Don't tame the shrew - 98
“كفى، أرجوكِ!”
صرخ مايكل في وجه أوكسانا بملامح متعبة.
“أفِقْ، لماذا لا يمكنك أن تكون الدوق الأكبر مثل نيكولاي؟”
“أمي، هل تعتقدين ذلك حقًا؟ الناس يسخرون منا.”
“من يسخر؟ أنت الوريث الشرعي للدوق الراحل. بينما نيكولاي ابن زوجة مخلوعة، أنا ما زلت هنا، حية وبخير.”
“هذا كل ما هناك. أنا فقط ابنكِ.”
تمتم مايكل بمرارة.
لو لم يكن ابنًا لأوكسانا، لما فكر أحد في جعله حاكمًا.
وأيضًا، لربما كانت علاقته بأخيه جيدة حتى الآن.
“كيف يمكن أن تفكر بهذا الشكل؟ نيكولاي ليس حاكمًا صالحًا. الناس يتألمون تحت حكمه. عندما يدرك الجميع الحاجة لحاكم جديد، سيبحثون عنك. لذا عليك أن تكون مستعدًا دائمًا.”
“هل حقًا أخي هو من يضطهد الناس؟”
بدأ يشك في كل شيء.
ربما تم تربيته على معلومات مغلوطة تصب في مصلحته كخليفة محتمل.
“وحتى لو تحققت طموحاتكِ، ما ذنب الناس أن يحكمهم شخص مثلي؟”
أخيه كان منقذ الشعب.
“مايكل!”
عندما أدرك مايكل أنه لا يستطيع التفاهم مع والدته، استدار نحو الباب.
“إلى متى ستهرب؟ عليك أن تكون واثقًا من نفسك!”
توقف مايكل والتفت.
“واثق؟ كيف يمكنني أن أكون واثقًا أمام أخي؟”
“ماذا؟
” “الشعور بالذنب لسرقة كل شيء منه! هل تعلمين كيف أشعر عندما أحاول التحدث معه كالسابق؟”
“توقف عن الكلام الضعيف. لم تسرق شيئًا!”
اقتربت أوكسانا من ابنها، وكأنها على وشك الانفجار بالبكاء.
“هل حقًا لا تعرفين؟”
“تكلم.”
“أنا ابن غير شرعي دمر عائلة الدوقة الكبرى السابقة، تاتيانا.”
صفعت أوكسانا وجه ابنها.
“تلك المرأة كانت خائنة فقط. لم تُدفن حتى في مقبرة العائلة الملكية. كيف تناديها بالدوقة الكبرى؟”
“……”
“وأنت لست ابنًا غير شرعي! أنا الدوقة الكبرى الشرعية، فكيف تكون غير شرعي؟”
“أمي…”
“أنا كنت الأولى. تلك المرأة هي التي تدخلت بيني وبين الدوق. لولا معارضة العائلة، لكنت أنا الدوقة الكبرى منذ البداية. لا يجب أن يُنظر لابني على أنه غير شرعي فقط لأنني استعدت مكاني متأخرًا.
” كانت كلمات مايكل قد لامست جرحًا عميقًا لدى أوكسانا.
لو لم يتم خلع تاتيانا، لكانت أوكسانا مجرد امرأة تحمل طفلًا غير شرعي.
ولكنها قاومت بكل قوتها واستعادت هذا المقعد.
في النهاية، من ينجو حتى النهاية هو من يفوز.
“يكفي من الهروب من نيكولاي. عليك حضور العشاء اليوم. علينا أن نرى من هي المرأة التي أحضرها كزوجة.”
“……”
“وإن لم تحضر، سأترك لك تخيل ما سأفعله في تلك الليلة.”
قبض مايكل على يده بشدة حتى تركت أظافره علامات على راحته. شحبت بشرته، كالقمر الباهت.
مرة أخرى، شعر بالعجز أمام والدته، غير قادر على التحكم في شيء.
استجاب مايكل لتحذير أوكسانا وحضر العشاء.
على الرغم من التهديد، كان أيضًا يرغب في رؤية أخيه بعد غياب طويل.
في ذلك اليوم، رآه في نادٍ وفي حلبة قتال غير قانونية، لكن من بعيد وفي الظلام.
“لماذا لم يصل بعد؟”
تمتمت أوكسانا بابتسامة وهي تنظر إلى المقعد الفارغ.
جلست عائلة الدوق حول الطاولة، باستثناء الزوجين.
كانت أوكسانا ومايكل، زوجة الابن الكبرى لودميلا وشقيقتها إيرينا، وشقيقة نيكولاي، الأميرة كلوديا.
لم يكن لأحد منهم مشاعر جيدة تجاه نيكولاي.
“هل يعقل أن يتزوج دون أن يخبرنا؟”
قالت كلوديا وهي تضحك بسخرية.
“ربما لم يتمكن من الانتظار حتى حفل الزواج. لا تقسي عليه.”
“أنتِ دائمًا متساهلة معه.”
هزت كلوديا رأسها بامتعاض.
كانت أوكسانا دائمًا تتظاهر بأنها أم حنونة لأبنائها، ولكنها في الخفاء كانت تثير الفتن بينهم وبين نيكولاي.
“ذلك الفتى بطبيعته يتحمل كلام الأسرة التافه، لكنه في النهاية هو الدوق الأكبر. لذا يجب أن تنادوه بالدوق الأكبر وتتصرفوا بأدب أمامه.”
“هل قال ذلك؟ هل طلب مني أن ألتزم الأدب أمامه؟ هل تجرأ وقال ذلك لكِ يا أمي؟”
“كلوديا، لقد فهمتِ الأمر بشكل خاطئ. أنا فقط…”
“لا داعي لأن تدافعي عنه. الآن أصبحت أعرف كيف يتصرف معكِ عندما لا نكون موجودين.”
كلوديا التي أساءت الفهم بشدة، عضت شفتيها السفلية بغضب.
كان هذا ما قصدته أوكسانا تمامًا.
رأى مايكل الابتسامة الخفيفة التي ظهرت واختفت سريعًا من على شفتي والدته، فقبض يده بغضب.
كان هو الوحيد في هذا المكان الذي يعرف حقيقتها.
“عزيزتي، كيف حالكِ؟ هل المكان الذي تعيشين فيه مريح؟”
تحولت أوكسانا بنظراتها نحو لودميلا بابتسامة حنونة وسألتها.
“نعم، شكرًا لاهتمامكِ الدائم. استمتعت بالفواكه التي أرسلتها لي.”
“إنها من جبل أرشيتيا، طعمها لذيذ جدًا، ففكرت فيكِ لأنكِ تحبين الفواكه الحامضة.”
“هل تذكرين مثل هذه التفاصيل؟”
“بالطبع أذكر، فأنتِ كنّتي الوحيدة. إذا كان هناك أي شيء يحتاج إلى إصلاح أو شيء يزعجكِ في الطابق الذي تسكنين فيه، أخبريني في أي وقت.”
فهم مايكل على الفور ما تعنيه جملة “كنّتي الوحيدة”.
كانت تعني أنها لا تنوي قبول المرأة التي جلبها نيكولاي ككنّة أو كدوقة القصر الكبرى.
“شكرًا لكِ، يا جلالة الدوقة.”
“يمكنكِ أن تناديني بأمي عندما نكون معًا.”
“لا، شكرًا.”
“لو كان رسلان على قيد الحياة، لكان منحكِ القصر الصيفي. هذا مؤسف جدًا…”
تذكرت أوكسانا ابنها الراحل، وامتلأت عيناها بالدموع وهي تمسحها بمنديل.
كانت بمهارة تستثير مشاعر الحقد في قلوب زوجة رسلان وشقيقته تجاه نيكولاي وزوجته.
وكأن نيكولاي استولى على الدوقية التي كانت يجب أن تكون من نصيب شقيقه، وكأن كاتيا سرقت مكان لودميلا.
“آسفة، لقد أخطأت في الكلام. فقط شعرت بالحنين لعدم وجود رسلان بيننا في هذا الجمع…”
“لا بأس، أمي. نحن نشعر بنفس الشيء.”
قالت كلوديا وهي تنظر إلى مقعد الدوق في أعلى المائدة.
الشخص الذي كان يجب أن يجلس في هذا المكان هو أخوها رسلان.
في وسط الجو الودي، فتح باب قاعة الطعام.
“دخول الدوق الأكبر.”
عند سماع كلام الخادم، وقف الجميع من أماكنهم احترامًا.
دخل نيكولاي ممسكًا بيد كاتيا، يرافقها بكل أناقة
. “أعتقد أنكم لم تلتقوا بها من قبل باستثناء الدوقة الكبرى السابقة. أقدم لكم زوجتي، كاتارينا فيسيل.”
عندما رفع مايكل رأسه بعد التحية، تجمد عندما رأى المرأة التي بجوار أخيه.
“لماذا… لماذا تلك المرأة هنا…؟”
كانت هي نفس المرأة التي أزعجت قلبه مرارًا.
في المرة الأخيرة، كانت ذات شعر أشقر بلاتيني، ولكن الآن أصبح شعرها بلون ذهبي ممزوج باللون الوردي.
عندما التقت عيونهما، حولت كاتيا نظرها بعيدًا وكأنها لا تعرفه.
“سمعت الكثير عنكم. يشرفني اللقاء بكم.”
كانت الابتسامة المهذبة التي لم يكن يتوقع رؤيتها من امرأة كانت تضرب الرجال في نادي ديسبارت.
شعر مايكل باحمرار في وجهه دون أن يشعر. ( لااا حب البنت القديسة يبني متحبش دي )
كان قلبه ينبض بقوة بفعل هذا التناقض الجذاب.
سحب نيكولاي الكرسي الموجود بجانب مقعده ووضعه بالقرب من مقعده المخصص، ثم أجلس كاتيا عليه.
كانت هذه خطوة صادمة للجميع.
في العادة، يكون المقعد الرئيسي على الطاولة مخصصًا دائمًا للحاكم فقط.
لم يحدث أبدًا من قبل أن يجلس شريك الحاكم بجانبه في مكان يعادل مقامه.