Don't tame the shrew - 10 - إذا أردتِ لمسها، يمكنكِ ذلك.
10 – إذا أردتِ لمسها، يمكنكِ ذلك.
“هل هذا عرض زواج؟”
سألتهُ كاتيا وفجأةً وضعت يديها علي خديه.
“ماذا؟”
“هل تريد الزواج مني، هل تحبني إلى هذا الحد؟”
“ها…….”
ضحكَ نيكولاي في عدم تصديقٍ.
لطالما كان لديها حقًا طريقة في تحدي التوقعات.
“لا تعجب بي كثيرًا، مهما كنتَ جذابًا. سوف تؤذي نفسك فقط. لقد أخبرتك، أنا لستُ من نوع الفتيات اللاتي يمكنك التعامل معهن – إيك!”
في ذلكَ لوقت، عطست كاتيا فجأةً وسرعان ما حركت رأسها إلى الجانب، مُتجنبة وجهه.
وبفضل هذا، انتهى الأمر بكاتيا في وضع جعلها تبدو وكأنها تعانقه، وذراعاها حول كتفيه.
نيكولاي، الذي رآها ترتجف بسبب المطر حملها بذراع واحدة وصعد إلى الطابق الثاني.
“ماذا لو رآنا أحد!”
“سيروننا كحبيبين. أنا أطبق ما قاله المالك سابقًا، كن لطيفاً مع حبيبتك.”
“من قال أنني حبيبتك؟ أنزلني الآن.”
“أنتِ مريضة.”
لم يكلف نيكولاي نفسه عناء الاستماع إلى احتجاجاتها، بل فتح باب الغرفة ودخل إلى الداخل.
ثم، بمجرد أن جلست على الكرسي، نزل إلى الطابق الأول مرةً أخرى وطلب دفع رسوم إضافية لإرسال حوض الاستحمام.
وسرعان ما وضع حوضاً خشبياً كبيراً في منتصفِ الغرفة، وغادرت الخادمة من النزل التي كان معها ماء ساخن لملء الحوض.
“ادخلي ودفئي نفسكِ.”
وبهذه الكلمات، وضع نيكولاي في يديها رداء حمام وثوب نوم.
وكانا أيضًا قد دفع مبلغًا إضافيًا.
كان يعلم أن كاتيا ستفزع إذا علمت بذلك، لذلك كذب وقال إنهما كانا متوفرين في النزل.
أدار نيكولاي ظهره لها حتى تتمكن من تغيير ملابسها، ونزع سترته المبللة، وهو غارق في التفكير.
كان شعوره غريباً. فقد ذكّره ذلك بالنبلاء الذين اشتكوا من إزعاج زوجاتهم لهم بشأن إنفاق المال.
“لماذا تستمرين في ذكرِ موضوع الزواج الغبي هذا؟”
“ماذا؟”
“ليس الأمر وكأنكِ ستفعلين ذلك معي.”
“ما، ما الذي تتحدث عنه؟”
“هل أنتِ تريدين حقاً أن نقوم بذلك؟”
لم يقل نيكولاي ذلك عبثًا.
إن التذمر الذي كانت كاتيا تفعله حتى الآن بشأن توفير المال كان شيئًا يحدث فقط بين المتزوجين.
هذا شيء لا يجب أن تقوله عادةً لشخص غريب تمامًا.
ولكن الشيء الغريب هو أنه لم يشعر بالسوء.
غيّر نيكولاي بنطاله، وعصر ملابسه المبللة بقسوةٍ في دلو.
وبينما كان يعصر الماء بكل ما أوتي من قوة، شعر بأعين تراقبه.
التفت ليجد كاتيا التي كانت قد غيرت ملابسها تحدق فيه دون أن تدخل الحوض.
الجزء العلوي من جسده ، على وجه الدقة.
كانت عضلاته صلبة كالصخر، مرسومة في خطوط جميلة أسفل كتفيه العريضين.
تساءلت كاتيا ما الذي كان يفعله ليجعل جسده بهذه الروعة.
“ما الذي تنظرين إليه؟”
“”كيف يُمكن لجسد أن يكون بهذا الجمال مثل التمثال؟”
عبس نيكولاي على السؤال البريء.
“من غير السار أن أسمع أنهُ مثل التمثال.”
“هل هذا إطراء؟”
“أليست معظم التماثيل صغيرة؟”
“ماذا تعني؟”
سألت كاتيا بعيون بريئة.
قال لها
“العضلات”.
أومأ نيكولاي بإشارة من حوله.
“عضلاتي كبيرة.”
لكنهُ لم ينسَ أن يضيف نداءً خجولاً في النهاية.
“نعم ، أنا أوافق.”
قالت ذلك دون أن ترفع عينيها عن جسد نيكولاي.
لم تكُن نظرة خجولة، بل كانت نظرة صريحة جداً، مثل النظر إلى سمكة في كشك في السوق، لدرجة أن نيكولاي شعر بالحرج.
“إذا أردتِ لمسها، يمكنكِ ذلك.”
“ماذا؟”
“سواء كنتِ تتلمسيها بعينيكِ أو بيديكِ، فالأمر واحد، أليس كذلك؟”
وعلى الرغم من أن الكلمات كانت استفزازية للغاية، إلا أن كاتيا وضعت يدها سريعًا على جسده كما لو كانت تنتظر.
“جسدك صلب للغاية. مثل الصخرة.”
شعر نيكولاي بتوترعند اللمسة المترددة.
ما هذه المرأة؟
“أنت بارد.”
نظرت كاتيا التي كانت تلمسه إليه فجأة وقالت.
“هل تريد أن تغتسل معي؟”
“لا شكراً، سأبقى في الخارج.”
“سوف تتعب الخادمة فقط إذا حملت ماء الاستحمام مرتين، لذا دعنا ندخل معًا.”
تحركت كاتيا بسرعةٍ من خلفه ووضعت كلتا يديها على ظهره العريض ودفعته نحو الحوض.
إن دفء يديها على عموده الفقري جعل جسد نيكولاي يرتعش، ومثل رجل ممسوس، لم يصمد طويلاً قبل أن ينجرف إلى الحوض.
عندما تبعته كاتيا، جلس الاثنان في مواجهة بعضهما البعض وتلامست أصابع قدميهما.
“أعتقد أنني أخيرًا سأعيش الآن، أليس كذلك؟”
قالت كاتيا وهي تعانق ركبتيها.
انعكست بشرتها البيضاء والناعمة بمهارةٍ تحت الرداء الرقيق المبلّل بالماء.
أدار نيكولاي رأسه في هذا الاتجاه وذاك، مُتظاهرًا بالنظر حول الغرفة، غير قادر على النظر في اتجاهها لأنه لم يكن لديه مكان آخر ينظر إليه.
وفي الوقت نفسه، ومن أجل تغطية جسد هذه المرأة، قام بإذابة الصابون وأصبح الماء غائما.
تمتمت كاتيا غير مُدركة لسبب نظراته الشاردة.
“أنا أحسدك”.
“على ماذا؟”
“أتمنى لو كنتُ مفتولة العضلات وقويةً مثلك.”
عند هذه الكلمات، توقف نيكولاي، الذي كان يذيب الصابون، عما كان يفعله وتواصل معها بالعين.
“ماذا؟”
“إذا كنتُ قويةً، فلن ينظر إليّ أحد باستخفاف.”
“لن أسمح لأحد بتجاهلكِ.”
“أنت؟.”
ظهرت ابتسامة على شفاه كاتيا عندما قال ذلك.
“حسنًا، أشعر أنني بخير!”
عندما نهضت فجأةً، أدار نيكولاي رأسه بسرعة إلى الجانب.
سارت كاتيا نحوه وقلبته بحيث أصبح جسده مواجهًا للنافذة، ثم غرفت الماء من الحوض وأفرغته فوق رأسه.
تدلى رأس نيكولاي إلى الأسفل بينما كان تيار الماء المُنهمر بسرعة يسير علي رأسه.
“مهلاً، ماذا تفعلين؟”
“سأغسل شعرك.”
“ماذا؟”
“اثبت مكانك!”
وعندما حاول المقاومة، صفعته على ظهره بخفة، مما تسبب في خروج نوبة من الضحك من فمه.
كانت المرة الأولى في حياته التي يتعرض فيها للصفع من قبل شخص في مثل هذه الحالة التي لا حول لها ولا قوة.
خاصةً من قبل امرأة صغيرة ونحيلة كالكتكوت.
لم تعامله أي امرأة بهذه الطريقة من قبل.
لا، فبينما كانت تصفع ظهره بلا رحمة، كانت الآن تلمس شعره بأكثر الأيدي رقة.
كانت لمسة أصابعها على رأسه تدغدغ قلبه بشكلٍ غريب.
وسواء كانت تعرف أفكاره أم لا، بدأت كاتيا في غسل شعره بالرغوة والصابون بشكلٍ محموم.
كانت تغسل شعره الآن كخدمة لزوجها الغالي.
“أنت تبدو مثل ليكا”.
ضحكت كاتيا بينما كان يكافح تحت يديها، غير قادر على الإفلات تمامًا.
“من هذه……؟”
سأل نيكولاي بصوت مليء بالترقب عندما سماع ضحكتها المبهجة في أذنيه.
تساءل من يستطيع أن يجعلها تضحك هكذا.
“كلبتي. إنها مثلك تماماً في طريقة التشتت والخوف من الاستحمام.”
أدرك نيكولاي فجأةً سبب استعدادها للاستحمام معه.
كانت كاتيا تغسله الآن كما لو كان كلبًا كبيرًا.
وبطريقة ما، شعر بالإهانة.
“هل تقولين أنني مثل الكلب؟ هذه وقاحة.”
“إنها مجاملة. أنت لطيف للغاية.”
“ولستُ من النوع الذي يخشى الاستحمام.”
“أنا في الواقع خائف من..”
“ما الذي تخاف منه؟”
سألت.
الدوق الأكبر الدموي لا يخاف من الحرب أو المجاعة أو الأوبئة أو وحوش الغابة الحمراء، ولكنهُ يخاف فقط من هذه الفتاة الصغيرة.
لو عرف فرسان الدوق الأكبر لضحكوا، لكن نيكولاي كان صادقًا.
لم يكُن هذا الخوف خوفاً بالمعنى المعتاد للكلمة.
لقد كان منتبهًا لكل كلمة ورد فعل لكاتيا.
كان يكره فكرة أن يلمسه أحد، لدرجة أنه كان يرفض أن يساعده أحد في الاستحمام أو تغيير ملابسه.
كان معتادًا على إبعاد الأيدي بعصبيةٍ أو إبعاد جسده عند أدنى لمسة عرضية، ولكن مع كاتيا أعطي جسده كله لها.
كما لو كان جروًا مطيعًا، كما قالت.
“لا، لا شيء من هذا القبيل.”
“ليس الأمر وكأنكَ لا تحبين الاستحمام، فلماذا تتلوّي مثل سمكة تم اصطيادها حديثًا؟”
سمكة هذه المرة؟
ابتسم نيكولاي وهز رأسه بحدة.
“أود أن أعامل كإنسان.”
“أوه، أنا آسفة، لم أقصد ذلك بهذه الطريقة ، بفت.”
“هل تضحكين الآن؟”
“آسفة، آسفة، أنا لا أضحك الآن. لكنني كنتُ أتساءل عن شيء ما من قبل.”
“ما هو؟”
“هل أنت مرتزق أو شيء من هذا القبيل؟ أنت بارع حقاً في القتال.”
كانت دوقية هيرسن الكبرى المصدر الرئيسي للمرتزقة.
فقد كانت نسبة المرتزقة الذين يسافرون إلى الخارج للقتال مقابل أجر يفوق بكثير عدد الفرسان والجنود والضباط المرتبطين رسمياً بالدوقية.
“شيء من هذا القبيل.”
“المرتزقة، الفرسان، أشياء من هذا القبيل رائعة حقًا.”
“لأي درجة؟”
“هاه؟”
“بما يكفي لترغبين في الزواج؟”
“نعم، أحب الرجال الذين يجيدون فنون الدفاع عن النفس.”
لم تعلم كاتيا أنها ستندم على قول ذلك في المُستقبل القريب جداً.
“حسنا، أنا لا أقول أنني سوف أتزوجك.”
“لأنكِ تعتقدين أنني من عامة الناس؟”
“ماذا؟”
“ربما لأنك من طبقة نبيلة.”
توقفت يد كاتيا عن شطف شعره بالماء.
لقد كان محقاً.
فحتى لو كانا منجذبين لبعضهما البعض، فقد كانا متباعدين جداً في الطبقة الاجتماعية بحيث لا يمكنهما الزواج.
لا تعرف من أين التقطتها لكنه كان يتحدث بلهجة أرستقراطية.
وكان رجلاً لم تكن وظيفته وهويته على وجه التحديد واضحة.
لطالما خاطر المرتزقة بحياتهم في الحروب، وعلى عكس الفرسان والجنود الذين كانوا محميين من قبل الدوقية، كان من الصعب استعادة جثثهم.
إذا اتخذت أحد المرتزقة كزوج لها، فمن المحتمل أن يغمي علي والدها ممسكًا بمؤخرة رقبته.
لكنها لم ترغب في إيذاء هذا الرجل.
“لا يهم من أنت ، وبغضِ النظر عن ذلك، فأنت شخص ثمين عملت والدتك بجد من أجل ولادته.”
فجأة، ومضت ذكرى في ذهن نيكولاي.
“أيها الوغد الوضيع عديم الفائدة. كان يجب أن تموت أنت وليس أخوك.”
كان والده يقول ذلك في كل مرة يراه فيها.
اعتقد أنها كانت حقيقة لا يمكن إنكارها.
لو نجا أخوه الأكبر وورث العرش، فربما كان من الممكن أن يكون الجميع سعداء.
لكن لماذا تقول هذه المرأة هذه الأشياء له؟
“نيكي، أنت تستحق أن تكون محبوباً”.
عند تلك الكلمات، بدأ قلبه ينبض فجأة.
**
ثقل ميزانك بذكرالله :
– سُبحان الله 🌿
– الحمدلله 🌸
– لا إله إلا الله 🌴
– اللهُ أكبر ☀️
– سُبحان الله و بحمدهِ ✨
– استغفرالله 💜
– اللهُم صلِ على نبينا محمد 🌠