Don't let your husband know! - 84
بمجرّد أن ركل الباب ليفتحه، رأى بيلادونا مستلقيةً بين ذراعي كاهنٍ ذكر. لمعت عينا الكاهن بارتياحٍ عندما لاحظ الرجال يركضون للخارج.
“سيدتي!”
“هازل، ليس لدينا وقتٌ للقيام بهذا. أنتِ وأنا سنذهب للبحث عن الطبيب!”
أمسك جراهام بهازل وهو يندفع نحو بيلادونا واستمرّ في الجري.
اقترب إسكاليون من الكاهن وأخذ بيلادونا.
“ما الذي حدث؟”
“أنا أيضًا لا أعرف السبب. لقد تناولت بعض الأدوية قبل أن تنهار، يـ يا إلهي … أعتقد أنه ربما كان هناك خطأٌ ما في ذلك …… “
“دواء؟”
بدا وجه بيلادونا، التي فقدت وعيها، غير عادي.
كانت شفتاها، اللتان كانتا دائمًا محمرّتين، تجفّان إلى لون أرجواني، وكان تنفّسها يصبح أرقّ شيئًا فشيئًا. عند رؤية وجهها الخالي من الدم لأوّل مرّةً في حياته، خارت قواه.
استند إسكاليون على فخذيه حتى لا ينهار.
“بيلادونا ……!”
اقترب البابا بروناس، الذي جاء متأخّرًا، من بيلادونا. نظر إلى بيلادونا بوجهٍ مضطربٍ وصاح في تيموثي.
“الكاهن تيموثي، من فضلكَ ابحث عن طبيبٍ أو ساحرٍ على الفور!”
“حـ حاضر!”
“لورد ديتت، غرفة نوم بيلادونا قريبة. لابد أن نحملها إلى السرير!”
“أعرف أين هي.”
اتّخذ إسكاليون، الذي تحدّث بقوّةٍ وشدّ فكّه السفلي، خطوةً إلى الأمام. مع كلّ خطوةٍ يخطوها، شعر بنفسه يغرق إلى الأسفل.
واصل إسكاليون بوعيٍ النظر إلى بيلادونا. كان مشهدًا صعبًا أن يراه، لكن قلبه كان يخفق لأنه لم يكن يعرف متى سينطفئ الشعاع الخافت الذي كانت تتشبّث به تمامًا.
لقد رأى مثل هذه الوجوه مرّاتٍ عديدةٍ في حياته.
أولئك الذين ماتوا في ساحة المعركة، على سرير المستشفى، وفي بيئاتٍ قاسية، كان لديهم جميعًا مثل هذه الوجوه. أولئك الذين لديهم مثل هذه الوجوه لا يمكنهم الصمود طويلاً.
وهذه الحقيقة جعلته يفقد عقله أكثر.
ركض وركل باب غرفة بيلادونا بقدمه، ووضعها بعنايةٍ على السرير. عندها فقط رأى يديه ترتعشان كالمجنون.
“اللعنة ….”
أطلق إسكاليون نَفَسًا قَلِقًا وحرّك كلتا يديه بجد.
بدت أنفاسها الخافتة ووجهها العابس باردين، لذلك فكّر في تغطيتها ببطانية. بينما كان يمسك بجسد بيلادونا بيدٍ واحدةٍ ويحرّك البطانية باليد الأخرى، تم دفع التنورة الطويلة التي كانت ترتديها لأعلى، وكشفت عن فخذيها الأبيضين.
“…..”
ما هذا؟
توقّف إسكاليون عن تحريك يديه دفعةً واحدة.
لا، لم تكن فخذيها أبيضين.
كانت فخذين ملطّختين بالجروح الحمراء والكدمات التي لم يستطع تحمّل النظر إليها وعيناه مفتوحتان.
تيبّس جسد إسكاليون بالكامل.
للحظة، وقف بلا حراكٍ وكأن الزمن توقّف، ثم فجأةً استعاد وعيه وبدأ يكشف عنها ملابسها. عندما رفع جسدها قليلاً وفكّ سحاب فستانها، كان ظهرها أكثر بؤسًا.
‘آثار سوط ……؟’
جُرحٌ يبدو وكأنها تعرّضت للجَلد، وقشورٌ تقشّرت لأنها لم تُعالَج في الوقت المناسب، كدماتٌ كبيرةٌ وصغيرة، ناهيك عن اللون الأرجواني القوي ……
شكّك في صحّة نظره ونظر إلى الجروح التي ملأت ظهرها الصغير النحيف.
كانت هذه بالتأكيد أشياء لم يرها في جريبلاتا.
مَن فعل هذا ببيلادونا؟
“ا-الطبيب على وشك الوصول إلى هنا. لحسن الحظ، أعطاه الفاتيكان مكانًا للإقامة بعد الانتهاء من احتفال عيد الميلاد، لذلك يقيم في مكانٍ قريب …….”
توقّف بروناس، الذي جاء متأخّرًا لأنه تخلّف عن سرعة إسكاليون، عن الكلام عندما وجده متجمّدًا أمام السرير.
“ماذا حدث …… هـ هل يمكن أن تكون بيلادونا ……!”
فوجئ ودفع إسكاليون بعيدًا، ونظر إلى السرير.
تساءل عمّا إذا كان الوقت قد فات، لكن لحسن الحظ كانت لا تزال تتنفّس. لكن لماذا كانت ملابسها ……
جلبت رؤية البابا لجسد بيلادونا، فوضى. ألم تستخدم قوّتها المقدسة لعلاج كلّ جروحها؟
“…… أيّ نوعٍ من الأوغاد يجرؤ.”
في تلك اللحظة، نزل صوتٌ باردٌ من الجانب.
أدار البابا رأسه بنذير شؤم.
“أيّ نوعٍ من الأوغاد يجرؤ على لمس جسد زوجتي؟”
كانت عينا إسكاليون الذهبيتان مليئتان بالغضب. كانت حدقتاه المحتقنة بالدم متوسّعةً وغير مركّزة، كانت جبهته وفكّه السفلي ورقبته السميكة بها أوعيةٌ دمويّةٌ منتفخة. ارتجفت قبضتاه الكبيرتان المشدودتان بشكلٍ مُهدِّد.
ابتعد البابا عنه غريزيًا وفتح فمه.
“مـ ما هذا …… مَـ مَن يجرؤ على فعل هذا!”
“جِده.”
“مـ ماذا قلت؟”
“جِد من فعل هذا الآن. البابا سيعرف بالتأكيد.”
ابتلع بروناس لعابه الجاف ولوّح بيده.
لم يكن لديه أيّ فكرةٍ أن إسكاليون توقّف عن استخدام الألقاب تجاهه. كان عقله يركّز فقط على حماية سلامته.
“مَن، مَن فعل هذا …… سأعرف كلّ شيءٍ بالتفصيل …….”
“لقد أحضرتُ الطبيب!”
في تلك اللحظة، ركض هازل وجراهام إلى الغرفة. خلفهما، ركض الطبيب بكلتا يديه مليئتين بالحقائب.
“عليّ أن أُسرِع وافحصـ …… هيك!”
توقّف الطبيب المذهول عن المشي وأخذ نَفَسًا عميقًا. غطّى إسكاليون بسرعةٍ جسد بيلادونا ببطانيةٍ وصاح في هازل وجراهام.
“أحضِرا كاهنةً الآن!”
عند كلماته، أطلق جراهام لعنةً صغيرةً واستدار بسرعةٍ وركض للخارج.
اقتربت هازل من السرير بتعبيرٍ فارغٍ وفتحت فمها.
“سـ سيدي …… هل السيدة بخير؟”
أدارت هازل رأسها لتفحص وجه إسكاليون وأخذت نَفَسًا آخر.
القائد بوجهٍ كهذا ……
أدارت هازل، التي كانت متردّدة، رأسها نحو الطبيب.
“أ- أيها الطبيب، من فضلكَ تعال من هنا أولاً.”
“نـ نعم.”
“كما قلت، قال أنها شربت شيئًا وفقدت الوعي، لكن هذا قد لا يكون السبب بالضرورة. من فضلك ألقِ نظرةً على كلّ شيء.”
“فهمت.”
“سيدي القائد، تعال من هنا للحظة …… !”
سحبته هازل بالقوّة، الذي بدا وكأنه عالقٌ في مكانه.
“أيها القائد، ما هي تلك الجروح؟ متى اكتشفتَها؟”
“لقد رأيتُها عندما حاولتُ وضعها على السرير لأن ملابسها كانت مرفوعةٌ لأعلى.”
“لا يمكن ……. هل هو؟”
“ربما لم يكن السبب المباشر، لكن لا بد أنه ساعد في إضعاف جسدها.”
“لا، مَن على وجه هذه الأرض ……”
أدار إسكاليون عينيه بصمتٍ ونظر إلى البابا. عندما ثبّت عيناه عليه، ارتجف البابا وحوّل نظره عنه.
“سـ … سأشكّل على الفور فريق تحقيقٍ مع الكهنة. مَن تجرّأ على فعل هذا للقديـ …”
“تتحدّث وكأنكَ خارج دائرة التحقيق.”
بصق بردٍّ قصيرٍ واقترب بسرعةٍ من البابا. بدون أيّ تردّد، أمسك إسكاليون برقبته بيدٍ واحدةٍ وضغط بقوّة. طغت قوّته الهائلة على البابا، ودفعه للخلف وضربه على مؤخرة رأسه.
“أوه، إيك …”
“أيها القائد! ماذا تفعل؟”
“أنت، كنتُ أعرف ذلك.”
بصق إسكاليون. كانت عيناه، عندما تحدّث، قد فقدت بالفعل إحساسها بالمنطق.
“أولاً، دع هذا … اتركه وتحدّث …”
“هيك… أ-أنقذني …”
حاولت هازل إبعاد إسكاليون عن البابا، لكن الأمر لم يكن سهلاً.
كان لديه بالفعل قوّةٌ هائلة، والآن فقد حسه بالعقل …..! تحوّل وجه البابا إلى اللون الأحمر حيث ضاق نَفَسه بسبب القوّة المتزايدة التي تشدّد خناقه.
“مـ ما الذي يحدث!”
صُدم جراهام، الذي عاد بعد أن جلب كاهنة، بالمنظر في الغرفة وركض. ومع ذلك، عندما أمسكه الرجلان وسحباه، ضعفت قوّة قبضته على رقبة البابا تدريجيًا.
“اخرج من هنا!”
صرخ غراهام، ممسكًا بخصر إسكاليون وسحبه للخلف، انحنى البابا بسرعة، وسحب اليدين اللتين كانتا تخنقان عنقه بكلتا يديه.
“كيلوك… … ! هيك! آه …… هيك، هيك!”
“ماذا تفعل بحق خالق الجحيم، أيها القائد؟”
“هو مَن فعلها.”
بصق إسكاليون بصوتٍ خافت. لم يرفع عينيه عن البابا، الذي كان مستلقيًا على الأرض يسعل بألم.
“ما هذا!”
ركضت الكاهنة التي أحضرها جراهام إلى البابا.
“قداسة البابا!”
“مَن غيره في أستانيا قد يفعل ذلك ببيلادونا؟ حتى لو لم يتسبّب في تلك الجروح بنفسه، فلا بد أنه أمر شخصًا ما بفعل ذلك.”
“هيك، هيك ….. !!”
“هل كنتَ تعامل بيلادونا دائمًا بهذه الطريقة؟ والآن تتركها تشفي جروحها بنفسها؟”
“كيك! سـ سوء فهم … ايك، هاه!”
“تتألّم لأنكَ اختنقتَ لبضع ثوانٍ؟ ألا يمكنكَ أن تتخيّل الألم الذي شعرتَ هي به حتى الآن؟”
تخلّص إسكاليون، الذي انتهى من التحدّث، من جراهام الذي كان ممسكًا بجسده. بالكاد أوقفته هازل بينما كان على وشك الركض إلى البابا مرّةً أخرى وأمسكت قبضته.
“لا يمكنكَ أن تفعل ذلك … من فضلك فكّر فيما سيحدث بعد ذلك!”
“نعم! بمجرّد الكشف عن كلّ شيء، لم يئن الأوان بعد للغضب! قد لا يعرف البابا أيّ شيءٍ عن هذا! سنكون في ورطةٍ كبيرة! حتى لو وقفتَ للمحاكمة لاحقًا، فلن يكون لديكَ ما تقوله عن هذا!”
“كح …..”
رفع البابا عينيه وحدّق به.
بعد تأمين حياته، بدا وكأنه يشعر بالإهانة والخجل الآن.
“كما قلت، سأحقّق بدقّةٍ فيمن فعل هذا …. سعال، سأفعل. ومع ذلك، إذا تبيّن أن الجاني ليس من طرفي ……. في ذلك الوقت، سأحاسبكَ بشدّةٍ على هذا، يا لورد ديتت.”
بعد الانتهاء من كلماته، نهض بمساعدة الكاهنة.
فتح فمه للطبيب الذي كان جالسًا هناك، ينظر حوله.
“عندما تنتهي من علاج القديسة، زُر مكتب البابا، أيها الطبيب. ويرجى التزام الصمت بشأن ما رأيتَه اليوم حتى تلتقي روحكَ بخالقها.”
“آه، نـ نعم، سـ سأفعل ……”
حدّق البابا بإسكاليون شِزرًا للمرّة الأخيرة، ثم خرج وهو يعرج من غرفة بيلادونا.
عندما غادر البابا، أمسك جراهام بكتف إسكاليون وأداره.
“هل أنتَ مجنون؟ ماذا لو ضربتَ كاهنًا! وليس أيّ كاهن، بل البابا بنفسه …… !”
“……..”
سار إسكاليون إلى السرير دون إجابةٍ ونظر إلى بيلادونا. سواء كان ذلك بسبب تأثير المحلول الوريدي الذي وضعه الطبيب أم لا، فقد بدا وجهها أفضل بكثيرٍ من ذي قبل.
“اشرح.”
“حمدًا للإله، حياتها ليست في خطر. بناءً على أعراض جسدها، يبدو أنها تعرّضت للتسمّم، ولكن الغريب أن إصاباتها الداخلية ليست عميقة.”
عندما سمع أن حياتها ليست في خطر، هدأ الجنون الذي كان يغلي في أوصاله.
“متى ستستيقظ؟”
“ستستيقظ قريبًا.”
“هل يمكنكَ النظر إلى الجروح الأخرى؟”
أومأ الطبيب برأسه ببطءٍ على طلبه.
“إذا نظرتَ إلى شكل أو عمق الجرح، هل يمكنكَ معرفة نوع الأداة المستخدمة؟”
“أوه، يمكنني معرفة ذلك …… أستطيع.”
“هازل.”
عندما استدار إسكاليون إلى هازل، خطى بسرعةٍ إلى الأمام.
“إذا كان لديكَ أيّ فكرةٍ أو شك، فقط أخبرني، حضرة الطبيب.”
أومأ الطبيب برأسه وأخرج أشياءًا مثل الضمادات والقطن والمرهم من حقيبته لعلاج الجرح.
نظر إسكاليون إلى المشهد بهدوء، ثم تنهّد وجلس على السرير. وبينما كان يجلس، كان لا يزال يشعر بفخذيه ترتعشان بشكلٍ مضطرب.
“……….”
لم يستطع أن يتحمّل النظر إلى بيلادونا، لذلك انحنى وغطّى وجهه بكلتا يديه. لم يستطع أن يفهم ما حدث لها أثناء غيابه.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1