Don't let your husband know! - 91
كان قد حلّ منتصف الليل.
عبست بيلادونا ودفعت إسكاليون بعيدًا، الذي كان يضغط بثقل جسده الساخن على جسدها مرّةً أخرى.
“يكفي الآن …….”
لكن إسكاليون خفض رأسه إليها دون أن يقول كلمةً لصوتها الخافت.
لم يكن أمام بيلادونا خيارٌ سوى الإمساك بمؤخرة رأسه وسحبه. بين أصابعها، برز شعرٌ أسودٌ ناعم.
إلى متى …… !
رفعت بيلادونا ذقنها، نادمةً على استفزازه بلا خوفٍ في الحمام.
مرّةً أخرى، أصبح عقلها مشوّشًا.
* * *
“بيلّا، نائمة؟”
سأل إسكاليون، وهو يضغط بشفتيه على خدّ بيلادونا. فتحت بيلادونا، التي كانت مستلقيةً على وجهها على السرير، عينيها ببطء.
“اشربي بعض الماء ونامي. لابدّ أن حلقكِ يؤلمكِ.”
“…….”
مَن هو الشخص الذي جعل حلقي يؤلمني …….
حدّقت بيلادونا فيه شِزرًا وجلست لتلقّي كوب الماء.
“كم من العمل الذي مارسه عليكِ هؤلاء الأوغاد اللعناء في الأستانيا؟ يبدو أنكِ في حالةٍ أسوأ ممّا كنتِ عليه قبل بضعة أشهر.”
“…… أليس الأمر أنكَ أصبحتَ أقوى؟”
“انظري من النافذة، بيلّا. لا يزال الظلام دامسًا. ماذا لو كنتِ متعبةً بالفعل في هذا الوقت؟”
“أتعلم؟ نعم، الظلام دامس. حان وقت النوم!”
مع انسكاب الماء الفاتر في حلقي، شعرتُ بتحسّنٍ طفيفٍ في حلقي.
“أنتِ مَن جرّني إلى حوض الاستحمام.”
رفع إسكاليون زوايا شفتيه ومدّ إصبعه ليلمس خدّ بيلادونا.
نعم، أشعر بالندم الآن!
أخذ إسكاليون، الذي كان ينظر إلى بيلادونا التي بدت وكأنها تمتلك الكثير من الأشواك، كوب الماء منها ووضعه على المنضدة. ثم سحبها وجعلها تستلقي على ذراعه.
ربّت على بطنها المسطح مازحًا وقال.
“حسنًا، سأدعكِ تنامين قبل أن تغضبي أكثر.”
“إسكاليون، ألن تنام؟”
نظرت بيلادونا إلى إسكاليون، الذي بدا نشيطًا للغاية.
“سأراقبكِ حتى تنامي.”
“ألا تستطيع النوم؟”
“لا أشعر بالنعاس حقًا.”
هزّ كتفيه. همم ……. ضيّقت بيلادونا عينيها ونظرت إليه.
هذا الرجل، إذا استمرّ على هذا النحو، فسوف يوقظني مرّةً أخرى ……
“تنظرين إليّ بنظرةٍ غير محبّبة.”
“أتمنى لو نستطيع النوم معًا الآن.”
“هناك طريقةٌ واحدةٌ فقط لجعلني أنام. وهي استنزاف طاقتي تمامًا. ولكن هل تستطيع زوجتي أن تفعل ذلك؟”
“…….”
كان ذلك مستحيلًا.
أدارت بيلادونا رأسها بعيدًا عنه.
نكز إسكاليون، الذي كان يضحك لأنها بدت لطيفة، أنفها.
“حسنًا، غنِّ لي أغنية.”
“أغنية؟”
“نعم. كتهويدة.”
نظرت بيلادونا إلى وجهه عديم الحياء.
أأنتَ شخصٌ هوايته جعل الآخرين يغنّون؟ لقد فعلتَ ذلك من قبل أيضًا …….
إلى جانب ذلك، لم يكن يبدو أنه سينام على الفور وهو يستمع إلى التهويدة.
“لا أعرف سوى أغنيةٍ واحدةٍ لأغنيها؟”
“أغنية العمل تلك؟”
“نعم، لكنها ليست تهويدة.”
“يمكن أن تكون تهويدةً اعتمادًا على مَن يغنيها. جرّبي أن تكوني متحرّرةً قليلاً.”
مَن يغني أغنية أعمالٍ شاقّةٍ كتهويدة …… ؟ تلك الأغنية ذات الإيقاع القوي …… ؟
رأت مرحًا عميقًا يرتفع في عينيه الذهبيتين. شعرت بيلادونا، التي أكّدت ذلك، بإحساس لا يمكن تفسيره بالغضب يغلي في دمها.
في هذه الحالة، ليس لديّ خيارٌ سوى أن أجعله ينام!
جلست ومسحت بطن إسكاليون الثابت كالأطفال، وفتحت فمها.
“في أعلى السماء …… أتمنى …… حصادً جيدًا …….”
“هاهاها.”
انفجر إسكاليون ضاحكًا، ووجد هذه اللفتة مضحكة.
توقّف عن الضحك واستمع بعناية! تجاهلته بيلا.ونا واستمرّت في التربيت على بطنه.
“آه، أيّها الطائر ……. الجميل المهاجر …… أنشر جناحيك … صغيرة كالأيْك …….”
نظر إسكاليون إليها بابتسامةٍ على وجهه، ربما لأنه كان فخورًا بمظهرها.
“تبدين مثل العندليب البهيج.”
“اصمت. أنا أغنّي.”
“حسنًا.”
عند ضرب بيلادونا، أغلق عينيه.
نظرت إليه من الأسفل بينما كان يقوّم وضعيته، ثم صفّت حلقها وفتحت فمها مرّةً أخرى.
“على أجنحتكَ الكبيرة …… يجثم أمل أهل الجزيرة …….”
استمرّت الأغنية لبعض الوقت بعد ذلك.
وكأن أغنيتها كانت بمثابة تهويدةٍ حقًا، هدأ وجه إسكاليون، الذي كانت زوايا فمه ترتعش طوال الوقت.
نظرت بيلادونا إليه، الذي بدا وكأنه نائم، بوجهٍ راضٍ.
هل كان هذا نجاحًا؟
“لكن، أنتِ.”
فتح إسكاليون عينيه المغلقتين.
لقد كان فشلاً.
“هاه؟”
“أين بالضبط في أستانيا كنتِ تعيشين؟”
هذا السؤال مرّةً أخرى؟
نظرت بيلادونا إلى العيون الذهبية التي تحدّق فيها.
“أمم …… لا أعتقد أنكَ ستعرف حتى لو أخبرتُك. إنه بعيدٌ عن الفاتيكان.”
“إلى الغرب، نحو باكينسيوم؟”
“هاه؟ هذا صحيح.”
بالمناسبة، قال إسكاليون أنه بقي في أستانيا عندما كان مرتزقًا.
فهل بقي هناك أيضًا؟
تغيّر تعبير إسكاليون بشكلٍ غريبٍ عند إجابة بيلادونا.
“بالضبط، إنها قريةٌ ريفيةٌ جدًا أبعد قليلاً عن باكينسيوم. ربما لا تكون حتى على الخريطة؟”
“……..”
“لكن لماذا؟”
رفع إسكاليون، الذي كان مستلقيًا ساكنًا وينظر إليها حتى ذلك الحين، الجزء العلوي من جسده. وضع إحدى يديه على جبهته وأطلق تنهّدًا.
“قد يبدو هذا جنونًا، لكن …… “
ماذا تحاول أن تقول بحق؟
“إذا أخبرتُكِ أنني قابلتُكِ في حياتكِ السابقة، هل ستعتقدين أنني مجنون؟”
“…… أنا؟”
لقد كان سؤالًا غير متوقّع تمامًا.
هل قابلتَني أنا من حياتي السابقة؟ على الأقل في ذكرياتي، لم أقابل مرتزقًا مثل إسكاليون أبدًا.
“بالطبع، لم أقابلكِ وجهًا لوجه ولم أتحدّث إليكِ …”
“…..”
“كانت هناك شجرةٌ جميلةٌ اعتدتُ زيارتها كثيرًا، وعندما أخذتُ قيلولةً هناك، كانت الأغنية التي أسمعها حينذاك مشابهةٌ تمامًا. كانت أغنيتُكِ.”
“لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا ….”
هزّت بيلادونا رأسها.
“أنا، لم أسمع أبدًا عن مرتزقةٍ يزورون قريتنا، ولم أرَ أبدًا شخصًا مثلك.”
“لم أعِش هناك.”
“ثم …”
“اللعنة، ما الذي أتحدّث عنه؟ بينما كنتُ أُسافر …”
بعثر إسكاليون شعره وكأنه مُحبَط.
سرعان ما رفع رأسه.
“بينما كنتُ أسافر حول البلاد، بقيتُ في أستانيا لفترةٍ طويلة. كان المرتزقة الذين كنتُ أعيش معهم يقيمون في الغالب في فنادق رخيصة وكانوا مشغولين بالذهاب إلى المنطقة الصاخبة حيث كان الفاتيكان، لكنني لم أحبّذ ذلك، لذلك انتقلتُ في الاتجاه المعاكس.”
“… لماذا؟”
“لأن المكان كان صاخبًا ومزدحمًا.”
وبينما كان يتحدّث، غرقت عينا إسكاليون الذهبيتان. كان مظهره أشبه بمظهر حيوانٍ جريح ممّا جعل قلب بيلادونا يغرق.
“ما الذي تتحدّث عنه ….”
“في ذلك الوقت، كنتُ أبني مهنةً قويّةً كمرتزق. هل تعرفين ماذا يعني بناء مهنةٍ كمرتزق؟ هذا يعني قتل وإصابة العديد من الناس.”
“……”
“كنتُ في التاسعة عشر من عمري في ذلك الوقت. كنتُ مشغولاً بالتظاهر بأنني قويٌّ عندما كنتُ مع الرجال أثناء النهار، ولكن عندما يحلّ الليل …”
خفض رأسه بينما استمرّ في الحديث.
وضعت بيلادونا يدها على كتفه مواسيةً. اعتقدت أنها تستطيع فهم ما يريد قوله دون الحاجة إلى التحدّث أكثر.
كان إسكاليون في طفولته، الذي اختار طريقه بأن يصبح مرتزِقًا لكسب لقمة العيش، لديه كراهيةٌ ذاتيّةٌ عميقةٌ لعدم وجود خيارٍ سوى إيذاء الناس.
“إسكاليون ….”
“عندما يحلّ الليل، كانت تظهر لي ككابوسٍ طويل. الوجوه التي حاربتني.”
“……”
“لهذا السبب لم أستطع النوم بشكلٍ صحيحٍ في الليل. بدلاً من ذلك، عندما لم يكن لديّ عملٌ أثناء النهار، كنتُ أتجول بحثًا عن مكانٍ هادئٍ وسلميٍّ وأذهب إلى منطقةٍ مظلّلةٍ تبدو مناسبةً للنوم.”
كان ظهوره كطفلٍ في القصة يتداخل مع المظهر الذي واجهته في الحديقة المحظورة في الفاتيكان.
ثم، ربما كان النوم في أيّ مكانٍ في مثل هذا المكان عادةً قديمة ……
“ثم سمعتُ أغنية.”
نبس إسكاليون.
“غريب ……. كان بإمكاني النوم جيدًا عندما استمعتُ إلى تلك الأغنية. اعتقدتُ أنها أغنيةٌ غريبةٌ لم أسمعها من قبل، ولكن عندما استعدتُ وعيي، كان الظلام قد حلّ بالفعل. في الأيام التي كنتُ أغفو فيها بعمقٍ بعد الاستماع إلى تلك الأغنية، كنتُ أشعر حقًا وكأن شيئًا ما قد أصابني.”
ثم، تلك الأغنية ……
“عندها أدركتُ أن الأغاني يمكن أن تكون راحةً للناس. بعد ذلك، كدتُ أصبح من روّاد ذلك المكان وأذهب إلى ذلك المكان كلّما سنحت لي الفرصة، ولفترةٍ من الوقت، واصلتُ النوم بعمقٍ أثناء الاستماع إلى الأغنية.”
أعتقد أنه لو أتى بهدوءٍ واستمع إلى الأغنية وغادر، لما واجهته فعلاً.
ثم حقًا … هل كنّا أنا وإسكاليون معًا في ذلك الوقت؟
“في ذلك اليوم. اليوم الذي قابلتُكِ فيه لأوّل مرّةٍ في الفاتيكان. سمعتُ تلك الأغنية في نومي.”
“……”
“في الواقع، لم أكن أعتقد أن الأغنية قد غنّتها قديسة أستانيا منذ البداية. عندما فتحتُ عينيّ، اعتقدتُ أنني رأيتُ حلمًا حيث كانت الأغنية تُعزف في ذاكرتي.”
تذكّرت بيلادونا ذلك الوقت بصمت.
“لكنني واصلتُ القلق عليكِ، مثل الطريقة التي هربتِ بها على عجل، أو الطريقة التي ارتجفتِ بها كلّما ظهرت قصة ذلك الوقت …… لهذا السبب تزوّجتُكِ بينما لم يكن ذلك في نيّتي …… هاا، لا أعرف ما الذي أهذي به. تجاهلي الأمر فقط.”
“لا، إسكاليون.”
حرّكت بيلادونا اليد التي وضعتها على كتفه.
“ربما …… ربما قد التقينا بالفعل.”
“بيلّا ……”
“لا، حتى لو لم يكن الأمر كذلك، فهذا لا يهمّ حقًا. ما يهمّ هو أنكَ شعرتَ بالراحة.”
رفع إسكاليون عينيه الذهبيتين والتقا بعيني بيلادونا. قامت بيلادونا بلطفٍ بمداعبة وجهه ورفعت زوايا فمها.
“من الآن فصاعدًا، سأغنّي لكَ كلّ ليلة. في الأيام التي لا تستطيع فيها النوم، والأيام التي تستمر فيها في التفكير السيئ، والأيام التي تشعر فيها بالتعب والإرهاق.”
“لا تقلقي، أنا بخيرٍ الآن. على العكس من ذلك، أصبحتُ متبلّدًا للغاية حتى تقلقي علي.”
ضحك إسكاليون ونبس.
لقد كان ذلك صحيحًا. مع مرور الوقت، لم يعد المرتزق الشاب المتردّد موجودًا من قبل. لقد قسى قلبه لحماية ما هو ثمينٌ له.
‘ستكون هذه مشكلة، لو فعلتِ كذلك.’
رمش إسكاليون عينيه ببطء. لقد غمرته لفتة زوجته اللطيفة والدافئة.
“ثم سأغنّي لكَ في الأيام التي ترغب فيها في سماعها.”
“أستطيع الاعتماد عليكِ.”
“حقًا؟”
“نعم. حقًا. أستطيع الاعتماد عليكِ حقًا.”
سحب إسكاليون بيلادونا إلى أحضانه وعانقها بإحكام.
دخلت، وهي طائر بلبلٍ صغيرٍ وجميل، قلبه وكأنها مغروسةٌ بعمقٍ في أضلعه.
“هل أغنّي لكَ أغنيةً أخرى؟”
“نعم، غنِّ لي.”
تمتم إسكاليون.
فتحت بيلادونا فمها، متكئةً على صدره الثابت بابتسامةٍ صغيرة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1