EMMA - 1
إيما وودهاوس جميلة ،ذكية، وغنيّة. تمتلك حياة سعيدة ومنزلًا دافئ ومنظم.ولمدة واحد وعشرون عامًا كانت هناك القليل من المشاكل التي تعكر صفو مزاجها.
كانت الأخت الأصغر، تعيش مع والدها المُحِب ومربيتها المُخلِصة الآنسة تايلور ،في هارتفيلد .
شقيقة إيما الكبرى إيزابيلا كانت متزوجة وتعيش في لندن تبعُد عن منزل عائلتها ستون ميلاً،. والدتهم توفيت
وهم في صغرهم حتى ان إيما لم تكن تتذكرها .كانت مربيتهم الآنسة تايلور كالأم بالنسبة لهم وبعد أن مرت السنوات وكبرت إيما أصبحت ترى الآنسة تايلور ليس فقط ك مربية بل كصديقة حتى أن وصلت سن العشرون إيما مازالت دائمًا تستمع الى آراء الآنسة تايلور وتتصرف كما تخبرها مربيتها .
بعد مدة
حصلت إيما على أول خبر مُحزن لها منذ وفاة أمها ، تزوجت مربيتها المُحِبة من السيد ويستون ولم تكن هارتفيلد الدار الذي ستعيش فيه.
في أحد الأيام في حفل زفاف صديقتها العزيزة .
لم تجد إيما ولا والدها رفيق ثالث يشاركهما العشاء ،والد إيما ذهب لينام بعد العشاء وبقيت إيما تفكر… صديقتها ستبعد عنها نصف ميل الى مكان يسمى راندالز.ولكن كون الآنسة تايلور تبعد نصف ميل مختلف تمامًا عن كونها بالمنزل .
كانت تفكر إيما ” انني اعلم بأنني من جمعت الآنسة تايلور وسيد ويستون ولكن الآن انا سأخسر صديقتي الوحيدة ، وايزابيلا شقيقتي لن تزورنا حتى عشيّة عيد الميلاد ونحن مازلنا في اكتوبر”
إيما كانت تعرف الكثير من الناس في قرية هايبري الصغيرة ولكن لن تطلق على أحد منهم ب “صديق”
عائلة وودهاوس كانت من أشهر وأكبر العائلات النبيلة ولم يكن هناك مثيل ل إيما.
استيقظ السيد وودهاوس لقد كانَ رجلاً مضطرب،ورجلًا كثيرُ القلق،ورافض بشدة للتغير.
بدأ بالبكاء وقال” المسكينة آنسة تايلور يالهُ من أمر مُحزِن ان تبتعد عنّا”
قالت له إيما” بابا،السيد ويستون رجل جيّد وسيُحسِن مُعاملة تايلور من المفترض ان نكون سعداء لهما،زوجته السابقة توفيت منذ مدة،وكان وحيدًا يرعى ابنه المُتبنى.
لقد كانت تحاول مواساة والدها لذا كانت تحاول ان تبدو مبتهجة قدر الإمكان.
بعد حفل الزفاف كانَ كلاهما سعيدين بزيارة احد الجيران. وهو السيد نايتلي كانَ شخصًا ذكيًّا ماهرًا في السابعة والثلاثون من عمره ،كانَ الشقيق الأكبر لزوج السيدة ايزابيلا.
.
قالَ لهُ السيد وودهاوس بقلق ” إنّهُ لطف كبير منك لزيارتنا ياسيد نايتلي،الجو بارد ورطب اتمنى الّا تمرض”
قالَ السيد نايتلي”انا سعيد بقدومي لديكم انها مسافة قصيرة من دونويل وانها ليلة جميلة ،اريد ان اسمع أكثر عن حفل الزفاف هل سار كل شيء على مايرام ؟ من بكى اكثر منكما؟”
قالت إيما والسعادة تبدو بصوتها”الزفاف كان مثاليًّا ولم يبكي أحد،راندالز قريبة جدًا ونحن سوف نلتقي بويستون كثيرًا”
وقال والدها” عزيزتي إيما الشجاعة ،من المحزن للغاية ان تفقدي صديقتك ومربيتك العزيزة”
قال السيد نايتلي” بالطبع ولكن إيما تعلم بأن صديقتها الآن تمتلك منزلًا خاصًا فيها وزوج مُحب ويرعاها”
قالت إيما وهي مبتسمة “وانا سعيدة ايضًا لأنني انا من لممت شملهما معًا ورتبت لهذا الزواج”
قال لها نايتلي” لقد خمنتي تخمينًا فقط وحالفك الحظ في جمعهما معًا”
قالت له”لقد كان اكثر من حظ،لقد شجعت السيد ويستون على زيارتها كثيرًا”
قال لها السيد نايتلي”اثنان عبقريّان مثل الآنسة تايلور والسيد ويستون قادران على إدارة حياتهما الخاصة بمفردهم لقد جرحتي نفسك بجمعهما معًا اكثر مما أحسنتي إليهم. إيما إن ترتيبات الزواج لغيرك عمل خطير اعتقد انكِ تجرحين نفسك بمساعدة الناس ونسيان نفسك”
قال السيد وود هاوس بإدراك :
“ايما لا تفكر أبدا فى نفسها اذا ما كانت تؤدى خدمة للآخرين .. ولكن .. يا عزيرتي .. أتوسل اليك أن لا تفعلى مثل هذه الزيجات بعد ذلك .. انها أشياء سخيفة .. وتقطع حلقة اتصال العائلة.”
قالت إيما” ليست كذلك بابا،والآن عليّ فقط ان اجد زوجة للسيد ايلتون ، المسكين لا توجد امرأه في هايبري تستحقه وقد مضى على ذلك عامًا .
قالَ السيد وودهاوس”السيد التون شاب وسيم وانا احبه كثيرًا ولكن عزيزتي ان رغبتي في ان توليه اهتمام إذا إدعيه يومًا للعشاء “
قال السيد نايتلي وهو يضحك”اتفق معك ايها السيد وودهاوس ،ادعيه للعشاء ايما ولكن اتركيه ليختار زوجته بنفسه فإنَّ رجل في السادسة والعشرون ناضج بما يكفي ليعتمد على نفسه “
خلال أيام الخريف الهادئة بدون الآنسة تايلور، بذلت إيما قصارى جهدها لإبقاء والدها مبتهجًا. كان السيد وودهاوس يستمتع بالرفقة، لكن دائرة أصدقائه كانت صغيرة جدًا. لم يكن يغادر المنزل كثيرًا، وكان يكره الحفلات الكبيرة والسهر الى وقت متأخر.
كان السيد والسيدة ويستون والسيد نايتلي يأتون كثيرًا إلى هارتفيلد، وكان السيد إلتون مدعوًا أيضًا. كما كانت مجموعة من ثلاث سيدات تزور المكان كثيرًا: السيدة جودارد والسيدة بيتس وابنتها الوحيدة الآنسة بيتس.
(تلك الفترة كانوا يخاطبون بعضهم بأسماء العائلة)
تم إحضارهن في عربة السيد وودهاوس لشرب الشاي ولعب الورق. كانت إيما سعيدة من أجل والدها، لكن أمسياتها مع هؤلاء السيدات المُسِنّات كانت طويلة ومملة.
في صباح أحد الأيام بعد فترة وجيزة وصلت الى إيما رسالة من السيدة جودارد والتي كانت تملك مدرسة داخلية للفتيات في هايبري كانت تريد إحضار إحدى تلميذاتها إلى هارتفيلد “هارييت سميث” ،إيما كانت سعيدة وموافقة تمامًا لتلك الفكرة.
لم يكن أحدًا يعلم شيئًا عن عائلة سميث،ولكنها كانت ابنة لرجل ثريّ بما يكفي ليدفع تكاليف دراسة ابنته،لكن لم يعلم احد من هو .لقد كانت ودودة للغاية مع فتاتين في المدرسة “الأخوات مارتن”كانت تُقيم لديهم في العطلات،إستأجرت عائلة مارتن إحدى مزارع السيد نايتلي .
هارييت كانت صغيرة وجميلة جدًا كانت فتاة شقراء بأعين زرقاء كالمحيط،كانت في منتهى الجمال الأخّاذ . وأخلاقها وشخصيتها مثل جمالها .
أُعجبت إيما بجمالها وجمال شخصيتها .وكانت الآنسة هارييت في قمّة السعادة لأن شخصًا مُهِمّاً مِثل إيما يهتم بها.
أثناء زيارة هارييت الأولى قررت إيما انهُ يجب عليها مُساعدتها وتعليمها وأن تُقدِّمُها الى اشخاص جيدين، هارييت لم تكن ذكية ولكن إيما شعرت بأنها تريد صديقة جديدة بديلة عن السيدة ويستون وقالت”لايوجد شيء لأفعله للسيدة ويستون بعد الآن ولكن يمكنني ان افعل كل شيء للآنسة هارييت”.