EMMA - 4
أقامت عائلة ويستون حفلة عشية عيد الميلاد ودعت عائلة نايتلي وعائلة وودهاوس الى حفلة عشاء في راندالز عشية عيد الميلاد . هارييت والسيد التون كانا مدعوون ايضًا ولكن اليوم الذي يسبق الحفل . هارييت أصابتها نزلة برد ولم تستطع الذهاب.
“السيد التون لن يُرِد الذهاب بما أنَّ هارييت لا تستطيع”
قالت إيما لنفسها. ولكنها صُدمت عندما سمعته يتحدث مع زوج أختها وهو يوافق على الذهاب بعرَبة السيد جون نايتلي.
قالت إيما “هذا غريب مازال يريد الذهاب بالرغم من أنَّ هارييت مريضة ولا تستطيع الحضور!”
ذهبت ايزابيلا مع والدها بعربته للحفل معًا، السيد جون نايتلي ذهب مع إيما لإحضار السيد التون.كان الجو باردًا وبلورات الجليد بدأت تسقط عندما غادرت العربات هارتفيلد.
قالَ السيد التون” لم يسبق لي ان رأيت رجلًا يحاول إرضاء السيدات وأن يكون محبوبًا من قِبَلهم مثلما يحاول السيد التون”
صمتَ قليلاً بينما كانوا في طريقهم اليه…
ثم قالَ السيد جون نايتلي” وخاصةً ارضاءك انتِ آنسة إيما”
ضحكت إيما وقالت”أتقول السيد التون مُعجب بي؟ انتَ تتخيل.”
” انني اسألك إذا كانَ ذلك مُمكنًا، وأنتي بتصرفاتك معه تُشجعيه ليتقرب منكِ،انتبهي لتصرفاتك مع الآخرين”
قالت”لا.لا انا والسيد التون أصدقاء فقط لا أكثر”
لقد كانت مُستاءة من نصيحة زوج أختها ولم تقل شيئًا آخر.
قالَ”الناس غالبًا يرتكبون أخطاء سخيفة عندما لايدركون الوضع الذي هم فيه”
تركها السيد جون نايتلي في جهلها وأكملوا طريقهم صامتين .
الى ان وصلوا الى منزل السيد التون وركب العربة ،ايما تحدثت معه اولًا عن هارييت ولكنه انتقل ليتحدث عن أمور أُخرى . لقد كانت إيما مُندهشة لنسيانه هارييت بتلك السرعة.
عندما وصلوا الى راندالز، وجدت السيد التون بالقرب منها ويسألها الكثير من الأسئلة “هل تشعرين بالبرد؟” “هل والدُكِ يشعر بالراحة؟”
لقد كانَ السيد ويستون يتحدث عن إبنه وكانت تريد الإستماع الى مايقوله ولكنّها لم تستطع،لأنهُ يجب عليها ان تحترم و تُنصت إلى مايقوله السيد التون.
فرانك تشرشل كانَ إبن السيد ويستون من زواجه السابق، لقد كانَ مجرّد طفل عندما توفيت والدته.وترعرع في منزل خاله الثريّ وخالته،السيد والسيدة تشرشل،السيد ويستون كانَ يزورهم كل سنة في لندن،ولكن فرانك لم يزر هايبري قط.
وجدت إيما فرانك تشرشل مُثيرٌ للإهتمام لقد كانَ في نفس السن وعائلاتهم مُقرّبة من بعضهم.
قالت إيما لنفسها”لن أُفكر في الزواج مُطلقًا ولكن إن فعلت فسيكون فرانك زوج مثالي”
السيد والسيدة ويستون لم يتحدثوا عن ذلك ولكنّها كانت متأكدة أنّهم يشعرون بالأمر ذاته.
وقت العشاء إيما كانت تأمل ان تكون بجانب السيد ويستون كي يُخبرها عن فرانك أكثر.
قال” وصلتني رسالة للتو من فرانك يقول فيها بأنهُ سيكون هنا في غضون إسبوعين ،لقد كانَ يأمُل ان يأتي الى هنا منذ سبتمبر ولكن لم يستطع بسب خالته ومتطلباتها .
قالت إيما ” انني سعيدة لأنها سمحت له بزيارتك الآن”
بعد العشاء مكثوا السيدات في غرفة المعيشة بينما بقيت إيما مع السيدة ويستون يتحدثن عن زيارة فرانك.
قالت السيدة ويستون”أعتقد ان السيدة تشرشل ستغير رأيها بخصوص زيارة فرانك كالعادة قائلة انها لاتستطيع تدبر أمورها بدونه.”
في تلك اللحظة السيد التون دخل الى الغرفة وجلس على الآريكة بين إيما والسيدة ويستون .
إيما كانت تأمُل ان يتحدث عن هارييت ولكن للأسف لقد كانَ قلقًا على إيما ان تصيبها عدوى من هارييت.
وقالَ لها” اوعديني بأنكِ لن تزوريها حتى تتحسن صحتها”
كانت إيما غاضبة لأنها لم ترد من ان يكون السيد جون نايتلي على حق . نظرت الى السيد التون بنظرة باردة والتي كانت تأمل ان يفهم تلك النظرات وذهبت لتجلس مع اختها .
فجأة أتى السيد جون نايتلي مُسرِعًا يحمل الأخبار بأن الثلج سيتساقط بغزارة لفترة من الوقت ،تحدث الجميع بشأن العودة ! هل سيكون طريق العودة آمنًا؟ام من الأفضل البقاء في راندالز؟
ثم ذهب السيد نايتلي للخارج. عندما رجع قال لهم”الثلج ليس كثيفًا بعد ،اذا غادرت العربات الآن فلن تكون هناك مشكلة في طريق العودة .
أسرعَ السيد وودهاوس الى عربته ،اتبعته ايزابيلا صعد السيد جون نايتلي خلفَ زوجته متناسيًا انه يجب عليه العودة بعربته .
الآن إيما ستُسافر مع السيد التون وحدهما.
حالما مشت العربة،أمسك السيد التون وبدأ يتحدث قال”آنسة وودهاوس يجب ان تعلمي عن مشاعري التي أُكنّها لكِ ، سأموت ان رفضتي مشاعري”
إيما كانت في حالة صدمة بعدَ الذي سمعته . هل الرجل الذي ظنت انهُ كانَ واقعًا لهارييت سيطلُب منها الزواج إذًا؟ كيف يمكن لذلك ان يحدث؟
قالت له” السيد التون انني في غاية الإندهاش لأنك قُلتَ هذا لي وليس لصديقتي الآنسة سميث”
صاح السيد التون”لما تتحدثين عن السيدة سميث الآن؟ الشيء الوحيد الذي جعلني اهتم بالآنسة سميث انها كانت صديقتك””من الذي سيفكر بالآنسة سميث عندما تكون الآنسة إيما قريبة منه”
من المستحيل وصف مشاعر إيما ،لقد شعرت الآن بصدمة أقوى من سابقتها وكانت في ذهول صامت . سحبت يدها بعيدًا عنه ولكنه حاول إعادة يدها مره أُخرى وقالَ لها” محبوبتي آنسة وودهاوس ، انني متأكد بعدَ لحظات الصمت هذه بأنكِ الآن تُدركين مشاعري”
صرخت إيما”لا ياسيدي ،لطالما ظننت انكَ تُحِب هارييت”
قالَ السيد التون”آنسة سميث؟ مستحيل صحيح انها شخص لطيف ولكنّي لست مستعدًا لأتزوج من شخص أقل منّي مكانةً، لقد كنت أزور هارتفيلد فقط لأراكِ وانتي أعطيتني أمل بتصرفاتكِ معي”
قالت إيما” بماذا أعطيتُكَ أملاً؟ لم أرى فيك سوى أنكَ تُحِب صديقتي ولقد كنت أحاول جمعكما معًا”
“أرجوك لاتتحدث معي عن الزواج”
السيد التون كانَ غاضبًا لأن الرد لم يكن مايتوقعه لذا بقيَ صامتًا طيلة الرحلة.
العربة كانت تمشي ببُطئ بسبب الثلج ولم تكن سوى بضع دقائق حتى وصلت العربة أمام منزل السيد التون لقد نزلَ مِن العربة بدون ان ينطق أي كلمة أُخرى.
وصلت المنزل وأول شيء فعلته عند الوصول هو الإطمِئنان على والدها وثُمَّ عادت الى غرفتها بقيت وحيدة حائرة… تُفكر في الخطأ الذي ارتكبته وياللمسكينة هارييت لقد ضغطت عليها لتحويل عواطفها من السيد مارتن الى السيد التون ذلك أسوء شيء في الأمر برمّته.
لقد عادت بذاكرتها الى أسابيع مضت تسترجع الأحداث . ” لقد كنت متأكدة بأن السيد التون عندما يرى اللوحة التي رسمتها ستفيض مشاعره لهارييت، لكن السيد التون كانَ في الجهة الأُخرى من خيالي،لقد كانَ لايهتم بمشاعر الآخرون ولكنّه يهتم بما يقوله الآخرون ،لم يكن يتحدث اليّ كرجلٍ واقع في الحب بل كرجل يُريد الزواج من إمرأة تنحدر الى عائلة ثريّة.
ان لم يستطع الزواج من الآنسة وودهاوس ذات الثلاثين الف جنيه سنويًا. سيتزوج من آنسة من عائلة أُخرى ذات العشرون الفًا او حتى عشرة.”
( عملة إنجلترا هي جنيه إسترليني او بالإنجليزي pounds)
وبعدها تذكرت السيد جون نايتلي وقالت”لقد كانَ السيد نايتلي يرى حقيقة السيد التون ولكني انا لم استطع”
لم تشعر بالأسف عليه ولكن شعرت بالأسف على هارييت،لقد كانَ من الغباء محاولة التوفيق بين الناس وإتخاذهم ملهاةً لها .
“انا التي دفعت هارييت في طريق التون،لم تكن تُفكر به حتى أقنعتها انا.صحيح انني على حق في إبعادها عن مارتن”
لقد شعرت إيما براحة بال وإشراق في صباح اليوم التالي والطقس ساعدها على البهجة ،ثلج كثيف يملأُ الارض،لقد جعلها الطقس سجينة، منعَ الجميع من الخروج لشدة البرد القارس. والآن لن تستطيع ان تُظهِر وجهها لهارييت بعد الذي حصل و ليست بحاجة لإنتحال أعذار لوالدها عن سبب توقف السيد التون عن زيارتهم.
______
بعدَ مُرور عدة أيام، أصبح الجو أدفأ من ذي قبل و بدأ الثلج يذوب وعادت ايزابيلا مع عائلتها الى لندن.
بنفس اليوم وصلَ خِطاب من السيد التون الى السيد وودهاوس،يُخبِرهُ فيه بأنه سيُغادر هايبري غدًا ليزور صديقًا في باث (باث مدينة في انجلترا).
السيد وودهاوس أخبر إيما بِحُزُن ولكن بالنسبة لإيما كانت أخبارًا جيدة لسماعها والآن ستذهب لتقول لهارييت الحقيقة.
وعندما أخبرت هارييت ،هارييت بكت لفترة طويلة ولكنّها لم تكن غاضبة .
إيما كانت تتصرف بلطف قدر الإمكان وكانت تزور هارييت في هارتفيلد كثيرًا وحاولت ان تفعل كل مابوسعها لمنع هارييت من التفكير بالسيد التون.
______________________________________
بالنسبة للشخصية الجديدة الي ظهرت وهو فرانك تشرشل هذا تعريف بسيط عنه : توفيت والدته بعد ثلاث سنوات من زواجها من السيد ويستون، لذلك لم يعرفها فرانك.
لم يكن لدى خاله السيد تشرشل أطفال وكان مهتمًا بتبني فرانك ومنحه حياة واعدة كعضو في عائلة تشرشل الثرية. سمح السيد ويستون له بالرحيل، وتم تغيير اسم فرانك من ويستون إلى تشرشل.
في الرواية رسموه كأوسم شخصية بين الشخصيات الذكور.