Dr.james wood - 2
بنين:
كان جيميس ولويس متكئان على الحائط في احد زواية القاعة,كان صوت الموسيقى مثل الهمسات الناس من هنا..
اشتكى لويس عن المرأة التي كان يحاول جذب انتباهها منذ فترة,واستمر جيميس بالتخفيف عنه عن طريق قول اشياء لطيفة مثل “لاتقلق ستقوم بملاحظتك,فأنت جيد المظهر ولا أعتقد ان شخصيتك ستكون عائقاً,و لديك تلك الأبتسامة الساحرة كما تعلم.دائماً ماتحب الفتيات الرجال أمثالك.”
استمر تذمر لويس الى مايقارب النصف ساعة ,في مرحلة ما نسي جيميس انه يجب ان يصغي لشكوى صديقة وجد نفسه يحدق برجل في وسط القاعة ,قام بازالة ظهره عن الحائط و تصحيح نظاراته محاولاً الحصول على رؤية افضل ,كان ينظر بألاتجاه المعاكس لجيميس ..لم يستطع جيميس ملاحظه سوا شعرة الاسود الداكن و بدلته السوداء.
سئل جيميس نفسه عن فعلته هذه “لما أراقب هذا الرجل ؟” قام بتتبع حركات الرجل ,خطواته خلف الجمهور و وراء الحائط,لم يكن الرجل يتحدث مع اي من الحضور ,فكر جيميس انه يبحث عن أحد
كان لويس يتحدث حتى قام بملاحظة وجه جيميس الشاحب,قال ضاحكًا”هل أنت بخير؟تبدو مرتعباً,لم يصل والد كلير بعد كما تعلم.”
قام جيميس بالأبتسام اثناء أجابته “أنا بخير تماماً,فقط اعتقد اني قمت بملاحظة شخص اعرفه”أشاح جيميس نظره بمجرد أن اختفى الرجل بين الحشود
قال لويس”من؟هل هو شخص أعرفه أنا ايضاً؟”
“لا ,لا أعتقد بصراحة”أجاب جيميس أثناء النظر الى لويس
أوما لويس”اها..كيف يبدو؟”
“لا أعتقد انه الشخص نفسه,لكن هذا الرجل ذو شعر اسود .”قال جيميس أثناء تصحيح نظاراته
ابتسم لويس أبتسامة سخرية و قال ضاحكاً”يمكنني القول بشكل مؤكد ,نصف القاعة تملك شعرأً اسوداً ياصديقي!”
كان جيميس ينظر بأتجاه عيني لويس ,قام بتصحيح نظاراته,قال جيميس تحت انفاسه “أعرف هذا لويس,قلت أني لا أعتقد أنه الشخص نفسه!.”
قام لويس بعقد ذراعيه بالقرب من صدره و قال”حسناً حسناً ,الأمر لايستحق الغصب كما تعلم؟أنه مجرد رجل عشوائي يشبه شخصاً تعرفه.يمكنني المساعدة في البحث عنه لو قمت بوصف شكله.؟”
لويس!ألا يمكنك فقط نسيان أمر الرجل اللعين.!”قال جيميس اثناء تعديل نظاراته محاولاً البحث عن الرجل ذو الشعر الاسود.
“اوه ,حسناً؟”قال لويس بهدوء غير معتاد في صوته.وقام بالمشي الى نادل كان يقف على مقربة
****
كان هناك صمت مخيف ,كان الناس يحركون أفواههم بدون أخراج اي صوت.لم يستطع جيميس سوا سماع صوت تفكيره,كان عقله يصرخ ,نسي جيميس كيفية التنفس ..كما لو لم يتنفس طوال حياته!
قام بالمشي الى أقرب طاولة وجدها أمامه,قام بسحب الكرسي و الجلوس..كان المكان خانقاً ,وجد جيميس المكان ضيقاً رغم أن القاعة كانت عملاقة بشكل مخيف..أستمر جيميس بتذكر نفسه بطريقة التنفس ,شهيق و زفير الأمر سهل!”فقط فكر بالتنفس أيها الأحمق اللعين!!”
قام لويس بملاحقته للطاوله و أستمر بسؤاله ان كان بخير ..لكن لم يحصل على اي أجابة ,قال لويس بتوتر”ابقى هنا!ساقوم بجلب حبوبك من كلير,أنها مع كلير صحيح؟صحيح؟!”لم يحصل على جواب أيضاً,كل ما حصل عليه هو ان جيميس قام بخفض رأسه نحو الطاولة بدون مبالاه للويس.
قام لويس بالأسراع للبحث عن الفتاة ذات الشعر القصير,قامت عيناه بالبحث في كل أرجاء القاعة ,قام لويس بمحاولة الهدوء و البحث ..لكنه وجد نفسه يقوم بالركض بأرجاء القاعة,لما كان السيد أدامز يستضيف عشرات الأشخاص في قاعة تسع ألاف الاشخاص؟..
قام بلمح فتاة بشعر قصير و فستان ازرق بارز,كانت كلير!
قام بالأسراع اليها,كانت تتكلم مع رجل لم يفكر لويس بالنظر اليه .و قال بهمس أثناء التقرب من أذنيها”أعتقد ان جيميس يمر بأحدى نوباته.هل لديك حبوبه؟”
ردت كلير عليه بأبتسامة مع هدوئها المعتاد”نعم ,أمنحني لحظة فقط سأكون هناك خلال دقيقة.”
أستدارت للرجل الذي كانت تكلمه قبل مجيء لويس و قالت متعذرة”أسفة سيد هول,لكن جرى أمر طارئ يجب أن اتولى أمره في الحال,و أسفة مرة اخرى لما جرى مع والدتك و أخيك,أتمنى أن يتم ايجادهم بأقرب وقت ممكن”
كان لويس يحدق بالزاوية التي ترك جيميس عندها,لقد أخبره بالبقاء مكانه,لكن هل كان جيميس يستمع اليه حتى؟.
قال الرجل “لا يهم ,يمكنك الذهاب.”قام بأدارت ظهره بلامبالاة و المشي
قالت كلير بهمس “يالوقاحته”و سئلت لويس “أين هو جيميس الأن؟”
أجاب لويس “من هنا,تركته في تلك الزاوية”
****
“كانت الأفكار تتراكم على عقل جيميس..فكر بالكثير من الأمور “لم كان هنا؟لابد أني أقوم بتخيل الأمور ,لايمكن للموتى العودة للحياة صحيح؟لم يكن هذا لوي ,من المستحيل ان يكون هو!…تباً تباً ساتقيء!”
قام جيميس بالركض خارج القاعة بحثاً عن دورة المياه,قام بضرب مجموعة من الناس أثناء ركضه لكنه لم يفكر في الأعتذار ,على الاقل في الوقت الحالي ,كان كل ما يشغل تفكيره أن تقوم عينيه اللعينة بلمح دورة المياه
وجدها!..قام بالدخول والأمساك بأطراف أحد الاحواض بقوة حتى أبيضت مفاصل يديه اثناء افراغ محتويات معدته بالكامل.
حاول الوقوف باعتدال,لكن قامت ركبتاه بخذله ..ظل ممسكاً بالحوض محاولاً عدم الوقوع
قال جيميس تحت انفاسه و هو ينظر لنفسه في المرآة “اللعنة اللعنة, لم أقم حتى بقتله لأكون متوتراً عند تذكره!”
سمع جيميس خطوات اقدام لشخص,كانت اقرب للركض من المشي..
حاول جيميس الوقوف بأعتدال مرة أخرى,قام باسناد ظهره على الحائط ,أستمر بتذكير نفسه بانه لايجب أن يراه أحد بهذه الحال..خاصه بحفلة والد خطيبته اللعين الذي يعتقد ان جيميس هو الرجل المثالي لأبنته الوحيدة.
كان من دخل الحمام جاك,كان رجل سمين بعين خضراء و شعر اشقر مجعد ,كان يعتلي وجهه تعبير الخوف عند رؤيته لجيميس و صاح قائلاً”جيميس!!اخيراً أين اختفيت كان لويس و كلير يبحثان عنك في الخارج.”اثناء اقترابه من جيميس
تمتم جيميس بصوت منخفض محاولاً اعطاء اضعف أبتسامة للرجل المرتعب أمامه”انا بخير,فقط أعاني من بعض الدوران كالعادة كما تعلم.”
قام جيميس بأسناد يديه على كتف جاك و هو يضحك “أعتقد اني سأكون بخير بعد بضع دقائق”
قام جاك بالرد تحت انفاسه “بالطبع ستكون كذلك,لا أحد يجيد التظاهر بأنه بخير أكثر منك.”و أكمل أثناء مساعدة جيميس على الوقوف “قالت كلير أن أقوم بأخذك خارج القاعة بعيداً عن الحشد أذ وجدتك .”
أستعاد جيميس تحكمه بركبتيه و قال”لا أعتقد أنها فكرة جيدة ,سأكون بخير ,فقط يجب أن أتواجد في القاعة في موعد خطاب السيد أدامز”قام بازالة يديه عن كتف جاك و المشي بتمايل للمرآة
حاول ترتيب خصلات شعره باصابع يديه,وقام بغسل وجهه ببعض الماء البارد و قال مبتسماً كعادته”هنا .اترى؟أنا بخير!”
أعطى جاك جيميس أبتسامة حزينة و قال “نعم,نعم أنت دائماً بخير..”تلاشى صوت جاك في النهاية
قام جيميس بمسح سترته بخفة و قال “يجب أن أجد كلير,ستكون مرتعبة هي الأخرى”
رد عليه جاك ضاحكًا “كانت تبدو كالجدار المتين عندما قابلتها”
ضحك جيميس أثناء سيره للباب و قال”أنها تجيد التصرف بطبيعية في المناسبات العامة,حتى أن وضعت مسدسك على مؤخرة رأسها,ستحتسي شرابها بطبيعية و تلقي بعض النكات”
“أعتقد أنها ستكون الزوجة المثالية لك”أجاب جاك عندما قام
“تماماً!”قال جيميس أثناء اعطاء جاك أبتسامة عريضة
*****
كانت المرأة الحديدية تجلس على احد الطاولات مع جيميس و أصدقاءه
قالت و هي تحرك كأس النبيذ الخاص بها”الا زلت تحتاج حبوبك؟”
“لا أبداً انا بخير تماماً!,كنت فقط أشعر بالدوار و يبدو أن لويس بالغ بردة فعله .”
قال لويس الذي كان يجلس بهدوء في زاوية الطاولة “لا مطلقاً! أنت لم تكن تجيبني!”كان صوته عالياً كالمعتاد
“أنت لا تساعد هنا ياصديقي”قال جاك أثناء تنهده وهو يسحب كرسياً للجلوس
“لقد كنت أحاول أنقاذ حياته!”قال لويس و هو يفرد يديه في الهواء
ضحكت كلير قائلة”قال جيميس أنه بخير,لذا دعونا لا نبالغ برد فعلنا “
“شكراً عزيزتي.”قال جيميس أثناء شرب البعض من نبيذه .”
أعطت كلير لجيميس أبتسامة خفيفة
قال لويس ممازحاً”يجب أن احصل على حبيبة “
قالت كلير أثناء أسناد رأسها بكف يدها “يمكنني أن أقوم بتدبير موعد لك مع أحدى جاراتي”
“ألم تكن تنوي التقدم لأبنة فورجر؟,لا تقل لي أنك ستستسلم الأن.”قال جيميس ضاحكًا
قال لويس مدافعاً”لا أبداً!”
“أبنة فورجر؟مستحيل! لقد قالت احدى السيدات أنها كانت تواعد أحد خدمها.لاتنوي الزواج من أمرأة مثلها يالويس صحيح؟”قالت كلير كما لو كانت والدة لويس التي تحاول البحث عن مصلحته
أبتسم لويس أبتسامة محرجة و قال “أنها ليست كذلك.حتى أنها قامت بطرد الرجل الذي قيل أنها تواعده.”
قال جاك ضاحكاً”قامت بطرده فقط للحفاظ على سمعتها ياصغيري لويس.”
“لايمكنك نعتي بالصغير فقط لأنك تكبرني ببضع سنوات يا أيها العجوز”
فكر جيميس بأنه يمكن للويس ان يكون بمثابة أبن جاك..كان جاك يبلغ ال45 تقريباً ,أما لويس كان في بداية العشرينات من عمره
أنتهى الأمر بمناقشة حادة بين لويس و جاك,كانت كلير تحاول الحد من الأمر لكن بدون فأئدة.كان جيميس يستمع لهم بدون التحدث أبداً.
*****
كان موعد خطاب السيد أدامز ,كان الرجل ذو الشعر الفضي يمشي فوق المسرح الذي كان يتوسط القاعة كان شامخاً رغم كبر سنه ,كانت عيناه خضراوتين ناعستين,قام بالتصفيق لجذب أنتباه الحضور بمجرد وصوله .
كانت القاعة صامته بالكامل,جميع الحضور يجلسون على طاولاتهم و يدور النُدُل و بأيديهم صوان تحتوي على مجموعة من الكؤس
قام السيد أدامز بشكر الحضور و تذكيرهم بأن كل من في القاعة يعتبر جزءاً من عائلته ..فكر جيميس بأنه كاذب كبير!
كل من كان هنا كان يشغل دوراً في السياسة أو أبن عائلة مرموقة,دائماً ماكانت كلير تقول أنه كان يكرههم لكنه أبقى عليهم بجانبه لأنه قد يحتاجهم
لقد كره جيميس السيد أدامز,كان رجلاً متصنعاً بحق .
أكمل السيد أدامز شكره ,و بدء يتكلم عن الوضع الحالي للبلاد,لقد كان يضحك قائلاً”بالرغم من الأوضاع الجنونية للمدن المجاورة و الغارات,يجب أن نستمتع بحياتنا يا أيها السيدات و السادة!”
حاول جيميس عدم الوقوف للكمه..”كيف يمكن لهذا الرجل اللعين الضحك عند موت الناس؟! هل جميع من بهذه القاعة اللعينة يتفقون مع كلامه الجنوني؟”كان جيميس يحاول عدم التكلم لقد فكر فقط بما يريد قوله,حاول منع نفسه من سماع كلام الرجل
*****
كان يحدق بأرجاء القاعة كان الجميع جالساً مصوبين ببصرهم نحو السيد أدامز الذي كان يتكلم لما يقارب الساعة.
أدار رأسه نحو كلير,كانت هي الأخرى تحدق بملل أثناء أحتساء شرابها.
لقد شاهد احد الحضور يقف ..كان الرجل ذو الشعر الأسود الذي قام جيميس بلمحه في بداية الحفلة!
قام الرجل بسحب كرسيه و المشي بتجاه مخرج القاعة
لقد كان جيميس مرتعباً مرة اخرى عندما قام برؤية وجهه ,كان يملك ملامح حادة ,لكن ما جذب انتباه جيميس هو انه كان يملك عينين زرقاء كسماء الربيع الصافية ,لم تكن العين الزرقاء المعتادة لأغلب أهل أنكلترا
كانت هذه العينين مميزة,كان يعرف شخص واحد فقط يملك عينين كهذه العينين.كان لوي!
عندما عاد جيميس للواقع وجد أن الرجل قد أختفى خلف الباب
قام جيميس بسحب كرسيه و الركض للمخرج.كل ما كان يفكر فيه هو “يجب أن أمسك به,لا يجب عليه الموت مرة أخرى!”كان سيخرج من القاعة لكن ما أعاد عقله للعالم هو ذكر السيد أدامز لأسمه
قال الرجل العجوز ضاحكاً”هيي جيميس!هل خطابي ممل لدرجة هروبك من القاعة؟”
قام جيميس بأدارة جسده بالكامل تجاه السيد أدامز”لا أبداً سيدي! فقط قمت بنسيان شيء مهم و يجب علي الذهاب لأكماله.”كان جيميس يصحح نظاراته أثناء التحدث
أبتسم السيد أدامز و قال “أوه,يجب أن تكمل الأشياء المهمه دائماً ياعزيزي جيميس .”قال و هو ينظر نحو كلير “أعتقد انه يجب عليك أخذ كلير للمنزل معك لأبد وأنكما متعبان.”
أدار جيميس نظره نحو كلير..لقد شاهدها تقوم بجمع أغراضها و تقوم بالسير بتجاهه..”شكراً لك سيد أدامز,سأوصلها للمنزل بأمان”قال جيميس و هو يقوم بتصحيح نظاراته
“وداعاً أبي,كانت حفله أكثر من رائعة”قالت كلير بأبتسامة كبيرة ,و أكملت عندما قامت بتوجيه نظرها للطاولات المكتظة بالناس الذين يثرثرون بهمس “شكراً لجميع المتواجدين في هذه القاعة على حضورهم ,أتمنى أن تستمتعوا بهذه الأمسية “
قام جيميس بالسير مع كلير لخارج القاعة بهدوء
كتابة ساو