Dr.james wood - 2
كان كل من كلير وجيميس يمشيان بالقرب من بعضهما في ممرات المنزل الكبيرة,متجهان نحو الباب الخارجي.
كان هناك صمت خانق بين الأثنين ,و هو الذي قامت كلير بكسره عندما بدأت تتحدث متسائلة”أذن؟..”
أدار جيميس رأسه لمواجهتها “أعتقد أني يجب أن أعتذر عما بدر مني هناك”قال جيميس معترفاً
قامت كلير بسحب معطفها من يد أحد الخدم الذين كانوا عند الباب و قامت بوضعه على كتفها النحيل و أجابت مبتسمة أبتسامة مليئة بالسخرية”تعتذر؟جيميس وود!كان ما قمت به في هذه الأمسية اسوء مايمكنك القيام به,لقد كنت أفكر بأسوء الأمور التي قد تفعلها للخروج من هناك! لكن الهروب أثناء خطاب والدي؟لقد كان هذا صادماً!”
قام جيميس بسحب معطفه هو الأخر و قام بتصحيح نظاراتة و تنهد قائلاً”أعتقد أني يجب أن أذهب لمرسم مدرسة كوينكراون ,لقد نسيت شيئاً في غاية الأهمية هناك.”
كانا عند سيارتهما التي كانت تنتظر عند الباب عندما قام جيميس بأنهاء كلامه
“الأن؟جيميس لايمكنك الهروب من أي مشكلة بالذهاب الى هناك و الرسم.”قالت كلير ضاحكة و هي تواجه جيميس مع اعطاء ظهرها للسيارة
قام جيميس بالتقرب لفتح باب السيارة”لست ذاهباً للرسم,فقط ..أحتاج لبعض الوقت لوحدي عزيزتي.”أجاب بهدوء
“لقت قلت لتوك أنك نسيت شيئاً جيميس! تعرف أنك فاشل في الكذب.”قالت كلير ضاحكة أثناء وضع احدى يديها على وركيها و ارجاع شعرها للوراء باليد الاخرى
قام جيميس بتصحيح نظاراته و قال بأبتسامة متوترة “أسف ..فقط هناك شيء يشغل بالي اليوم..”
قامت كلير بالصعود الى السيارة و بدأت بالبحث في حقيبتها ,قامت بأخراج علبة اقراص وقامت بمواجهة وجه جيميس قائلة”هذه حبوبك,قد تحتاجها؟.من يدري.”و قامت بمد يدها التي كانت تحتوي على العلبة لجيميس
قام جيميس بأخذ العلبة و قال مبتسماً “شكراً.”
قالت كلير محذرة”يجب أن تعود للمنزل قبل حظر تجول الساعة العاشرة,أتفقنا؟”
“لايمكنني أن اعدك بصراحة.”قال جيميس و هو يقوم بفرك رقبه باحدى يديه
“جيميس!! لايمكنك البقاء خار ج المنزل في هذه الأوقات.”قالت محاولة لاقناعه
تنهد قائلاً”حسناً حسناً”
قام بتوجيه بصره نحو السائق قائلاً”يمكنك اصطحابها للمنزل الأن, وين .”
أجاب الشخص ذو الشعر الابيض و العينين السوداء المتعبة بأبتسامة”بالطبع سيدي,ساوصلها للمنزل بأمان”
قامت كلير باغلأق الباب خلفها
شاهد جيميس السيارة تبتعد لتختفي في النهاية.
****
كان هواء لندن في الليل بارداً..لكن جيميس لم يفكر في أخذ سيارة أجرة ..لم يكن يعرف الى أين هو متجه.
مشى بين شوارع لندن المليئة بالناس وصولاً لبعض الازقة المهجورة,كان يمكن أن يعرف الناس في هذه الازقة أنه ليس من هنا,كان يمكن المعرفه من ملابسه أنه كان من النبلاء بلا شك
لقد أراد البكاء بشدة,لكن هل سيكون هناك أي تغيير؟.هل كان مجنوناً ليعتقد أن الفتى لازال حيا؟هل كان غبياً لهذه الدرجة دائماً؟..
أنتهى الأمر بجيميس باحد المنتزهات.كانت فارغة,لم يكن الناس يأتون الى هذا الجزء من المدينة في هذا الوقت ..
نظر جيميس الى الساعة التي في معصمه ,كان الوقت الثامنة و ثلاثون دقيقة تقريباً..سيبدأ حظر التجول بعد ما يقارب الساعة و النصف,لم يهتم للأمر بصراحة.
وجد مقعد بالقرب من أحد الشجيرات..قام بالمشي اليه و الجلوس بصمت
,وجد جيميس نفسه يقوم بالبكاء بصوت عالي.حاول منع نفسه من البكاء لكن في كل لحظة كانت تنهمر عشرات الدموع من وجنتيه
قال وهو يجش بالبكاء محاولاً أخراج بعض الحمل من صدريه المثقلين “هل هذا ما أحصل عليه مقابل تركك؟”و اكمل بصوت عالً”هل كان الأمر بذلك الصعوبة بالنسبة لك؟!كان يمكنك فقط أخباري أنك ستقوم بلعني لتركي لك وحيداً لوي!!كنت سأقوم …بمنعك من الذهاب,كنت ساقوم باللحاق بك و منعك من رمي نفسك في ذلك النهر اللعين,كنت ساقوم باقناعك بالعدول عن ما تفكر فيه!!”قام بنزع نظاراته و وضعها بيديه و أكمل قائلاً
“فقط..فقط أذهب بعيداً, يمكنك أن ترى أني أحب كلير,لماذا مازلت تلاحقني أذن؟ هل تريدني أن أقوم برمي نفسي مثلما فعلت,أتريدني عدم تخطيك أبداً؟”
توقف جيميس عن الحديث و أستمر بالبكاء,قام بتخفيف ربطة عنقه.لقد شعر بالعجز بكل مرة تذكر فيها الصبي الميت..أفكر جيميس حتى أنه ميت؟..كان يلحق به طوال الوقت
كان لوي كثقل قام جيميس بجره طوال حياته..و سيقوم بجره حتى قبره,وهو شيء تمنى جيميس أن ينتهي قريباً.
*****
أنهتى بكاء جيميس عندما جفت دموعه.كان لايزال يشعر بالرغبة بالبكاء ,لكن يجب عليه الخروج من هنا قبل العاشرة ,والا سيحتاج لخوض عراك مع متشردين الشارع
قام بالوقوف و أخراج منديل من جيب معطفه,رفعه لمسح نظاراته لارتدائها
مشى لخارج الحديقة الصامتة, كان الشارع فارغاً في هذا الوقت فقط بعض المتشردين النائمين في الأزقة
فكر بالعودة الى المنزل,لكن أنتهى به الأمر بالوقوف أمان احدى المباني القديمة..كانت مليئة بالرسومات الطفولية الباهتة,كانت هذه مدرسة كوينكراون الأبتدائية