Don't let your husband know! - 89
“همم؟ بيلّا.”
عندما لم يتلقَّ إسكاليون أيّ ردٍّ من بيلادونا، سأل مجدّدًا.
تحرّكت بيلادونا ببطءٍ ووضعت يدها على يده. أمسك إسكاليون يدها بقوّةٍ وقادها إلى الخارج.
عند وصولهما أمام البوابة في الحديقة، تحدّث قائلاً.
“هازل، أخبري الساحر بتشغيل البوابة.”
“حسنًا، فهمت!”
مع مرافقة إسكاليون، دخلت بيلادونا إلى العربة. تبعها إسكاليون وجلس متّكئًا على ظهر المقعد.
“قد تشعرين بالدوار، لذا خذي قيلولة حتى نصل.”
نظرت بيلادونا من النافذة دون أن ترد.
بدا الفاتيكان هادئًا جدًا. كان بعض الكهنة الذين علموا برحيلها يودّعونها بالقرب من العربة.
“……”
تعرّقت قبضتاها المضمومتان على ركبتيها.
ماذا سيحدث لتينا؟
لم يكن من الصعب تخمين سبب استدعاء البابا لتينا إلى الفاتيكان. بمجرّد أن علم بأن لديها قوّة مقدّسة، سيحاول تحويلها إلى قديسةٍ ثانيةٍ مثل بيلادونا واستغلالها.
‘لقد وجد البابا شخصًا ليحلّ محلي بعد أن أخذني إسكاليون.’
عندما فكّرت بذلك، شعرت بالظلام يحيط برؤيتها.
لذا، من الآن فصاعدًا ….. هل ستعيش تينا حياتها كالقديسة بيلادونا؟
منذ طفولتها، تحت سيطرة البابا، تُستغَلّ قواها المقدّسة، وتعيش حياة الاستماع إلى الاعترافات قسرًا؟
“هل أنتِ بخير، قديسة؟”
في تلك اللحظة، خطر ببالها وجه الكاهن تيموثي، الذي كان دائمًا بجانبها لمساعدتها.
فكرة أن تينا، شقيقته الصغرى، قد تقع في قبضة البابا، جعلتها تشعر وكأنها تختنق.
‘لا يمكنني السماح له بجعل شخصٍ آخر يعاني كما فعل معي مجدّدًا …… بمعرفة كم سيكون الأمر مؤلمًا ….. !’
عضّت بيلادونا شفتيها السفلى بقوّة.
لم تتمكّن من سماع ما كان يقوله إسكاليون الجالس بجانبها.
“لمَ لا تستندين إليّ قليلًا للحظة خلال الطريق …. بيلّا، إلى أين تذهبين!”
تحرّك جسدها قبل أن تفكّر. نهضت بيلادونا من مكانها وقفزت من العربة.
سمعت صوت إسكاليون يناديها من الخلف، لكنها لم تملك الوقت لشرح أيّ شيء.
أمسكت بتنورتها المزعجة وركضت باتجاه مكتب البابا.
“قديسة؟”
ركضت عبر الحديقة، وصعدت الدرج دون تردّدٍ إلى حيث كان المكتب. هناك، وقف حارسٌ عند الباب، وهو أمرٌ لم يكن معتادًا قبل زيارة إسكاليون.
“قديسة، انتظري لحظة …!”
أوقفها الحارس، لكن بيلادونا وضعت يدها بقوّةٍ على مقبض الباب. لم يستطع الحارس لمسها، ووقف مرتبكًا.
فتحت بيلادونا الباب بعنف.
“……”
داخل المكتب، كان البابا بروناس يجلس مقابل تيموثي. بينما كانت تينا جالسةً في حجر تيموثي.
التفت الجميع إلى بيلادونا التي ظهرت فجأة.
“بيلادونا ..؟”
“القديسة ..؟”
لهثت بيلادونا … رغم أنها هرعت إلى هنا دون تفكير، إلّا أنها شعرت بالحرج عندما واجهت الموقف بالفعل.
ماذا أفعل الآن بعد أن ركضتُ إلى هنا؟
كانت تينا تنظر إليها بعيونٍ واسعةٍ ومندهشة. سرعان ما خفضت بيلادونا نظرها إلى يدي تينا.
لحسن الحظ، لم تستخدم قوّتها المقدّسة بعد. كان الجرح مُغطًّى بقماشٍ غير محكم.
“قديسة؟ ما الأمر؟ هل لديكِ شيءٌ مهمٌ تريدين قوله قبل مغادرتكِ أستانيا؟”
“بيلادونا، ما هذا السلوك غير اللائق …؟”
قطّب البابا جبينه فورًا، لكنه توقّف عندما رأى ما وراء بيلادونا.
دون أن تستدير، عرفت أن إسكاليون كان يقف خلفها. الحرارة الدافئة التي أحاطت بها جعلتها تشعر بالأمان.
قال إسكاليون وهو يضع يده على كتف بيلا دونا.
“رأيتُ أن مغادرة المكان دون وداع البابا يعد تصرّفًا غير لائق، فجئتُ لأُاقي التحيّة شخصيًا.”
نهض البابا من مكانه بوجهٍ يحمل عدم الراحة.
“كما ترى، لديّ التزاماتٌ أخرى الآن …”
اقترب من إسكاليون وبيلادونا، وخفض صوته قائلاً.
“ألم ننتهِ من هذه القضية؟ ما الذي تريد قوله الآن؟”
“اعتذِر لزوجتي.”
“مـ ماذا؟”
تشوّهت ملامح البابا بالغضب على الفور.
“حديثنا قد انتهى بخصوص اصطحاب بيلادونا، لكن أليس عليكَ الاعتذار لها بشكلٍ منفصل؟”
“لماذا عليّ الاعتذار؟ هل لديكم دليلٌ على أنني آذيتُها؟ ألم أقل أنني سأحقّق في الأمر بنفسي؟”
“ليس عن هذا فقط، هناك الكثير ممّا يجب عليكَ أن تعتذر عنه.”
أمال إسكاليون رأسه ورفع زوايا فمه.
على الرغم من أنه لم يكن يعرف بالضبط ما حدث، إلّا أنه كان يعلم أنه شخصٌ قذر.
ومع ذلك، عندما رأى وجهه يتحوّل إلى شاحبٍ وذراعيه ترتعشان بمجرّد ذكر ذلك، شعر بالاشمئزاز لأنه بدا وكأنه لديه الكثير ليعتذر عنه لبيلادونا.
وفي هذه الأثناء، كانت بيلادونا تقف بين إسكاليون والبابا، وحولّت نظرها إلى تينا وتبادلا النظرات.
“…….”
عمد تيموثي إلى تحويل نظره بعيدًا عنهم وكأنه كان مهذّبًا، لكن تينا الصغيرة كانت تحدّق في بيلادونا بدهشة.
هزّت بيلادونا رأسها تجاهها.
‘لا تستخدميها. لا تستخدمي قوّتكِ أبدًا أمام البابا.’
رمشت تينا بعينيها الكبيرتين وحدّقت في بيلادونا.
‘أرجوكِ. أرجوكِ لا تستخدمي قوّتك أمام البابا!’
على الرغم من إحباطها لأنها لم تستطع قول ذلك بصوتٍ عالٍ، استمرّت بيلادونا في تكرار ذلك لنفسها. استمرّت في هزّ رأسها يمينًا ويسارًا، على أمل أن تنتقل مشاعرها إلى تينا.
“!…..”
وبعد فترةٍ من الوقت، أومأت تينا برأسها.
لم يكن واضحًا ما إذا كانت الطفلة قد فهمت بشكلٍ صحيح، لكن تينا أومأت برأسها مرّةً أخرى، وهي تهزّ يدها الجريحة.
“لورد ديتت … هل عليكَ حقًا أن تذهب إلى هذا الحد؟”
في غضون ذلك، سأل البابا بروناس بوجهٍ محمرّ.
هز إسكاليون كتفيه وفتح فمه.
“سيكون من الأفضل أن تفعل هذا. كما تعلم، أنا شخصٌ غير متعلّمٍ وأتحدّث بلا مبالاة. قد يذهب شخصٌ مثلي إلى مكانٍ ما ويقول أشياءً بلا مبالاة، لذلك أقول هذا من أجل البابا.”
كان البابا يتنفّس بصعوبة، ثم وجّه نظره إلى بيلادونا. ارتعشت بيلادونا والتقت عيناها بعينيه.
وسرعان ما انفتحت شفتاه المرتعشتان ببطء.
“بيلادونا، أنا آسف.”
“……”
“إذا كان هناك أيّ شيءٍ سبب لكِ الألم، فأنا أعتذر الآن. هل ستغفرين لأبيكِ؟”
ما- ماذا …؟
كان صوته هادئًا ومستقرًّا، لكن وجهه لم يكن كذلك. كانت تعابير وجهه ملتوية، يتصبّب عرقًا من الإذلال والعار، ويرتجف بشدّة.
تراجعت بيلادونا دون وعيٍ إلى الخلف، لتصطدم بجسد إسكاليون الصلب خلفها.
عندما شعرت بجسده القوي، غمرها شعورٌ بالاطمئنان.
نظرت بيلادونا إلى البابا، الذي لا يزال يلهث، وأومأت ببطء.
‘ربما هي مجرّد كلماتٍ جوفاء …’
لم تستطع أن تعرف ما الذي قاله إسكاليون ليجعل البابا يعتذر.
“إذن، يمكننا الذهاب الآن. صحيح، بيلّا؟”
سأل إسكاليون وهو يضع يده على خصرها. ألقت بيلادونا نظرةً أخيرةً على تينا وأومأت. كانت تعلم أنها ستغادر أستانيا، لكنها أدركت أنها بحاجةٍ إلى الاهتمام بتيموثي وتينا باستمرار.
لأنه إذا لم تكن هي، فلن يحميهما أحد.
‘يجب أن أتواصل مع فابيُون أيضًا …’
عقدت حاجبيها بصمت.
استدار إسكاليون أولاً، وبشكلٍ طبيعي استدارت معه بيلادونا وبدأت بالسير على مضض.
من الخلف، سُمع صوت باب مكتب البابا يُغلَق بقوّة.
“كوني حذرة، قديسة!”
انحنى الحارس أمام الباب باحترام. ردّت عليه بيلادونا بابتسامةٍ صغيرة وسارت مع إسكاليون عبر الممر.
عندما تأكّد إسكاليون من خلو المكان، همس.
“ما الذي فعلتيه؟ عندما قفزتِ فجأةً من العربة، اعتقدتُ أن زوجتي ستهرب مرّةً أخرى.”
آه …
رفعت بيلادونا رأسها لتنظر إليه. الآن بعد التفكير في الأمر، لقد قفزتُ دون تفسير …..
“لن أنسى تعابير وجه هازل وجراهام. سيظنّان أنني تعرّضتُ للهجر.”
“أنا آسفة.”
تمتمت بيلادونا بصوتٍ منخفض، بعد أن تأكّدت أيضًا من خلو المكان.
أمسك إسكاليون يدها وأدخل أصابعه بين أصابعها ببطء.
“لقد وجدتكِ مجددًا، هذا يكفيني.”
“……”
“حتى لو هربتِ مجددًا، سأجدكِ مرّةً أخرى أيضًا.”
“لم يكن هروبًا …”
بلعت ريقها بصعوبةٍ ونظرت إليه، ثم فتحت فمها مجددًا.
“الطفلة الصغيرة التي رأيتَها في المكتب، أعتقد أنها تستطيع استخدام القوّة المقدّسة.”
رفع إسكاليون حاجبًا على كلمات بيلادونا.
“إذن، كنتِ قلقةً عليها وركضتِ لأجلها؟”
“نعم … يبدو أن البابا استدعاها لهذا السبب. لذا كنتُ خائفةً إذا تركتُها وشأنها، أن ينتهي بها الأمر إلى أن تصبح مثلي.”
“مثلكِ؟”
توقّف إسكاليون وسألها.
تردّدت بيلادونا ولعقت شفتيها، على الرغم من أنه كان يعلم أن البابا كان يحتفظ بابنته المتبنّاة ويستخدمها من أجل متعته ورغباته، إلّا أن إسكاليون لم يكن يعرف بالضبط كيف تم ذلك.
‘حتى أنه لا يستطيع أن يتصوّر أن البابا هو مَن رفع يده عليّ بنفسه …’
لكن الحديث عن هذا هنا قد يجعل إسكاليون يتصرّف بغضبٍ قبل أن يعودا إلى جريبلاتا، ممّا يعرّض البابا للخطر.
‘لا يمكنني قطع العلاقات مع أستانيا تمامًا من أجل تيموثي وتينا.’
قرّرت بيلادونا أن تُبقي شفتيها مغلقتين وسحبت يده بلطف، التي كان يمسكها بقوّة.
“فقط … أن تبقى حبيسةً وتعيش حياةً غير حرّةٍ في الفاتيكان.”
“هذا ما يقلقُكِ؟”
“بالطبع سيقلقني! لا تزال طفلةً صغيرة …”
عند كلمات بيلادونا، تجهّم إسكاليون للحظةٍ بينما كان يفكّر.
“سأوظّف شخصًا. شخصًا يمكنه أن يراقب ما يحدث في أستانيا ويبلغنا بانتظام.”
“هل يمكنكَ فعل ذلك؟”
“ليس بالأمر الصعب.”
عندما خرجا، رأيا هازل وجراهام يحدّقان فيهما بقلق.
“سيدتي …؟”
“أمسكتُ بها أخيرًا. لننطلق.”
“أ-أمسكتَ بها؟!”
لماذا تقول ذلك بهذه الطريقة؟
نظرت بيلادونا إلى إسكاليون، الذي تحدّث كما لو أنه أجبرها على العودة، ثم منحت هازل ابتسامةً مطمئنة لتنفي ذلك.
رغم ذلك، ظلّت هازل وجراهام يبدوان قلقين بينما ركبت بيلادونا العربة.
بعد أن جلست داخل العربة، انضمّ إليها إسكاليون وجلس قريبًا جدًا منها، حتى أنه كاد يغمرها بجسده.
‘هاه؟’
نظرت إليه بيلادونا، بينما غرقت ببطءٍ تحته.
ماذا تفعل ….؟
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1