EMMA - 2
بسرعة فائقة إيما وهارييت أصبحتا صديقتين. وهارييت كانت تزور هارتفيلد مع ضيوف إيما
السيد والسيدة ويستون و السيد التون كثيرًا، هارييت دائما ما تُخبِر إيما بأحداث الصيف التي تحصل في منزل مارتن وعن شقيقهم روبرت مارتن. “إنه ذكيّ وماهر في تدبر أموره لدرجة أنّ الناس يعلقون آمالاً كبيرة عليه” قالت هارييت ل إيما “والدته متأكدة من أنّهُ سيغدو الزوج المثالي لإحداهن”
إيما كانت مندهشة ومهتمة جدّا بعد أن سمعت ذلك بأن روبرت مارتن مازالَ أعزب. سألتها “كيف يبدو ؟”
أجابتها هارييت”انه ليس وسيما…هذا مااعتقدته في البداية ولكن الآن لست متأكدة “
قالت لها ايما” اظن ياهارييت انّهُ شابٌّ جيّد، ولكن إذا تزوج لا أظن بأنها فكرة سديدة بأن تصادقي زوجته ربما تكون إمرأة غير متعلمة او انها قد لاتكون مساوية لك “
ردت هارييت” لا أعتقد بأن السيد مارتن سيتزوج من إمرأة غير متعلمة ولكن إن فعل لن ازورها أبدًا “
بعد محادثتهما إيما كانت تراقب صديقتها بتمعن .
لقد شعرت بأنها لاتحب السيد مارتن مع انها تتحدث عنه كثيرًا.
في اليوم التالي بينما كانتا الرفيقتين تسيران معًا عبر طريق دونويل ، قابلتا السيد مارتن . إنتظرت إيما بعيدًا لتترك السيد مارتن وهارييت يتحدثا.
سألت هارييت إيما متلهفة لسماع الإجابة “هل كانَ السيد مارتن مثلما تخيلته؟”
أجابتها”حسنًا اوافقك الرأي بأنه ليس وسيمًا،ولكن يبدو عليه بأنه ليسَ نبيلًا .”
قالت هارييت”بالطبع ،إنّه لايمتلك أخلاق السيد نايتلي الحميدة”
أجابت إيما” السيد نايتلي في مستوى عالي لتقارنيه ب السيد مارتن أظن انّ عليكِ مقارنة السيد نايتلي بشخص نبيل مثل السيد إلتون ، أعتقد أنّ جعلهما على نفس الكِفّة أمر مُرضي للغاية”
لقد ظنت إيما بأن هارييت ذات الأعين الزرقاء والشعر الأشقر الذهبيّ هي المرأة المناسبة للسيد التون .
قالت إيما لنفسها ” بالتأكيد السيد إلتون وهارييت سيكونان مناسبين لبعضيهما يجب ان أجد خطة لجعلها تتوقف عن التفكير ب روبرت مارتن”
السيد نايتلي كانَ من الناس القِلّة الذين يرون عيوب إيما بوضوح. لقد كانَ قلقًا على إيما وهارييت بعدَ ان اصبحوا مقربتين من بعضهم البعض.
قال السيد نايتلي للسيدة ويستون” أخشى أن تلك الصداقة لن تكون جيدة لأي منهما”
ردت السيدة ويستون” لدينا آراء مختلفة ،أعتقد أنّهُ من الجيد لإيما أن يكون لها شيء جديد لتفعله، الآنسة هارييت ليست ذكية إجتماعيّاً ولكن بإمكان الآنسة تايلور تعليمها”
قالَ السيد نايتلي” هارييت مازالت فتاة يافعة لاتعلم عن أيّ شيء يدور حولها على عكس إيما فقد كانت منخرطة بالدوائر الإجتماعية كثيرًا وقد تظن هارييت بأنّ إيما لديها بصيرة ثاقبة حول أيّ شيء وستتبعها في أفعالها وأقوالها ولكن بعد ذلك ستبدأ بالشعور بعدم الإرتياح لرؤية مكانة إيما الإجتماعية ومكانتها وهكذا سيتضرر الإثنان من هذه الصداقة”
قالت السيدة ويستون “انت تفرط في التفكير فحسب ياسيد نايتلي .. أننى واثقة تماما من أنه لن يصيبهما . أي ضرر ف حبيبتي إيما مخلوقة رائعة أين سنجد أفضل منها إنّ لها صفات يوثق بها ،والسيدة هارييت لم تكن لتُضيع صديقة مثل إيما، ومن يعرف ماذا سيحصل في المستقبل؟ لا أظن ان إيما ستتزوج لأن السيد وودهاوس لايستطيع ان يعيش بدونها، وبالنسبة لي كل مااريده ان تكون إيما سعيدة”
قال نايتلي”وانا ايضا اريدها ان تكون سعيدة”
لم يكن أي من السيدة ويستون والسيد نايتلي يعرفان بشأن خطة إيما من أجل هارييت والتون ، لأن ايما سرعان ما تأكدت من كون السيد التون واقع بالحب مع هارييت بالفعل لأنه قد تحدث معها بالفعل عن هارييت
وقال ” الآنسة سميث جميلة جدًا ولكن في رأيي انتي اضفتي لها ماكانت تحتاجه يا إيما لقد أصبحت إجتماعية وصائبة في إتخاذ القرارات الشخصية “
ردت إيما”انني سعيدة لأنك تقول بأنني كنت مفيدة لها ولكنني ساعدتها قليلاً فقط ،في الواقع لم أقابل شخصًا بطبيعة ودودة مِثلها “
الطريقة التي تنهد بها السيد التون عندما كانَ يتحدث عن هارييت جعلتها متأكدة بأنهُ يُحبها.
في ذلك اليوم إيما شعرت برغبة في ان تمتلك صورة لهارييت وقالت للسيد التون “امتلك فكرة ،انني أود ان ارسم لوحة لهارييت”
رد السيد التون” يالها من فكرة ، سيكون ذلك رائعًا لقد رأيت الكثير من لوحاتك في هارتفيلد “
وافقت هارييت لرسمها . هارييت جلست و إتخذت وضعية مُلائمة وإيما ترسم والسيد التون يقف خلف إيما يتأمل.
لقد كانت مسرورة بأنه يقف في مكان يسمح له برؤية هارييت ولكن كان من الصعب عليها ان تعمل بينما هو موجود لقد كان يرى بأن لوحتها لهارييت في قمة الجمال ولم تكن إيما متأكدة من قدراتها . بعد انتهت من اللوحة أظهرتها لوالدها وأصدقائها.
السيد نايتلي انتقد على الفور وقال” لقد جعلتيها تبدو أطول ” لقد كانت تعلم بأنه محق.
السيد التون لم يكن يرى أي عيب باللوحة. قال”انها لاتبدو طويلة انها تعطي الفكرة تمامًا لطول الآنسة هارييت الحقيقي”
قال السيد وودهاوس”انها جميلة ،لا أعتقد بأن هناك من يرسم افضل منكِ ياابنتي ولكن هناك شيء اشعر بالقلق نحوه لماذا تجلس في الخارج الن تحصل على نزلة برد؟”
(والد إيما لديه وسواس مرضي ولذا دائم القلق)
قالت ايما” بابا لقد رسمتها في الصيف”
قالَ لها” ولكن ليس من الصائب البقاء بالخارج ياحبيبتي”
قالَ السيد التون” ولكنها فكرة صائبة لرسمها بالخارج مع الطبيعة الخلّابة ، انني لا أستطيع إبعاد عيني عن اللوحة هل تسمحين لي بأخذ اللوحة الى لندن لشراء إطار لها؟ “
بالطبع إيما لن ترفض.