Don't tame the shrew - 8- هل يجب أن نأخذ استراحة هناك؟
8- هل يجب أن نأخذ استراحة هناك؟
“ماذا؟”
سألت كاتيا وهي ترمش بعينها في دهشةٍ.
لسببٍ ما، شعرت بالذهول من حقيقة أن رجلاً لا تعرف اسمه قد أثار هذه الضجة بسببها.
أين رأت هذا من قبل؟ نعم، في رواية رومانسية.
فارس شجاع ينقذ أميرة مُحاصرة في برج.
هذا مشهد شائع في قصص الحب.
قفز إلى رأسها سؤال، وبدون تردد، أفصحت كاتيا عنه.
“……هل أنت معجب بي؟”
كانت تتوقع رفضًا صاعقًا، لكن تعابير وجه نيكولاي كانت حائرة، لا تأكيدًا ولا نفيًا.
تحولت خدود كاتيا على الفور إلى اللون الخوخي بسبب موقفه.
كانت تعتقد أن الرومانسية شيء يحدث فقط في الروايات والمسرحيات.
فكرت في كل الرجال الذين طلبوا منها الزواج منهم.
كانوا جميعًا يطمعون في مهر عائلة دوق سميرنوف، ولكن لم يتقدم أحد منهم لخطبتها لأنهم أحبوا كاتيا بصدقٍ، تلك المرأة التي كانت تسمى امرأة الجنوب الشريرة.
خلال الموسم الاجتماعي، كانت كاتيا تحضر الحفلات الراقصة بإلحاحٍ من والدها، لكن الجميع كانوا مشغولين بتجنبها.
لم يسبق لكاتيا أن انجذبت إلى أي شخص في حياتها، ولم يسبق لها أن اهتمت برجل حقيقي غير خيالي.
لم يسبق لها أن دخلت في علاقة من قبل، لذا كانت عديمة الخبرة تمامًا في هذا المجال، لذا كان من المفهوم أن تُصاب بالذعر.
‘لماذا لا يجيبني؟ هل هو معجب بي حقًا؟’
بدا نيكولاي مثل ذلك النوع من الرجال الذي يتخيله المرء عندما يقرأ عن أبطال الروايات الرومانسية.
ولأول مرة في حياتها، شعرت بانجذاب رومانسي نحو رجل يشبه تماماً نوعها المثالي من حيث المظهر والتصرفات.
ولكن في الواقع، كان من عامة الناس، وكانت هي ابنة دوق.
لقد كانت علاقة لن تحدث أبدًا بسبب الاختلاف في المكانة، لذا كان من الأفضل عدم البدء في المقام الأول.
ولكونها ابنة دوق، لم يكُن بإمكانها أن تلعب بعقول العامة البريئة والطيبة.
لم تكن تُريد أن تكون واحدة من أولئك النبلاء القبيحين الذين اتخذوا من العامة عشاقًا قبل الزواج، أو حتى بعد الزواج، ثم لعبوا معهم وأنجبوا أطفالًا غير شرعيين.
“همف! همف!”
نظفت كاتيا حلقها.
كان من الواضح أن الرجل من عامة الناس. كانت بحاجة إلى رسم خط واضح قبل الوقوع في حبه أكثر من ذلك.
“أنا أحذركَ، لا تحبني.”
“…….”
“أنا لستُ من النوع الذي يمكنك تحمله من النساء.”
فركت كاتيا طرف أنفها بسبابتها وألقت ملاحظتها المُعدة مسبقًا.
ارتفعت زوايا فم نيكولاي إلى أعلى بينما كان يحدق فيها.
“يبدو أنكِ تفيضين لأنكِ وفيرة للغاية.”
“ماذا؟”
“لكنني لن أعرف إذا كنتُ الوعاء المناسب لاحتوائكِ، إلا إذا ضممتكِ.”
“هذا ما أعنيه……. انتظر، ماذا؟”
كانت كاتيا، التي أدركت ما قاله بعد فوات الأوان، على وشكِ الرد عندما قام نيكولاي، الذي كان قد وضع يديه خلف ركبتيها، بحملِها.
“ماذا، ماذا تفعل؟”
“قلتِ أنكِ ذاهبة إلى المنزل، وكان من المفترض أن نركب معاً.”
“حسنًا، لماذا أركب؟”
“لأن ساقكِ تؤلمكِ.”
كان نيكولاي قد لاحظ بالفعل أن كاتيا، التي كانت قد أصيبت بالتواء في كاحلها، كانت تمسك ساقها الأخرى دون وعي.
“لا بأس، يُمكنني المشي بمفردي.”
“أنا لستُ بخير، كيف ستذهبين إلي هناك وأنتِ تعرجين؟”.
“لأنني ثقيلة.”
دحرجت كاتيا عينيها وتذمرت.
“إنكِ لستِ ثقيلة بل خفيفة جداً جدًا.”
“هل تسخر مني، أم أنك تتفاخر بمدى قوتك؟”
“على العكس، أنا لا أتفاخر، بل أحذركِ. لم يسبق لي أن رأيتُ شيئًا صغيرًا وخفيفًا مثلكِ، لذا أخشى أن أكون أخرق”.
كانت هذه هي المرة الأولى في حياته التي يحمل فيها نيكولاي امرأة.
فالرجال الوحيدون الذين حملهم بين ذراعيه كانوا فرساناً جرحى كل واحد منهم بحجم نيكولاي، إن لم يكُن أكبر.
كان قادر علي حمل هؤلاء الرجال بكلِ سهولة، وكانت كاتيا مخلوقًا صغيرًا وخفيفًا.
“عن ماذا تتحدث؟ أنا أكبر من المتوسط، أليس كذلك؟”
ردت كاتيا بنظرة عدم تصديق.
ابتلع نيكولاي لعاباً جافاً بشدةٍ من الفكرة الجنوبية.
منذ فترة طويلة، أُنشئت دوقية ملكية تابعة لإمبراطورية تشارمانت تُسمى دوقية هيرسن الكبرى في المنطقة الشمالية الشرقية من القارة الغربية.لم ينجُ من الأرض القاسية والبرد القارس سوى الأقوياء منهم، فسكان هيرسن اليوم، شعب من عظام ضخمة صغارًا وكبارًا.
وبالمقارنةِ مع الجزء الشمالي من هيرسن، كان سكان الجزء الجنوبي من البلاد، قصيري القامة نسبياً في المتوسط.
حتى أن كاتيا، وهي واحدة من أطول الناس في الجنوب، كانت صغيرة أمام الشماليين.
“إنها وضعية “حمل الأميرة” التي تظهر فقط في القصص البطولية، وهي لا تناسبني. أنا امرأة قوية، ولا أحتاج إلى هذه الحماية الزائدة.”
“القوة مقبولة. ولكن مهما كنتِ قوية، الإنسان الجريح هو إنسان جريح.”
عندئذٍ فقط، داس نيكولاي على صخرة في الطريق، مما تسبب في تمايل جسده للحظة.
مما جعل كاتيا تتشبث به وتضع ذراعيها حول عنقه وتضع رأسها على كتفه.
وبينما كانت تحاول النهوض مرة أخرى، مندهشة من تصرفاتها، فتح نيكولاي فمه.
“إنهُ أمر خطير، أبقي على هذا النحو، ألم أقل لكِ، أنني أخرق”.
تذكر نيكولاي حديقة الحيوانات الزجاجية التي أهدتها لهُ أمه وهو طفل.
كانت التماثيل الزجاجية الصغيرة للحيوانات بالكاد ثقيلة بما يكفي ليحملها، وكانت تنزلق بسهولةٍ من يديه الصغيرتين.
في أحد الأيام، أسقط حيوان الأرنب المفضل لديه.
وعندما ارتطم بالأرض وتحطم، بكى نيكولاي الصغير.
جعلت طبيعة الزجاج المهشم من المستحيل إعادة تجميعه مرةً أخرى.
كانت كاتيا بالنسبة لنيكولاي هي الأرنب الزجاجي في طفولته.
وعلى الرغم من سلوكه الذي كان يبدو غير مبالٍ، إلا أنه كان يمشي بعصبيةٍ شديدة الآن.
“لن أنسى هذا الدين!”
أعربت كاتيا، التي كانت محرجة بعض الشيء، عن امتنانها بشكلٍ محرج.
وبطريقة ما بدا الأمر وكأنهُ تهديد أكثر من كونه شكرًا، فابتسم نيكولاي.
دفء جسدها على مؤخرة رقبته جعله يشعر بالدفء والغموض حتى صدره.
رائحة كاتيا، التي كان قد شممها لفترةٍ وجيزة عندما كانت تفرك كتفيها، أصبحت أقوى بفضل قربهما الشديد.
لا يعرف ما إذا كان ذلك بسبب الصابون أو العطر، لكن رائحتها كانت لطيفة. كانت دافئة وحلوة.
وفي النهاية وصل نيكولاي إلى المكان الذي أوقف فيه حصانه.
عندما وضع كاتيا بعناية على السرج، لاحظ أن بوريس وفرسان الدوق الأكبر يندفعون من بعيد للتعامل مع الموقف.
كان يعرف أنه إذا لفت انتباه بوريس فسوف يوبخه مرة أخرى.
إلى جانب ذلك، فإن أي زلة لسان من جانبه من المُحتمل أن تكشف هويته لكاتيا.
” الدوق الأكبر، لقد كنتُ أحمق لدرجة أنني لم أتعرف عليك. أرجوك، سامحني!”
” أرجوك…… ارحمني”.
حتى أولئك الذين أُعجبوا بمظهره واقتربوا منه كانوا يستديرون ويرتعدون خوفًا عندما يدركون أنه “الدوق الأكبر الدموي” سيئ السمعة.
لم يكُن يريد أن يرى كاتيا تصبح هكذا.
كان يعلم أن السبب الوحيد الذي جعلها تشعر بالراحة معه الآن هو أنها كانت تظنه من عامة الناس.
كان سيغادر هذا المكان قريبًا ويزور مدنًا جنوبية أخرى.
ولن يراها مرة أخرى بعد اليوم، وأراد أن يكون شخصًا عاديًا، حتى لو كان ذلك فقط للوقت الذي يستغرقه في توصيلها إلى المنزل.
بعد أن اتخذ قراره، صعد نيكولاي على ظهر الحصان مع كاتيا قبل أن يتمكن المساعد من الوصول إلى هذا الطريق.
“لنذهب. هل يمكنك الوصول إلى المقاطعة؟”
“نعم.”
لفّ نيكولاي ذراعيه حول كاتيا من الخلف وأمسك باللجام.
وعند سماع صوت الحوافر، نظر بوريس، الذي كان داخل المتجر، يدفع لصاحب المتجر المال، إلى النافذة.
وعندما عاد إلى رشده وأسرع إلى الخارج، كان الحصان قد غادر المتجر بالفعل.
“أوه، لا!”
سقط بوريس على الأرض يائساً من هروب سيده.
كان لدى الحصان لجام، لكن نيكولاي لم يكُن لديه لجام.
بدأت دقات قلبه تتسارع، خوفًا من أن يركض مسرعًا مثل حصان ……….جامح.
***
بعد ركضٍ سريع، وصلوا إلى حدود دوقية سميرنوف في منتصف الليل.
لم تكن دوقية سيمرنوف، لكنها كانت منطقة داخل الدوقية، وكان نيكولاي مرتاحاً لأن إيفان لم يكن بإمكانه إيذاء كاتيا الآن، حتى لو كان سيتبعهم.
“خذني إلى تلك الشجرة هناك.”
وعند سماع كلماتها، أدار نيكولاي رأس حصانه في ذلك الاتجاه.
نزلت كاتيا وفكت الشريط الأصفر الذي كان يربط شعرها.
كانت قد قررت أن تربطه في غصن أكبر شجرة قديمة لتطمئن بيانكا، التي ستركب الخيل لاحقاً، أنها نجحت في العبور.
أمسكت كاتيا بالشريط ومدت يدها إلى الغصن، لكنها لم تستطع الوصول إليه.
عند رؤية ذلك، انحنى نيكولاي إلى الأمام قليلاً وانتزع الشريط من يدها.
استدرت كاتيا ورأت وجهه أمامها مباشرةً وحبست أنفاسها.
“هل يمكنني ربطه هنا؟”
سألها نيكولاي وهو ينظر إليها.
“آه.”
وضع اللجام في يد كاتيا، ثم مدّ ذراعه إلى أعلى.
وعلى عكسها، وصل نيكولاي إلى الغصن دون أن يحاول حتى.
وفي ضوء القمر، سقط ظل نيكولاي فوقها.
غلفها الظل بالكامل، وفجأة أدركت كاتيا الفرق في الحجم بينهما.
وبسرعةٍ، وصل نيكولاي إلى أسفل وأمسك باللجام مرة أخرى.
وبلمح البصر، تساقطت قطرات من الماء على وجهه.
كانت السماء قد بدأت تمطر.
خلع نيكولاي رداءه بشكل عرضي ولفه على رأس كاتيا وأدار حصانه.
وخطط للاحتماء من المطر لفترةٍ من الوقت عند الغوريت، وهو جناح صغير على التل الذي يمثل مدخل الدوقية.
وبمجرد وصوله، ترجّل عن حصانه وربطها إلى عمود ثم حملها ووضعها على الأرض.
وفي الوقت نفسه، أصبح المطر غزيرًا.
“لا أعتقد أن الأمر سيتوقف على الفور.”
وبينما كانت كاتيا تتمتم وتنظر حولها، رأت نزلًا.
“هل نأخذ استراحة قصيرة هناكَ؟”
بهذه الكلمات المشرقة، ضرب زلزال بقوة 10.0 عيون نيكولاي.
***
ثقل ميزانك بذكرالله :
– سُبحان الله 🌿
– الحمدلله 🌸
– لا إله إلا الله 🌴
– اللهُ أكبر ☀️
– سُبحان الله و بحمدهِ ✨
– استغفرالله 💜
– اللهُم صلِ على نبينا محمد 🌠