EMMA - 3
في نفس اليوم الذي رحل فيه السيد التون الى لندن ليحصل على إطار للوحة هارييت.
هارييت أتت مُسرعة الى هارتفيلد . قالت لإيما وهي تبكي انظري لهذه الرسالة “السيد مارتن عرض عليّ الزواج،لقد قال أنهُ يُحِبُني كثيرًا ” مازلت مندهشة ولا أعلم مالذي افعله.
قرأت ايما الخِطاب “لقد كانَ عرض زواج صريح ومباشر وقد كتبهُ بطريقة تُبدي انه رجل نبيل “
سألت هارييت بإضطراب”هل هي رسالة جيدة؟”
شعرت إيما بمشاعر مارتن الصادقة من الرسالة وقالت “نعم انها جيدة لدرجة انني متأكدة بأنَّ شقيقته ساعدته بكتابتها”
قالت هارييت “ولكن كيف أُجيب على الرسالة أخبريني أرجوكِ”
قال إيما ” لا أستطيع إخبارك بما تقوليه الأمر عائد اليكِ ،لكن يجب عليكِ عند كتابة الرسالة ان تخبريه انكِ تشعرين بالأسف لجرح مشاعره”
قالت إيما”جرحه! أتقصدين ان اقوم برفضه؟”
أجابتها إيما بإندهاش”وهل كنتي مُخطِطة لقبوله!”
قالت هارييت”لا …ااا…هذا…آنسة وودهاوس أخبريني مالذي افعله”
“هارييت،قلت لكِ لا أستطيع انتي من عليكِ ان تقرري بنفسك” قالت إيما
بعد مدة قالت هارييت” لا أمتلك فكرة لما اقوله، اِنهُ يُحُبني كثيرًا”
قالت إيما “لا أستطيع أن أنصحك نصيحة بشأن الزواج ولكن إمرأة مترددة بشأن عرض زواج إذًا عليها ان ترفض”
“نعم الزواج أمر جدّي للغاية وأعتقد أنه من الافضل قول لا”
إنتظرت إيما هارييت لتُجيب عليها.وفي النهاية قالت هارييت”لقد قررت ، سأرفض السيد مارتن،هل تعتقدي ان ذلك صائب؟”
قالت إيما “نعم” ثمَّ بكت “وقالت لا أستطيع كبح مشاعري بعد الآن ولكن إذا اخذك السيد مارتن فلن أستطيع مقابلتك بعدها ولن تدوم صداقتنا “
قالت هارييت”لا أستطيع حتى ان افكر بهذا الأمر سنبقى دائمًا معًا”
لذا إجابة هارييت للسيد مارتن كانت تُكتب بمساعدة إيما ورُسِلَت. وكانت هارييت بمأمن منه.
هارييت كانت هادئة طيلة المساء،إيما انتظرت قبل ان تتحدث عن السيد التون.
قالت هارييت” الآن هو تسلّم خطابي متأكده بأنهُ ليسَ سعيدًا بالرد ،هل تعتقدي بأنَّ شقيقاته ايضًا يشعرن بعدم السعادة؟”
قال إيما”دعينا نفكر بأصدقاءنا الغائبين… ربما يكون الآن السيد التون يعرض صورتك لوالدته “
ابتسمت هارييت وإزدادت ابتسامتها إتساعًا.
بعد مدة زار السيد نايتلي هارتفيلد ليتحدث مع إيما عن هارييت.
“انني على علم بأن صديقتك ستحصل على أخبار جيدة قريبًا،لقد كان السيد مارتن يزورني لمدة يومان متتاليان ليتحدث عن حبه لهارييت وهوَ يُريد الزواج منها”
ردت عليه إيما “حسنًا، انا لدي مااقوله لك ايضًا، لقد كتب السيد مارتن لهارييت خطابًا وهيَ قامت برفضه”
قالَ”رفضته! إنها أغبى مما كنت أظنها، هل شجعتيها لتقول لا؟”
أجابته” لن أجيب على ذلك ولكن السيد مارتن لايستحقها”
قال السيد نايتلي وهو غاضب من كلامها” بماذا تعتقدي انَّ هارييت متفوقة به على مارتن؟؟ انها إبنة طبيعية لرجل لا أحد يعلم عنه شيئًا، انها لاتمتلك عائلة ولا أموال. انها جميلة فقط هذا كل شيء تمتلكه!”
إيما قالت”إنها لا تعرف من هو والدها، لكنه قد يكون رجلاً نبيلًا. لاينبغي لهارييت أن تدفع ثمن أخطاء والديها. لقد تلقت تعليمها مع بنات من عائلات نبيلةولا ينبغي لها أن تكون زوجة مزارع”.
قال السيد نايتلي: “حتى جعلتها صديقتك، كانت هارييت سعيدة بمكانها”. “كانت سعيدة مع عائلة مارتن في الصيف.وإذا تزوجت من روبرت مارتن، إذًا ستكون آمنة وسعيدة مع رجل واقع في حبها.
وانت ان قمتِ بتعليمها أن تطلب المزيد، فقد تظل عزباء إلى الأبد”.
“يجب أن نتوقف عن الحديث عن هذا الأمر، سيد نايتلي، لأن هذا لن يزيدنا إلا غضبًا. لقد رفضت هارييت روبرت مارتن بالفعل.”
لم تكن إيما تحب الشجار مع السيد نايتلي وكانت ترغب بشدة في رحيله. جلس أمامها، وبدا غاضبًا، ومرت بضع دقائق قبل أن يتحدث مرة أخرى.
قال أخيرًا: “أنتِ لا تخفي حبك للتوفيق بين الناس، لكن يجب أن أخبرك بشيء، بصفتي صديقك. إذا كنتِ تعتقدي أن إلتون هو الرجل المناسب لهارييت، فأنتِ ترتكبي خطأ كبير . لأنه لن يتزوج شخصًا أدنى منه في المجتمع”. ثم نهض السيد نايتلي، وقال صباح الخير ومشى بسرعة. مر بعض الوقت ولم يأتي السيد نايتلي ليزورهم.
بعد هذا الشجار، جاء إلى هارتفيلد مرة أخرى. وعندما فعل، بدا جادًا وعرفت إيما أنه لا يزال غاضبًا منها.
لكن إيما لم تكن نادمة على تشجيع هارييت لرفض روبرت مارتن. لأنها كانت متأكدة من أن السيد إلتون كان يُحِب صديقتها.
عاد السيد إلتون مبتهجًا من لندن ومعه صورة هارييت، التي عُلقت على الحائط في غرفة الجلوس الصغيرة. كان ينظر إليها كثيرًا، ويتنهد مثل رجل عاشق.
قالت إيما: “أوه، هارييت، أنا متأكدة من أنه سيطلب منك الزواج قريبًا”.
قالت هارييت: “عزيزتي الآنسة وودهاوس! يجب أن أصدق ذلك لأنك على حق دائمًا. لكن السيد إلتون من عائلة نبيلة! هل يريد حقًا الزواج مني؟”
“عزيزتي هارييت، أعتقد أنه زوج مثالي. الآن علينا فقط الانتظار”.
لقد اقترب عيد الميلاد ووصل يوم زيارة إيزابيلا لهارتفيلد. كان السيد وودهاوس قلقًا للغاية بشأن الرحلة الطويلة التي كان عليها هي وعائلتها القيام بها بالعربة من لندن. لكن إيزابيلا وجون نايتلي وأطفالهما الخمسة تمكنوا من قطع المسافة البالغة ستة عشر ميلاً بسعادة تامة. امتلأ المنزل بالضوضاء على الفور، وهو ما كان السيد وودهاوس يتحمله لفترة قصيرة لأنه كان يسكن في منزل عائلته العزيزة. وسرعان ما أُرسل الأطفال للعب والأكل والنوم، بينما كان الكبار يتحدثون معًا بهدوء.
في اليوم التالي، جاء السيد نايتلي. كانت إيما تلعب مع طفل إيزابيلا عندما دخل نايتلي الى غرفة الجلوس. كانت تأمل أن تعود علاقتهم كالسابق مرة أخرى، بعد شجارهما. جلس مع إيما وأخذ ابن شقيقه بحضنه
ومكث يلعب معه ضاحكًا.
(السيد نايتلي هو اخو زوج ايزابيلا وايزابيلا اخت إيما)
قالت إيما “آراءنا حول الرجال والنساء مختلفة جدًا لكنني سعيدة لأننا نشعر بنفس الطريقة تجاه أبناء إخوتنا وبنات إخوتنا”.
أجابها: “أوه، إيما، إذا توقفت عن تخيل ما هو الأفضل للآخرين، فقد نتفق دائمًا”.
“هل تقول إن خلافاتنا دائمًا بسبب خطأي؟” قالت إيما بابتسامة.
“نعم، لأنني أكبر منك بستة عشر عامًا!” قال السيد نايتلي ضاحكًا. “الآن دعينا ننسى ماحدث ولا نتحدث أكثر عن ذلك”.
وافقت إيما بسعادة.