Don't tame the shrew - 20
الفصل من ترجمة كاريبي السمكة الحلوة❤️❤️❤️❤️❤️
{الفصل العشرون~الرفض}
“هل تَقترِحُ الآن عقدَ زواجٍ معيَّ؟”
سألتهُ كاتيا بفضولٍ يحتويها وهي غيرُ قادرةً على كبحِ جَماحِ نَفسها أكثرَ مِن ذلك.
كانَ هذا المَشهدُ أمرًا طبيعيًا في
الروايات والمسرحيات الرومانسية.
“سَيكونُ مِن الأسهلِ قول هذا، إنهُ مُجرد زواجٍ مَحدودِ المُدّةِ حيثُ نَتفقُ كلانا على مَوعدٍ لأنهائهِ.”
“ولكن، ألن يكونَ هذا طلاقًا فعليًا على الورقِ.”
“معَ الطلاق تأتي النَفقةُ.”
“النَفقةُ؟”
“في الأصل، حُرِّم مِن الناحيّةِ الدينية طَلاقُ الملوكِ، إذ يعتبرُ طَلاقهم خطيئةً لا تُغتَفرُ لأنهُ يَكسرُ وحدة الأسرةِ التي أنشاها الحاكم لكن ذلك لم يَمنع كُلَ حالاتِ الطلاق.”
مِن حيثِ المبدأ، كانَ الطلاقُ مَحظورًا على الملوكِ، لكن الدوق الأكبر فاسيلي وجدَ ثغرةً في هذا الأمرِ.
فإذا عادت زوجة أحد الملوك إلى دينها، كانت المَحكمةً البابوية في أركيتا تَمنحُها الطلاقَ بِشَكلٍ استثنائي.
أجبر يوري والد نيكولاي البيولوجي، تاتيانا، على مُغادرةِ الدير، وذلك للزواجِ مِن أوكسانا التي كانت عَشيقةً لهُ.
حيثُ قبعت تاتيانا في الحبس الأنفرادي البارد
في الدير حتى وفاتها المُفاجئةِ.
كان من أوائلِ أعمال نيكولاي كدوقٍ أكبر هو سن قانونٍ يحميَّ الدوقات المُطلقاتِ في المُستقبلِ، لمَنعهنّ مِن أن يصبحنّ كبشَ فداءٍ مثل والدته.
ولكن حتى لو كان القانون الديني يَمنعُ الطلاقَ، لم يكن هناك أيَّ ضَمانٍ بأنه لن يكون هناك ملوكٌ آخرونَ مثل والدها سيجدونَ طَرِيقةً للطَلاقِ على أيَّ حالٍ.
“إذا كان الزوج هو المُلام على الطلاق، فإن الدوق سيدفعُ نفقةً لها، وهو مَبلغٌ كَبيرٌ لدرجةِ أن أيَّ دوقٍ
أخر لن يحلم بالطَلاقِ بسبب هذا المَبلغِ، كما ستكونُ الدوقة حُرّةً في الطَلاقِ أيضًا، إذا وافقت على ذلك.”
أدى ذلك إلى عدةِ احتجاجاتٍ مِن الفاتيكان.
لكن نيكولاي أصرَّ على ذلك، وأصبحَ
هذا الأمرُ قانونًا رسميًا.
“وبالإضافةِ إلى ذلك، شَرعَ قانونًا بأن المهر والممتلكات التي جلبها الدوق الأكبر للدوقةِ الكبرى عند الزواج، تنتقلُ إليه في حالةِ الطلاق.”
“تعود إلى الدوق؟ إلا يجبُ أن تعودَ إلى العائلةِ؟”
“إذا تزوجتكَ وحصلتُ على لقبِ دوقةِ سميرنوف، فهذا يعني أن اللقب وجميعَ المُمتلكاتِ ستؤول إليَّ بعد طلاقنا.”
وباعتبارها ابنةً، لا يُمكن لكاتيا
أن تَرِثَ اللقبَ والمُمتلكاتَ.
ولذلك، إذا تزوجت كأبنةِ سميرنوف فإن ألقاب والدها وجميعَ المُمتلكاتِ ستؤول إلى الزوج الذي عينهُ خلفًا له.
أما إذا لم تتزوج هي أو أيَّ أبنةٍ أخرى، فَستنِتقلُ إلى قريبٍ بعيدٍ مَجهولُ الهويةِ.
لذلك كانَ عرضُ نيكولاي بالاحتفاظِ بالمُمتلكاتِ التي قضى والدها حياتهُ في بنائها مُغريًا جدًا لكاتيا.
علاوةً على ذلك، ألن يكونَ مِن الأفضلِ أن تكونَ دوقةً كبرى سابقةً بدلًا مِن أن تعيشَ كامرأةً فسخت خطوبتها بعد أن عاشت مع الوغدِ إيفان؟
مع لقبِ الدوقة الكبرى السابقة، فإن حقيقةَ
أن خطوبتها فُسِخت مِن إيفان سَتُنسى بِسُرعةً.
“إذن ما الذي سَيحصلُ عليهِ الدوق
الأكبر مِن الزواجِ بيَّ؟”
“شَهرُ عَسلٍ مُثيرٍ معكِ؟”
انحنت عينا نيكولاي إلى قوسٍ دائري
مع أبتسامةٍ مُشرقةٍ تُخفي ظُلمتَهُ.
لقد كانَ رجلًا خطيرًا بالفعلِ.
كانَ وسيمًا بِشَكلٍ خطيرٍ، وكُل كلمةً خرجت
من شفتيهِ المُغريتينِ كانت خطيرةً أيضًا.
حتى عيناهُ الصافيتانِ المُتلألئتانِ بِزُرقةِ المُحيطِ، بدتا قاتلتينِ، ولم يكن من السهلِ مَعرفةُ عُمِّقِ هذه الأعينِ كَمحُيطٍ لا نهايةَ لهُ.
استفاقت كاتيا مِن غَفلتِها بعدما كانت مَفتونةً بهذه الأعينِ، ثم تحدثت قائلةً:
“بخلافِ هذا، لن يحصلَ الدوق
على أيَّ شيءٍ مِن هذا الزواج.”
“كيف لن أحصلَ على شيءٍ؟ سأمتلكُ ذكرياتِ شَهرِ العسلِ طوالَ حياتيَّ لأستذكّرها قبلَ أن أموت.”
“…”
“فكّري في الأمر ببطءٍ، سأعطيكِ كُلَ الوقتِ الذي تحتاجينهُ للتفكّير بهذا.”
“ماذا لو لم أقبل هذا العرض؟”
“إذا رفضتِ، سَنظلُ أصدقاءً، إذا كانَ هذا هو ما تريدينهُ، ليس لديكِ ما تخَسرينهُ مِن اتخاذ الدوق الأكبر صديقًا لكِ.”
قالَ نيكولاي بلطفٍ ووضوحٍ أنهُ سيكونُ إلى جانبها.
وعندما غادرا غرفة الأستقبالِ، توقفَ نيكولاي للحظةٍ وأستدارَ قائلًا:
“تيا.”
“ماذا؟”
“يومًا ما، عندما أكونُ بحالٍ أفضلَ مرةً أخرى…”
“…”
“لماذا لا تنادينيَّ نيكي، مثلَ الأمسِ؟”
لم تستطع كاتيا الأجابةِ على الفورِ
ردًّا على مثلِ هذه الكلمات.
“لقد منحنيَّ هذا شعورًا جيدًا جدًا…كُل
هذا فقط عندما تُناديني هكذا.”
وبعدَ قولِ ذلك، غادرَ نيكولاي غُرفةَ الأستقبالِ.
***
زارَ نيكولاي الدوق كُلَ يومٍ بعد ذلك.
ولكن لسببٍ ما، كانَ يذهبُ دومًا لرؤيةِ الدوق
سميرنوف دون أن يرى كاتيا.
غادرت كاتيا غُرفتها لتذهبَ في نُزهةً على الأقدامِ، حينها لمحت كاتيا رجلًا مألوفًا ذا شَعرٍ فضي عندَ أسفلِ الدرج، وسرعانَ ما اختبأت خلفَ الجدارِ على الفور.
هذه المرة كانِ ذاهبًا إلى المَكتبِ.
لقد كانَ هنا في الكثير مِن الأحيانِ لدرجةِ أنهُ بدا قادرًا على العثورِ على المَكتبِ دونَ إرشادِ كبير الخدم.
لم تستطع أن تعرف ما الذي كانَ يناقشهُ مع
والدها هناك، لأن الدوق كانَ مُتمسكًا بالسريةِ.
انتظرت مرورهُ بلهفةً وفجأةً شعرت بِغصةً في معدتيَّ.
‘ليكا!’
بطريقةً ما كانت ليكا قد تسللت من خلال الشقوق وكانت تَركضُ نحو نيكولاي الذي كانَ قد صعد للتو الدرج.
أخرجت كاتيا رأسها ونادت عليها بصَوتٍ مُنخَفضٍ، لكنهُ لم يصل إلى أذنيَّ ليكا المُتحمسةِ.
رفعت الكلبةُ الغافلةُ كفوفها الأماميةِ لتحيةِ نيكولاي.
حينها ارتسمت ابتسامةٌ على زوايا شفتيهِ عند ترحيبِ ليكا المُحبِ و الحماسي.
لم يُكلف نيكولاي نَفسهُ حتى عناءَ الشكوى، على الرُغمِ مِن أن ذيل ليكا الضَخمِ كانَ يصفعُ ساقهُ بقوةً لدرجةِ أنهُ كانَ يؤلمهُ.
وخوفًا مِن أن يؤدي وقوفهً على قدميه إلى إجهاد مَفاصلِ ليكا، انحنى بِبساطةً ليتواصلَ بصريًا معها مُربتًّا على رأسها.
مِن الطبيعي أن تُنمي الكلابُ قدرًا معينًا من
المودة تجاه البشر لا تملكهُ تجاه صغارها.
نسيت كاتيا أن تختبئ ووقفت هناك
تحدّقُ فيهِ وهو يلعبُ مع ليكا.
نظرَ نيكولاي إلى الأعلى، ولمحها ووقف قائلًا:
“سآخذُ ليكا في نُزهةً.”
نظرت كاتيا في عينيهِ، وشعرت بالإحراج، فبادرت بالتحدثِ دونَ الأعترافِ بِمُراقبتها لهُ.
“فهمتُ.”
“هيا بنا يا ليكا.”
سحبَ المُقودَ، وجلست ليكا على أرجلها بجانب
نيكولاي وهي مُتمسكةً بقدميهِ.
“ما الخطب؟ هيّا لنذهب.”
أخرجت ليكا لسانها، ونظرت بأعينها الكبيرةِ إلى كاتيا.
لم يكن نيكولاي يعلمُ بمعنى ذلك، لكن مالكةُ
الكلبةِ، كاتيا، فَهِمت بِسُرعةً نوايا الكلبةِ.
لقد أرادت أن يذهبا في نُزَهةً معًا.
جلست كاتيا القرفصاء أمامَ ليكا لكي تقنع هذه الكلبةَ التي تبدو لطيفةً للغايةِ مِن الخارجِ على الرُغمِ مِن عنادها الشديد.
“ليكا، إذا نزلتِ إلى الطابق السفلي
الآن، سأعطيكِ أثنينِ مِن الحلوى.”
“هوهوهو….”
“ثلاثةٌ، إذن؟”
“حسنًا، سآخذُ هذا هذه المرةِ.”
“أوه؟ ليكا، أنتِ فتاةٌ جيّدةٌ كما توقعتُ.”
“….بالتأكيد ستوافقينَ مِن أجليَّ كأختٍ كُبرى لكِ.”
بعد قوليَّ لذلك انتظرتُ بهدوءٍ للحظةٍ…
حسنها رفعت كاتيا رأسها لأعلى، وأدركت
فجأةً أن هناك خطأ ما.
استدارَ نيكولاي إلى الجانبِ الأخر مُحاولًا كتمَ ضحكاتهِ.
احمّر وجهها بشدةً عند رؤيتهِ يكاد
ينفجرُ بالضَحكِ عليها.
“يبدو وكأنكِ تنحدثينَ معها بلغةِ
البشر وكأنهُ أمرٌ بديهي بفتت….!”
نهضت كاتيا على عجلٍ بسبب إحراجها
الشديد من هذا، إذ تحدثت بِسُرعةً قائلةً:
“أوه، أيها الدوق!”
“اعتقدتُ أن هذا ما سيقولهُ أيَّ كلبٍ
لو كان بإمكانهِ التحدثُ.”
“هل تعلمُ كيفَ يتحدثونَ حتى؟”
“لماذا، هل لديكِ سِحرٌ أو ما شابه للكلاب؟”
“كلا!”
“ما زلتِ عنيدةً، سأتوقفُ عن مُضايقتكِ وأذهبُ إذن.”
رفعَ نيكولاي كفيهِ مُستسلمًا لكاتيا
واستدارَ مّغادرًا نحو المَكتبِ.
لم يبدو أنهُ مُلِحٌّ في طَلبِ الأجاباتِ.
تبعتهُ ليكا بطبيعةِ الحال، وسارَ هو بجانبها.
ارتسمت على وجههِ ابتسامةٌ عَريضةٌ عند رؤيةِ ليكا اللطيفة، حينها أستدارَ ناظرًا إلى كاتيا.
“ماذا أفعلُ الآن؟ أعتقدُ أن كلبتكِ تظنُ بالفعلِ أنني زوجكِ.”
“أوه، لا، هيّا تعاليَّ هنا يا ليكا، إنهّ مُخيّفٌ للغايةِ، إنهّ رَجلٌ مُرعِبٌ حقًا!”
أومأت كاتيا برأسها قائلةً ذلك بِهَمسٍ
مُنخَفضٍ في أذنيَّ ليكا.
“تيا.”
“ماذا؟”
“لديَّ آذانٌ أكثرُ حدّةً مما تعتقدينَ.”
“…”
تمتمت كاتيا مرةً أخرى، وهذه المرة بصوتٍ مُنخفضٍ.
“لذا يُمكنكَ سَماعُ كُل شيء.”
“أوه، هل أنتَ في طريقكَ لرؤيةِ والدي
مرةً أخرى اليوم؟”
“كلا، أخبرنيَّ كبيرُ الخدمِ أن الدوق
سميرنوف خارج المدينة.”
“هاه؟ إذن لماذا…”
“لأن الدوق قال ليَّ ذات مرةً أن آتي هنا في أيَّ وقتٍ كانَ لأستعارةِ الكُتبِ.”
“استمتع بوقتكَ إذن.”
طأطأت كاتيا رأسها بأدبٍ وأمسكت
بالمقود واستدارت آخذةً ليكا معها.
وبينما كانت تبتعدُ مع ليكا، ناداها نيكولاي
فجأةً مِن الخَلفِ.
“نعم؟”
“لقد قلتِ ذاتَ مرةً مِن قبل أنكِ تُحبينَ الفُرسانَ، هل تُحبينَ المُبارزةِ وما شابه ذلك؟”
“أنا أحبّها، ولكن لا أستطيعُ رؤيتها دومًا، لذلك أشبعُّ خيالي بقراءةِ الحكاياتِ والملاحم البطوليةِ.”
“إذا كانَ لديكِ شيءُ مُثيّرٌ للاهتمامِ حولَ هذا، فأنني أوّد قِراءتهُ، هل يُمكنكِ أن تختارِ ليَّ كتابًا مِن هذا النوع؟”
“إذن عليكَ فقط أن تستعيرِ الكتابَ
وترحلَ بِسُرعةً، حسنًا؟”
ضَحِكَ نيكولاي قليلًا عند سماعهِ ذلك.
هل وصلَ بالفعلِ إلى مرحلةفهم ذلك؟
“يبدو أنكِ تريدينَ ذلك بشدةً.”
“ما الذي أريدهُ برأيكَ؟”
“إذا واصلتِ التصرفَ بلطفٍ هكذا، أظنُ
بأنيَّ سأرغبُ في البقاءِ أكثر هنا.”
“ه-هاه؟!”
رمقتهُ كاتيا بنظرةِ تشكيكٍ ثم سارت في الأمامِ.
ركضت ليكا في الممرِ بخطى سريعةً، بعدما شعرت بسعادةً غامّرةً لوجودِ نيكولاي معها أيضًا.
وفي هذه الأثناءِ، كان لدى الدوق سميرنوف زائرٌ آخر.
“ما الذي جاءَ بكَ إلى مَقرِ إقامةِ الدوق يا سيد؟”
أبتسمَ كبيرُ الخدمِ بإحراجٍ عند
رؤيةِ هذا الضيف الغير مدعو.
ودونَ أن يستمعَ أكثرَ حتى، شق إيفان طريقهُ
إلى الداخلِ ونظرَ حولهُ قائلًا:
“الدوق سميرنوف، هل هو هنا الآن؟”
“إنهُ بالخارج لفترةً مِن الوقت، لكنهُ سَيكونُ
هنا في المرة القادمة التي ستأتي فيها–”
“لا يهم، سأنتظرهُ هنا، لكن أرشدنيَّ
فحسب إلى غُرفةِ الأستقبال.”
أمرَ إيفان، الذي قد تغلغلَ فيه الغضبُ الشديد،
كبيرِ الخدمِ بشكلٍ تعسفي.
لقد بحثَ في الحي بشكلٍ مَحمومٍ بعد اختفاءِ
كاتيا ولكنهُ لم يعثر على أيَّ أثرٍّ لها.
لو كانت قد عادت إلى المَنزلِ وأخبرتهُ بالحقيقة، لكان الدوق الأحمق، قد أرسلَ على الأقل رسالةً الآن أو على الأقل أصدر شكوى لكنهُ لم يفعل شيئًا.
لذلك لم يكن يعتقدُ أن كاتيا كانت ستذهبُ إلى الدوق.
لقد أرسلَ شخصًا للتجسسِ عليها، تحسبًا فقط، وعندما تلقى تقاريرًا بأنهُ رآها في الداخلِ، استشاطَ غضبًا وجاءَ مُسرعًا إلى هنا
“أتجرؤ على خداعيَّ مع ابنتكَ؟ لن أسمحَ لك بذلك!”