Don't let your husband know! - 85
“اممم ….”
بعد فترة، أصدرت بيلادونا صوتًا صغيرًا وانقلبت.
انحنى إسكاليون، الذي كان يجلس بجوار السرير وذراعاه متقاطعتان، بعيدًا عن ظهر الكرسي.
“أوه، هن، هيك ….”
عندما أطلقت سعالًا صغيرًا، نهض إسكاليون على الفور من مقعده. استدار، والتقط زجاجة الماء على المنضدة، وسكبها في كوبٍ صغير.
“بيلّا، اشربي هذا.”
عندما جلست بيلادونا، التي استمرّت في السعال، رفعت جفونها بصعوبةٍ ونظرت إليه.
“هاه…؟ إسكاليون …؟”
عند الصوت الذي سمعه بعد فترةٍ طويلة، فتح إسكاليون وبيلادونا، التي تحدّثت، أعينهما على اتساعها في دهشة.
“أنتِ، صوتكِ ….”
“أوه، صـ …. صوتك….”
“أولاً، اشرب هذا.”
عندما مدّ إسكاليون كوب الماء مرّةً أخرى، أخذته بيلادونا ورطّبت شفتيها. شعرت أن الماء الفاتر خشنٌ وهو يمرّ عبر مريئها.
“بلع …… مـ ماذا حدث ….. “
“قال الطبيب أنكِ شربتِ سُمًّا. ماذا حدث لكِ؟”
خفض إسكاليون صوته وهو ينظر إلى الخارج.
لم يكن هناك سوى اثنين منهم في الغرفة المظلمة، لكن الكهنة تناوبوا على حراسة بابها.
وضعت بيلادونا يدها على حلقها، حيث كان صوتها يخرج بلا حواجز. بدا الأمر طبيعيًا للغاية، وكأن حقيقة أنها كانت بكماء طوال هذا الوقت كانت كذبة.
“أنا أيضًا لا أعرف. لقد شربتُ فقط داوء القديسة …… هل كان سمًّا؟”
“دواء القديسة؟”
أوبس!
ارتجفت بيلادونا، مندهشةً لأنها أشارت عن غير قصدٍ إلى القديسة كشخصٍ آخر.
“أ-أعني ما اعتدتُ على شربه كثيرًا.”
“إذن، وضع شخصٌ ما السمّ عمدًا في الدواء الذي كنتِ تتناولينه؟”
سأل إسكاليون، وهو يشدّ فكّه السفلي.
هل هذا صحيح؟ لكن يبدو أن القديسة قد أخفته بنفسها …….
“لديّ سؤالٌ آخر.”
أكمل إسكاليون حديثه ووضع يده على ظهرها. عبست على الفور بسبب الألم اللاذع.
“هذا. مَن فعل هذا بكِ؟”
“……..”
“أخبريني، مَن تجرّأ على لمسكِ؟”
“إسكاليون …….”
نظرت بيلادونا إليه بوجهٍ مضطرب.
انطلاقًا من الطريقة التي أشار بها إلى الأجزاء المؤلمة، يبدو أنه رأى الجروح في جميع أنحاء جسدي بينما كنتُ فاقدةً للوعي.
“إذا كنتِ لا تريدين أن تريني أُصاب بالجنون وأقلب الفاتيكان رأسًا على عقب، أخبريني بسرعة.”
عضّت بيلادونا شفتها السفلية بدلاً من الإجابة.
لم تستطع الكشف ببساطةٍ عن أن الشخص الذي ارتكب العنف ضدّها لم يكن سوى البابا. كانت العواقب معقّدةً للغاية، وستكون هائلةً بالتأكيد.
“هل ستغلقين فمكِ مرّةً أخرى؟ هل ستقولين أنكِ لستِ قادرةً على التحدّث ثانيةً لأنكِ غاضبةٌ جدًا؟”
مدّ إسكاليون يده وأمسك بخديّها. هزّت بيلادونا رأسها، وخديّها لا يزالان مضغوطين بين أصابعه.
“الأمر ليس كذلك ……”
“لحسن الحظ، لا تزالين بخير. لماذا تخفي زوجتي الكثير عني؟ هل كنتُ زوجًا غير جديرٍ بالثقة؟”
كان الاستياء في صوت إسكاليون واضحًا لدرجة أن بيلادونا شعرت بالندم وخفضت بصرها.
“أنا آسفة ……”
“حسنًا، بما أنكِ مستيقظة، اشربي الدواء الذي أعطاكِ إياه الطبيب وارجعي إلى النوم.”
أفلت إسكاليون اليد التي كانت تمسك بها وأمسك بزجاجة الجرعة على الطاولة. حدّقت بيلادونا في الدواء الذي قدّمه لها بنظرةٍ فارغة، ثم فتحت فمها.
“هلّا أطعمتَني إياه؟”
“….. ماذا؟”
“ألا يمكنكَ إطعامي إياه؟”
“أيّ نوعٍ من المزاح هذا؟”
أمال إسكاليون رأسه وسأل.
احمرّ وجه بيلادونا من الاستجابة الأكثر برودةً ممّا كانت تتوقّع.
كانت في حالة ذهولٍ طفيفٍ من النوم، وكان صوتها طبيعيًا، وبدا أنها متحمّسةٌ لكونها بمفردها في الغرفة مع الشخص الذي افتقدته كثيرًا.
“حسنًا. سأشربه.”
عندما مدّت يدها في حرج، دفع إسكاليون الجرعة التي كان يحملها بعيدًا عن متناول يدها.
عندما رفعت رأسها، رأت عيونًا ذهبيةً مليئةً بمشاعرٍ غير معروفةٍ تنظر إليها.
“من فضلك.”
“سأطعمكِ إياه، افتحي فمكِ.”
“كنتُ أمزح فقط. يمكنني شربه …….”
قبل أن تتمكّن من قول أيّ شيء، فتح إسكاليون زجاجة الدواء وسكب الجرعة في فمه.
ماذا؟ لماذا تفعـ …… ؟
نظرت بيلادونا، مذعورةً، إلى زجاجة الدواء الفارغة بتعبيرٍ مدهوش.
جرعتي …….
وقبل أن تتمكّن من إدراك ما حدث، اقترب فجأةً وغطّى رؤيتها. وسرعان ما لامس شيءٌ ساخنٌ شفتيها.
“أوه ….”
عندما أغلقت بيلادونا فمها غريزيًا، حرّك إسكاليون أصابعه لسحب شفتها إلى أسفل. تدفّق السائل بين شفتيها المنفرجتين بشكلٍ ضعيف.
آه ….
ابتلعته بغير وعي، وسحب إسكاليون شفتيه بعيدًا. مسح السائل الذي تدفّق على جانب شفتي بيلادونا بإبهامه وقال.
“يا لها من مضيعة.”
“…..”
“هل يجب أن أحصل على المزيد من الدواء؟”
شعرت بيلادونا بسخونة وجهها وخفضت بصرها.
مـ ما هذا ….
“لقد تناولتِ الدواء، لذا نامي الآن.”
“بفضلك، استيقظتُ تمامًا.”
“ألستِ تتحدّثين كثيرًا منذ أن استعدتِ صوتكِ؟”
عندما نطق إسكاليون، عبست بيلادونا.
“الأمر ليس كذلك ….”
“ليس كذلك؟”
“هذا لأنني افتقدتُك.”
أغلقت بيلادونا عينيها بقوّة واعترفت. بعد أن قضت الوقت بأكمله في أستانيا تتخيّل إسكاليون، فإن مجرّد وجوده أمامها جعلها تشعر بالرضا وبدا الأمر وكأنها تستطيع أن تقول أيّ شيء.
“…….”
عند كلماتها، حدّق إسكاليون في بيلادونا دون أن يقول أيّ شيء.
أوه، هل كان ذلك مباشِرًا جدًا؟ شعرت بيلادونا بالحرج وحرّكت جسدها.
“سأنام فقط، أعتقد.”
أدارت ظهرها له ولفَّت نفسها بقدر ما تستطيع، لم يُسمَع سوى صوت حفيف البطانية البيضاء النقية.
ولكن ألن يردّ حقًا؟ هذا مُحرِجٌ جدًا ……
“بيلّا.”
في اللحظة التي بلغ فيها إحراجها ذروته، سمعت صوتًا باردًا منخفضًا من خلفها.
توقّفت بيلادونا عن التحرّك واستمعت إلى صوته. كان الصوت الذي سمعته جَلِفًا وغير مألوفٍ لدرجة أنه جعل أنفها يلسع.
“هاا …… “
مرّ تنهّده من خلفها، وخدش صدرها.
أخفضت بيلادونا رأسها بهدوء.
“لم يكن كلّ ما يتعلّق بكِ سهلاً منذ أن التقيتُكِ، لكن الأمر أصبح أصعب الآن. لا أعرف حقًا ماذا تريدين. الأمر صعبٌ للغاية.”
“……..”
“ألم يكن من الأفضل لكِ أن تكوني في أستانيا؟ لكنكِ الآن تفعلين هذا بي …… إنه وكأنكِ …….”
في اللحظة التي سمعت فيها هذه الكلمات، انتفخ شيءٌ ما داخل صدرها. شعرت بالظلم منه، الذي لم يستمع مهما تحدّثت، ولم يحاول أن يفهم مهما عبّرت عن نفسها.
لقد اجتمع الاستياء والندم الذي شعرت به تجاهه، الذي ما زال يحسب الأيام، والوحدة والعزلة والصمت الذي تراكم لديها بمفردها في أستانيا، ليشكّلا أشواكًا حادّة.
فتحت بيلادونا، التي كانت تعضّ شفتها السفلية بقوّةٍ حتى آلمتها.
“….. لقد أخبرتُكَ عدّة مرّات.”
“ماذا؟”
“أحببتُ جريبلاتا. لقد أحببتُ إسكاليون. ولكن بما أنكَ لا تستطيع قبول هذه الحقيقة، أليس أنتَ مَن يريد الانفصال عني؟”
“ماذا؟”
عبس وجه إسكاليون على الفور. أدارت بيلادونا رأسها وجلست في مواجهته.
“لقد قلتَ أنه كان لديكَ غرضٌ من الدخول في زواجٍ تعاقديٍّ معي، أليس كذلك؟ إذن، هل حقّقتَ كلّ ما أردتَه الآن؟ لذا لم تعد بحاجةٍ إلى زوجةٍ مثلي وأصبحتُ مجرّد مصدر إزعاجٍ لك؟ لهذا تريد الطلاق؟”
ارتجف صوتها، ربما لأنها كانت غاضبة. لم تستطع إيقاف كلماتها الحادّة، وكأن السد الذي كان يتماسك بشكلٍ خطيرٍ قد انفجر.
حدّق إسكاليون فيها بوجهٍ محتار.
“بيلّا.”
“ألم تأتِ كلّ هذه المسافة إلى هنا لتعطيني أوراق الطلاق؟ أعطِني إياها، إذن. سأوقّع عليها حالاً.”
اعتدلت بيلادونا في جلوسها. ومدّت يدها إليه بوجهٍ متيبّس.
“أعطِني إياها. أين هي؟”
“بيلّا.”
منعها إسكاليون من النهوض من السرير. هزّت بيلادونا يده وبصقت مرّةً أخرى.
“أعطِني أوراق الطلاق بسرعة. على أيّ حال، كان البابا يبحث عنها باستمرار، لذا يمكنني التوقيع عليها فورًا وإحضارها له.”
“لا تغضبي واهدأي أولاً. أخفضي صوتكِ.”
عند كلماته، توقّفت بيلادونا عن الكلام. أغلقت فمها بإحكامٍ وحوّلت نظرها إلى الحائط المقابل.
كانت بالفعل متوتّرةً للغاية أثناء إقامتها في أستانيا، ومؤخّرًا، تعرّضت للاعتداء الجسدي، لذلك كانت حسّاسةً للغاية.
علاوةً على ذلك، تناولت عقارًا قويًا واتّضح أنه سُم، لذلك كانت أعصابها متوتّرةً عندما استيقظت للتوّ.
كانت عُرضَةً للتوتّر لدرجة أنها سرعان ما أصبحت حسّاسةً حتى عند أدنى تحفيز.
وكان إسكاليون يعرف جيدًا أن بيلادونا كانت منهارةً للغاية الآن. حدّق فيها، تلهث وكأنها منهكة، وفتح فمه ببطء.
“بيلّا، لقد انتظرتُكِ.”
“…….”
“انتظرتُكِ، على الرغم من أنني اعتقدتُ أنكِ قد تكذبين مجددًا، وعلى الرغم من أنني اعتقدتُ أنكِ قد تضربينني في ظهري مجددًا.”
ابتلعت بيلادونا بصعوبة.
“في البداية، لم أهتمّ، لكن مع مرور الوقت، أصبحتُ قلقًا. ظللتُ أقول لنفسي أن هذا لن يحدث، ثم استسلمت. أصبحتُ أكثر غضبًا وغضبًا، ثم لم أستطع رؤية أيّ شيءٍ أمامي. مع مرور الوقت، لم أستطع فعل أيّ شيءٍ سوى التفكير فيكِ، كنتُ ممتلئًا بالإصرار على استعادتكِ ….. “
“……..”
“عندما آتي إلى أستانيا وأراكِ، سأغضب كما اعتدت. سأحدّق بكِ بحدّةٍ وأسأل ما إذا كان هذا هو الثمن الذي دفعتُه لمنحكِ فرصة. سأكرهكِ دون أيّ قيدٍ أو شرط. لقد اتّخذتُ هذه القرارات قبل وصولي إلى أستانيا، لكن أتعرفين ما شعرتُ به بمجرّد وصولي إلى هنا؟”
أدارت بيلادونا رأسها ونظرت إلى إسكاليون.
نظر إليها إسكاليون لفترةٍ طويلة، ثم قال بصوتٍ خافتٍ للغاية، وهو أمرٌ غير معتادٍ منه.
“شعرتُ أن هذا هو المكان المناسب لكِ.”
“……..”
“شعرتُ أن هذا هو المكان الذي أحببتِيه، وأن هذا هو المكان الذي كان من المفترض أن تكوني فيه، بيلّا. أدركتُ مدى بؤس وصعوبة وجودكِ بجانبي، أنا ..”
غطّى إسكاليون وجهه بكلتا يديه بعد الانتهاء من كلماته. أطلق نَفَسًا مرتجفًا بين راحتيه.
“اعتقدتُ أنكِ كذبتِ لأنكِ كنتِ خائفة. والحقيقة أنكِ كنتِ تعتقدين أن جريبلاتا فظيعةٌ للغاية، وأن هذا المكان كان أفضل لكِ كثيرًا من جريبلاتا، ولكن عندما تتفاعلين بهذه الطريقة، فأنا حقًا ….. لا أعرف حقًا ما الذي يحدث.”
“إسكاليون.”
تحدّثت بيلادونا بهدوء.
اعتقدت أنه قد آن الأوان لذلك.
نبست ببطءٍ لإسكاليون، الذي بدا مرتبكًا.
“أنا لستُ القديسة بيلادونا التي تظن أنني هي.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
نستقبل المباركات والتهاني على انتهاء أقرف سوء فهم شفته بحياتي 🥳🎉
إذا ما باركت اعرف أن البابا قد منعك
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1