييت. يجب أن تخبرها في أقرب وقت ممكن. ولكن في تلك اللحظة بالذات، جاءت هارييت لزيارتها.
قالت هارييت “لقد قابلت للتو روبرت مارتن مع أخته في متجر” بكت هارييت. “كان ودودًا للغاية معي، آنسة وودهاوس. “لقد كان من الجميل جدًا رؤيته مرة أخرى!”
ثم أخبرتها إيما بالأخبار عن السيد إلتون، بدأت هارييت تبكي على السيد إلتون مرة أخرى.
“روبرت مارتن رجل أفضل من السيد إلتون، قالت إيما لنفسها. “لكنه مجرد مزارع، لذا يجب على هارييت أن تنسى أمره، وأن تنسى أمر السيد إلتون أيضًا!”
في اليوم التالي، تم نسيان السيد مارتن والسيد إلتون عندما سارعت السيدة ويستون إلى هارتفيلد بـرسالة من فرانك تشرشل. الساعة الرابعة!” صاحت السيدة ويستون “سيأتي غدًا.”